النفط يقفز... والأعين على اجتماع «أوبك»

بفعل قلة المعروض وتفاؤل بتعافي الطلب الصيني

مقر منظمة «أوبك» في العاصمة النمساوية فيينا حيث تتجه الأنظار إلى اجتماع يوم الأحد المقبل (رويترز)
مقر منظمة «أوبك» في العاصمة النمساوية فيينا حيث تتجه الأنظار إلى اجتماع يوم الأحد المقبل (رويترز)
TT

النفط يقفز... والأعين على اجتماع «أوبك»

مقر منظمة «أوبك» في العاصمة النمساوية فيينا حيث تتجه الأنظار إلى اجتماع يوم الأحد المقبل (رويترز)
مقر منظمة «أوبك» في العاصمة النمساوية فيينا حيث تتجه الأنظار إلى اجتماع يوم الأحد المقبل (رويترز)

قفزت أسعار النفط أكثر من 1.6%، أمس (الخميس)، مدعومةً بمؤشرات على قلة المعروض وبتفاؤل بشأن تعافي الطلب من الصين.
وبحلول الساعة 11:59 بتوقيت غرينتش زادت أسعار العقود الآجلة لخام برنت 1.4 دولار أو 1.61% إلى 88.37 دولار للبرميل. وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط 1.58 دولار أو 1.98% إلى 82.13 دولار للأوقية.
وأعلنت مدينتا قوانغتشو وتشونغشينغ الصينيتان يوم الأربعاء، تخفيف قيود مكافحة «كوفيد - 19» بعد يوم من اشتباكات بين محتجين في قوانغتشو الواقعة في جنوب لبلاد والشرطة وسط سلسلة احتجاجات على أشد قيود لمكافحة «كوفيد - 19» في العالم. لكنّ مؤشر أسعار المستهلكين في الصين كشف (الأربعاء) أن نشاط الشركات انكمش أكثر في نوفمبر (تشرين الثاني)، مما يثير مخاوف بشأن العام المقبل. ومن المتوقع أن يظل المعروض من النفط الخام محدوداً.
وذكرت إدارة معلومات الطاقة الأميركية أن مخزونات الخام الأميركية انخفضت بنحو 13 مليون برميل، وهو أكبر مستوى منذ 2019 في الأسبوع المنتهي في 25 نوفمبر. لكن إنتاج الخام الأميركي تجاوز 12 مليون برميل يومياً، وهو أعلى مستوى منذ ما قبل تفشي فيروس «كورونا».
وقال مصدر مطلع لـ«رويترز» مساء الأربعاء، إن قرار مجموعة «أوبك» عَقْد اجتماعها في ديسمبر (كانون الأول) الجاري عبر الإنترنت يشير إلى انخفاض احتمال تغيير السياسة، الأمر الذي حدَّ من مكاسب النفط. وقال محللو الأبحاث لدى «إيه إن زد» في مذكرة، أمس: «لا تزال هناك حالة من عدم اليقين في السوق بشأن قرار (أوبك) حيث يتوقع البعض خفضاً للإنتاج، بينما يقول آخرون إن تمديد العمل بالاتفاق الحالي هو الاحتمال الأقرب». وأضاف المحللون أن السوق تستعد أيضاً لتداعيات العقوبات الأوروبية على النفط الروسي.
ومن المقرر أن تجتمع مجموعة «أوبك»، التي تضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء آخرين منهم روسيا، في الرابع من ديسمبر.
وارتفعت المعنويات بصفة عامة بفضل التحول الذي طرأ على استراتيجية (صفر كوفيد) في الصين، الأمر الذي يزيد التفاؤل إزاء تعافي الطلب الصيني على النفط.
ومن جهة أخرى، ذكر إخطار حكومي أن الهند خفضت الضريبة الاستثنائية على النفط الخام المحلي وعلى صادرات الديزل.
وذكرت وكالة «بلومبرغ» للأنباء أنه تم تخفيض الضريبة على النفط المنتج من الحقول المحلية بنحو 52% لتصل إلى 4900 روبية هندية (60.3 دولار) للطن الواحد اعتباراً من الثاني من شهر ديسمبر الجاري.
وتقوم الهند بمراجعة الضرائب الاستثنائية كل أسبوعين تقريباً منذ تطبيقها في شهر يوليو (تموز) الماضي. وتم تخفيض الضريبة على صادرات الديزل إلى 8 روبية لكل لتر، بما في ذلك ضريبة البنية التحتية للطرق البالغة 1.5 روبية، مقارنةً بـ10.5 روبية حالياً. وسوف تستمر صادرات وقود الطائرات في الخضوع لضريبة قدرها 5 روبية لكل لتر، بينما سيظل البنزين معفياً من الضريبة الجديدة.


مقالات ذات صلة

بوتين يبحث مع رئيس وزراء العراق التنسيق في «أوبك بلس» لضمان استقرار أسعار النفط

الاقتصاد بوتين يبحث مع رئيس وزراء العراق التنسيق في «أوبك بلس» لضمان استقرار أسعار النفط

بوتين يبحث مع رئيس وزراء العراق التنسيق في «أوبك بلس» لضمان استقرار أسعار النفط

قال الكرملين إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أجرى اتصالاً هاتفياً مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، ناقشا خلاله اتفاق «أوبك بلس» الخاص بإنتاج النفط.

