تصعيد عسكري محدود في غزة

شنت إسرائيل هجوماً على قطاع غزة استهدفت فيه مواقع تابعة لحركة «حماس»، رداً على سقوط قذيفة صاروخية أُطلقت من القطاع في مناطق مفتوحة قرب مستوطنات الغلاف؛ في تصعيد محدود.
ونفذت الطائرات الإسرائيلية ضربات قالت إنها «انتقامية» ضد أهداف لـ«حماس» التي ردت بمحاولة استهداف الطائرات المهاجمة في أحدث تبادل للنار بعد شهور من الهدوء.
وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان قصير الأحد، إنه هاجم غزة رداً على الضربة الصاروخية مساء السبت التي أنهت فترة من الهدوء النسبي. وأضاف أن موقعاً مركزياً لصنع الصواريخ تستخدمه «حماس» كان من بين المنشآت المستهدفة، لافتاً إلى أن «الورشة تستخدم موقعاً رئيسياً لتصنيع معظم صواريخ الحركة في القطاع».
ورد الجناح العسكري لحركة «حماس»؛ «كتائب عز الدين القسام»، بالقول إنه استهدف الطائرات الإسرائيلية بنيران مضادة للطائرات وصواريخ «أرض - جو».
وعاد الجيش الإسرائيلي في وقت لاحق واستهدف موقعاً عسكرياً تابعاً لحركة «حماس» رداً على النيران المضادة للطائرات.
وجاء التصعيد بعد ساعات من سقوط قذيفة أطلقت من غزة في حقل مفتوح بالقرب من «ناحال عوز» و«كفار عزة» مساء السبت.
ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات أو أضرار. وأفادت مصادر طبية فلسطينية بأنه لم ترد أنباء كذلك عن وقوع إصابات داخل غزة.
ولا يبدو أن إسرائيل أو «حماس» تريدان الذهاب أبعد من ذلك، مع تقديرات أن إطلاق الصاروخ الوحيد تجاه إسرائيل لم يأت في سياق تصعيد مخطط له. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن إطلاق الصاروخ ليلة السبت.
وتعتقد إسرائيل أنها حققت ردعاً في القطاع منع الفصائل من تصعيد الموقف، لكن «حماس» ردت قائلة إنها لن تسمح لإسرائيل بتغيير المعادلة.
وقال رئيس هيئة الأركان، الجنرال أفيف كوخافي، إن «العمليات العسكرية الثلاث التي بادرت إليها إسرائيل في قطاع غزة (الحزام الأسود وحامي الأسوار ومطلع الفجر)، قد خلقت في قطاع غزة واقعاً جديداً تولد من ردع إسرائيلي».
وأضاف: «بسبب هذا الواقع؛ فإن (حماس) لا تلجأ إلى الرد على الغارات الإسرائيلية فحسب؛ بل إنها حتى لا تدرس فكرة كهذه أيضاً، والدليل هو الغارة التي شنها سلاح الجو الإسرائيلي الأحد على أهداف حمساوية في غزة رداً على إطلاق قذيفة صاروخية. (حماس) لم ترد على الغارة الجوية».
وتابع: «إذا استمر الوضع هكذا حتى شهر مايو (أيار) المقبل، فسيكون العامان الأخيران هما الأكثر هدوءاً في التجمعات السكانية المحيطة بقطاع غزة».
لكن «حماس» ردت قائلة إن «تصدي (كتائب القسام) للعدوان الذي وقع فجر الأحد والرد بشكل مباشر عليه، يؤكد أنها لن تسمح للاحتلال بتغيير المعادلات».
التصعيد المحدود في غزة سبق عملية خاصة للجيش الإسرائيلي على الحدود لإقامة عائق بري. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن جيشه بدأ عملية خاصة لإزالة معبر «كارني» في منطقة السياج الحدودي على حدود قطاع غزة من أجل الشروع في بناء عائق بري خلفاً له.
وأضاف: «العملية تهدف إلى تعزيز خط الدفاع في تلك المنطقة، وهي تأتي في إطار تحسين خط الدفاع على طول الحدود مع قطاع غزة». وأطلق على عملية بناء العائق اسم «كارني عوز»، وسيُستكمل من خلالها بناء العائق تحت وفوق الأرض.
وكان معبر «كارني» مخصصاً في الماضي لعبور البضائع والعمال، حتى توقف عن العمل في عام 2011 في أعقاب استهدافه مرات عدة، وحولت إسرائيل البضائع إلى معبر كرم أبو سالم والعمال إلى معبر إيريز (بيت حانون).