آيزنكوت يهدد نتنياهو بـ«الشارع» لحماية الديمقراطية

رئيس الليكود أكد أنه لن يحكم وفق قانون التلمود

نتنياهو يتحدث إلى قمة الكتاب في «نيويورك تايمز» 30 نوفمبر في مدينة نيويورك (إ.ف.ب)
نتنياهو يتحدث إلى قمة الكتاب في «نيويورك تايمز» 30 نوفمبر في مدينة نيويورك (إ.ف.ب)
TT

آيزنكوت يهدد نتنياهو بـ«الشارع» لحماية الديمقراطية

نتنياهو يتحدث إلى قمة الكتاب في «نيويورك تايمز» 30 نوفمبر في مدينة نيويورك (إ.ف.ب)
نتنياهو يتحدث إلى قمة الكتاب في «نيويورك تايمز» 30 نوفمبر في مدينة نيويورك (إ.ف.ب)

دعا رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق عضو الكنيست الحالي، الجنرال غادي آيزنكوت، عامة الإسرائيليين إلى الخروج إلى الشوارع إذا واصل رئيس الوزراء المكلف بنيامين نتنياهو، المضي في تغليب مصالحه الشخصية فوق المصالح القومية لدولة إسرائيل.
وقال آيزنكوت لصحيفة «يديعوت أحرنوت»، إن المس بالديمقراطية الإسرائيلية، وتعديل القوانين بطريقة تسمح بالالتفاف على قرار المحكمة العليا الإسرائيلية، والمس بجيش الشعب وإدخال متطرف مثل أفي ماعوز إلى مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، ومنحه سلطة على المواد التعليمية في إسرائيل، يستوجب خروج مليون إسرائيلي إلى الشوارع في احتجاج غير مسبوق على تلك السياسات.
وأكد آيزنكوت لصحيفة «يديعوت أحرنوت» أنه سيكون بين أولئك المحتجين في الشوارع. واصفاً رئيس الوزراء الإسرائيلي المكلف بنيامين نتنياهو، كمن يمتطي نمراً دون أن يدرك أن سموتريتش (رئيس حزب الصهيونية الدينية اليميني المتطرف بتسلئيل)، وبن غفير (رئيس حزب القوة اليهودية اليميني المتطرف إيتمار)، يمسكان بذيله. دعوة آيزنكوت إلى استخدام الشارع في وجه الائتلاف اليميني، أقوى وأحدث موقف في سلسلة مواقف غاضبة وغير راضية عن الاتفاقات الائتلافية التي منحت أحزاب اليمين صلاحيات غير مسبوقة في مجالات بالغة الحساسية.
وكان «الليكود» قد وقع اتفاقين؛ واحداً مع «نوعام» منح فيه رئيسه أفي ماعوز وهو متطرف يدعو لتطبيق الشريعة اليهودية بشكل صارم، منصب نائب وزير ورئيس وكالة حكومية جديدة لـ«الهوية اليهودية القومية» داخل مكتب رئيس الوزراء، وللوكالة سلطة على المحتوى في المدارس الإسرائيلية التي يتم تدريسها خارج المناهج العادية. والاتفاق الثاني مع حزب القوة «اليهودية»، وينص على تعيين رئيس الحزب اليميني المتطرف إيتمار بن غفير وزيراً للأمن القومي بصلاحيات موسعة تشمل المسؤولية عن وحدة حرس الحدود التابعة للجيش ووضع سياسات الشرطة.
ولم توقع حتى مساء الخميس أحزاب «الصهيونية الدينية» و«يهدوت هتوراة» و«شاس»، اتفاقيات مع «الليكود»، على الرغم من أنه من المتوقع على نطاق واسع أن يتماشى الجميع مع تشكيل حكومة في الأسابيع المقبلة.
وتطلب الأحزاب مناصب متعلقة أكثر بالصلاحيات؛ الأمن القومي والداخلية والمالية ووزارة الأديان والجليل والنقب وسلطات الإدارة المدنية والأراضي والتعليم.
وانتقد مسؤولون إسرائيليون طريقة تشكيل الحكومة الإسرائيلية الحالية، والصلاحيات الممنوحة لمتطرفين قليلي الخبرة في مواقع حساسة، ووصف رئيس الوزراء المنتهية ولايته يائير لبيد، الحكومة المقبلة، بأنها حكومة جنون وليست حكومة يمين.