«الشرق الأوسط» (بغداد) «الشرق الأوسط» (موسكو)
الاقتصاد ناقلة نفط خام في محطة نفط قبالة جزيرة وايدياو في تشوشان بمقاطعة تشجيانغ (رويترز)

النفط يرتفع وسط قلق بشأن الإمدادات جراء التوترات الجيوسياسية

ارتفعت أسعار النفط، يوم الخميس، وسط مخاوف بشأن الإمدادات بعد تصاعد التوتر الجيوسياسي المرتبط بالحرب الروسية - الأوكرانية.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)
الاقتصاد رجل يقف بجوار شعار مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ «كوب 29» في أذربيجان (رويترز)

«أوبك» في «كوب 29»: التحول المتوازن في مجال الطاقة مفتاح الاستدامة العالمية

قال أمين عام «أوبك» إن النفط والغاز الطبيعي «هبة من الله»، وإن محادثات الحد من الاحتباس الحراري يجب أن تركز على خفض الانبعاثات وليس اختيار مصادر الطاقة.

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد الأمين العام لمنظمة «أوبك» يتحدث خلال مؤتمر «كوب 29»... (رويترز)

الأمين العام لـ«أوبك» في «كوب 29»: النفط هدية من الله

قال الأمين العام لمنظمة «أوبك»، هيثم الغيص، الأربعاء، خلال مؤتمر المناخ «كوب 29» في باكو، إن النفط الخام والغاز الطبيعي هما «هدية من الله».

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد الطيور تحلِّق بالقرب من مصفاة «فيليبس 66» في لوس أنجليس (أ.ف.ب)

النفط يستقر وسط مؤشرات على نمو واردات الصين من الخام

استقرت أسعار النفط للجلسة الثانية على التوالي يوم الأربعاء، مع ازدياد المخاوف من أن يؤدي تصاعد الأعمال العدائية في حرب أوكرانيا إلى عرقلة إمدادات النفط.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)

«كوب 29»: اتفاق على تمويل سنوي قدره 300 مليار دولار

شعار قمة «كوب 29» (رويترز)
شعار قمة «كوب 29» (رويترز)
TT

«كوب 29»: اتفاق على تمويل سنوي قدره 300 مليار دولار

شعار قمة «كوب 29» (رويترز)
شعار قمة «كوب 29» (رويترز)

تعهّدت الدول المُتقدّمة، يوم الأحد، في باكو، تقديم مزيد من التمويل للدول الفقيرة المهددة بتغير المناخ.

وبعد أسبوعين من المفاوضات الشاقة، وافقت دول العالم المجتمعة في باكو، الأحد، على اتفاق يوفر تمويلاً سنوياً لا يقل عن 300 مليار دولار للدول النامية التي كانت تطالب بأكثر من ذلك بكثير لمكافحة التغير المناخي.

ويتمثل هذا الالتزام المالي من جانب دول أوروبية والولايات المتحدة وكندا وأستراليا واليابان ونيوزيلندا، تحت رعاية الأمم المتحدة، في زيادة القروض والمنح للدول النامية من 100 مليار إلى «300 مليار دولار على الأقل» سنوياً حتى عام 2035.

والأموال مخصصة لمساعدة هذه الدول على التكيف مع الفيضانات وموجات الحر والجفاف، وأيضاً للاستثمار في الطاقات منخفضة الكربون.

وعبّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن مشاعر متباينة حيال الاتفاق بشأن تمويل المناخ الذي تم التوصل إليه في أذربيجان، فجر الأحد، حاضاً الدول على اعتباره «أساساً» يمكن البناء عليه.

وقال غوتيريش: «كنت آمل في التوصل إلى نتيجة أكثر طموحاً... من أجل مواجهة التحدي الكبير الذي نواجهه»، داعياً «الحكومات إلى اعتبار هذا الاتفاق أساساً لمواصلة البناء» عليه.

وأعربت وزيرة الانتقال البيئي الفرنسية أنياس بانييه - روناشيه عن أسفها، لأن الاتفاق الذي تم التوصل إليه، الأحد، في مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين في أذربيجان «مخيب للآمال»، و«ليس على مستوى التحديات».

وقالت الوزيرة في بيان، إنه على الرغم من حصول «كثير من التقدّم»، بما في ذلك زيادة التمويل للبلدان الفقيرة المهددة بتغيّر المناخ إلى 3 أضعاف، فإنّ «النص المتعلّق بالتمويل قد اعتُمِد في جوّ من الارتباك واعترض عليه عدد من الدول».

اتفاق حاسم في اللحظة الأخيرة

في المقابل، أشاد المفوض الأوروبي فوبكه هوكسترا، الأحد، بـ«بداية حقبة جديدة» للتمويل المناخي. وقال المفوض المسؤول عن مفاوضات المناخ: «عملنا بجدّ معكم جميعاً لضمان توفير مزيد من الأموال على الطاولة. نحن نضاعف هدف الـ100 مليار دولار 3 مرات، ونعتقد أن هذا الهدف طموح. إنه ضروري وواقعي وقابل للتحقيق».

من جهته، رحب وزير الطاقة البريطاني إد ميليباند بالاتفاق الذي تم التوصل إليه في مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين، واصفاً إياه بأنه «اتفاق حاسم في اللحظة الأخيرة من أجل المناخ». وقال ميليباند: «هذا ليس كل ما أردناه نحن أو الآخرون، لكنها خطوة إلى الأمام لنا جميعاً».

كما أشاد الرئيس الأميركي جو بايدن، السبت، باتفاق «كوب 29» بوصفه «خطوة مهمة» في مكافحة الاحترار المناخي، متعهداً بأن تواصل بلاده عملها رغم موقف خلفه دونالد ترمب المشكك بتغيّر المناخ.

وقال بايدن: «قد يسعى البعض إلى إنكار ثورة الطاقة النظيفة الجارية في أميركا وحول العالم أو إلى تأخيرها»، لكن «لا أحد يستطيع أن يعكس» هذا المسار.