وزير المالية البريطاني يعلن عن خطط لخفض نسبة عجز الموازنة

أشار إلى الأزمة اليونانية كمثال

وزير المالية البريطاني يعلن عن  خطط لخفض نسبة عجز الموازنة
TT

وزير المالية البريطاني يعلن عن خطط لخفض نسبة عجز الموازنة

وزير المالية البريطاني يعلن عن  خطط لخفض نسبة عجز الموازنة

أعلن وزير المالية البريطاني جورج أوزبورن، أمس (الأربعاء)، أمام البرلمان، خططه لإعادة التوازن للمالية العامة للدولة من خلال تقليص الإعانات الاجتماعية وخفض فاتورة الضرائب للعاملين والتصدي لبعض أصعب التحديات أمام انتعاش الاقتصاد.
ويأتي تقديم أوزبورن للموازنة في البرلمان مع تمتع حزبه المحافظ لأول مرة خلال قرابة 20 عاما بحرية أخذ قرارات بشأن ما ينفقه البريطانيون وما يسددونه من ضرائب.
وقال: «ستكون هذه موازنة للمواطن العامل.. موازنة ترسم خطتنا لبريطانيا في السنوات الخمس المقبلة لنتحول من اقتصاد منخفض الأجور يفرض ضرائب مرتفعة وينفق بسخاء على الرعاية الاجتماعية إلى اقتصاد عالي الأجور مع تقليص الإنفاق في الرعاية الاجتماعية وتحصيل ضرائب أقل». وأضاف: «بريطانيا ما زالت تنفق بصورة مفرطة وتقترض كثيرا وبصورة تفوق الحد.. أما إنتاجنا الضعيف فيظهر أننا لا ندرب (الكفاءات) أو نبني أو نستثمر بما يكفي». وتابع: «هذه موازنة محافظة لم يكن ممكنا أن نطرحها، لولا الثقة التي أعطانا إياها الشعب البريطاني لاستكمال المهمة».
ومن جهة أخرى، أشار وزير المالية إلى أن الحكومة تعتزم توفير 12 مليار جنيه إسترليني (18.5 مليار
دولار) سنويا من خلال خفض الإنفاق الاجتماعي وتوفير 5 مليارات جنيه من خلال مواجهة التهرب الضريبي والاختلال في النظام الضريبي.
كما أكد أوزبورن أن العجز في الموازنة أقل من نصف ما كان عليه في عام 2010، وأكد ضرورة أن تعمل الحكومة على مواصلة خفضه بنفس الوتيرة». وبلغ العجز في موازنة بريطانيا نحو خمسة في المائة من الناتج الاقتصادي الوطني خلال 12 شهرا حتى شهر مارس (آذار) الماضي وهو من الأعلى بين الاقتصادات الغنية. وخفض أوزبورن توقعات النمو الرسمية في بريطانيا للعام الحالي في بيان الموازنة إلى 2.4 في المائة من 2.5 في المائة في توقعات مارس. وقال: «هذا (معدل النمو) أسرع من ما حققته أميركا وألمانيا».
وأشار أوزبورن إلى ضرورة اعتماد بند مالي جديد يلزم الحكومة لخفض الديون كمساهمة في إجمالي الناتج المحلي سنويا حتى تحقق فائضا خلال العام المالي 2019 - 2020. وقال أوزبورن: «سوف يطلب من الحكومات الحفاظ على تحقيق فائض في الأوقات الطبيعية، عندما لا يكون هناك ركود أو تباطؤ».
وأضاف: «يتعين عليكم فقط النظر إلى الأزمة في اليونان لتدركوا أنه إذا لم تسيطر دولة على الاقتراض، فإن الاقتراض سوف يسيطر على الدولة».
وعلى صعيد آخر، فاجأ بنك باركليز البريطاني أمس بإعلانه البحث عن رئيس تنفيذي جديد في محاولة لتسريع وتيرة تغيير استراتيجي وتعزيز العائد للمساهمين.
وقال البنك إن أنتوني جنكينز الذي يقود البنك منذ 2012 سيتنحى ليترك المجال لرئيس مجلس الإدارة الجديد للبنك جون مكفارلين ليتولى مهام الرئيس التنفيذي إلى أن يتم تعيين رئيس تنفيذي دائم.
ويأتي القرار بعد أن قال مجلس الإدارة إن هناك حاجة لقيادة جديدة تدفع بالبنك قدما بعد فترة من النتائج الباهتة وحالة من عدم اليقين بشأن البنية المستقبلية للبنك. وقال باركليز، إن تغيير القيادة لا يعني تغييرا في استراتيجية البنك.



مصر تقر زيادة حصتها في صندوق النقد 50 %

معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
TT

مصر تقر زيادة حصتها في صندوق النقد 50 %

معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)

نشرت الجريدة الرسمية في مصر قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي، بشأن الموافقة على زيادة حصة البلاد في صندوق النقد الدولي بنسبة 50 في المائة. كما نص القرار على أن الزيادة في الحصة لن تصبح سارية إلا بعد استيفاء شروط التصديق، رابطاً ذلك بموافقة جميع الدول الأعضاء في الصندوق على زيادة حصصهم.

