وفاة جيانغ زيمين... قائد تحول الصين إلى قوة عالمية

ترك لدى الكثير من مواطنيه صورة الزعيم الودود

جيانغ زيمين والرئيس الحالي شي جينبينغ خلال مؤتمر الحزب الشيوعي في 24 أكتوبر الماضي (أ.ب)
جيانغ زيمين والرئيس الحالي شي جينبينغ خلال مؤتمر الحزب الشيوعي في 24 أكتوبر الماضي (أ.ب)
TT

وفاة جيانغ زيمين... قائد تحول الصين إلى قوة عالمية

جيانغ زيمين والرئيس الحالي شي جينبينغ خلال مؤتمر الحزب الشيوعي في 24 أكتوبر الماضي (أ.ب)
جيانغ زيمين والرئيس الحالي شي جينبينغ خلال مؤتمر الحزب الشيوعي في 24 أكتوبر الماضي (أ.ب)

توفي الرئيس الصيني الأسبق جيانغ زيمين الذي قاد بلاده في مرحلة من التغييرات العميقة من 1989 حتى بداية الألفية الثالثة، أمس الأربعاء، عن 96 عاما، على ما ذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة الرسمية.
وتولى جيانغ زيمين السلطة بعد أحداث ساحة تيان أنمين في 1989. وقاد تحول الصين الدولة التي تضم أكبر عدد من السكان في العالم، إلى قوة عالمية. وقالت الوكالة إن «جيانغ زيمين توفي بسبب سرطان في الدم وفشل في العديد من الأعضاء، في شنغهاي عن 96 عاماً». ونكست الأعلام على المباني الحزبية والحكومية، حسب التلفزيون الرسمي (سي سي تي في). وأوضحت وكالة الصين الجديدة (شينخوا) أن إعلان وفاة جيانغ جاء في خطاب من السلطات الصينية عبرت فيه عن «حزن عميق»، وجهته إلى الحزب الشيوعي الصيني بأكمله والجيش والشعب. وقالت إن وفاته جاءت بعد فشل كل العلاجات الطبية.
أضافت: «الرفيق جيانغ زيمين كان قائداً استثنائياً (...) ماركسياً عظيماً وثورياً بروليتارياً عظيماً ورجل دولة، واستراتيجياً عسكرياً ودبلوماسياً ومقاتلاً شيوعياً منذ زمن طويل، وقائدا استثنائيا لقضية الاشتراكية العظيمة ذات الخصائص الصينية».
وقال التلفزيون الرسمي الصيني: «خلال الاضطرابات السياسية الخطرة التي هزت الصين في ربيع وصيف 1989، دعم الرفيق جيانغ زيمين ونفذ القرار الصحيح للجنة المركزية للحزب بالتصدي للاضطرابات والدفاع عن سلطة الدولة الاشتراكية وحماية المصالح الأساسية للشعب».
وترك جيانغ لدى الكثير من الصينيين أيضا صورة الزعيم الودود. وقالت وانغ يي التي تعيش في بكين، لوكالة الصحافة الفرنسية: «كان هناك الكثير من قضايا الفساد في ذلك الوقت، لكنه كان شخصا مفعما بالحيوية والمرح». وأضافت: «كان يحب أيضاً الغناء والمزاح وقد تكون هذه هي الصورة التي سيتذكرها الناس»، مشيرة إلى أن «وسائل الإعلام أيضاً كانت تتمتع بحرية أكبر في عهده في تغطية القضايا الاجتماعية بشكل نقدي».
لكنه واجه انتقادات لفشله في معالجة بعض القضايا المتعلقة بالتنمية الاقتصادية في الصين، مثل الفساد وانعدام المساواة والتدهور البيئي وإصلاحات قطاع الدولة التي أدت إلى عملية تسريح جماعية. وكان دينغ شياوبينغ عينه رئيسا للحزب الشيوعي الصيني في يونيو (حزيران) 1989، بعد إعجابه ببراعته في إنهاء مظاهرات في مدينته شنغهاي بشكل سلمي ومن دون إراقة دماء كما حدث في بكين.
بعد 13 عاماً على رأس الحزب (1989-2002)، أصبح رئيسًا للصين لعشر سنوات (1993-2003).
ويرى محللون أن جيانغ زيمين والجناح الذي يدعمه ويسمى «عصابة شنغهاي»، بقوا مؤثرين إلى حد كبير في السياسة الصينية بعد فترة طويلة من تركه السلطة. وفور إعلان نبأ وفاته نشرت كل وسائل الإعلام الحكومية الصورة نفسها بالأبيض والأسود لزهرة أقحوان رمز الحداد على الحسابات الرسمية لشبكة التواصل الاجتماعي الصينية «ويبو».
والموضوع المخصص للرئيس الأسبق في موسوعة بايدو - شبيهة بـ«ويكبيديا» - على الإنترنت كانت مزنراً أيضًا بالأبيض والأسود.
وعندما عيّن الزعيم الصيني السابق دينغ شياوبينغ في 1989 رسميا جيانغ زيمين خلفاً له، كانت الصين في بداية عملية تحديث اقتصادي. عندما تنحى جيانغ عن الرئاسة في 2003، كانت الصين أصبحت عضواً في منظمة التجارة العالمية وفازت باستضافة أولمبياد بكين 2008 وفي طريقها لتصبح قوة عظمى.
وقال محللون إن رئيس البلدية السابق ورئيس الحزب الشيوعي في شنغهاي جيانغ زيمين واصل مع دائرة قريبة من القادة، في التأثير على الحياة السياسية الصينية حتى بعد تقاعده رسمياً.
وجيانغ زيمين متزوج وانغ يبينغ ولديهما ابنان.


