إيمان نويل لـ«الشرق الأوسط»: الأدوار التاريخية تستهويني

الفنانة الجزائرية أعربت عن سعادتها لعرض «الملكة الأخيرة» بالسعودية

نويل في لقطة من فيلم «الملكة الأخيرة» (مهرجان البحر الأحمر)
نويل في لقطة من فيلم «الملكة الأخيرة» (مهرجان البحر الأحمر)
TT

إيمان نويل لـ«الشرق الأوسط»: الأدوار التاريخية تستهويني

نويل في لقطة من فيلم «الملكة الأخيرة» (مهرجان البحر الأحمر)
نويل في لقطة من فيلم «الملكة الأخيرة» (مهرجان البحر الأحمر)

عبرت الممثلة الجزائرية إيمان نويل عن سعادتها لعرض فيلم «الملكة الأخيرة» بمهرجان البحر الأحمر السينمائي، مشيرة إلى أنه «يكتسب أهمية خاصة في عرضه العربي الأول بعد مشاركته في مهرجان فينيسيا وحصوله على تنويه خاص في السيناريو»، وقالت في حوارها إلى «الشرق الأوسط» إن الأدوار التاريخية تستهويها، وإنها كفنانة تحب الأدوار التي تنطوي على قدر من التحدي، مؤكدة انفتاحها على تجارب سينمائية مختلفة دون حاجة للإقامة خارج بلادها.
وينافس فيلم «الملكة الأخيرة» ضمن المسابقة الطويلة لمهرجان البحر الأحمر في دورته الثانية، وهو من بطولة عديلة بن ديمراد التي شاركت في كتابته وإخراجه مع داميان أونوري في أول أفلامهما الطويلة، يطرح الفيلم لأحداث تاريخية تعود للقرن الـ16 بالجزائر وتعرضها للغزو الإسباني خلال السنوات الأولى للوجود العثماني، وتجسد نويل شخصية الملكة الأولى التي تنتمي لأصول أمازيغية حسبما تؤكد: «هي إنسانة حكيمة، تهتم ببلدها وتنصح زوجها، ولم تكن هناك غيرة بينها وبين الملكة الأخيرة، والفيلم يتطرق لوقائع تاريخية، وقد شعرت كممثلة بمتعة وأنا أؤدي دوري وسط ديكورات وملابس تعبر عن تلك الفترة الزمنية، وهي فترة لم تتطرق لها السينما كثيراً، فغالباً ما تتجه الأفلام نحو الثورة الجزائرية التي شاركت بفيلم سابق عنها (كريم بلقاسم) مع المخرج أحمد راشدي.

واقتضت شخصية الملكة أن تؤدي إيمان مشاهد باللغة الأمازيغية: «لم أمثل بالأمازيغية من قبل، لكنني أعرفها وأفهمها مثل كل الجزائريين، الأعمال التاريخية تكون صعبة وتتطلب ميزانيات كبيرة، وأنا كفنانة أحب التحديات، إذ تطلبت بعض مشاهدي تدريباً قبل التصوير على فن القتال بالسيف».
وشهد مهرجان فينيسيا خلال دورته السابقة العرض الأول للفيلم، ونال إشادات واسعة وفق إيمان: «كانت القاعة مزدحمة جداً بالحضور الذين شاهدوا الفيلم حتى النهاية حيث عرض بقسم المؤلفين وحاز على تنويه خاص، لأنه قدم قصة من واقعنا بلغة سينمائية أشادوا بها».
وحول مشاركته بمهرجان البحر الأحمر تقول: «هذا العرض مهم لأنه يعرض على الجمهور السعودي والعربي في مهرجان كبير مثل (البحر الأحمر)، الذي منح الفيلم دعماً في مراحل إنتاجه، وكل عرض له ميزته الخاصة به، فعرضه لاحقاً للجمهور الجزائري هو أيضاً عرض مهم لنعرف رأي جمهور الفيلم الأصلي، والمشاركة عموماً في المهرجانات تحقق ترويجاً كبيراً للأفلام».
وشاركت الممثلة الجزائرية في أعمال خارج الجزائر التي تقيم بها وترفض فكرة الهجرة منها مثل بعض الفنانين الجزائريين: «أعمل بين الجزائر وتونس، ولا أفكر في العيش بالخارج، لكنني أحب السفر وأشارك في أعمال خارج الجزائر مثل فيلم (أغسطينوس ابن دموعها) مع المخرج المصري الراحل سمير سيف الذي كان لي شرف العمل معه، والفيلم إنتاج تونسي جزائري بمشاركة ممثلين جزائريين، وقد حصل على جائزة أفضل إنجاز بمهرجان الإسكندرية، كما عملت مع المخرج عادل أديب في سلسلة حلقات كوميدية تم تصويرها في تركيا، وأعمل مع مخرجين من تونس مما يمنحني خبرات مهمة لأن لكل مخرج أسلوبه المميز».

