واشنطن ترفض «اعتراضات» بكين على «مهمة» أميركية في بحر الصين الجنوبي

حاملة الطائرات النووية «رونالد ريغان» خلال مناورات مشتركة مع كوريا الجنوبية في 4 يونيو الماضي (أ ب)
حاملة الطائرات النووية «رونالد ريغان» خلال مناورات مشتركة مع كوريا الجنوبية في 4 يونيو الماضي (أ ب)
TT

واشنطن ترفض «اعتراضات» بكين على «مهمة» أميركية في بحر الصين الجنوبي

حاملة الطائرات النووية «رونالد ريغان» خلال مناورات مشتركة مع كوريا الجنوبية في 4 يونيو الماضي (أ ب)
حاملة الطائرات النووية «رونالد ريغان» خلال مناورات مشتركة مع كوريا الجنوبية في 4 يونيو الماضي (أ ب)

في رد غير معهود على ادعاءات صينية، رفضت البحرية الأميركية، أمس الثلاثاء، اعتراضات بكين على ما تسميه الولايات المتحدة «عملية حرية الملاحة» التي تجريها بالقرب من جزر تسيطر عليها الصين في بحر الصين الجنوبي.
وكان الجيش الصيني قد أعلن أنه أبعد طراداً أميركياً مسلحاً بصواريخ موجهة، دخل بشكل غير قانوني المياه، بالقرب من جزر سبراتلي في بحر الصين الجنوبي.
وقال المتحدث باسم قيادة المنطقة الجنوبية في جيش «التحرير الشعبي الصيني» تيان جونلي: «تصرفات الجيش الأميركي انتهكت بشكل خطير سيادة وأمن الصين»، مضيفاً أن «بكين تتمتع بسيادة لا جدال فيها على جزر بحر الصين الجنوبي والمياه المجاورة لها».
ودحض الأسطول السابع في البحرية الأميركية، في بيان اعتراضات الصين على المهمة التي تمت أمس (الثلاثاء)، واصفاً إياها بأنها «الأحدث في سلسلة طويلة من الإجراءات التي تتخذها الصين لتشويه صورة العمليات البحرية الأميركية المشروعة، ولتأكيد مطالباتها البحرية غير المشروعة» في بحر الصين الجنوبي، وفقاً لما نقلته وكالة أنباء «أسوشيتد برس». وقالت البحرية الأميركية، إن مطالبات الصين البحرية الكاسحة تشكل تهديداً خطيراً لحرية الملاحة والتحليق، والاقتصاد والتجارة الحرة للدول المطلة على بحر الصين الجنوبي. وأضافت أنه «ما دامت بعض الدول تستمر في فرض قيود على الحقوق التي تتجاوز سلطتها بموجب القانون الدولي، فإن الولايات المتحدة ستواصل الدفاع عن الحقوق والحريات البحرية المكفولة للجميع». وقالت البحرية، إن الطراد الصاروخي «تشانسلورزفيل» الذي أبحر في بحر الصين الجنوبي أمس، «أكد الحقوق والحريات الملاحية في المنطقة بما يتوافق مع القانون الدولي». ورغم ذلك، لم يتضح ما إذا كان الطراد قد ابتعد بالفعل عن المنطقة بسبب اعتراضه من البحرية الصينية، أم أنه واصل إبحاره وفقاً للمهمة التي كان يقوم بها.
وكانت السفينة المعنية قد أبحرت أخيراً عبر مضيق تايوان، حيث نقلت وكالة «رويترز» عن المتحدث باسم قيادة المنطقة الجنوبية في الجيش الصيني، قوله، إن دخول السفينة الأميركية المنطقة يُظهر أن الولايات المتحدة «صانعة أخطار أمنية» في بحر الصين الجنوبي. وأضافت قيادة المنطقة الجنوبية على حسابها على موقع «وي تشات» للتواصل الاجتماعي، أن قوات الجيش الصيني ستبقى في حالة تأهب قصوى.
وتنفذ الولايات المتحدة بانتظام ما تسميه عمليات ضمان حرية الملاحة في بحر الصين الجنوبي. وتتحدى ما تقول إنه قيود على المرور تفرضها الصين، التي تزعم السيادة على كل بحر الصين الجنوبي تقريباً، الذي تحول إلى واحد من أكثر بؤر التوتر في العلاقات بينها وبين الولايات المتحدة. وترفض الولايات المتحدة ما تسميه مطالبات الصين غير القانونية بالسيادة على المياه الغنية بالموارد. وأبحرت السفن الحربية الأميركية عبر بحر الصين الجنوبي بوتيرة متزايدة في السنوات الأخيرة، في استعراض للقوة في مواجهة المطالب الصينية.


