استضافت عرضاً عالمياً لـ«ديور»... هل مصر على عتبة مكاسب سياحية جديدة؟

الدار الفرنسية قدمت تشكيلة خريف 2023 تحت سفح الأهرامات

لقطة من العرض (فيسبوك)
لقطة من العرض (فيسبوك)
TT

استضافت عرضاً عالمياً لـ«ديور»... هل مصر على عتبة مكاسب سياحية جديدة؟

لقطة من العرض (فيسبوك)
لقطة من العرض (فيسبوك)

أمام أهرامات الجيزة المُزدّانة بأشعة الـ«ليد»، يسير عارضو أزياء تحت سماء ليلة مصرية فرنسية، بعدما اختار كيم جونز، المدير الإبداعي لدار الأزياء الفرنسية «كريستيان ديور» أن يقدم للعالم تشكيلة الأزياء الرجالية لخريف 2023. في مشهد تابعه الملايين عبر بث مباشر، بينما اقتصر الحضور على مجموعة بارزة من النجوم والمشاهير والمؤثرين، وصلوا إلى مصر مستقلين 47 طائرة خاصة، وخُصصت لهم جولة سياحية على مدار يومين.
بدأ الحدث الجمعة 2 ديسمبر (كانون الأول) بعرض جزئي احتضنه المتحف المصري الكبير، الذي لم يفتح أبوابه للزوار بعد. وفي اليوم التالي خصص الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، جولة سياحية في منطقة آثار سقارة، اصطحب فيها عدداً من مسؤولي دار الأزياء الفرنسية وبعض الحضور من النجوم والمؤثرين العالميين، أما المساء خُصص لممشى عرض تشكيلة أزياء رجالية أطلق عليها المدير الإبداعي «السماوية»، في إشارة إلى «كيف يشكل الماضي المستقبل».

ضم الحضور عارضة الأزياء السمراء ناعومي كامبل، التي عبرت في المؤتمر الصحافي، عن امتنانها قائلة: «أنا سعيدة لأن مصر بالنسبة لي جزء من أفريقيا. ولذا أعتبر أننا صفقة ناجحة باختيار ديور وكيم جونز ليكونا هنا». كما حضر السفير العالمي لـ«ديور» الممثل البريطاني روبرت باتينسون، والسير لويس كارل هاميلتون، بطل سباق السيارات «فورميولا وان»، المطرب الكوري سيهون، والممثل العالمي مصري الأصل مينا مسعود، وعارضة الأزياء العالمية البريطانية ليلى موس.
ثمة دلالات ومكاسب يتوقعها الخبراء فيما يخص تنشيط السياحة المصرية وتعزيز مجالات تجارية واستثمارية. من جانبه يرى أحمد حمدي، مصمم النظارات المصري ومؤسس العلامة التجارية «نايل أي وير»، الذي كان ضمن الحضور في عرض «ديور»، أن مصر على عتبة استثمارات حثيثة تشمل قطاعات السياحة والتصميم، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «ما نحن بصدده يمكن وصفه بالـ(تاريخي)، لأن اتجاه أكبر شركة عالمية (إل في إم)، المالكة لأهم علامات الموضة على غرار (ديور) و(شانيل) و(جيفنشي) وأسماء بارزة أخرى، إلى مصر، له دلالات قصيرة وطويلة الأجل، تشمل اتجاه علامات أخرى لتقديم تشكيلاتهم من منطقة جذب تاريخية مثل مصر، ما يتضمنه من رواج سياحي بعد سنوات الركود. ثمة بُعد طويل الأجل يشمل استثمارات تصنيع وتجارة قد تظهر لاحقاً بالتبعية».

ويلفت مصمم النظارات المصري إلى «صناعة الأزياء والرياضة باتت محل اهتمام عالمي، الجميع يتابع دون اعتبارات حدودية، من ثم ما شهدته منطقة الأهرامات تابعه ملايين حول العالم، وأعتقد أن القائمين على الحفل نجحوا في جذب الانتباه باستخدام تقنيات ضوئية لافتة مع موسيقى لعبتها فرقة فرنسية محترفة، مما نسج مشهداً تاريخياً».
نشرت الصفحة الرسمية للعلامة الفاخرة «ديور» مقاطع مصورة بمنطقة آثار سقارة، فضلاً عن المتحف المصري الكبير بمنطقة الأهرامات، وهو ما وصفه حمدي بـ«أضخم دعاية سياحية لمصر، لا سيما أن ما تم التركيز عليه هو الحضارة المصرية وروعتها، وليس تشكيلة الأزياء نفسها». من جانب آخر أشار حمدي إلى «جذب علامة تجارية بحجم (ديور) سينعكس على المصممين المصريين بتعزيز ثقتهم في السوق، كما أن ثمة دلالات لأي مستثمر بأن مصر تسير على خطى صحيحة».

