ليبيون يترقبون اجتماع صالح والمشري لإنهاء خلافات «المسار الدستوري»

من لقاء سابق بين صالح والمشري في المغرب (المجلس الأعلى للدولة)
من لقاء سابق بين صالح والمشري في المغرب (المجلس الأعلى للدولة)
TT

ليبيون يترقبون اجتماع صالح والمشري لإنهاء خلافات «المسار الدستوري»

من لقاء سابق بين صالح والمشري في المغرب (المجلس الأعلى للدولة)
من لقاء سابق بين صالح والمشري في المغرب (المجلس الأعلى للدولة)

ينتظر الليبيون مجدداً، نتائج لقاء رئيسي مجلسي النواب «والأعلى للدولة»، عقيلة صالح وخالد المشري، المرتقب، لمعرفة إمكانية تجاوز الخلافات بشأن قاعدة «المسار الدستوري» اللازمة لإجراء الانتخابات العامة.
وكان صالح، تحدث خلال زيارته لمجلس النواب المصري، الخميس الماضي، عن «اتفاق كبير» مع المشري، على «إعادة تكوين المؤسسات السيادية»، وقال إنه «سيتم الفصل في هذا الأمر خلال الأيام المقبلة»، بالإضافة إلى «تكوين سلطة واحدة في ليبيا».
وتوقع عضو «الأعلى للدولة»، صالح جعودة، أن يكون اللقاء بين الرجلين في إحدى المدن الليبية، خلال الساعات المقبلة، لكنه تساءل في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، عن «الفائدة التي يمكن أن تتحقق» بعد دعوة صالح للمبعوث الأممي عبد الله باتيلي، إلى اجتماع لجنة «المسار الدستوري» المشكّلة من المجلسين.
وتابع جعودة: «هذه اللجنة المشتركة أنهت عملها خلال 3 جولات من المفاوضات استضافتها القاهرة، الصيف الماضي، بتوافق وفدي المجلسين على مجمل ما ورد في مشروع الدستور الليبي المعد منذ 2017، باستثناء شروط الترشح للرئاسة».
واستدرك: «ربما عندما يجتمع المشري وصالح، تكون لدى الأخير أفكار جديدة يطرحها على المشري، وبالتبعية على أعضاء (الأعلى للدولة)، مما يقتضي بدء جولة جديدة من التفاوض».
وكان صالح والمشري أعلنا في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، الاتفاق في المغرب على تجديد شاغلي المناصب السيادية قبل نهاية العام الحالي، والعمل على توحيد السلطة التنفيذية «في أقرب الأوقات»، بجانب العمل على استئناف الحوار «من أجل عمل ما يلزم لإجراء الانتخابات وفق خريطة طريق واضحة وتشريعات متوافق عليها بين المجلسين».
وفي تصريحاته الأخيرة في القاهرة، حرص صالح على تأكيد أن «المجلس الأعلى للدولة» هو «جسم استشاري وليس غرفة ثانية بالسلطة التشريعية»، كما حرص على تبرئة مجلسه «من التسبب بأي تعطيل في إنجاز القاعدة الدستورية المنظمة للانتخابات».
وانتقد عضو «المجلس الأعلى»، محمد معزب، تصريحات صالح، حول أن «وضع القاعدة الدستورية بات منحصراً بقرار اللجنة المشتركة المكونة من 24 عضواً من أعضاء المجلسين طبقاً للتعديل الـ12 للإعلان الدستوري، أنه لا يجوز للمجلسين التدخل بعمل تلك اللجنة»، معتبراً إياها «متناقضة مع الواقع»؛ نظراً لقيام «الأعلى للدولة» برفض ما أقره مجلس النواب في فبراير (شباط) الماضي.
وأضاف معزب، لـ«الشرق الأوسط»، أن «مهمة تلك اللجنة هي إعداد وصياغة القاعدة الدستورية تمهيداً لعرضها على مجلس الدولة، ومن ثم تحال على مجلس النواب للتصويت عليها، لا إقرارها كما يذهب رئيس البرلمان».
وتوقع معزب، «الطعن في أي قاعدة دستورية تنتج بعيداً عن توافق المجلسين كما نص الاتفاق السياسي الليبي الموقع نهاية 2015»، معرباً عن اعتقاده بأن تصريحات صالح بشأن اللجنة المشتركة «ليست إلا محاولة للهروب من الإخفاق المتكرر طيلة الفترة الماضية في التوافق بينه وبين المشري ومجلسيهما حول تلك القاعدة، وتحديداً ما يتعلق بشروط الترشح للرئاسة».
وقال إن «أغلب أعضاء (الأعلى للدولة) لن يترددوا في رفض هذا الأمر خلال جلستهم القادمة المقرر عقدها في الخامس من الشهر الحالي». وتمسك «الأعلى للدولة» بضرورة إقصاء العسكريين ومزدوجي الجنسية من الترشح للانتخابات الرئاسية.
من جانبه، حمل عضو مجلس النواب، سالم أقنان، «التدخلات الخارجية بالمشهد الليبي، المسؤولية عن إفساد التوافقات التي يتم التوصل إليها، لتصبح النتيجة تصريحات متفائلة لا تعكس أي نتيجة ملموسة على أرض الواقع».
ودعا أقنان، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى «ضرورة الانتباه إلى أن المجلسين لا يقومان بدورهما بمعزل عن الواقع، وفي ظل وجود العديد مما يمكن وصفهم بمراكز القوى والتأثير بالساحة الداخلية، فضلاً عن الانقسام السياسي الحاد، وانشغال ممثلي كل منطقة بأوضاعها فقط».
وقلل أقنان، وهو عضو وفد مجلس النواب باللجنة المشتركة، من اعتراضات بعض أعضاء «الأعلى للدولة» حول ما ذكره صالح بشأن صلاحيات تلك اللجنة، وقال: «كل ليبي يرفض التدخلات الخارجية الراهنة بشؤون البلاد، ولكن الحقيقة أن تلك التدخلات أكبر مما نتصور، وهي من كل الدول بلا استثناء، ومن البعثة الأممية».
وانتهى أقنان إلى أن صالح والمشري، «توافقا على أن يكون اجتماعهما المقبل تحت رعاية البعثة، وقد يتكلل بالنجاح إذا ما كانت الدول المتدخلة في شؤوننا قد توصلت فعلياً إلى اتفاق فيما بينها».
واستبعد جلال حرشاوي، الباحث في مؤسسة «غلوبال أنيشاتيف»، سيطرة المشري على «كامل أعضاء مجلسه، بما يمكّنه من المضي قدماً بمفرده في أي شراكة مع صالح»، داعياً إلى «عدم التعويل على وجود تقارب حقيقي وجدي بينهما».


