استبق النظامُ الإيراني انطلاقَ موجة احتجاجات جديدة وكبيرة اليوم (الاثنين) وتستمر إلى الأربعاء، بإعلانه حلَّ «شرطة الأخلاق»؛ في خطوة فُسّرت تراجعاً من النظام أمام الضغط الشعبي المستمر منذ وفاة الشابة الكردية مهسا أميني أثناء احتجازها لدى هذا الجهاز بدعوى «سوء الحجاب»، يوم 16 سبتمبر (أيلول) الماضي في طهران.
وأعلن المدعي العام الإيراني، محمد جعفر منتظري، إلغاء «شرطة الأخلاق» من قبل السلطات المختصة، كما أفادت وكالة الأنباء الطلابية الإيرانية «إيسنا» الأحد. وقال منتظري، مساء السبت، في مدينة قم إنَّ «(شرطة الأخلاق) ليست لها علاقة بالقضاء، وألغاها من أنشأها».
وجاء الإعلان المفاجئ بعدما قال منتظري الخميس الماضي إنَّ «اللجنة العليا للثورة الثقافية»، التي يرأسها الرئيس إبراهيم رئيسي، وتضم أعضاء يختارهم المرشد علي خامنئي، ستعلن موقفَها من قضية الحجاب خلال 15 يوماً.
وسارعت قناة «العالم»، التابعة للتلفزيون الرسمي الإيراني، إلى القول إنَّ «إلغاء (شرطة الأخلاق) فُسر تراجعاً من الجمهورية الإسلامية في بعض وسائل الإعلام الأجنبية في قضية الحجاب والعفة وتحت تأثير الاضطرابات».
وقالت الصحافية والناشطة في حقوق المرأة، مسيح علي نجاد، على «تويتر»: «هل تلغون (شرطة الأخلاق)؟ هذه فقط الخطوة الأولى؛ الناس يريدون أن تُلغى (تُحل) الجمهورية الإسلامية القسرية». وأضافت: «عندما نقول نحن الإيرانيات: لا للحجاب الإجباري، فهذا يعني: لا للجمهورية الإسلامية».
وفي حين أقر النظام بقتله 200 شخص من المواطنين خلال الاحتجاجات، تفيد تقارير حقوقية بأنَّ عدد القتلى تجاوز 470.