مقالات ذات صلة

زيلينسكي يطلب مساعدة الرئيس الصيني لإعادة أطفال أوكرانيين من روسيا

العالم زيلينسكي يطلب مساعدة الرئيس الصيني لإعادة أطفال أوكرانيين من روسيا

زيلينسكي يطلب مساعدة الرئيس الصيني لإعادة أطفال أوكرانيين من روسيا

أدلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بمزيد من التصريحات بشأن مكالمة هاتفية جرت أخيراً مع الرئيس الصيني شي جينبينغ، في أول محادثة مباشرة بين الزعيمين منذ الغزو الروسي لأوكرانيا. وقال زيلينسكي في كييف، الجمعة، بعد يومين من الاتصال الهاتفي، إنه خلال المكالمة، تحدث هو وشي عن سلامة الأراضي الأوكرانية ووحدتها «بما في ذلك شبه جزيرة القرم (التي ضمتها روسيا على البحر الأسود)» وميثاق الأمم المتحدة.

«الشرق الأوسط» (كييف)
العالم الصين ترفض اتهامها بتهديد هوية «التيبتيين»

الصين ترفض اتهامها بتهديد هوية «التيبتيين»

تبرأت الصين، اليوم (الجمعة)، من اتهامات وجهها خبراء من الأمم المتحدة بإجبارها مئات الآلاف من التيبتيين على الالتحاق ببرامج «للتدريب المهني» تهدد هويتهم، ويمكن أن تؤدي إلى العمل القسري. وقال خبراء في بيان (الخميس)، إن «مئات الآلاف من التيبتيين تم تحويلهم من حياتهم الريفية التقليدية إلى وظائف تتطلب مهارات منخفضة وذات أجر منخفض منذ عام 2015، في إطار برنامج وُصف بأنه طوعي، لكن مشاركتهم قسرية». واكدت بكين أن «التيبت تتمتع بالاستقرار الاجتماعي والتنمية الاقتصادية والوحدة العرقية وموحّدة دينياً ويعيش الناس (هناك) ويعملون في سلام». وأضافت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ، أن «المخاوف المز

«الشرق الأوسط» (بكين)
العالم البرلمان الياباني يوافق على اتفاقيتي التعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا

البرلمان الياباني يوافق على اتفاقيتي التعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا

وافق البرلمان الياباني (دايت)، اليوم (الجمعة)، على اتفاقيتين للتعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا، ما يمهّد الطريق أمام سريان مفعولهما بمجرد أن تستكمل كانبيرا ولندن إجراءات الموافقة عليهما، وفق وكالة الأنباء الألمانية. وفي مسعى مستتر للتصدي للصعود العسكري للصين وموقفها العدائي في منطقة المحيطين الهادئ والهندي، سوف تجعل الاتفاقيتان لندن وكانبيرا أول وثاني شريكين لطوكيو في اتفاق الوصول المتبادل، بحسب وكالة كيودو اليابانية للأنباء. ووافق مجلس المستشارين الياباني (مجلس الشيوخ) على الاتفاقيتين التي تحدد قواعد نقل الأفراد والأسلحة والإمدادات بعدما أعطى مجلس النواب الضوء الأخضر لها في وقت سابق العام

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
يوميات الشرق الصين تُدخل «الحرب على كورونا» في كتب التاريخ بالمدارس

الصين تُدخل «الحرب على كورونا» في كتب التاريخ بالمدارس

أثار كتاب التاريخ لتلاميذ المدارس الصينيين الذي يذكر استجابة البلاد لوباء «كورونا» لأول مرة نقاشاً على الإنترنت، وفقاً لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي). يتساءل البعض عما إذا كان الوصف ضمن الكتاب الذي يتناول محاربة البلاد للفيروس صحيحاً وموضوعياً. أعلن قادة الحزب الشيوعي الصيني «انتصاراً حاسماً» على الفيروس في وقت سابق من هذا العام. كما اتُهمت الدولة بعدم الشفافية في مشاركة بيانات فيروس «كورونا». بدأ مقطع فيديو قصير يُظهر فقرة من كتاب التاريخ المدرسي لطلاب الصف الثامن على «دويين»، النسخة المحلية الصينية من «تيك توك»، ينتشر منذ يوم الأربعاء. تم تحميله بواسطة مستخدم يبدو أنه مدرس تاريخ، ويوضح

«الشرق الأوسط» (بكين)
العالم تقرير: القوات البحرية الأوروبية تحجم عن عبور مضيق تايوان

تقرير: القوات البحرية الأوروبية تحجم عن عبور مضيق تايوان

شجّع مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، (الأحد) أساطيل الاتحاد الأوروبي على «القيام بدوريات» في المضيق الذي يفصل تايوان عن الصين. في أوروبا، تغامر فقط البحرية الفرنسية والبحرية الملكية بعبور المضيق بانتظام، بينما تحجم الدول الأوروبية الأخرى عن ذلك، وفق تقرير نشرته أمس (الخميس) صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية. ففي مقال له نُشر في صحيفة «لوجورنال دو ديمانش» الفرنسية، حث رئيس دبلوماسية الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أوروبا على أن تكون أكثر «حضوراً في هذا الملف الذي يهمنا على الأصعدة الاقتصادية والتجارية والتكنولوجية».

«الشرق الأوسط» (بيروت)

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.