الأمم المتحدة تطالب «طالبان» بالتحقيق في تقارير حول أعمال قتل خارج نطاق القانون

ارتفاع قتلى انفجار مدرسة دينية في أفغانستان إلى 21 قتيلاً

طفل جريح يتلقى العلاج في مستشفى بعد انفجار قاتل في مدرسة دينية في أيبك عاصمة مقاطعة سامانجان في شمال أفغانستان (أ.ب)
طفل جريح يتلقى العلاج في مستشفى بعد انفجار قاتل في مدرسة دينية في أيبك عاصمة مقاطعة سامانجان في شمال أفغانستان (أ.ب)
TT

الأمم المتحدة تطالب «طالبان» بالتحقيق في تقارير حول أعمال قتل خارج نطاق القانون

طفل جريح يتلقى العلاج في مستشفى بعد انفجار قاتل في مدرسة دينية في أيبك عاصمة مقاطعة سامانجان في شمال أفغانستان (أ.ب)
طفل جريح يتلقى العلاج في مستشفى بعد انفجار قاتل في مدرسة دينية في أيبك عاصمة مقاطعة سامانجان في شمال أفغانستان (أ.ب)

قالت بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان، الخميس، إنها طلبت من حركة «طالبان» إجراء «تحقيق يمكن الوثوق به» في تقارير عن عمليات قتل خارج نطاق القانون، بما في ذلك قتل أطفال، في إقليم دايكوندي بشمال البلاد. وقالت «طالبان»، إن معركة بالأسلحة في دايكوندي بين أفراد قوات الأمن ومتمردين مسلحين مشتبه بهم أسفرت عن سقوط قتلى، لكنها نفت مقتل أطفال.
وقالت بعثة الأمم المتحدة، إنها تسعى لمعرفة ما حدث. وكتبت البعثة في تغريدة على «تويتر»: «(هناك) تقارير خطيرة للغاية عن ضحايا في صفوف المدنيين، وعمليات قتل خارج نطاق القانون... هناك ما لا يقل عن ثمانية قتلى، بينهم أطفال... أبلغت بعثة الأمم المتحدة (طالبان) بأن هناك حاجة إلى إجراء تحقيق ومحاسبة يمكن الوثوق بهما». ولم يرد متحدث باسم وزارة الإعلام في «طالبان» على الفور على طلب من «رويترز» للتعليق على بيان الأمم المتحدة.
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية عبد النافع تاكور، في وقت سابق هذا الأسبوع، إنه تم تحديد هوية متمردين مسلحين في المنطقة، وإن قوات الأمن طلبت من شيوخ المنطقة التدخل. وأضاف، أنه بعد عدم الامتثال لطلب الوجهاء بإلقاء سلاحهم، دخلت قوات الأمن إلى مكان كان يتواجد فيه المتمردون المشتبه بهم ووقع إطلاق نار من الجانبين. وأضاف «قُتل تسعة مسلحين وأصيب أربعة أشخاص في إطلاق النار المتبادل. كل القتلى كانوا مسلحين ويحاولون التمرد. ليس صحيحاً مقتل أطفال أو وقوع أي أضرار أخرى هناك». في غضون ذلك، أعلن مسؤولون أفغان، الخميس، ارتفاع عدد القتلى في انفجار وقع بمدينة أيبك بشمال البلاد، إلى 21 قتيلاً. وقال مسؤولون محليون، إن 24 شخصاً على الأقل أصيبوا في الانفجار الذي وقع في مدرسة دينية. وأفاد مسؤولون من «طالبان» التي تحكم البلاد، بأن الحادث وقع أثناء صلاة الظهر في المدرسة. ورغم أن سبب الانفجار غير معلوم، هناك تكهنات تفيد بأن الانفجار قد يكون نتيجة لهجوم. يشار إلى أن هجمات مسلحي «داعش» أصبحت شائعة منذ سيطرة «طالبان» على البلاد في أغسطس (آب) 2021. وقال الناطق باسم وزارة الداخلية عبد النافع تاكور «يعمل محققونا وقوات الأمن سريعاً لتحديد هوية مرتكبي هذه الجريمة التي لا يمكن الصفح عنها ومعاقبتهم على أفعالهم». وأظهرت صور وتسجيلات مصوّرة على وسائل التواصل الاجتماعي لم يكن من الممكن التحقق فوراً من صحتها، مقاتلي «طالبان» يحاولون شق طريقهم وسط الجثث المنتشرة على أرض المبنى. وتناثرت سجادات الصلاة والزجاج المحطّم وغير ذلك من قطع الركام في المكان. أوضح الطبيب في أيبك، أن بعض الجرحى الذين تعد إصاباتهم خطيرة نُقلوا إلى مستشفيات تحظى بتجهيزات أفضل في مزار الشريف الواقعة على بعد نحو 120كلم. وذكر، أن «الأشخاص هنا... أصيب أكثرهم جرّاء الشظايا وارتدادات الانفجار. كانت هناك بعض الشظايا في أجسادهم ووجوههم». ونددت الولايات المتحدة التي سحبت قواتها من أفغانستان العام الماضي بعدما دام تواجدها عقدين، بالاعتداء وتداعياته على الأطفال. وقال المبعوث الأميركي الخاص لأفغانستان توم ويست على «تويتر»، إن «الولايات المتحدة تدين هذا الاعتداء المجنون على مدنيين أبرياء. لدى جميع الأطفال الأفغان الحق في ارتياد المدارس من دون خوف». وتعد أيبك عاصمة ولاية عريقة رغم صغرها إذ عُرفت كمحطة لقوافل التجّار في القرنين الرابع والخامس عندما كانت أيضاً مركزاً بوذياً مهماً.