مقالات ذات صلة

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

شمال افريقيا المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

بحثت نجلاء المنقوش مع نظيرها وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها أمس إلى الجزائر، فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الأشخاص، بعد سنين طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والأمنية في ليبيا. وذكرت الخارجية الجزائرية في بيان أن الوزيرين بحثا قضايا جارية في الساحتين المغاربية والعربية، منها تطورات ملف الصحراء، والمساعي العربية والدولية لوقف الاقتتال وحقن الدماء في السودان. وأكد البيان أن عطاف تلقى من المنقوش «عرضا حول آخر مستجدات العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، لإنهاء الأزمة في ليبيا».

شمال افريقيا وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

بحث وفدان عسكريان، أميركي وفرنسي، في ليبيا سبل إعادة بناء وتطوير المؤسسة العسكرية المُنقسمة، بين شرق البلاد وغربها، منذ إسقاط النظام السابق، في وقت زار فيه المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» روما، والتقى برئيسة الوزراء بالحكومة الإيطالية جورجا ميلوني، وعدد من وزراء حكومتها. وفي لقاءين منفصلين في طرابلس (غرباً) وبنغازي (شرقاً)، التقى الوفدان الأميركي والفرنسي قيادات عسكرية للتأكيد على ضرورة توحيد الجيش الليبي.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا «حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

«حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

لم يكن من قبيل الصدفة أن تقذف أمواج البحر المتوسط كميات متنوعة من المخدرات إلى السواحل الليبية، أو أن تتلقف شِباك الصيادين قرب الشاطئ «حزماً» من «الحشيش والكوكايين وحبوب الهلوسة»، فالبلاد تحوّلت -وفق تقرير أممي- إلى «معبر مهم» لهذه التجارة المجرّمة. وتعلن السلطات الأمنية في عموم ليبيا من وقت لآخر عن ضبط «كميات كبيرة» من المخدرات قبل دخولها البلاد عبر الموانئ البحري والبرية، أو القبض على مواطنين ووافدين وهو يروّجون هذه الأصناف التي يُنظر إليها على أنها تستهدف «عقول الشباب الليبي». غير أنه بات لافتاً من واقع عمليات الضبط التي تعلن عنها السلطات المحلية تزايُد تهريب المخدرات وتعاطيها، خصوصاً «حبوب

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا «النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

«النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

استهلّت اللجنة المُشتركة لممثلي مجلسي «النواب» و«الدولة» (6+6) المكلفة بإعداد قوانين الانتخابات الليبية، اجتماعاتها في العاصمة طرابلس بـ«الاتفاق على آلية عملها». وطبقاً لما أعلنه عبد الله بليحق، المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب، فقد شهد الاجتماع ما وصفه بتقارب في وجهات النظر بين أعضاء اللجنة حول القوانين الانتخابية، مشيراً، في بيان مقتضب مساء أول من أمس، إلى أنه «تم أيضاً الاتفاق على التواصل مع الجهات والمؤسسات ذات العلاقة بالعملية الانتخابية».

خالد محمود (القاهرة)

استبعاد المئات من «قوائم الإرهاب» بمصر يجدد الجدل بشأن «مصالحة الإخوان»

أثار قرار تحديث قوائم الإرهاب جدلاً واسعاً (أ.ف.ب)
أثار قرار تحديث قوائم الإرهاب جدلاً واسعاً (أ.ف.ب)
TT

استبعاد المئات من «قوائم الإرهاب» بمصر يجدد الجدل بشأن «مصالحة الإخوان»

أثار قرار تحديث قوائم الإرهاب جدلاً واسعاً (أ.ف.ب)
أثار قرار تحديث قوائم الإرهاب جدلاً واسعاً (أ.ف.ب)

أدى قرار استبعاد المئات من الإدراج على «قوائم الإرهاب» في مصر، بقرار من محكمة الجنايات، إلى إعادة الجدل بشأن إمكانية «المصالحة» مع جماعة «الإخوان»، في ظل تضمين القرار أسماء عدد من قيادات الجماعة «المحظورة» رسمياً، أو محسوبين عليها، وعلى رأسهم يوسف ندا، ووجدي غنيم، وأمير بسام، ويحيى حامد، والأخير شغل منصباً وزارياً خلال حكم الجماعة بين عامي 2012 و2013.

وقررت محكمة الجنايات رفع أسماء 716 شخصاً من قوائم الإرهابيين استجابة لطلب النائب العام في قضية «تمويل جماعة الإخوان»، التي بدأ تحريكها عام 2014، بينما تضمنت حيثيات القرار إجراء «الأمن الوطني» تحريات تكميلية بشأن 808 أشخاص سبق إدراجهم في القضية البالغ عدد المتهمين فيها أكثر من 1500 شخص.

وشهدت منصات التواصل الاجتماعي في مصر جدلاً بشأن تداعيات القرار، فبينما فسره البعض بوصفه «يمهد لإمكانية التصالح مع الإخوان»، نفى آخرون ذلك وبينهم برلمانيون مصريون، مشددين على أن «الإجراء طبيعي وقانوني ولا يمثل بداية لأي مصالحة مع الإخوان»، التي صنفت «إرهابية» بأحكام قضائية.

وذكر عدد من المدونين تأكيدات على استمرار إدراج بعض الأسماء على القوائم، لكن في قضايا أخرى بخلاف القضية التي جرى رفع اسمهم فيها.

ودشن عدد من المتابعين وسم «لا تصالح مع الإخوان» للتعبير عن رفضهم القرار، مستذكرين الضباط والجنود الذين سقطوا ضحايا للعمليات الإرهابية.