مقالات ذات صلة

واشنطن تدعو بكين لوقف الأعمال «الاستفزازية» ببحر الصين الجنوبي

العالم واشنطن تدعو بكين لوقف الأعمال «الاستفزازية وغير الآمنة» في بحر الصين الجنوبي

واشنطن تدعو بكين لوقف الأعمال «الاستفزازية» ببحر الصين الجنوبي

دعت الولايات المتحدة الصين، اليوم (السبت)، إلى وقف ما وصفته بـ«سلوكها الاستفزازي وغير الآمن» في بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه، بعد أن اقتربت سفينة تابعة لخفر السواحل الصينيين مؤخراً من سفينة دورية فلبينية ما كاد أن يتسبب في تصادمهما. ووصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، وفقاً لما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية، صور الحادث بأنها تشير إلى «مضايقات وترهيب» الصين للسفن الفلبينية في المنطقة المتنازع عليها. وتابع، في بيان: «ندعو بكين إلى الكف عن سلوكياتها الاستفزازية وغير الآمنة»، مضيفاً أن أي هجوم على القوات المسلحة الفلبينية أو طائراتها وزوارقها وحرس السواحل في المحيط الهادئ أو ب

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم بكين تتّهم مانيلا بـ«استفزاز متعمد» في بحر الصين الجنوبي

بكين تتّهم مانيلا بـ«استفزاز متعمد» في بحر الصين الجنوبي

أعلنت بكين، الجمعة، أن تصادماً كاد يقع في بحر الصين الجنوبي بين سفينة تابعة لخفر السواحل الصينيين وسفينة دورية فلبينية تقل صحافيين، موضحة أن هذا الحادث نجم عن «عمل استفزازي متعمد». الحادث الذي كاد يقع قبالة جزر سبراتلي، الأحد، هو الأحدث في سلسلة طويلة من الحوادث بين الصين والفلبين في هذا الممر المائي المتنازع عليه. وتطالب بكين بالسيادة على الجزء الأكبر من بحر الصين الجنوبي، وقد تجاهلت قراراً صادراً عن محكمة دولية عام 2016 ينص على أنه لا أساس قانونياً لمطالباتها هذه. وتأتي الأزمة الأخيرة قبل أيام من لقاء الرئيسين الفلبيني فرديناند ماركوس، والأميركي جو بايدن في البيت الأبيض لمناقشة التوترات الإق

«الشرق الأوسط» (بكين)
العالم تقرير: القوات البحرية الأوروبية تحجم عن عبور مضيق تايوان

تقرير: القوات البحرية الأوروبية تحجم عن عبور مضيق تايوان

شجّع مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، (الأحد) أساطيل الاتحاد الأوروبي على «القيام بدوريات» في المضيق الذي يفصل تايوان عن الصين. في أوروبا، تغامر فقط البحرية الفرنسية والبحرية الملكية بعبور المضيق بانتظام، بينما تحجم الدول الأوروبية الأخرى عن ذلك، وفق تقرير نشرته أمس (الخميس) صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية. ففي مقال له نُشر في صحيفة «لوجورنال دو ديمانش» الفرنسية، حث رئيس دبلوماسية الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أوروبا على أن تكون أكثر «حضوراً في هذا الملف الذي يهمنا على الأصعدة الاقتصادية والتجارية والتكنولوجية».