ولعبت نويل بطولة فيلم «إلى آخر الزمان»، وهو أول فيلم جزائري يعرض على منصة «نتفليكس» للمخرجة ياسمين شويخ، وتم ترشيحه ليمثل الجزائر في الأوسكار عام 2017 وجسدت من خلاله شخصية غجرية تعيش قصة حب في مقبرة، كما شاركت في عدد من المسلسلات التلفزيونية الناجحة، من بينها «أولاد حلال»، الذي تقول عنه: «هو من الأعمال التي حققت لي خطوة كبيرة في مشواري، ورغم أنني تعرضت لحادث أثناء تصوير أحد المشاهد العنيفة لكنني أعتز به وبالدور الذي أديته، لزوجة يهملها زوجها وتطاردها أمه لكي تنجب طفلاً تمنحه لشقيقة زوجها التي لم تنجب».
وتعبر نويل عن عشقها للسينما قائلة: «أحلامي سينمائية، وقدمت أدواراً متعددة، لكنني أبحث عن الاختلاف بشكل أكبر، لدينا في الجزائر مخرجات ومخرجون رائعون من مختلف الأجيال يتمتعون بالموهبة لكن المشكلة في التمويل، فالإنتاج السينمائي بالجزائر كان أكبر في فترة السبعينات، الآن الفيلم يستغرق خمس سنوات بين الكتابة والتصوير وقبلهما التمويل الذي يمثل أزمة كبيرة».


مقالات ذات صلة

وفاة الممثل البريطاني راي ستيفنسون نجم «ثور» و«ستار وورز»

يوميات الشرق الممثل البريطاني راي ستيفنسون (أ.ب)

وفاة الممثل البريطاني راي ستيفنسون نجم «ثور» و«ستار وورز»

توفي الممثل البريطاني راي ستيفنسون الذي شارك في أفلام كبرى  مثل «ثور» و«ستار وورز» عن عمر يناهز 58 عامًا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق «إسماعيلية رايح جاي» يشعل «الغيرة الفنية» بين محمد فؤاد وهنيدي

«إسماعيلية رايح جاي» يشعل «الغيرة الفنية» بين محمد فؤاد وهنيدي

أثارت تصريحات الفنان المصري محمد فؤاد في برنامج «العرافة» الذي تقدمه الإعلامية بسمة وهبة، اهتمام الجمهور المصري، خلال الساعات الماضية، وتصدرت التصريحات محرك البحث «غوغل» بسبب رده على زميله الفنان محمد هنيدي الذي قدم رفقته منذ أكثر من 25 عاماً فيلم «إسماعيلية رايح جاي». كشف فؤاد خلال الحلقة أنه كان يكتب إفيهات محمد هنيدي لكي يضحك المشاهدين، قائلاً: «أنا كنت بكتب الإفيهات الخاصة بمحمد هنيدي بإيدي عشان يضحّك الناس، أنا مش بغير من حد، ولا يوجد ما أغير منه، واللي يغير من صحابه عنده نقص، والموضوع كرهني في (إسماعيلية رايح جاي) لأنه خلق حالة من الكراهية». واستكمل فؤاد هجومه قائلاً: «كنت أوقظه من النوم

محمود الرفاعي (القاهرة)
سينما جاك ليمون (يسار) ومارشيللو ماستروياني في «ماكاروني»

سنوات السينما

Macaroni ضحك رقيق وحزن عميق جيد ★★★ هذا الفيلم الذي حققه الإيطالي إيتوري سكولا سنة 1985 نموذج من الكوميديات الناضجة التي اشتهرت بها السينما الإيطالية طويلاً. سكولا كان واحداً من أهم مخرجي الأفلام الكوميدية ذات المواضيع الإنسانية، لجانب أمثال بيترو جيرمي وستينو وألبرتو لاتوادا. يبدأ الفيلم بكاميرا تتبع شخصاً وصل إلى مطار نابولي صباح أحد الأيام. تبدو المدينة بليدة والسماء فوقها ملبّدة. لا شيء يغري، ولا روبرت القادم من الولايات المتحدة (جاك ليمون في واحد من أفضل أدواره) من النوع الذي يكترث للأماكن التي تطأها قدماه.