تقول سوزان ثابت، العضو المؤسس لمجلس الأزياء والتصميم المصري، إن ما تشهده أرض مصر علامة على تشجيع صغار المصممين، وتضيف: «تاريخ مصر له باع في إلهام المصممين العالمين، وحان الوقت أن تتحول التجارب إلى مزيد من المباشرة والتأثير».
تشير سوزان ثابت إلى اهتمام دور الأزياء العالمية إلى المنطقة العربية، ومن بينها مصر، وتقول: «هذا الحراك يشجع القائمين على صناعة الموضة إلى الانطلاق نحو العالمية، وبالفعل نرتقب انطلاق أسبوع الموضة المصري الأول في وقت قريب».
مصر التي تمتلك ثلث آثار العالم، تحتل المرتبة الـ34 بين دول العالم السياحية، بينما تحتل المرتبة 26 في السياحة العلاجية، وهو ما دفع نواباً بالبرلمان المصري لتقديم طلب إحاطة لوزارة السياحة والآثار لدراسة موقف مصر.
من جانبه، يشير الخبير السياحي المصري، أحمد عبد العزيز، إلى أهمية استغلال استضافة مصر لـ«ديور» لتعزيز قطاع السياحة، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «لا يليق بمصر أن تُصنف في مرتبة متأخرة كهذه بين الدول السياحية، ومن ثم حان الوقت لأن يضع القائمون على قطاع السياحة أجندة تتضمن المناسبات العالمية واستغلال ذلك في استقطاب العلامات التجارية البارزة، وكذلك إعطاء مزيد من الاهتمام بسياحة المؤتمرات والمنتديات، فهذه من شأنها دعاية سياحية مجانية».
ويشير عبد العزيز إلى أن حجم الإنفاق السنوي في مصر على الترويج للسياحة يصل إلى مليار ونصف جنيه مصري، غير أنه دون جدوى، ويقول: «نمطية أساليب الترويج السياحي تحول دون جدواها وسط عالم تحكمه قوانين رقمية».
ويردف: «وزارة السياحة والآثار يجب أن تضع حداً فاصلاً بين الترويج والتسويق، فهي منوطة بحملات تعريفية عن مصر، غير أن الجذب الفعلي ليس مهمتها المباشرة، بينما هنا يأتي دور القطاع الخاص الذي يجب أن تتضافر جهوده مع الجهات الرسمية لتحقيق مصلحة مشتركة».


مقالات ذات صلة

بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

يوميات الشرق بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

تقدمت كريستين باومغارتنر، الزوجة الثانية للممثل الأميركي كيفين كوستنر، بطلب للطلاق، بعد زواجٍ دامَ 18 عاماً وأثمر عن ثلاثة أطفال. وذكرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية أن الانفصال جاء بسبب «خلافات لا يمكن حلُّها»، حيث تسعى باومغارتنر للحضانة المشتركة على أطفالهما كايدين (15 عاماً)، وهايس (14 عاماً)، وغريس (12 عاماً). وكانت العلاقة بين كوستنر (68 عاماً)، وباومغارتنر (49 عاماً)، قد بدأت عام 2000، وتزوجا عام 2004.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
يوميات الشرق متحف «المركبات» بمصر يحيي ذكرى الملك فؤاد الأول

متحف «المركبات» بمصر يحيي ذكرى الملك فؤاد الأول

افتتح متحف المركبات الملكية بمصر معرضاً أثرياً مؤقتاً، اليوم (الأحد)، بعنوان «صاحب اللقبين فؤاد الأول»، وذلك لإحياء الذكرى 87 لوفاة الملك فؤاد الأول التي توافق 28 أبريل (نيسان). يضم المعرض نحو 30 قطعة أثرية، منها 3 وثائق أرشيفية، ونحو 20 صورة فوتوغرافية للملك، فضلاً عن فيلم وثائقي يتضمن لقطات «مهمة» من حياته. ويشير عنوان المعرض إلى حمل فؤاد الأول للقبين، هما «سلطان» و«ملك»؛ ففي عهده تحولت مصر من سلطنة إلى مملكة. ويقول أمين الكحكي، مدير عام متحف المركبات الملكية، لـ«الشرق الأوسط»، إن المعرض «يسلط الضوء على صفحات مهمة من التاريخ المصري، من خلال تناول مراحل مختلفة من حياة الملك فؤاد».