«الشرق الأوسط» (بيروت)
العالم مانيلا وبكين تتعهدان العمل على حل الخلافات في بحر الصين الجنوبي

مانيلا وبكين تتعهدان العمل على حل الخلافات في بحر الصين الجنوبي

تعهدت الفلبين والصين، السبت، العمل معا على حل الخلافات الحدودية في بحر الصين الجنوبي وعلى تعزيز العلاقات الثنائية بينهما. وعقد وزيرا خارجية البلدين محادثات هي الأحدث في سلسلة من الاجتماعات رفيعة المستوى التي تعقدها حكومة الفلبين مع مسؤولين كبار من الولايات المتحدة والصين، وسط صراع القوتين العظميين على المصالح الاستراتيجية في منطقة المحيطين الهندي والهادي، على ما ذكرت وكالة «رويترز». وقال وزير خارجية الفلبين إنريكي مانالو، في مستهل محادثات ثنائية مع نظيره الصيني تشين قانغ في مانيلا، إن علاقات بلاده مع بكين أكبر من خلافاتهما حول بحر الصين الجنوبي.

«الشرق الأوسط» (مانيلا)
العالم بلينكن في هانوي لتعزيز العلاقات الأميركية-الفيتنامية

بلينكن في هانوي لتعزيز العلاقات الأميركية-الفيتنامية

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى فيتنام اليوم (الجمعة) سعيا لتعزيز العلاقات الدبلوماسية مع هانوي، بعد أيام على تصاعد التوتر مع الصين حول تايوان. ويلتقي بلينكن، الذي حطّت طائرته في هانوي في طريقه إلى اليابان للمشاركة في اجتماع وزراء خارجية دول مجموعة السبع، كبار المسؤولين في فيتنام غدا (السبت) تمهيدا لتعزيز محتمل للعلاقات الدبلوماسية مع البلاد. يعوّل بلينكن على مكالمة هاتفية جرت الشهر الماضي بين الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الحزب الشيوعي الحاكم في فيتنام نغوين فو ترونغ، للارتقاء بالعلاقات إلى مستوى شراكة «استراتيجية».

«الشرق الأوسط» (هانوي)

ماتشادو بخير رغم إصابتها في الظهر

ماريا كورينا ماتشادو (أ.ف.ب)
ماريا كورينا ماتشادو (أ.ف.ب)
TT

ماتشادو بخير رغم إصابتها في الظهر

ماريا كورينا ماتشادو (أ.ف.ب)
ماريا كورينا ماتشادو (أ.ف.ب)

قال متحدث باسم زعيمة المعارضة الفنزويلية الحائزة جائزة نوبل للسلام، ماريا كورينا ماتشادو، اليوم (الأربعاء)، إنها بخير، على الرغم من تعرضها لإصابة في الظهر، وذلك في أثناء رحلتها الأخيرة من فنزويلا.

وأُصيبت ماتشادو بكسر في إحدى فقرات الظهر في أثناء فرارها من بلدها على متن قارب صغير الأسبوع الماضي، لتسلم الجائزة في أوسلو.

وقال متحدث باسمها إن الزعيمة المعارضة الحائزة نوبل «في حالة جيدة وتحضر حالياً مواعيد طبية مع إخصائيّ لضمان تعافيها السريع والتام».

وأضاف أنها «لم تعد في أوسلو». ولم يذكر مكان وجودها.

وذهبت ماتشادو إلى النرويج في تحدٍّ لحظر السفر الذي فرضته السلطات في فنزويلا منذ عشر سنوات، وبعد أن أمضت أكثر من عام مختبئة، لكنها وصلت متأخرةً جداً لحضور حفل توزيع الجائزة الرسمي الأسبوع الماضي.

وقالت إنها تنوي العودة إلى فنزويلا.


هجوم سيدني يسلّط الضوء مجدداً على جماعات مينداناو المسلحة المتطرّفة في الفلبين

ناقلة جنود مدرعة وقوات حكومية تسير باتجاه جسر ماباندي في مدينة ماراوي بجزيرة مينداناو الفلبينية في 30 أغسطس 2017 (رويترز)
ناقلة جنود مدرعة وقوات حكومية تسير باتجاه جسر ماباندي في مدينة ماراوي بجزيرة مينداناو الفلبينية في 30 أغسطس 2017 (رويترز)
TT

هجوم سيدني يسلّط الضوء مجدداً على جماعات مينداناو المسلحة المتطرّفة في الفلبين

ناقلة جنود مدرعة وقوات حكومية تسير باتجاه جسر ماباندي في مدينة ماراوي بجزيرة مينداناو الفلبينية في 30 أغسطس 2017 (رويترز)
ناقلة جنود مدرعة وقوات حكومية تسير باتجاه جسر ماباندي في مدينة ماراوي بجزيرة مينداناو الفلبينية في 30 أغسطس 2017 (رويترز)

أعادت زيارة قام بها المشتبه بهما في تنفيذ اعتداء سيدني الذي أودى بحياة 15 شخصاً تسليط الضوء على جزيرة مينداناو المضطربة في جنوب الفلبين.