يوميات الشرق الممثل أليك بالدوين يظهر بعد الحادثة في نيو مكسيكو (أ.ف.ب)

توجيه تهمة القتل غير العمد لبالدوين ومسؤولة الأسلحة بفيلم «راست»

أفادت وثائق قضائية بأن الممثل أليك بالدوين والمسؤولة عن الأسلحة في فيلم «راست» هانا جوتيريز ريد اتُهما، أمس (الثلاثاء)، بالقتل غير العمد، على خلفية إطلاق الرصاص الذي راحت ضحيته المصورة السينمائية هالينا هتشينز، أثناء تصوير الفيلم بنيو مكسيكو في 2021، وفقاً لوكالة «رويترز». كانت ماري كارماك ألتوايز قد وجهت التهم بعد شهور من التكهنات حول ما إن كانت ستجد دليلاً على أن بالدوين أبدى تجاهلاً جنائياً للسلامة عندما أطلق من مسدس كان يتدرب عليه رصاصة حية قتلت هتشينز. واتهم كل من بالدوين وجوتيريز ريد بتهمتين بالقتل غير العمد. والتهمة الأخطر، التي قد تصل عقوبتها إلى السجن خمس سنوات، تتطلب من المدعين إقناع

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
سينما سينما رغم الأزمة‬

سينما رغم الأزمة‬

> أن يُقام مهرجان سينمائي في بيروت رغم الوضع الصعب الذي نعرفه جميعاً، فهذا دليل على رفض الإذعان للظروف الاقتصادية القاسية التي يمر بها البلد. هو أيضاً فعل ثقافي يقوم به جزء من المجتمع غير الراضخ للأحوال السياسية التي تعصف بالبلد. > المهرجان هو «اللقاء الثاني»، الذي يختص بعرض أفلام كلاسيكية قديمة يجمعها من سينمات العالم العربي من دون تحديد تواريخ معيّنة.


عائلة سعودية تتوارث لقب «القنصل الفخري» على مدار سبعة عقود

الجد سعيد بن زقر أول قنصل فخري لجمهورية فنلندا في جدة (الشرق الأوسط)
الجد سعيد بن زقر أول قنصل فخري لجمهورية فنلندا في جدة (الشرق الأوسط)
TT

عائلة سعودية تتوارث لقب «القنصل الفخري» على مدار سبعة عقود

الجد سعيد بن زقر أول قنصل فخري لجمهورية فنلندا في جدة (الشرق الأوسط)
الجد سعيد بن زقر أول قنصل فخري لجمهورية فنلندا في جدة (الشرق الأوسط)

في حالة استثنائية تجسد عمق الالتزام والإرث الدبلوماسي، حملت أسرة بن زقر التجارية العريقة في مدينة جدة (غرب السعودية) شرف التمثيل القنصلي الفخري لجمهورية فنلندا عبر 3 أجيال متعاقبة، في مسيرة دبلوماسية وتجارية متواصلة امتدت لأكثر من 7 عقود.

بدأت القصة كما يرويها الحفيد سعيد بن زقر، في أعقاب انتهاء الحرب العالمية الثانية، عندما علم الجد سعيد بن زقر، بوجود جالية مسلمة في فنلندا تعاني من غياب مسجد يجمعهم، وهو ما دفعه إلى اتخاذ قرار بالسفر إلى هناك لبناء مسجد يخدم احتياجاتهم الدينية.

الجد سعيد بن زقر أول قنصل فخري لجمهورية فنلندا في جدة (الشرق الأوسط)

لكن الشيخ سعيد واجه بعض التحديات كما يقول الحفيد في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، تتمثل في منع القانون الفنلندي تنفيذ المشروع في ذلك الوقت، وأضاف: «بعد تعثر بناء المسجد، تقدمت الجالية المسلمة هناك بطلب رسمي إلى الحكومة الفنلندية لتعيين الجد سعيد قنصلاً فخرياً يمثلهم، وهو ما تحقق لاحقاً بعد موافقة الحكومة السعودية على ذلك».

وفي وثيقة مؤرخة في السابع من شهر سبتمبر (أيلول) 1950، اطلعت «الشرق الأوسط» على نسخة منها، تظهر موافقة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، طيب الله ثراه، على تعيين الشيخ سعيد بن زقر قنصلاً فخرياً لحكومة فنلندا في جدة.