ودخل عضو مجلس النواب (البرلمان) النائب محمود بدر على خط السجال مستبعداً في تدوينة عبر حسابه على «إكس»، أن يكون القرار مقدمة للمصالحة مع «الإخوان»، مؤكداً أن الإدراج على القوائم «إجراء احترازي» لم تعد هناك حاجة لتطبيقه على الأسماء التي صدر قرار برفعها.

وأضاف أن بعض الشخصيات رحلت عن الحياة على غرار القرضاوي ونجل الرئيس الأسبق محمد مرسي، والبعض الآخر صدرت بحقه أحكام قضائية نهائية، والبعض صدر بحقه قرار بالعفو الرئاسي ويمارس حياته بشكل اعتيادي، ولم تعد هناك ضرورة لتطبيق هذا الإجراء الاحترازي بحقه.

وهنا يشير الصحافي المتخصص بالملف القضائي محمد بصل لـ«الشرق الأوسط»، إلى صعوبة تحديد أعداد المدرجين على قوائم «الإرهاب» بسبب وجود كثير من القضايا وتكرار أسماء بعض الشخصيات في أكثر من قائمة، الأمر الذي يؤدي أيضاً لصعوبة تحديد الأعداد الفعلية التي استفادت من قرار المحكمة الأخير، مشيراً إلى أن الأعداد الفعلية للمدرجين تقدر بـ«الآلاف».

وأضاف أن النيابة العامة والجهات القضائية وحدهما القادرتان على حصر الأسماء غير المتكرر إدراجها في قوائم أخرى لتحديد استفادتها من قرار المحكمة، مشيراً إلى أن القضية التي فتح التحقيق فيها قبل سنوات، لم يصدر أي قرار بحبس أي متهم فيها حتى الآن، ولم تتم إحالة المتهمين فيها للمحاكمة، وكان الإدراج على قوائم الإرهاب الإجراء القانوني الوحيد المتخذ بحق المتهمين.

لكن النائب محمود بدر كشف في تدوينته، عن وجود 4408 أشخاص وكيانات مدرجة على القوائم، بحسب آخر تحديث في 12 أغسطس (آب) الماضي.

ويفرّق مستشار «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور عمرو الشوبكي، بين «الإجراء القضائي الذي يهدف إلى رفع الصفة عن أشخاص طبقت عليهم إجراءات استثنائية في ظروف محددة كانت الدولة تواجه فيها مخاطر وجودية، ومتورطين في جرائم عنف وتحريض من الجماعة، لا يوجد مجال للتصالح معهم».

ويؤكد مستشار مركز الأهرام لـ«الشرق الأوسط»، أن «خطوة رفع الأسماء من القوائم مهمة، خصوصاً مع وجود كثيرين يستحقون حذف أسمائهم من هذه القوائم».

ووفق بيان النيابة العامة، الأحد، فإن الـ716 الذين شملهم القرار، «ثبت توقفهم عن أنشطتهم غير المشروعة، ضد الدولة ومؤسساتها».

ويقول محامي عدد من المتهمين في القضية محمد عثمان لـ«الشرق الأوسط»، إن القانون لا يحدد مدة معينة لانتهاء الجهات المعنية من التحريات حول المتهمين، ومن ثم لا يمكن توقع أي توقيتات بشأن الفصل في مصير باقي الأسماء المدرجة على «قوائم الإرهاب» في القضية.

وعادة ما تتجاهل السلطات المصرية أي حديث عن مبادرة للتصالح مع «الإخوان»، التي كان آخرها ما طرحته الجماعة، في رسالة منسوبة لنائب القائم بأعمال «المرشد العام»، حلمي الجزار (مقيم في لندن)، في أغسطس الماضي، عن مبادرة تشمل إطلاق سراح سجناء الجماعة، مقابل اعتزال «الإخوان» العمل السياسي.

لكن الجزار عاد بعد شهر من طرح المبادرة، مؤكداً أن حديثه عبارة عن بحث لتسوية سياسية للوضع، لا يقتصر فقط على «الإخوان»؛ لكن يشمل كل الأطراف في الداخل والخارج.