نادية عبد الحليم (القاهرة)
يوميات الشرق وضع تسلسل كامل لجينوم «اللبلاب» المقاوم لتغير المناخ

وضع تسلسل كامل لجينوم «اللبلاب» المقاوم لتغير المناخ

قام فريق بحثي، بقيادة باحثين من المعهد الدولي لبحوث الثروة الحيوانية بكينيا، بوضع تسلسل كامل لجينوم حبة «فول اللبلاب» أو ما يعرف بـ«الفول المصري» أو «الفول الحيراتي»، المقاوم لتغيرات المناخ، بما يمكن أن يعزز الأمن الغذائي في المناطق المعرضة للجفاف، حسب العدد الأخير من دورية «نيتشر كومينيكيشن». ويمهد تسلسل «حبوب اللبلاب»، الطريق لزراعة المحاصيل على نطاق أوسع، ما «يجلب فوائد غذائية واقتصادية، فضلاً على التنوع الذي تشتد الحاجة إليه في نظام الغذاء العالمي».

حازم بدر (القاهرة)
يوميات الشرق «الوثائقية» المصرية تستعد لإنتاج فيلم عن «كليوباترا»

«الوثائقية» المصرية تستعد لإنتاج فيلم عن «كليوباترا»

في رد فعل على فيلم «الملكة كليوباترا»، الذي أنتجته منصة «نتفليكس» وأثار جدلاً كبيراً في مصر، أعلنت القناة «الوثائقية»، التابعة لـ«الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بمصر»، اليوم (الأحد)، «بدء التحضير لإنتاج فيلم وثائقي عن كليوباترا السابعة، آخر ملوك الأسرة البطلمية التي حكمت مصر في أعقاب وفاة الإسكندر الأكبر». وأفاد بيان صادر عن القناة بوجود «جلسات عمل منعقدة حالياً مع عدد من المتخصصين في التاريخ والآثار والأنثروبولوجيا، من أجل إخضاع البحوث المتعلقة بموضوع الفيلم وصورته، لأقصى درجات البحث والتدقيق». واعتبر متابعون عبر مواقع التواصل الاجتماعي هذه الخطوة بمثابة «الرد الصحيح على محاولات تزييف التار

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق مؤلفا «تحت الوصاية» لـ«الشرق الأوسط»: الواقع أصعب مما طرحناه في المسلسل

مؤلفا «تحت الوصاية» لـ«الشرق الأوسط»: الواقع أصعب مما طرحناه في المسلسل

أكد خالد وشيرين دياب مؤلفا مسلسل «تحت الوصاية»، أن واقع معاناة الأرامل مع «المجلس الحسبي» في مصر: «أصعب» مما جاء بالمسلسل، وأن بطلة العمل الفنانة منى زكي كانت معهما منذ بداية الفكرة، و«قدمت أداء عبقرياً زاد من تأثير العمل». وأثار المسلسل الذي تعرض لأزمة «قانون الوصاية» في مصر، جدلاً واسعاً وصل إلى ساحة البرلمان، وسط مطالبات بتغيير بعض مواد القانون. وأعلنت شركة «ميديا هب» المنتجة للعمل، عبر حسابها على «إنستغرام»، أن «العمل تخطى 61.6 مليون مشاهدة عبر قناة (DMC) خلال شهر رمضان، كما حاز إشادات عديدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي». وكانت شيرين دياب صاحبة الفكرة، وتحمس لها شقيقها الكاتب والمخرج خالد د

انتصار دردير (القاهرة)

المتحف المصري الكبير يحتفي بالفنون التراثية والحِرف اليدوية

المتحف المصري الكبير يضم آلافاً من القطع الأثرية (الشرق الأوسط)
المتحف المصري الكبير يضم آلافاً من القطع الأثرية (الشرق الأوسط)
TT

المتحف المصري الكبير يحتفي بالفنون التراثية والحِرف اليدوية

المتحف المصري الكبير يضم آلافاً من القطع الأثرية (الشرق الأوسط)
المتحف المصري الكبير يضم آلافاً من القطع الأثرية (الشرق الأوسط)

في إطار التشغيل التجريبي للمتحف المصري الكبير بالجيزة (غرب القاهرة) أقيمت فعالية «تأثير الإبداع» التي تضمنت احتفاءً بالفنون التراثية والحِرف اليدوية وتاريخها الممتد في عمق الحضارة المصرية.

واستهدفت الفعالية التي نُظمت، الأحد، بالتعاون بين مؤسسة «دروسوس» وجمعية «نهضة المحروسة» تسليط الضوء على الدور الذي يلعبه الإبداع في مجالات التراث والفنون والحِرف اليدوية، في الاحتفاظ بسمات حضارية قديمة، كما تستهدف تعزيز دور الصناعات الإبداعية باعتبارها رافداً أساسياً للتنمية على المستويين الاقتصادي والاجتماعي، وكذلك إبراز أهمية الابتكار والإبداع في مختلف المجالات.

وأكد الدكتور أحمد غنيم، الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف المصري الكبير، أن «هذه الفعالية تعزز روح التعاون والرؤية المشتركة وتشجيع التبادل الثقافي»، لافتاً في كلمة خلال الاحتفالية إلى أن «المتحف المصري الكبير ليس متحفاً تقليدياً، وإنما هو مُجمع ثقافي يحتفي بالتاريخ والثقافة المصرية ويشجِّع على الإبداع والابتكار الذي يرتكز على الماضي لينطلق نحو مستقبل أكثر إشراقاً وتطوراً».

الحِرف اليدوية تحمل طابعاً تراثياً (وزارة السياحة والآثار)

وأوضح غنيم في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «المتحف عبارة عن منارة ثقافية هدفها ليس فقط عرض الآثار، لكن أيضاً عرض التراث المصري سواء المادي أو غير المادي، وربطها بالحضارة المصرية القديمة وعبر عصور مختلفة وصولاً إلى العصر الحديث».

وتضمنت الفعالية جولة بالمتحف تمت خلالها زيارة البهو، حيث تمثال الملك رمسيس، والدَّرَج العظيم، وقاعات العرض الرئيسة، وكذلك المعرض الخاص بالفعالية، كما اختتمت فرقة «فابريكا» الفعالية، حيث قدَّمَت أوبريت «الليلة الكبيرة»، وفق بيان لوزارة السياحة والآثار.

ويضيف الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف أن «الجمعيات الأهلية أو الجهات المتخصصة والمعنية بالتراث نحاول أن نعرضها في المتحف بشكل لائق ومشجع لمن يقومون على هذه الحِرف والفنون».

جانب من فعالية «تأثير الإبداع» للفنون التراثية والحِرف اليدوية (وزارة السياحة والآثار)

وأشار إلى أن الفعالية تضمنت عرض مجموعات من الخزف وكذلك فنون على الأقمشة والأعمال الخاصة بالخشب وأعمال متنوعة في المجالات كافة.

ويعدّ المتحف المصري الكبير من أهم المتاحف المصرية المنتظر افتتاحها، ووصفه رئيس الوزراء المصري في تصريحات سابقة بأنه سيكون «هدية مصر للعالم»، ويقع المتحف على مساحة 117 فداناً، ضمن مشهد مفتوح على منطقة الأهرامات الثلاثة، وتُعوّل مصر عليه كثيراً في تنشيط الحركة السياحية، ومن المنتظر أن يشهد عرض المجموعة الكاملة لآثار الفرعون الذهبي توت عنخ آمون التي يتجاوز عددها 5 آلاف قطعة لدى افتتاحه الرسمي بشكل كامل.

وتضمنت الفعالية التي شهدها المتحف رحلة عبر الزمن اصطحبتهم من الماضي حيث الحضارة الخالدة، مروراً بالحاضر ورموزه الفنية، نحو صورة لمستقبل أكثر ابتكاراً وإبداعاً.

وتعدّ فعالية «تأثير الإبداع» إحدى الفعاليات المتنوعة التي يستضيفها المتحف المصري الكبير في إطار التشغيل التجريبي الذي يشهده ويتيح لزائريه زيارة منطقة المسلة المعلقة، والبهو العظيم والبهو الزجاجي، والمنطقة التجارية، بالإضافة إلى قاعات العرض الرئيسة التي تم افتتاحها جزئياً.