وحسب مراقبين، تهدف زيادة الحصة إلى تعزيز الموارد المتاحة لصندوق النقد لدعم السياسات الاقتصادية والمالية للدول الأعضاء. كما أنها تزيد من القوة التصويتية لمصر في الصندوق.

ويرتبط القرار بالمراجعة العامة الـ16 للحصص، التي تشمل زيادات في حصص الدول الأعضاء، والتي تعتمد على الموافقة الكتابية للدول المشاركة والالتزام بالشروط المالية المحددة. علماً أن نحو 97 في المائة من الدول الأعضاء توافق على الزيادة.

كان مجلس النواب قد وافق في جلسة عامة في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، على زيادة حصة مصر في الصندوق بنسبة 50 في المائة. ومن المقرر أن تقوم مصر بإتمام الإجراءات المالية اللازمة لدفع الزيادة في حصتها، والتي ستتم في إطار الزمان المحدد في القرار، حسبما أوضح مسؤولون مصريون.

وأعلن صندوق النقد الشهر الماضي التوصل إلى اتفاق على مستوى الخبراء مع مصر بشأن المراجعة الرابعة لاتفاق تسهيل الصندوق الممدد الذي يستمر 46 شهراً، وهو ما قد يتيح صرف شريحة جديدة تبلغ 1.2 مليار دولار. وقال وزير المالية المصري أحمد كوجك، قبل أيام إن مصر ستحصل على الشريحة هذا الشهر، نافياً طلب مصر توسيع القرض البالغة قيمته 8 مليارات دولار مرة أخرى.

وفي تصريحات إعلامية، أعرب كوجك عن قلقه من حجم الدين الخارجي الذي يتخطى 152 مليار دولار، وأكد تعهد الحكومة بخفضه بما يعادل نحو ملياري دولار سنوياً مع السداد بأكثر من قيمة الاقتراض.

في سياق منفصل، أفادت بيانات من الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر بأن التضخم السنوي لأسعار المستهلكين في المدن المصرية تراجع إلى 24.1 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، من 25.5 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني). وهذا هو أدنى مستوى في عامين، ويتماشى ذلك مع ما خلص إليه استطلاع رأي أجرته «رويترز»، وذلك في ظل استمرار تراجع أسعار المواد الغذائية.

وعلى أساس شهري، ارتفعت الأسعار في المدن المصرية 0.2 في المائة، مقارنةً مع 0.5 في المائة في نوفمبر. وانخفضت أسعار المواد الغذائية بنسبة 1.5 في المائة في ديسمبر بعد انخفاضها بنسبة 2.8 في المائة في نوفمبر، مما جعلها أعلى بنسبة 20.3 في المائة مما كانت عليه قبل عام.

وارتفع التضخم في أغسطس (آب) وسبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول)، لكنه انخفض في نوفمبر وظل أقل بكثير من أعلى مستوى له على الإطلاق عند 38 في المائة الذي سجله في سبتمبر 2023.

وساعد النمو السريع في المعروض النقدي لمصر على زيادة التضخم. وأظهرت بيانات البنك المركزي أن المعروض النقدي (ن2) نما 29.06 في المائة في العام المنتهي في آخر نوفمبر، وهو ما يقل قليلاً عن أعلى مستوى على الإطلاق البالغ 29.59 في المائة المسجل في العام المنتهي بنهاية سبتمبر.

وبدأ التضخم في الارتفاع بشكل كبير عام 2022 عقب الغزو الروسي لأوكرانيا، وهو ما دفع المستثمرين الأجانب إلى سحب مليارات الدولارات من أسواق الخزانة المصرية. وسجل التضخم ذروته عند 38 في المائة في سبتمبر 2023، وكان أدنى مستوى له منذ ذلك الحين عندما سجل 21.27 في المائة في ديسمبر 2022.

ووقَّعت مصر في مارس (آذار) الماضي على حزمة دعم مالي مع صندوق النقد الدولي بهدف مساعدتها على تقليص عجز الميزانية وتبني سياسة نقدية أقل تأجيجاً للتضخم، لكنَّ الحزمة تُلزم الحكومة بخفض الدعم على بعض السلع المحلية، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع أسعارها.

ومعدلات التضخم من أهم النقاط التي تراعيها لجنة السياسات النقدية بالبنك المركزي المصري عندما تجتمع لاتخاذ قرارات أسعار الفائدة.

وتتوقع اللجنة استمرار هذا الاتجاه، إذ قالت في محضر آخر اجتماعاتها في 2024: «تشير التوقعات إلى أن التضخم سيتراجع بشكل ملحوظ بدءاً من الربع الأول من عام 2025، مع تحقق الأثر التراكمي لقرارات التشديد النقدي والأثر الإيجابي لفترة الأساس، وسوف يقترب من تسجيل أرقام أحادية بحلول النصف الثاني من عام 2026».

كانت اللجنة قد ثبَّتت أسعار الفائدة في اجتماعاتها الستة الأحدث، إذ لم تغيرها منذ أن رفعتها 600 نقطة أساس في اجتماع استثنائي خلال مارس في إطار اتفاق قرض تمت زيادة حجمه إلى 8 مليارات دولار مع صندوق النقد الدولي. وكان هذا الرفع قد جاء بعد زيادة بلغت 200 نقطة أساس أول فبراير (شباط).