أما أقوى الانتقادات فقد خرجت من مؤسسة الجيش، ما يمثل صداعاً قويا لنتنياهو وشركائه؛ إذ أعاد وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، التأكيد على أن السماح لوزير الأمن العام المستقبلي بن غفير بتولي السيطرة على حرس الحدود في الضفة الغربية، من شأنه أن يتسبب في «ضرر جسيم للأمن».
قبل غانتس، انتقد رئيس هيئة الأركان أفيف كوخافي تدخل بن غفير في تحقيق خاص بالجيش، وقال إنه لن يسمح باستخدام الجيش لأجندات سياسية.
واتهم المسؤولون الأمنيون في إسرائيل نتنياهو بتشكيل جيش خاص لبن غفير عديم الخبرة الأمنية.
ولم تتوقف الانتقادات على مسؤولين أمنيين بل بدأت تتصاعد من قبل مسؤولين في مجالات أخرى مثل التعليم والقضاء.
ودانت وزيرة التعليم المنتهية ولايتها يفعات شاشا بيتون قرار منح ماعوز سلطة على المضامين في المدارس باعتباره «وصمة عار أخلاقية»، واعتبرت أنه سيضر بتعليم تلاميذ المدارس الإسرائيليين. واتهم عضو الكنيست عن حزب العمل جلعاد كاريف، وهو حاخام إصلاحي، نتنياهو بأنه يمنح «شخصاً يكره النساء وعنصرياً» موطئ قدم في المدارس الإسرائيلية. وحث نقابات المعلمين على معارضة الخطوة. وكتب كاريف على «تويتر»: «لن نسمح لهذا الشخص البغيض بالتدخل في تعليم أطفالنا».
مقابل ذلك أكدت وسائل إعلام إسرائيلية، وجود حالة تأهب في جهاز القضاء لمواجهة الانقلاب القانوني الذي يستعد ائتلاف نتنياهو لتنفيذه ضد المحكمة العليا.
ويدور الحديث عن قانون «التغلب» الذي يرمي إلى منع المحكمة العليا من إلغاء قرارات تتخذها الحكومة أو سلطاتها، ويهدف إلى تعيين رئيس حزب شاس، أرييه درعي، وزيراً رغم إدانته بمخالفة فساد تنطوي على وصمة عار.
وحذر المسؤولون في جهاز القضاء من استهداف صلاحيات المحكمة العليا والنيابة العامة. واعتبرت المستشارة القضائية للحكومة غالي بهاراف ميارا، والمدعي العام عَميت إيسمان، أن سن قانون «التغلب» سيستهدف النظام الديمقراطي بشكل شديد.
لكن نتنياهو حاول طمأنة الإسرائيليين بقوله إن «إسرائيل لن تخضع لقانون التلمود» (التعاليم الدينية اليهودية). وأوضح: «لقد سمعت كثيراً في السابق هذه التوقعات القاتمة ولم يتحقق أي منها. لقد حافظت دائماً على الطابع الديمقراطي لإسرائيل وتقاليدها. ففي دولة إسرائيل سيسود القانون، وأنا أحكم وفقاً للمبادئ التي أؤمن بها».
وتابع: «يتوجب الحفاظ على التوازن بين السلطات الثلاث للحكومة؛ لأن هذا التوازن قد تضرر بأكثر من مفهوم في أعقاب تنامي القوة القضائية بشكل غير مراقب. وأن التغيير المرتقب هو في الواقع تصحيح، وبمثابة دفاع عن الديمقراطية وليس تدميراً لها».
إلى ذلك، أكد نتنياهو في محاولة لطمأنة المجتمع الدولي، أن «الليكود» سيكون مسؤولاً عن حقيبة الدفاع، لا أحد الأحزاب الأخرى الصغيرة.
وفي شأن التعيين «المقلق» لرئيس حزب «عوتسما يهوديت» (قوة يهودية) إيتمار بن غفير وزيراً للأمن القومي في حكومته، قال نتنياهو: «عضويته في الائتلاف الحكومي وافقت عليها المحكمة العليا (أعلى سلطة قضائية في إسرائيل)، يجب أن يكون ذلك واضحاً».
وفي قضايا أخرى أوضح: «يمكنني القول إننا سنبقى دولة قانون».