مقالات ذات صلة

المبعوث الأممي يرى «تحديات كثيرة» أمام تحقيق الاستقرار في سوريا

المشرق العربي أشخاص يلوحون بالأعلام السورية خلال مسيرة في السويداء بسوريا في 13 ديسمبر 2024، احتفالاً بانهيار حكم بشار الأسد (أ.ف.ب)

المبعوث الأممي يرى «تحديات كثيرة» أمام تحقيق الاستقرار في سوريا

نقلت متحدثة باسم المبعوث الخاص للأمم المتحدة لسوريا غير بيدرسن عنه قوله، اليوم (الجمعة)، إنه يرى تحديات كثيرة ماثلة أمام تحقيق الاستقرار في سوريا.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
المشرق العربي توافد النازحين السوريين إلى معبر المصنع لدخول لبنان (أ.ف.ب)

مليون نازح إضافي في سوريا منذ بدء هجوم الفصائل

أفادت الأمم المتحدة، الخميس، أن أكثر من مليون شخص، معظمهم نساء وأطفال، نزحوا في الآونة الأخيرة في سوريا منذ بدء هجوم الفصائل المسلحة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
الخليج السفير عبد العزيز الواصل يلقي بياناً أمام الجمعية العامة (وفد السعودية لدى الأمم المتحدة بنيويورك)

السعودية تطالب بوقف النار في غزة ودعم «الأونروا»

طالَبت السعودية، الخميس، بإنهاء إطلاق النار في قطاع غزة، والترحيب بوقفه في لبنان، معبرةً عن إدانتها للاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
المشرق العربي الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (أ.ب)

غوتيريش قلق بشأن الضربات الإسرائيلية على سوريا ويدعو للتهدئة

أبدى الأمين العام للأمم المتحدة قلقه البالغ إزاء «الانتهاكات الواسعة النطاق مؤخراً لأراضي سوريا وسيادتها»، وأكد الحاجة الملحة إلى تهدئة العنف على كل الجبهات.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
المشرق العربي تظهر الصورة زنزانة في سجن صيدنايا الذي عُرف بأنه «مسلخ بشري» في عهد نظام الأسد بينما يبحث رجال الإنقاذ السوريون عن أقبية مخفية محتملة في المنشأة في دمشق في 9 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

محققو الأمم المتحدة أعدوا قوائم بآلاف من مرتكبي جرائم خطيرة في سوريا

وضع محققون تابعون للأمم المتحدة قوائم سرية بأربعة آلاف من مرتكبي جرائم خطيرة في سوريا، آملين مع سقوط الرئيس بشار الأسد بضمان المحاسبة.

«الشرق الأوسط» (جنيف)

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.