وجاء في الوثيقة: «فلما كان حضرة صاحب الفخامة رئيس جمهورية فنلندا، قد عيّن بتفويض منه السيد سعيد بن زقر قنصلاً فخرياً لحكومة فنلندا في جدة، ولما كنا قد وافقنا على تعيينه بموجب ذلك التفويض، فأننا نبلغكم بإرادتنا هذه أن تتلقوا السيد سعيد بن زقر بالقبول والكرامة وتمكنوه من القيام بأعماله وتخوّلوه الحقوق المعتادة وتمنحوه المميزات المتعلقة بوظيفته».

وثيقة تعيين الجد سعيد بن زقر صادرة في عهد الملك عبد العزيز طيب الله ثراه (الشرق الأوسط)

وأضاف الحفيد سعيد، القنصل الفخري الحالي لفنلندا: «أعتقد أن جدي كان من أوائل القناصل الفخريين في جدة، حيث استمر في أداء مهامه حتى عام 1984، لينتقل المنصب بعد ذلك إلى والدي، الذي شغله حتى عام 2014، قبل أن يتم تعييني خلفاً له قنصلاً فخرياً».

وفي إجابته عن سؤال حول آلية تعيين القنصل الفخري، وما إذا كانت العملية تُعد إرثاً عائلياً، أوضح بن زقر قائلاً: «عملية التعيين تخضع لإجراءات دقيقة ومتعددة، وغالباً ما تكون معقدة، يبدأ الأمر بمقابلة سفير الدولة المعنية، يعقبها زيارة للدولة نفسها وإجراء عدد من المقابلات، قبل أن تقرر وزارة الخارجية في ذلك البلد منح الموافقة النهائية».

الأب محمد بن زقر عُين قنصلاً فخرياً على مستوى مناطق المملكة باستثناء الرياض مقر السفارة (الشرق الأوسط)

وتابع قائلاً: «منصب القنصل الفخري هو تكليف قبل أن يكون تشريفاً، حيث تلجأ بعض الدول إلى تعيين قناصل فخريين بدلاً من افتتاح قنصلية رسمية، لتجنب الأعباء المالية، وعادةً ما يتحمل القنصل الفخري كل التكاليف المترتبة على أداء مهامه».

ووفقاً للأعراف الدبلوماسية فإن لقب القنصل الفخري، هو شخص من مواطني الدولة الموفد إليها، بحيث تكلفه الدولة الموفِدة التي لا توجد لديها تمثيل دبلوماسي بوظائف قنصلية إضافة إلى عمله الاعتيادي الذي عادة ما يكون متصلاً بالتجارة والاقتصاد.

يسعى الحفيد سعيد بن زقر إلى مواصلة إرث عائلته العريق في تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية بين السعودية وفنلندا، والارتقاء بها إلى مستويات متقدمة في شتى المجالات. يقول بن زقر: «منذ تعييني في عام 2014، حرصت على تأسيس شركات وإيجاد فرص استثمارية في فنلندا، خصوصاً في مجالات تكنولوجيا الغذاء والوصفات الصناعية، إذ تتميز فنلندا بعقول هندسية من الطراز الأول، وهو ما يفتح آفاقاً واسعة للتعاون والابتكار».

الحفيد سعيد بن زقر القنصل الفخري الحالي لجمهورية فنلندا في جدة (الشرق الأوسط)

ويرى القنصل الفخري لجمهورية فنلندا أن هناك انفتاحاً سعودياً ملحوظاً على دول شمال أوروبا، ومن بينها فنلندا، وأوضح قائلاً: «تتركز الجهود بشكل كبير على شركات التعدين الفنلندية التي تُعد من بين الأكثر تقدماً في العالم، إلى جانب وجود فرص واعدة لم تُستغل بعدُ في مجالات صناعة السيارات، والطائرات، والصناعات الدفاعية».

وفي ختام حديثه، أشار سعيد بن زقر إلى أن القنصل الفخري لا يتمتع بجواز دبلوماسي أو حصانة دبلوماسية، وإنما تُمنح له بطاقة تحمل مسمى «قنصل فخري» صادرة عن وزارة الخارجية، وبيّن أن هذه البطاقة تهدف إلى تسهيل أداء مهامه بما يتوافق مع لوائح وزارة الخارجية والأنظمة المعتمدة للقناصل الفخريين بشكل رسمي.