صعدت السلطات الليبية بغرب البلاد في مواجهة اتهامات مكررة من جهات دولية تحملها مسؤولية تسرّب المهاجرين غير النظاميين عبر أراضيها إلى السواحل الأوروبية، وقالت إنها ترفض أن تكون «شرطي أوروبا» المكلف بصد تدفقات المهاجرين، و«يجب البحث عن حلول عملية».
ورحلت السلطات الليبية، أمس (الخميس)، 103 مهاجرين مصريين، عبر منفذ «إمساعد» البري الحدودي، استكمالاً لعمليات الترحيل التي بدأتها منذ أسبوع. وتُعدّ هذه الإفراجات التي تمت ضمن برنامج «الترحيل الطوعي» أُولى الرحلات البرية للمهاجرين غير الشرعيين التي كانت متوقّفة منذ سنوات طويلة.
وقال جهاز الهجرة بطرابلس، إنّ هذه العمليات تمّت بالتنسيق مع سفارات عدد من دول الجوار الشقيقة، من بينها مصر والسودان وتشاد، لترحيل رعاياها من البلاد، لافتاً إلى أنّ أعضاء الشرطة التابعين لفروع الجهاز من المنطقة الشرقية وبنغازي والغربية والكفرة، عملوا على تأمين عملية النقل والترحيل من طرابلس إلى باقي الفروع، ومنها إلى المنافذ البرية الحدودية.
https://www.facebook.com/1596449284013036/videos/3377751879210226
وفي مواجهة اتهامات غربية، قال عمر كتي، وكيل وزارة الخارجية في حكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة بطرابلس، إن ليبيا «لن تكون شرطي أوروبا لوقف موجات الهجرة»، وإنها «تنسق مع إيطاليا لوضع استراتيجية متوسطية بشأن قضية الهجرة من خلال آليات واضحة».
وأضاف وكيل وزارة الخارجية، لوكالة «نوفا» الإيطالية للأنباء، مساء (الخميس)، أن ملف الهجرة غير المشروعة «معقد وله العديد من الجوانب، ويتطلب دراسة ومشاركة من جميع البلدان. بالنسبة لنا، إنها مسألة أمن قومي».
وتقول السلطة التنفيذية في ليبيا، إنها تبذل جهوداً كبيرة في ملف الهجرة، أكثر مما تحتمل، وفي الوقت الذي تعمل فيه على ترحيل المئات كل أسبوع من أراضيها يتمكن غيرهم من التسلل عبر الحدود والصحراء المترامية.
ويواجه خفر السواحل الليبي اتهامات من منظمات إنسانية دولية، بأنه «يجبر المهاجرين الفارين على العودة بالقوة من البحر»، ويتم إعادة احتجازهم في مقار يتعرضون فيها لـ«انتهاكات خطيرة».
وبينما قال كتي، إن «التنسيق جارٍ مع إيطاليا لوضع استراتيجية متوسطية حول قضية الهجرة»، دعا إلـى «البعد عن الانتهازية؛ لأن هذا الملف حساس، وعرضة للفساد والأفعال غير المشروعة من قبل بعض الدول».
وتحدث كتي، عن الدور الذي سبق أن لعبته ليبيا قبل عام 2011، «في تنمية بلدان أفريقية، جنوب الصحراء الكبرى، التي تُعد بلدان المنشأ التي يتوافد منها المهاجرون، وخلق فرص عمل بمشاريع تموّلها الدول الأوروبية، دون وضع المهاجرين في بلدان العبور».
ورأى أن ليبيا «تعتبر نفسها بلد عبور للمهاجرين الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا، حتى لو أصبحت في كثير من الأحيان بلد المقصد».
ولقي أكثر من 50 ألف مهاجر غير شرعي حتفهم منذ عام 2014 حتى نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وفقاً لتقرير صادر عن منظمة الهجرة الدولية، في محاولات لعبور البحر المتوسط منطلقين من ليبيا.
وقالت المنظمة، إن أكثر من نصف الوفيات (29126) سُجل على الطريق إلى وداخل أوروبا، في حين لقي الجزء الآخر (25104) حتفه في البحر الأبيض المتوسط؛ لذا دعا وكيل وزارة الخارجية بحكومة عبد الحميد الدبيبة، الدول المعنية بهذا الملف، إلى «التحرك والتعاون بقوة لوضع حد» لتدفقات الهجرة غير المشروعة.
ليبيا ترفض أن تكون «شرطياً لأوروبا» لصد موجات الهجرة
ترحيل 103 مصريين عبر المنفذ البري
ليبيا ترفض أن تكون «شرطياً لأوروبا» لصد موجات الهجرة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة