قتل طالبة ثم أكلها قبل 40 عاماً... وفاة «آكل لحوم البشر»

أُفلت من المحاكمة ونشر كتباً عن جريمته... وأكد أنها «تعبير عن الحب»!

صورة التقطت في 5 فبراير (شباط) 1992 لساغاوا «آكل لحوم البشر» خلال مقابلة صحافية بمنزله في يوكوهاما (أ.ف.ب)
صورة التقطت في 5 فبراير (شباط) 1992 لساغاوا «آكل لحوم البشر» خلال مقابلة صحافية بمنزله في يوكوهاما (أ.ف.ب)
TT

قتل طالبة ثم أكلها قبل 40 عاماً... وفاة «آكل لحوم البشر»

صورة التقطت في 5 فبراير (شباط) 1992 لساغاوا «آكل لحوم البشر» خلال مقابلة صحافية بمنزله في يوكوهاما (أ.ف.ب)
صورة التقطت في 5 فبراير (شباط) 1992 لساغاوا «آكل لحوم البشر» خلال مقابلة صحافية بمنزله في يوكوهاما (أ.ف.ب)

توفي عن 73 عاماً إيسي ساغاوا المعروف بـ«آكل لحوم البشر الياباني»، بعد أكثر من 40 عاماً على الجريمة التي استدعت إطلاق هذه التسمية عليه، عندما قتل طالبة هولندية في باريس ثم أكلَ أجزاء من جثتها، وهي وقائع أثارت الرعب في النفوس قبل أن يتحول القاتل ظاهرة إعلامية في بلاده.
وفارق ساغاوا الحياة في 24 نوفمبر (تشرين الثاني)، بسبب إصابته بالتهاب رئوي، وأُقيمت جنازة له بحضور أقاربه فقط من دون تنظيم مراسم رسمية، على ما ذكر شقيقه جون في بيان.
وكان إيسي ساغاوا طالباً بجامعة السوربون في باريس عندما دعا في 11 يونيو (حزيران) 1981 زميلته الهولندية رينيه هارتفلت لتناول العشاء في منزله.
وهناك، أطلق النار عليها وأرداها ثم اغتصبها وقطعها قبل أن يتناول أعضاء عدة من جسدها مدى ثلاثة أيام. ولم يتوان عن التقاط صور كثيرة لجريمته المروعة.
وحاول ساغاوا التخلص من بقايا جثة الشابة، فوضع الأشلاء داخل حقيبتين وتركهما في متنزه بوا دو بولوني، لكن الشرطة تمكنت من العثور عليه وتوقيفه.
واعترف ساغاوا بارتكابه الجريمة، قائلاً إن «أكل هذه الفتاة كان تعبيراً عن الحب. أردت أن أشعر في داخلي بوجود شخص أحبه».

وبعدما أكد خبراء متخصصون أنه يعاني اضطراباً ذهنياً، أُفلت من المحاكمة، وأودع مركزاً للأمراض النفسية في فرنسا ثم مركزاً آخر في اليابان قبل أن يسترجع حريته في أغسطس (آب) 1985.
وأثارت مغادرته فرنسا سخط أسرة الضحية وأشخاص كثر. وتعهدت أسرة الضحية بممارسة ضغط على الرأي العام الياباني «لعدم إطلاق سراح القاتل مطلقاً».
وبعدما أصبح «نجماً» في وسائل الإعلام، كان ساغاوا يستقبل صحافيين كثراً في شقته الواقعة في ضواحي طوكيو. وأجرى مقابلة على إحدى القنوات اليابانية، ونشر كتباً عدة سجلت أرقام مبيعات مرتفعة، بينها «آكل لحوم البشر» و«أرغب في أن أؤكل»، بالإضافة إلى إعداده قصة مصورة سرد فيها تفاصيل جريمته.
وبدا إيسي ساغاوا قلقاً من أن تُقرأ كتبه خارج اليابان، وقال لوكالة الصحافة الفرنسية، في أوائل تسعينات القرن الفائت، «لم أتخيل قط أن عائلة الضحية قد تقرأ كتبي».
وشكلت جريمته مصدر إلهام للكاتب الياباني جورو كارا، الذي فاز عام 1982 بجائزة «أكوتاغاوا» الأدبية المرموقة عن روايته «رسالة ساغاوا» التي تتناول الجريمة.
ولمحت فرقة «الروك» البريطانية «ذي سترانغلرز» إلى الجريمة في أغنيتها الفرنسية «لا فولي»، التي صدرت عام 1981.
وعُرض عام 2017 فيلم وثائقي بعنوان «كانيبا»، يؤكد ساغاوا فيه أنه غير قادر على «تفسير» تصرفه.
وقال في الفيلم، «هذا بكل بساطة ما كنت أتخيله. ولا أستطيع إضافة المزيد. سيعتقد الناس أنني مجنون». كما تحدث عن هوسه الذي من «من المستحيل كبحه».
وذكر الفيلم الوثائقي أن ساغاوا اكتشف هوسه في أكل لحوم البشر عندما كان مراهقاً، وهي الفترة التي أدرك فيها رغباته الجنسية. وكان هوسه مركزاً على الممثلات الشقراوات في السينما الغربية تحديداً، فيما كانت النجمة الأميركية غرايس كيلي «من أوائل النساء اللواتي جذبنه»، وفقاً له.
وأشار مخرجا «الوثائقي» فيرينا بارافيل ولوسيان - كاستاينغ تيلور، إلى أنهما اختبرا مجموعة من «المشاعر المتضاربة» خلال الأشهر التي أمضياها مع إيسي ساغاوا وشقيقه جون.
وقالت فيرينا بارافيل، «شعرنا بالاشمئزاز والذهول، وكنا نريد أن نفهم ماذا حصل». ووفقاً لها، فإن العمل تمحور رغم كل شيء على «الأخوة والحب».