وتحقق الشرطة الأسترالية في احتمال أن الأب وابنه ساجد ونافيد أكرم سافرا إلى الفلبين لتلقي تدريبات مع متطرفين، وهو احتمال تصر الحكومة الفلبينية على عدم وجود دليل عليه.

أمل مسلحون متطرّفون في الماضي بتحويل مينداناو إلى مقر لدولة «الخلافة» التي سعوا لإقامتها في جنوب شرقي آسيا.

فيما يلي لمحة عن تاريخ المنطقة العنيف، والتحوّلات التي شهدتها خلال العقد الأخير، والوضع الحالي لمعركة الحكومة ضد المتطرفين، حسب تقرير لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

تاريخ من التمرّد

يعود تاريخ النزاعات في مينداناو الواقعة في الثلث الجنوبي من الأرخبيل وتُعد موطناً تقليدياً للأقلية المسلمة في الفلبين (وعددها خمسة ملايين نسمة) إلى حقبتي الاستعمار الإسباني، والأميركي من القرن السادس عشر وحتى مطلع القرن الحادي والعشرين.

وبعد استقلال الفلبين، بدأ تمرّد انفصالي في مطلع السبعينات. ووفّرت الحدود المليئة بالثغرات وضعف الإجراءات الأمنية وانتشار الأسلحة النارية في أيدي السكان بيئة خصبة للجماعات المتمرّدة للسعي لأهدافها.

تبدّل الولاءات

بدأ مقاتلون أصغر سناً الانشقاق عن متمرّدين انفصاليين مطلع التسعينات ليشكلوا جماعات على غرار جماعة «أبو سياف» التي نفّذت عمليات تفجير دموية ضد أهداف مسيحية، وخطفت سياحاً غربيين لتمويل أنشطتها.

وبدأ مستشارون عسكريون أميركيون الانتشار في المنطقة عام 2002 لمساعدة الفلبين على مواجهة الجماعات المتمردة بعد اعتداءات 11 سبتمبر (أيلول) 2001 في الولايات المتحدة.

وبحلول العام 2014، بدأت جماعات بينها «أبو سياف» و«ماوتي» مبايعة تنظيم «داعش».

سلام هش

أنهى الجيل الأقدم من المتمردين المتطرفين معركتهم في 2014 عندما وقّعوا اتفاق سلام مقابل الحصول على حكم ذاتي محدود في عدد ضئيل من المقاطعات المسلمة، لكن الجماعات المرتبطة بتنظيم «داعش» لم تعترف بالاتفاق، وواصلت عملياتها المسلحة.

وبينما سيصبح لدى منطقة «باغسامورو ذاتية الحكم في مينداناو المسلمة» برلمانها المنتخب قريباً، إلا أن عملية نزع آلاف الأسلحة كانت بطيئة، فيما انخرط متمرّدون مسلحون بين فينة وأخرى في نزاعات عائلية دموية أدت أحياناً إلى مقتل جنود، وعناصر شرطة.

جنود يقفون حراساً في شارع خلال عملية عسكرية حكومية على متمردي جماعة ماوتي في جزيرة مينداناو في الفلبين 2 يونيو 2017 (رويترز)

معركة مراوي الدموية

في مايو (أيار) 2017، تحرّك مئات المقاتلين الفلبينيين الإسلامويين الذين انضم إليهم مقاتلون أجانب للسيطرة على مدينة مراوي في مينداناو، سعياً لتحويلها إلى عاصمة لدولة الخلافة التي كانوا يسعون لإعلانها في جنوب شرقي آسيا.

وانتهى حصار حكومي دموي للمدينة بعد خمسة شهور، وبعد مقتل أكثر من ألف شخص، والعديد من كبار قادة الجماعات المسلحة.

«مشرذمة» لكنها موجودة

يشير الجيش الفلبيني إلى أن عدد المتطرفين المتبقين في مينداناو بات أكثر بقليل من 50 شخصاً، مقارنة مع 1257 في 2016.

وقالت الناطقة باسم الجيش الكولونيل فرانسيل باديلا للصحافيين، الأربعاء، إن هذه المجموعات باتت «مشرذمة، ومن دون قيادة»، مشيرة إلى أن السياحة تزدهر حالياً في مناطق شهدت في الماضي عمليات خطف.

لكن العمليات العسكرية ما زالت متواصلة فيما أعلن الجيش الأسبوع الماضي قتل شخص يشتبه بأنه زعيم جماعة مسلحة.

وبينما أقر بأن العمليات التي نفذتها الحكومة صعّبت نشاط المتطرفين، قال المحلل الأمني في مانيلا روميل بانلاوي لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إنهم ما زالوا يقيمون ارتباطات «محلياً وعالمياً»، ويديرون معسكرات تدريبية في وسط مينداناو.


بينها القتل والإرهاب... توجيه 59 اتهاماً لمنفّذ «هجوم سيدني»

صورة نشرتها وسائل إعلام أسترالية لنافيد أكرم خلال الهجوم على شاطئ بوندي
صورة نشرتها وسائل إعلام أسترالية لنافيد أكرم خلال الهجوم على شاطئ بوندي
TT

بينها القتل والإرهاب... توجيه 59 اتهاماً لمنفّذ «هجوم سيدني»

صورة نشرتها وسائل إعلام أسترالية لنافيد أكرم خلال الهجوم على شاطئ بوندي
صورة نشرتها وسائل إعلام أسترالية لنافيد أكرم خلال الهجوم على شاطئ بوندي

وجّهت الشرطة الأسترالية 59 اتهاماً، بينهما الإرهاب وقتل 15 شخصاً، للمشتبه به في اعتداء شاطئ بوندي نافيد أكرم، الأربعاء، بعد أسوأ عملية إطلاق نار جماعية تشهدها أستراليا منذ عقود.

وقالت شرطة نيو ساوث ويلز إن «الشرطة ستتهم في المحكمة الرجل بالقيام بسلوك تسبب بالقتل وبإصابات خطيرة وبتعريض حياة أشخاص للخطر من أجل الدفاع عن قضية دينية وإثارة الخوف في المجتمع».

وتشمل الاتهامات أيضاً 40 اتهاماً بالإيذاء بنية القتل اتصالاً بسقوط جرحى ووضع عبوة ناسفة قرب مبنى بهدف الإيذاء.

وأفادت في بيان بأن المؤشرات الأولية تدل على هجوم إرهابي مستوحى من تنظيم «داعش» المدرج على قائمة الإرهاب في أستراليا.

أول جنازة لضحايا هجوم سيدني

وأقامت أستراليا اليوم أول جنازة لضحايا حادث إطلاق النار الجماعي؛ حيث تجمعت حشود كبيرة لتأبين حاخام قُتل في الهجوم.

وقَتل ساجد أكرم وابنه نافيد 15 شخصاً، عندما أطلقا النار على جمع من المحتفلين بعيد «حانوكا» اليهودي، على الشاطئ الشهير، مساء الأحد.

كان بين القتلى فتاة تبلغ 10 سنوات، وناجيان من المحرقة، وزوجان قُتلا بالرصاص لدى محاولتهما وقف الهجوم، بينما نُقل أكثر من 40 شخصاً إلى المستشفى.

كان إيلي شلانغر -وهو أب لخمسة ومعروف باسم «حاخام بوندي»- أول شخص يتم تأبينه بإقامة مراسم في كنيس «حباد بوندي»، حسب «وكالة الصحافة الفرنسية».

وصول نعش إيلي شلانغر حاخام بوندي إلى مكان الجنازة (إ.ب.أ)

وسيقيم كنيس «حباد بوندي» جنازة أخرى للحاخام يعقوب ليفيتان البالغ 39 عاماً، بعد ظهر اليوم.

من جهته، قال رئيس الوزراء أنتوني ألبانيز، الأربعاء: «قلبي مع المجتمع اليوم وكل يوم».

وأضاف في تصريح لمحطة إذاعية محلية: «لكن اليوم سيكون يوماً صعباً بشكل خاص مع بدء أولى الجنازات».

