سلمت تركيا الشرطة الفيدرالية الأسترالية أحد مقاتلي تنظيم «داعش» الإرهابي بعد احتجازه منذ عام 2016 حيث يعتقد أنه لعب دوراً مهماً في الدعاية والترويج للتنظيم وتجنيد عناصر في صفوفه.
وقضت محكمة تركية عام 2019 بالسجن 7 سنوات بحق الأسترالي نيل كريستوفر براكاش (31 عاماً)، المكنى باسم «أبو خالد الكمبودي»، بعدما أدانته بالانتماء إلى منظمة إرهابية، وذلك بعد نحو 3 سنوات من اعتقاله عام 2016 بعد دخوله عبر الحدود مع سوريا. ومن المنتظر أن توجه السلطات الأسترالية تهم ارتكاب «جرائم إرهابية خطيرة» إلى براكاش بعدما سلمته تركيا.
وقالت الشرطة الفيدرالية الأسترالية إن براكاش وصل إلى أستراليا صباح الجمعة بعد تسليمه. وأضافت، في بيان، أن تحقيقاً فتح عام 2016 عندما توجه الرجل إلى سوريا للقتال مع تنظيم داعش، وأنها ستقول أمام المحكمة إن الرجل ارتكب سلسلة جرائم إرهابية خطيرة.
وتقول سلطات أستراليا إن نحو 230 مواطناً توجهوا إلى العراق وسوريا لحمل السلاح منذ عام 2012، كان براكاش أبرزهم، وظهر في مقاطع فيديو للتجنيد نشرها تنظيم «داعش»، حض فيها الأستراليين على الاستيقاظ والانضمام إلى صفوف التنظيم.
وأعلن المدعي العام الأسترالي السابق، جورج برانديس، في عام 2016 أن براكاش قتل في العراق في أعقاب غارة جوية أميركية، ليتبين لاحقاً أنه أصيب فقط بجروح.
وذكر برانديس أن الولايات المتحدة أكدت مقتل براكاش، في غارة جوية على الموصل في العراق.
وتحول براكاش، المولود لعائلة من أصول من كمبوديا وفيجي، من البوذية إلى الإسلام عام 2012 وسافر بعدها بعام إلى سوريا.
وفي 2019 أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أن أكثر من 1150 عنصراً من« داعش» معتقلون في تركيا. كما تحتجز القوات التركية والفصائل الموالية لها في شمال سوريا 287 عنصراً من عناصر التنظيم، الذين فروا أثناء عملية «نبع السلام» التركية.
وأطلقت تركيا عملية ترحيل مقاتلي «داعش» الأجانب في 11 نوفمبر (تشرين الثاني) 2019، ومن بين من تم ترحيلهم عناصر من الولايات المتحدة، والدنمارك، وألمانيا، وإيرلندا، وهولندا، وبريطانيا، والمغرب، وكوسوفا، وفرنسا، التي انفردت بالعدد الأكبر من المرحلين، الذي بلغ نحو 30 إرهابياً.
وقال وزير الداخلية سليمان صويلو، في نهاية فبراير (شباط) 2020 إن وزارة الداخلية قامت بترحيل 253 إرهابياً أجنبياً إلى كثير من الدول في إطار عملية لترحيل مقاتلي «داعش» السابقين في سوريا والعراق وعائلاتهم.
وأضاف أن تركيا ليست «فندقاً» لعناصر تنظيم «داعش» الإرهابي من مواطني الدول الأخرى، وستقوم بترحيلهم حتى إذا اتخذت بعض الدول خطوات لإسقاط الجنسية عنهم في محاولة للتهرب من تسلمهم.
بالتوازي، أعلنت وزارة الداخلية، الجمعة، القبض على 9 عناصر من أصل 14 من المطلوبين بتهمة القيام بأنشطة لتمويل تنظيم «داعش» الإرهابي، في عملية شملت 9 ولايات تركية مركزها إسطنبول.
وذكرت الوزارة، في بيان، أن فرق قوات الدرك نفذت عملية متزامنة في كل من إسطنبول وأنقرة وسكاريا وكوجالي وتوكات وأدييامان وماردين وريزا وشانلي أورفا بتنسيق من مكتب المدعي العام في إسطنبول، تم خلالها اعتقال 9 من بين 14 شخصاً حددتهم فرق الدرك في إطار تحقيق استهدف فك رموز أنشطة تنظيم داعش.
وكشف التحقيق عن قيام 14 شخصاً بتحويل الأموال التي جمعوها تحت ستار المساعدات لعائلات أفراد التنظيم في السجون وما يسمى بمناطق الصراع في سوريا والعراق من خلال مجموعات على وسائل التواصل الاجتماعي، إلى تنظيم «داعش».
وذكر بيان وزارة الداخلية أنه تم خلال العملية الأمنية ضبط عدد كبير من المواد الرقمية، يجري فحصها، كما يستمر البحث عن الأشخاص الخمسة الآخرين للقبض عليهم.