مقالات ذات صلة

العثور على المشتبه في إطلاقه النار بجامعة براون بأميركا ميتا

الولايات المتحدة​ لقطة من مقطع فيديو نشرته شرطة بروفيدنس تُظهر شخصاً قد يكون مشتيهاً به في إطار التحقيق بإطلاق النار في جامعة براون (رويترز)

العثور على المشتبه في إطلاقه النار بجامعة براون بأميركا ميتا

نقلت شبكة ‌فوكس نيوز ‌يوم ‌الخميس ⁠عن ​مصدر ‌أنه تم العثور على المشتبه ⁠به ‌في ‍إطلاق النار ‍الجماعي ‍الذي وقع قبل أيام ​في جامعة براون ⁠ميتا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم أكاليل الزهور على شاطئ بونداي في سيدني تكريماً لضحايا الهجوم الإرهابي 18 ديسمبر 2025 (أ.ب) play-circle

«داعش» يشيد بهجوم أستراليا ويصفه بالـ«مفخرة»

قال تنظيم «داعش» عبر قناته على تطبيق «تلغرام»، الخميس، إن مقتل 15 شخصاً خلال هجوم بالرصاص على احتفال بعيد يهودي على شاطئ بونداي في سيدني في أستراليا «مفخرة».

«الشرق الأوسط» (لندن)
المشرق العربي أحمد الأحمد الرجل الذي تصدّى لأحد مهاجمي شاطئ بوندي ونزع سلاحه وهو يتحدث إلى رئيس وزراء ولاية نيو ساوث ويلز كريس مينز (أ.ف.ب)

«بطل» شاطئ بوندي مصدر فخر لأهالي قريته في سوريا

في شمال غربي سوريا، يعبر سكان النيرب عن فخرهم بشجاعة ابن قريتهم أحمد الأحمد، «بطل» شاطئ بونداي الذي تمكّن من وقف أعنف هجوم تشهده أستراليا منذ عقود.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
الولايات المتحدة​ نيك راينر خلال العرض الأول لفيلم «سباينال تاب 2: النهاية مستمرة» في 9 سبتمبر 2025 بمسرح إيجيبشن في هوليوود (أ.ب) play-circle

نجل المخرج روب راينر أثار الفوضى في حفل قبل ساعات من مقتل والديه

أُلقي القبض على نجل المخرج روب راينر، المتهم بقتل والده وزوجته، بعد أن أثار ضجة في حفل استضافه الممثل الكوميدي كونان أوبراين ليلة وقوع الجريمة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق روب راينر وميشيل راينر يحضران حفل توزيع الميداليات تكريماً للفائزين بجوائز مركز كنيدي السنوية السادسة والأربعين في وزارة الخارجية الأميركية في واشنطن العاصمة في 2 ديسمبر 2023 (إ.ب.أ)

احتجاز نجل روب راينر بعد العثور على المخرج وزوجته مقتولين بطعنات

عُثر على جثمان المخرج والممثل الأميركي روب راينر وزوجته ميشيل مقتولين في منزل بلوس أنجليس يملكه راينر، حسبما أفاد مسؤول في سلطات إنفاذ القانون الأميركية.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)

الشرطة الأسترالية تحتجز ​7 لديهم «قواسم مشتركة» مع منفذيْ هجوم بونداي 

رجال شرطة يمرون أمام أكاليل زهور وُضعت على ممشى شاطئ بونداي في سيدني (أ.ف.ب)
رجال شرطة يمرون أمام أكاليل زهور وُضعت على ممشى شاطئ بونداي في سيدني (أ.ف.ب)
TT