نعش الحاخام يعقوب ليفيتان (إ.ب.أ)

بث الذعر

وقالت السلطات إن الهجوم كان يهدف إلى بث الذعر بين اليهود في البلاد.

وقال ألبانيز إن المسلحَين -وهما رجل وابنه- كانا مدفوعين بـ«آيديولوجية الكراهية».

وأشار الثلاثاء إلى أن الجريمة كانت مدفوعة «بآيديولوجية تنظيم (داعش)... الآيديولوجية التي كانت سائدة لأكثر من عقد، وأدت إلى آيديولوجية الكراهية هذه».

وقال ألبانيزي إن نافيد أكرم -وهو عامل بناء عاطل عن العمل يبلغ 24 عاماً- لفت انتباه وكالة الاستخبارات الأسترالية عام 2019 «بسبب صلته بآخرين»؛ لكن لم يُعتبر تهديداً وشيكاً وقتها.

وأضاف: «لقد حققوا معه، وحققوا مع أفراد أسرته، وحققوا مع أشخاص محيطين به... ولكنه لم يُعتبر في ذلك الوقت شخصاً مثيراً للاهتمام».

وتجري الشرطة تحقيقات لمعرفة ما إذا كان الرجلان التقيا متطرفين خلال زيارة للفلبين، قبل أسابيع من الهجوم.

وأكدت إدارة الهجرة في مانيلا لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» أنهما أمضيا معظم شهر نوفمبر (تشرين الثاني) في البلاد، وكانت دافاو وجهتهما النهائية.

ولهذه المنطقة الواقعة في جزيرة مينداناو الجنوبية، تاريخ طويل من حركات التمرد والتطرف.

وأطلق الرجل وابنه النار على الحشد عند الشاطئ لمدة 10 دقائق، قبل أن تفتح الشرطة النار على ساجد البالغ 50 عاماً وتقتله.

أما نافيد الذي أصيب برصاص الشرطة، فنقل إلى المستشفى في حالة حرجة، وقد أفادت وسائل إعلام محلية بأنه استيقظ من غيبوبة ليل الثلاثاء- الأربعاء.

وأظهرت لقطات كاميرا سيارة، نشرت أخيراً، الزوجين بوريس وصوفيا غورمان وهما يحاولان إحباط الهجوم في مراحله الأولى.

وقام الميكانيكي المتقاعد بوريس غورمان، البالغ 69 عاماً، بإسقاط أحد المهاجمين أرضاً، بينما كان يحاول انتزاع سلاحه. وتمكَّن من الإمساك بسلاح ساجد أكرم لفترة وجيزة، بينما اندفعت زوجته صوفيا البالغة 61 عاماً نحوه لمساعدته. ولكن المهاجم تمكَّن من سحب سلاح آخر، وأطلق النار على الزوجين وقتلهما.

واتفق قادة أستراليا، الاثنين، على تشديد القوانين التي سمحت للأب بامتلاك 6 أسلحة نارية.

ولم تشهد أستراليا حوادث إطلاق نار مماثلة منذ قتل مسلح 35 شخصاً في مدينة بورت آرثر السياحية عام 1996.

وأدت تلك الحادثة إلى حملة تضمنت برنامجاً لإعادة شراء الأسلحة، وفرض قيود على الأسلحة النصف آلية.

لكن في السنوات الأخيرة، سجلت أستراليا ارتفاعاً مطرداً في عدد الأسلحة النارية التي يملكها أفراد.

أحد المشيعين يشعل الشموع حول أكاليل زهور وُضعت لتكريم ضحايا الهجوم (أ.ف.ب)

وتسبب الهجوم الأخير في إحياء الادعاءات بأن أستراليا لا تبذل جهوداً كبيرة لمحاربة معاداة السامية.

ودعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الدول الغربية إلى تكثيف جهودها لمكافحة معاداة السامية وحماية المجتمعات اليهودية.

وقال في خطاب بثه التلفزيون، الثلاثاء: «أطالب الحكومات الغربية باتخاذ الإجراءات اللازمة لمكافحة معاداة السامية، وتوفير الأمن والحماية التي تحتاج إليها المجتمعات اليهودية في كل أنحاء العالم. ومن الأجدر بها أن تستجيب لتحذيراتنا. أطالب بالتحرك الفوري».