مقالات ذات صلة

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

شؤون إقليمية غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

في اليوم الذي استأنف فيه المتظاهرون احتجاجهم على خطة الحكومة الإسرائيلية لتغيير منظومة الحكم والقضاء، بـ«يوم تشويش الحياة الرتيبة في الدولة»، فاجأ رئيس حزب «المعسكر الرسمي» وأقوى المرشحين لرئاسة الحكومة، بيني غانتس، الإسرائيليين، بإعلانه أنه يؤيد إبرام صفقة ادعاء تنهي محاكمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بتهم الفساد، من دون الدخول إلى السجن بشرط أن يتخلى عن الحكم. وقال غانتس في تصريحات صحافية خلال المظاهرات، إن نتنياهو يعيش في ضائقة بسبب هذه المحاكمة، ويستخدم كل ما لديه من قوة وحلفاء وأدوات حكم لكي يحارب القضاء ويهدم منظومة الحكم. فإذا نجا من المحاكمة وتم تحييده، سوف تسقط هذه الخطة.

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

سادَ هدوء حذِر قطاع غزة، صباح اليوم الأربعاء، بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، على أثر وفاة المعتقل خضر عدنان، أمس، مُضرباً عن الطعام في السجون الإسرائيلية، وفقاً لوكالة «الأنباء الألمانية». وكانت وسائل إعلام فلسطينية قد أفادت، فجر اليوم، بأنه جرى التوصل لاتفاق على وقف إطلاق النار بين فصائل فلسطينية والجانب الإسرائيلي، وأنه دخل حيز التنفيذ. وقالت وكالة «معاً» للأنباء إن وقف إطلاق النار في قطاع غزة «مشروط بالتزام الاحتلال الإسرائيلي بعدم قصف أي مواقع أو أهداف في القطاع».

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد مرور 75 عاماً على قيامها، أصبح اقتصاد إسرائيل واحداً من أكثر الاقتصادات ازدهاراً في العالم، وحقّقت شركاتها في مجالات مختلفة من بينها التكنولوجيا المتقدمة والزراعة وغيرها، نجاحاً هائلاً، ولكنها أيضاً توجد فيها فروقات اجتماعية صارخة. وتحتلّ إسرائيل التي توصف دائماً بأنها «دولة الشركات الناشئة» المركز الرابع عشر في تصنيف 2022 للبلدان وفقاً لنصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، متقدمةً على الاقتصادات الأوروبية الأربعة الأولى (ألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا)، وفقاً لأرقام صادرة عن صندوق النقد الدولي. ولكن يقول جيل دارمون، رئيس منظمة «لاتيت» الإسرائيلية غير الربحية التي تسعى لمكافحة ا

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي، كيفين مكارثي، في تل أبيب، امتعاضه من تجاهل الرئيس الأميركي، جو بايدن، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو وامتناعه عن دعوته للقيام بالزيارة التقليدية إلى واشنطن. وهدد قائلاً «إذا لم يدع نتنياهو إلى البيت الأبيض قريباً، فإنني سأدعوه إلى الكونغرس». وقال مكارثي، الذي يمثل الحزب الجمهوري، ويعدّ اليوم أحد أقوى الشخصيات في السياسة الأميركية «لا أعرف التوقيت الدقيق للزيارة، ولكن إذا حدث ذلك فسوف أدعوه للحضور ومقابلتي في مجلس النواب باحترام كبير. فأنا أرى في نتنياهو صديقاً عزيزاً.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

بدأت المواجهة المفتوحة في إسرائيل، بسبب خطة «التعديلات» القضائية لحكومة بنيامين نتنياهو، تأخذ طابع «شارع ضد شارع» بعد مظاهرة كبيرة نظمها اليمين، الخميس الماضي، دعماً لهذه الخطة، ما دفع المعارضة إلى إظهار عزمها الرد باحتجاجات واسعة النطاق مع برنامج عمل مستقبلي. وجاء في بيان لمعارضي التعديلات القضائية: «ابتداءً من يوم الأحد، مع انتهاء عطلة الكنيست، صوت واحد فقط يفصل إسرائيل عن أن تصبحَ ديكتاتورية قومية متطرفة.

«الشرق الأوسط» (رام الله)

اعتقال ثالث متهم في قضية الاعتداء على صحافي إيراني في لندن

صورة نشرتها قناة «إيران إنترناشيونال» بعد تشديد الحراسة حول مقرها السابق في غرب لندن نوفمبر 2022 (أرشيفية)
صورة نشرتها قناة «إيران إنترناشيونال» بعد تشديد الحراسة حول مقرها السابق في غرب لندن نوفمبر 2022 (أرشيفية)
TT

اعتقال ثالث متهم في قضية الاعتداء على صحافي إيراني في لندن

صورة نشرتها قناة «إيران إنترناشيونال» بعد تشديد الحراسة حول مقرها السابق في غرب لندن نوفمبر 2022 (أرشيفية)
صورة نشرتها قناة «إيران إنترناشيونال» بعد تشديد الحراسة حول مقرها السابق في غرب لندن نوفمبر 2022 (أرشيفية)

قالت الشرطة البريطانية، الأربعاء، إنها ألقت القبض على متهم ثالث فيما يتعلّق بطعن صحافي يعمل لدى مؤسسة إعلامية ناطقة بالفارسية في لندن خلال مارس (آذار) من العام الماضي.

وأُصيب بوريا زراعتي، وهو صحافي بريطاني من أصل إيراني يعمل في قناة «إيران إنترناشيونال»، بجروح في ساقه بعد تعرضه للطعن بالقرب من منزله في ويمبلدون بجنوب غربي لندن.

وتقود شرطة مكافحة الإرهاب التحقيق في الهجوم خوفاً من أن يكون الصحافي مستهدفاً بسبب عمله في شبكة الأخبار التلفزيونية التي تنتقد الحكومة الإيرانية.

طعن بوريا زراعتي وهو مقدم برنامج في قناة «إيران إنترناشيونال» في ساقه 29 مارس 2024 (منصة «إكس»)

ووجّهت هيئة الادعاء الملكية البريطانية بالفعل لرجلين رومانيين، هما نانديتو باديا (20 عاماً) وجورج ستانا (24 عاماً)، تهمة الإصابة بقصد التسبب في أذى جسدي خطير، ومن المقرر أن يمثلا أمام محكمة أولد بيلي في لندن يوم 17 يناير (كانون الثاني).

وقالت شرطة لندن في بيان، إنها اعتقلت رجلاً ثالثاً (40 عاماً) الثلاثاء، للاشتباه في أنه تآمر للتسبب في أذى جسدي خطير. وأُفرج عنه بكفالة على ذمة التحقيق حتى أبريل (نيسان).

وقامت الشرطة أيضاً بتفتيش 4 أماكن في منطقتي كريكلوود وفينشلي بشمال لندن في إطار التحقيق.

وحذّرت الشرطة البريطانية ومسؤولو أمن وسياسيون مما قالوا إنه تزايد استخدام إيران لمجرمين لتنفيذ هجمات في الخارج، وهو ما تنفيه طهران.