الشرطة الأسترالية تحتجز ​7 لديهم «قواسم مشتركة» مع منفذيْ هجوم بونداي 

رجال شرطة يمرون أمام أكاليل زهور وُضعت على ممشى شاطئ بونداي في سيدني (أ.ف.ب)
رجال شرطة يمرون أمام أكاليل زهور وُضعت على ممشى شاطئ بونداي في سيدني (أ.ف.ب)

قالت الشرطة الأسترالية إن ​سبعة أشخاص جرى احتجازهم في جنوب غرب سيدني يوم الخميس لديهم صلات أيديولوجية بالشخصين المتهمين بإطلاق النار ‌على المئات خلال ‌احتفالهم ‌بعيد ⁠الأنوار ​اليهودي (‌حانوكا) في شاطئ بونداي والذي أسفر عن مقتل 15 شخصا.

وذكر ديف هدسون نائب مفوض شرطة ولاية ⁠نيو ساوث ويلز لراديو (‌إيه.بي.‍سي) يوم ‍الجمعة «لم نرصد ‍روابط محددة بين الشخصين اللذين ارتكبا هذه الفظائع يوم الأحد وهؤلاء ​الذين احتُجزوا أمس باستثناء القواسم المشتركة المحتملة ⁠في بعض الأفكار، ولكن لا توجد روابط في هذه المرحلة».

وأضاف هدسون أن التحقيقات لا تزال في مرحلة أولية، وأن أحد المواقع التي كانت المجموعة تخطط ‌لزيارتها هو بونداي.


أستراليا تشدد الرقابة على خطاب الكراهية

طائر نورس يقف على سيارة بها ثقب رصاصة بينما أعيد افتتاح حديقة «آرتشر» وجسر المشاة للجمهور في شاطئ بوندي بمدينة سيدني... 18 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ)
طائر نورس يقف على سيارة بها ثقب رصاصة بينما أعيد افتتاح حديقة «آرتشر» وجسر المشاة للجمهور في شاطئ بوندي بمدينة سيدني... 18 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ)
TT

أستراليا تشدد الرقابة على خطاب الكراهية

طائر نورس يقف على سيارة بها ثقب رصاصة بينما أعيد افتتاح حديقة «آرتشر» وجسر المشاة للجمهور في شاطئ بوندي بمدينة سيدني... 18 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ)
طائر نورس يقف على سيارة بها ثقب رصاصة بينما أعيد افتتاح حديقة «آرتشر» وجسر المشاة للجمهور في شاطئ بوندي بمدينة سيدني... 18 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ)

أعلن رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز، الخميس، إجراءات جديدة لمكافحة معاداة السامية، تشمل تشريعات من شأنها «التضييق على أولئك الذين ينشرون الكراهية والانقسام والتطرف».

تأتي هذه الإجراءات بعد أيام من قيام مسلحين بفتح النار خلال احتفال بعيد «حانوكا» (الأنوار) على الشاطئ يوم الأحد؛ مما أسفر عن مقتل 15 شخصاً، من بينهم طفلة تبلغ من العمر 10 سنوات.

يُعرب الأهل والأصدقاء عن حزنهم العميق خلال نقل نعش تيبور ويتزن من مركز شاباد بوندي خلال جنازته وذلك بعد حادثة إطلاق النار التي وقعت خلال احتفال يهودي بعيد «حانوكا» (رويترز)

وقالت السلطات إن الرجلين كانا مدفوعين - على ما يبدو - بمعاداة السامية المستوحاة من تنظيم «داعش» الإرهابي. وفي مؤتمر صحافي، ذكر ألبانيز أن حكومته تعتزم سنَّ تشريعات جديدة لمكافحة خطاب الكراهية ومروجيه، بما في ذلك إجراءات تستهدف الوعاظ الذين يحرِّضون على العنف، وإدراج المنظمات التي يروِّّج قادتها للعنف أو الكراهية العنصرية في قوائم محددة. كما سيتم تغليظ العقوبات المفروضة على خطاب الكراهية. وأضاف أن وزير الشؤون الداخلية سيُمنح صلاحيات جديدة لإلغاء أو رفض تأشيرات الأشخاص الذين يُعدّون عرضة لنشر الكراهية والانقسام في أستراليا.

