تجنيد كتيبة إسرائيلية لمنطقة التماس مع الضفة الغربية

يبدأ الجيش الإسرائيلي، غداً (الخميس)، تجنيد عناصر، في أول كتيبة مخصصة لحماية مناطق التماس مع الضفة الغربية تم تشكيلها بناء على تعليمات رئيس هيئة الأركان الإسرائيلية، أفيف كوخافي، في أعقاب سلسلة من العمليات الفلسطينية في قلب إسرائيل أدت إلى إطلاق عملية «كاسر الأمواج»، في شهر مارس (آذار) الماضي في الضفة.
وقال موقع «والا» الإسرائيلي إن نشاط قوات الكتيبة «بانتير»، سيركز على تنفيذ كمائن لاعتقال «مقيمين غير شرعيين» (متسللين). وحتى يتسنى لهم أداء مهامهم، سيحصل أفراد الكتيبة على وسائل مراقبة جديدة، تشمل أغراض «خداع تكتيكي» مخصصة للاستخدام في منطقة مفتوحة، ومبنية ومشجرة، وطائرات مسيرة، ووسائل جمع معلومات، ومركبات سريعة للطرق الوعرة.
وسيخوض الجنود والمجندات الأوائل الذين سيتجندون هذا الأسبوع عملية تأهيل في قاعدة الدوريات الحدودية.
في المقابل، فإنه في العملية التي يقودها رئيس أركان القيادة المركزية الجنرال موطي شطريت، يتم بناء مواقع ذات شروط خدمة عالية، وطرق جديدة، وسور، وسياج واقٍ ذي إمكانية تحذير على طول منطقة قلقيلية وسط الضفة الغربية.
وجاء قرار تشكيل الكتيبة بناء على معطيات اطلع عليها كوخافي، في شهر مارس، جاء فيها أن ما لا يقل عن 34.085 فلسطينياً كانوا يعبرون السياج الحدودي أسبوعياً. وفي أعقاب هذه المعطيات، ضاعف الجيش الإسرائيلي بصورة تدريجية أعداد قواته النظامية وقوات الاحتياط على طول خط التماس، مع زيادة عدد الدوريات، وبدأ بإصلاح السياج الحدودي الفاصل، وهذا أدى إلى انخفاض العدد بشكل كبير، لكن حتى اليوم، ومنذ بداية تكثيف القوات الأمنية على السياج الحدودي، يتراوح العدد ما بين 250 و400 أسبوعياً.
وقال مسؤول أمني إسرائيلي إن الجيش الإسرائيلي طوّر طرقاً لخفض عدد المتسللين ستتم مضاعفتها، لخفض العدد من مئات إلى عشرات. وشدد المسؤول الأمني على أن بناء السياج الحدودي شمال الضفة الغربية يمكنه أن يفصل أم الفحم عن منطقة جنين، وخَلْق واقع أمني جديد.
يأتي الدفع بالكتيبة الجديدة، في ظل تقديرات أمنية إسرائيلية بتصعيد كبير في العمليات الموجَّهة ضد أهداف إسرائيلية في الفترة المقبلة؛ في الضفة الغربية وفي إسرائيل كذلك.
وكان قادة جهاز الأمن العام (الشاباك) والجيش الإسرائيلي قد حذروا لجنة رفيعة في «الكنيست»، أمس (الثلاثاء)، بالاستعداد لتصعيد أمني في الأشهر المقبلة. وقال مسؤول أدلى بشهادته أمام لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في «الكنيست»، إن المؤسسة الأمنية تتوقع زيادة في نطاق ومهنيّة الهجمات الفلسطينية. وأفادت «القناة 12» الإسرائيلية بأن المؤسسة الأمنية لا تزال قلقة بشأن احتمال تقليد الهجمات، وكذلك احتمال قيام الجماعات المسلحة بإرسال أعضاء لتنفيذ هجمات إطلاق نار في جميع أنحاء الضفة الغربية.
و«الشاباك» قلق بشكل خاص من تنفيذ الهجوم الأخير في مستوطنة أرئيل، وعملية الدهس يوم الثلاثاء بالقرب من «ميغرون» على يد فلسطينيين بحوزتهم تصاريح عمل في إسرائيل. ولطالما أيّد جهاز الأمن الاستمرار في السماح للفلسطينيين بالعمل في إسرائيل ومستوطنات الضفة الغربية، من أجل منع انهيار الاقتصاد الفلسطيني.
في غضون ذلك، عمل «الشاباك» والشرطة بشكل مكثف في القدس الشرقية، أمس (الثلاثاء)، بينما قالت «القناة 12» إنه إشارة إلى تقدم في الجهود المبذولة لاعتقال الخلية المسلحة المسؤولة عن زرع العبوتين الناسفتين اللتين انفجرتا في محطات حافلات بالقدس، الأسبوع الماضي، ما أسفر عن مقتل اثنين وإصابة أكثر من عشرة آخرين.
وأعلنت مصادر إسرائيلية، اليوم (الأربعاء)، عن تطور كبير طرأ على التحقيق في العملية المزدوجة التي وقعت في القدس، وقالت إنه تم اعتقال عدد من المشتبه بهم. وذكر موقع «واينت» أنه تم اعتقال مشتبه بهم، في إطار المطاردة التي تمت لخلية المسلحين الذين وضعوا العبوات.
أثناء ذلك، قتل الجيش الإسرائيلي الشاب محمد توفيق بدارنة (25 عاماً)، وأصاب عدداً آخر بالرصاص، اليوم (الأربعاء)، بعد اقتحامه بلدة يعبد جنوب غربي جنين. واقتحم الجيش البلدة لاعتقال أحد المطلوبين له بعد محاصرة منزله. وقال الجيش إنه اعتقل عبد الغني حرز الله، من نشطاء حركة «حماس»، لتخطيطه من أجل تنفيذ عمليات، وتمت مصادرة مبلغ 50 ألف شيقل (العملة الإسرائيلية) منه.