قرار إزالة مقبرة يحيى حقي يثير جدلاً في مصر

لتنفيذ توسعة بمحيط مسجد السيدة نفيسة بالقاهرة

يحيى حقي (أرشيفية)
يحيى حقي (أرشيفية)
TT

قرار إزالة مقبرة يحيى حقي يثير جدلاً في مصر

يحيى حقي (أرشيفية)
يحيى حقي (أرشيفية)

بعد مرور شهرين على انتهاء جدل هدم مقبرة طه حسين بحي الخليفة بالقاهرة، ثارت أزمة جديدة مع تقديم الكاتبة نهى يحيى حقي، نداء استغاثة لإنقاذ مقبرة أبيها التي تقع خلف مسجد السيدة نفيسة، من الهدم من أجل تنفيذ أعمال تطوير بالمنطقة.

وقالت حقي عبر حسابها على «فيسبوك»: «لم يعد يفصل بين المقبرة والمعدات التي تعمل في المنطقة سوى أمتار قليلة، ونأمل أن تتوقف عند هذا الحد».

وقالت الكاتبة نهى حقي لـ«الشرق الأوسط»: «ليس هناك رد فعل من أي مسؤول تجاه الاستغاثة التي أطلقتها بخصوص إنقاذ مقبرة أبي، ولا نعرف ما الذي سوف يتم، رئيس الجمهورية قال في وقت سابق، لا مساس بمقابر رموز مصر ولا والمقابر الأثرية، لكن المسؤولين عن تطوير منطقة السيدة نفيسة لم يأخذوا ذلك في الحسبان، يحيى حقي واحد من رموز مصر، ويجب أن يتم احترام مقبرته، وقد أوصى هو بنفسه أن يدفن في مكانه بجوار السيدة نفيسة، والجميع يعلم تماماً كتاباته عن آل البيت وهي متعددة، ومنها كتاب (من فيض الكريم) و(أم العواجز)، و(قنديل أم هاشم)، فهو كشف عن محبته وعشقه لهم، فكيف يتم حرمانه من مجاورتهم»؟ على حد تعبيرها.

وذكرت حقي أن «هناك أمراً وصل لها بنقل المقبرة إلى مدينة العاشر من رمضان، لكنها لا توافق على ذلك، وتعجبت هل يُطرد يحيى في ذكرى وفاته الثلاثين»!

وليس لدى نهى حقي أي اعتراض على ما يتم من مشروعات لتطوير وتوسعة في مناطق كثيرة في القاهرة، لكنها تطلب أن يتم ذلك «بنوع من التوازن، وبحلول تناسب جميع الأطراف»، وبعيداً عن المناطق التي تضم مقابر مبدعي مصر وأبنائها الذين أثروا بحياة الناس وقدموا الكثير كي يجعلوا أيامنا أكثر إنسانية».

وكشفت حقي: «مقبرة والدي في رمقها الأخير حالياً، بعد أن تمت إزالة أكثر من مقبرة جوارها، ولم يعد هناك سوى أيام قليلة ويتم نقلها، لكن أنا عندي أمل أن يتم إنقاذ المقبرة، بدعم من الناس التي ضمت صوتها لي، حتى لا يتم إبعاده عن تلك البقعة من الأرض التي أحبها، وارتضاها مثوى أخيراً له».

وتفاعل العديد من الكتاب والمبدعين المصريين مع استغاثة نهى «أنقذوا مقبرة يحيى حقي» التي أطلقتها على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، ودعت فيها لمساندتها، وكتبت: «30 عاماً خُلّد فيها رائد القصة القصيرة في مقبرته بالسيدة نفيسة، منذ رحيله في 9 ديسمبر (كانون الأول) 1992، صاحب المسيرة الأدبية الحافلة. وبدلاً من إحياء ذكراه الثلاثين بالورود، تبدّل الوضع برسم علامة حمراء على المقبرة تمهيداً لهدمها».

جدل نقل مقبرة صاحب «قنديل أم هاشم»، وإنذار ابنتيه «نهى وهدى» بضرورة نقل رفاته، ليس الأول من نوعه بالمنطقة. فقد ثار جدل واسع بشأن نقل مقبرة طه حسين من مكانها الحالي، بالقرب من السيدة نفيسة خلال الأشهر الماضية، قبل أن يعلن رسمياً عن عدم نقل مقبرته في شهر سبتمبر (أيلول) الماضي.

يحيى حقي (17 يناير 1905م - 9 ديسمبر 1992م) كاتب وروائي مصري، وأحد رواد القصة القصيرة. ولد في القاهرة لأسرة ذات جذور تركية. درس الحقوق وعمل بالمحاماة والسلك الدبلوماسي، ويعتبر علامة بارزة في تاريخ الأدب والسينما. نشر أربع مجموعات من القصص القصيرة، ومن أشهر رواياته «قنديل أم هاشم»، و«البوسطجي» اللتان تم تحويلهما إلى فيلمين سينمائيين. كما تُعدّ القصص «فيض الكريم»، و«كناسة الدكان»، و«عطر الأحباب»، و«سارق الكحل»، و«صح النوم» من أشهر مؤلفاته القصصية.


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


سلوفينية تبلغ 12 عاماً تُنقذ مشروعاً لإعادة «الزيز» إلى بريطانيا

أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)
أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)
TT

سلوفينية تبلغ 12 عاماً تُنقذ مشروعاً لإعادة «الزيز» إلى بريطانيا

أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)
أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)

عندما سافر علماء بيئة بريطانيون إلى سلوفينيا هذا الصيف على أمل التقاط ما يكفي من صراصير «الزيز» المغرِّدة لإعادة إدخال هذا النوع إلى غابة «نيو فورست» في بريطانيا، كانت تلك الحشرات صعبة المنال تطير بسرعة كبيرة على ارتفاع بين الأشجار. لكنَّ فتاة تبلغ 12 عاماً قدَّمت عرضاً لا يُفوَّت.

وذكرت «الغارديان» أنّ كريستينا كيندا، ابنة الموظّف في شركة «إير بي إن بي»؛ الموقع الذي يتيح للأشخاص تأجير واستئجار أماكن السكن، والذي وفَّر الإقامة لمدير مشروع «صندوق استعادة الأنواع» دوم برايس، ومسؤول الحفاظ على البيئة هولي ستانوورث، هذا الصيف؛ اقترحت أن تضع شِباكاً لالتقاط ما يكفي من صراصير «الزيز» لإعادتها إلى بريطانيا.

قالت: «سعيدة للمساعدة في هذا المشروع. أحبّ الطبيعة والحيوانات البرّية. الصراصير جزء من الصيف في سلوفينيا، وسيكون جيّداً أن أساعد في جَعْلها جزءاً من الصيف في إنجلترا أيضاً».

كان صرصار «نيو فورست» الأسود والبرتقالي هو النوع الوحيد من الصراصير الذي وُجِد في بريطانيا. في الصيف، يصدح الذكور بأغنية عالية النغمات لجذب الإناث التي تضع بيضها في الأشجار. وعندما يفقس الصغار، تسقط إلى أرض الغابة وتحفر في التربة، حيث تنمو ببطء تحت الأرض لمدّة 6 إلى 8 سنوات قبل ظهورها على شكل كائنات بالغة.

صرصار «نيو فورست» الأسود والبرتقالي (صندوق استعادة الأنواع)

اختفى هذا النوع من الحشرات من غابة «نيو فورست»، فبدأ «صندوق استعادة الأنواع» مشروعاً بقيمة 28 ألف جنيه إسترليني لإعادته.

نصَّت الخطة على جمع 5 ذكور و5 إناث من متنزه «إيدريا جيوبارك» في سلوفينيا بتصريح رسمي، وإدخالها في حضانة صراصير «الزيز» التي تضمّ نباتات محاطة في أوعية أنشأها موظّفو حديقة الحيوانات في متنزه «بولتون بارك» القريب من الغابة.

ورغم عدم تمكُّن برايس وستانوورث من التقاط صراصير «الزيز» البالغة، فقد عثرا على مئات أكوام الطين الصغيرة التي صنعها صغار «الزيز» وهي تخرج من الأرض بالقرب من مكان إقامتهما، وتوصّلا إلى أنه إذا كانا يستطيعان نصب خيمة شبكية على المنطقة قبل ظهور صراصير «الزيز» في العام المقبل، فيمكنهما إذن التقاط ما يكفي منها لإعادتها إلى بريطانيا. لكنهما أخفقا في ترك الشِّباك طوال فصل الشتاء؛ إذ كانت عرضة للتلف، كما أنهما لم يتمكنا من تحمُّل تكلفة رحلة إضافية إلى سلوفينيا.

لذلك، عرضت كريستينا، ابنة مضيفيهما كاتارينا وميتشا، تولّي مهمّة نصب الشِّباك في الربيع والتأكد من تأمينها. كما وافقت على مراقبة المنطقة خلال الشتاء لرصد أي علامات على النشاط.

قال برايس: «ممتنون لها ولعائلتها. قد يكون المشروع مستحيلاً لولا دعمهم الكبير. إذا نجحت هذه الطريقة، فيمكننا إعادة أحد الأنواع الخاصة في بريطانيا، وهو الصرصار الوحيد لدينا وأيقونة غابة (نيو فورست) التي يمكن للسكان والزوار الاستمتاع بها إلى الأبد».

يأمل الفريق جمع شحنته الثمينة من الصراصير الحية. الخطة هي أن تضع تلك البالغة بيضها على النباتات في الأوعية، بحيث يحفر الصغار في تربتها، ثم تُزرع النباتات والتربة في مواقع سرّية في غابة «نيو فورست»، وتُراقب، على أمل أن يظهر عدد كافٍ من النسل لإعادة إحياء هذا النوع من الحشرات.

سيستغرق الأمر 6 سنوات لمعرفة ما إذا كانت الصغار تعيش تحت الأرض لتصبح أول جيل جديد من صراصير «نيو فورست» في بريطانيا.