وأوضح ألبانيز أن أستراليا شهدت زيادةً في معاداة السامية والهجمات على مجتمعها اليهودي منذ هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 والحرب اللاحقة في غزة، قائلاً: «من الواضح أننا بحاجة إلى بذل مزيد لمكافحة هذه الآفة الخبيثة. مزيد للغاية». وفي الأيام التي أعقبت إطلاق النار في شاطئ بونداي، تعرَّض ألبانيز لضغوط متزايدة حول ما إذا كانت حكومته قد فعلت ما يكفي رداً على التحذيرات من تصاعد معاداة السامية الخطيرة في جميع أنحاء البلاد. وتحظر قوانين جرائم الكراهية الحالية في أستراليا الدعوة إلى العنف أو التهديد به ضد الأشخاص بناء على العرق أو الجنس أو الدين.

يغادر مايكل والد ماتيلدا البالغة من العمر 10 سنوات ضحية حادثة إطلاق النار في شاطئ بوندي بعد جنازتها في قاعة تشيفرا كاديشا التذكارية بمدينة سيدني... 18 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ)

وفي فبراير (شباط) الماضي، واستجابة للمخاوف المتزايدة، أُضيفت مخالفات جديدة تشمل التهديد بإلحاق الضرر بأماكن العبادة، وزيادة العقوبات على عرض رموز النازية والمنظمات الإرهابية. ولم يتضح بعد بدقة ماهية السلوكيات أو الأقوال التي سوف يشملها التشريع الجديد، حيث لم تقدم الحكومة أمثلة محددة. إلا أن وزير الشؤون الداخلية، توني بيرك، صرح بأن التشريع سوف يستهدف الحالات التي يقف فيها الأفراد أو المنظمات «عند حدود القانون تماماً، لكنهم ينجحون في البقاء في الجانب القانوني منه (دون تجاوزه)». وأشار بيرك إلى أن التشريع الجديد سيخفض «العتبة القانونية» للمساءلة للأفراد الذين يستخدمون لغة «تجرّد الآخرين من إنسانيتهم بشكل واضح، وهي لغة غير مقبولة، ولا مكان لها في أستراليا، لكنها لم تصل تماماً إلى حد التحريض المباشر على العنف». وأكد أن المعيار نفسه سيطبَّق على المنظمات التي تتبنى سلوكاً أو فلسفة تثير الانقسام.


«داعش» يشيد بهجوم أستراليا ويصفه بالـ«مفخرة»

أكاليل الزهور على شاطئ بونداي في سيدني تكريماً لضحايا الهجوم الإرهابي 18 ديسمبر 2025 (أ.ب)
أكاليل الزهور على شاطئ بونداي في سيدني تكريماً لضحايا الهجوم الإرهابي 18 ديسمبر 2025 (أ.ب)
TT

«داعش» يشيد بهجوم أستراليا ويصفه بالـ«مفخرة»

أكاليل الزهور على شاطئ بونداي في سيدني تكريماً لضحايا الهجوم الإرهابي 18 ديسمبر 2025 (أ.ب)
أكاليل الزهور على شاطئ بونداي في سيدني تكريماً لضحايا الهجوم الإرهابي 18 ديسمبر 2025 (أ.ب)

قال تنظيم «داعش» عبر قناته على تطبيق «تلغرام»، الخميس، إن مقتل 15 شخصاً خلال هجوم بالرصاص على احتفال بعيد يهودي على شاطئ بونداي في سيدني في أستراليا «مفخرة».

ولم يعلن التنظيم صراحةً مسؤوليته عن الهجوم الذي وقع يوم الأحد.

وقُتل 15 شخصاً، يوم الأحد، في حادثة إطلاق نار استهدف احتفالاً يهودياً بعيد حانوكا على شاطئ بونداي في مدينة سيدني الأسترالية.

والحادثة هي أسوأ إطلاق نار جماعي في أستراليا منذ نحو 30 عاماً.

ونفّذ الهجوم رجل يُدعى ساجد أكرم (50 عاماً) وابنه نافد (24 عاماً). وقُتل الأب برصاص الشرطة، فيما كان لا يزال الابن يتلقى العلاج في المستشفى.

وأطلق الرجل وابنه النار على الحشد عند الشاطئ لمدة 10 دقائق قبل أن تفتح الشرطة النار على ساجد وتقتله. أما نافد الذي أُصيب برصاص الشرطة فنُقل إلى المستشفى في حالة غيبوبة. وقالت الشرطة الأسترالية الثلاثاء، إن السيارة التي استخدمها المسلحان، كانت تحتوي على عَلمين لتنظيم «داعش» بالإضافة إلى قنابل.

وقالت مفوضة الشرطة الاتحادية الأسترالية، كريسي باريت، الثلاثاء، إن إطلاق النار الجماعي الذي أودى بحياة 15 شخصاً على شاطئ بونداي في سيدني كان «هجوماً إرهابياً استُلهم من تنظيم داعش».