أعلنت حركة «طالبان» الباكستانية اعتزامها مهاجمة قوات الأمن الباكستانية في جميع أنحاء باكستان، وتعهدت بالرد على الحكومة الباكستانية في كل ركن من أركان البلاد، وذلك فيما وصفته بـ«رد الفعل على استفزازات قوات الأمن الباكستانية».
وقالت الحركة إنها لن تقف صامتة بعد الآن في وجه العمليات المتواصلة التي تقوم بها قوات الأمن التابعة للحكومة الباكستانية وما وصفتها بـ«مكائد وكالات الاستخبارات الباكستانية».
وأفاد خبراء بأن العملية المشتركة الأخيرة للقوات الأمنية بمنطقة لاكي مروات، والتي بدأت في 26 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أثبتت أنها القشة التي قصمت ظهر «طالبان» الباكستانية. وجاءت العملية رداً على سلسلة من الاعتداءات أعلنت «طالبان» الباكستانية مسؤوليتها عنها بالمنطقة في 25 نوفمبر الماضي. كما تعتقد حركة «طالبان» الباكستانية أن وكالات تابعة للحكومة الباكستانية قد تورطت في اغتيال بعض قادتها في أفغانستان.
بعد أقل من 24 ساعة من إصدار البيان، أعلنت حركة «طالبان» الباكستانية مسؤوليتها عن مهاجمة شاحنة تابعة لشرطة بلوشستان في ساعة مبكرة من صبيحة يوم 30 نوفمبر الماضي.
ووفق تقارير أولية؛ اصطدم انتحاري على دراجة نارية؛ أو ربما مستخدماً عربة يد محملة بالمتفجرات، بشاحنة شرطة، ما تسبب في مقتل شرطي واحد في الأقل وقتل امرأة وقاصر. ووفق التقرير؛ أصيب ما لا يقل عن 20 من أفراد الشرطة.
كانت وحدات الشرطة في مهمة لحماية فريق التطعيم ضد شلل الأطفال، ولم تكن تقوم بأي عملية لمكافحة الإرهاب، وفق نائب قائد الشرطة؛ أظفر محيسار.
وذكرت حركة «طالبان» الباكستانية أنها ستشن هجمات في مختلف أنحاء باكستان، رداً على العمليات العسكرية «المستمرة» و«الهجمات الاستباقية»، (في إشارة واضحة إلى الاغتيالات المستهدفة قادة حركة «طالبان» الباكستانية في أفغانستان) التي تنفذها قوات الأمن الباكستانية ووكالات الاستخبارات. وأضافت أن الشعب الباكستاني قد تلقى «تحذيرات مراراً وتكراراً» وأن «طالبان» الباكستانية «حافظت على صبرها حتى لا تنهار المفاوضات؛ في الأقل من جانبهم».
يذكر أن حركة «طالبان باكستان» أصدرت هذا البيان في اليوم نفسه الذي زارت فيه وزيرة الخارجية الباكستانية، حنا رباني خار، حكومة «طالبان» الأفغانية في كابل. وأعرب خبراء عن اعتقادهم بأن «طالبان باكستان» لم تعد تصغ إلى مضيفها في أفغانستان.
وتتوقع حكومة باكستان ثمناً باهظاً لتلك الصفقة، ذلك أنها تدعم حركة «طالبان» الأفغانية من ناحية؛ بينما تطالب «طالبان» الباكستانية بإلقاء السلاح، من ناحية أخرى.
ويرى خبراء باكستانيون أن حركة «طالبان» الباكستانية، التي كانت تستضيفها حركة «طالبان» الأفغانية في البلدات الحدودية الأفغانية منذ أغسطس (آب) 2021، باتت الآن خارج نطاق السيطرة ولم تعد تصغ إلى «طالبان» الأفغانية. لذلك؛ لم يعد أمام الحكومة الباكستانية أي خيار؛ إذ إن «طالبان» في كابل باتت منقسمة بشدة، مع وجود فصيل يدعم بشكل كامل عمليات «طالبان» الباكستانية ضد قوات الأمن الباكستانية.
يذكر أن وسائل الإعلام الأميركية لطالما اتهمت قوات الأمن الباكستانية بدعم حركة «طالبان» الأفغانية في استهداف القوات الأميركية المتمركزة في أفغانستان.
باكستان تدفع ثمناً باهظاً لدعمها «طالبان»
باكستان تدفع ثمناً باهظاً لدعمها «طالبان»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة