عبد العزيز المقالح: «أنا هالكٌ حتماً فما الداعي إلى تأجيل موتي»

عبد العزيز المقالح: «أنا هالكٌ حتماً فما الداعي إلى تأجيل موتي»
TT

عبد العزيز المقالح: «أنا هالكٌ حتماً فما الداعي إلى تأجيل موتي»

عبد العزيز المقالح: «أنا هالكٌ حتماً فما الداعي إلى تأجيل موتي»

قبل أربع سنوات من وفاته، كتب الأديب والشاعر اليمني الدكتور عبد العزيز المقالح الذي رحل أمس عن هذا العالم عن 85 عاما، قصيدته المفجعة: «أعلنتُ اليأس...!»، يقول فيها: «أنا هالكٌ حتماً / فما الداعي إلى تأجيل موتي / جسدي يشيخُ / ومثله لغتي وصوتي / ذهبَ الذين أحبهم / وفقدتُ أسئلتي ووقتي».
ويوم أمس ودّع عبد العزيز المقالح عالم الشعر ورحل في صنعاء بعد معاناة مع المرض.
يعدّ المقالح وهو صاحب ديوان «لا بدّ من صنعاء»، أحد أهم رواد القصيدة العربية الحديثة، وأحد الرموز الأدبية في اليمن، وأهم الشعراء الذين تركوا أثراً عميقاً على حركة الشعر في بلاده، كما تجاوز تأثيره إلى بقية أرجاء العالم العربي، فأصبح واحداً من أهم الشعراء العرب.
الشاعر الذيّ أحبّ اليمن وهام فيه عشقاً، ونظم (إليها في محنتها القاسية وليلها الطويل): «لا أَحَبَّ إلى الروح منها، / ومن اسمها، / من بهاء المكان الذي هبطت فيه / من جنة الله / بين سماءٍ وبحرٍ / وأرضٍ ملونةٍ / وفضاء.
أنا من أجلها / أقهرُ الروح / كي تغمض الطرف / عمّا ترى من دمٍ / وخرابٍ / وفوضى / وما لا يطاق.
كل ما قد رأيتَ / من المدن الباذخات / بهاءً وسحراً / من الصعب / ينسيكَ آجُرَّها / وشبابيكها المشرعات / على زمن موغلٍ / في زمان الزمانْ!».
ويعد المقالح من أكثر الشعراء والكتاب إنتاجاً في مجال الشعر والدراسات النقدية، فقد كتب أكثر من 18 ديواناً شعرياً قدّم فيها تجارب متنوعة، من الكلاسيكية، إلى الحداثة. وكتب في مجال مجال الدراسات والنقد: «الأبعاد الموضوعية والفنية لحركة الشعر المعاصر في اليمن»، «شعر العامية في اليمن»، «قراءة في أدب اليمن المعاصر»، «أصوات من الزمن الجديد»، «الزبيري ضمير اليمن الوطني والثقافي»، «يوميات يمانية في الأدب والفن»، «قراءات في الأدب والفن»، «أزمة القصيدة الجديدة»، «قراءة في كتب الزيدية والمعتزلة»، «عبد الناصر واليمن»، «تلاقي الأطراف»، «الحورش الشهيد المربي»، «عمالقة عند مطلع القرن»، «الوجه الضائع، دراسات عن الأدب والطفل العربي»، و«شعراء من اليمن».

من قصيدته «أعلنتُ اليأس.!»
أنا هالكٌ حتماً
فما الداعي إلى تأجيل
موتي
جسدي يشيخُ
ومثله لغتي وصوتي
ذهبَ الذين أحبهم
وفقدتُ أسئلتي
ووقتي
أنا سائرٌ وسط القبورِ
أفرُّ من صمتي
لصمتي
* * *
حاولتُ ألّا أرتدي
يأسي
وأبدو مطمئناً
بين أعدائي وصحبي
لكنني لما رحلتُ
إلى دواخلهم
عرفتُ بأنهم مثلي
وأن اليأس ينهشُ
كل قلبِ
أعلنتُ يأسي للجميع
وقلتُ إني لن أخبـي
* * *
هذا زمان للتعاسةِ
والكآبةْ
لم يترك الشيطانُ فيهِ
مساحةً للضوء
أو وقتاً لتذكار المحبةِ
والصبابةْ
أيامهُ مغبرّةُ
وسماؤُه مغبرّةُ
ورياحه السوداء
تعصف بالرؤوس العاليات
وتزدري التاريخ
تهزأ بالكتابةْ.
* * *
أنا ليس لي وطنٌ
أفاخر باسمهِ
وأقول حين أراه:
فليحيا الوطنْ
وطني هو الكلماتُ
والذكرى
وبعضٌ من مرارات الشجنْ
باعوه للمستثمرين وللصوص
وللحروبِ
ومشت على أشلائهِ
زمرُ المناصب والمذاهب
والفتن
* * *
صنعاء ...
يا بيتاً قديماً
ساكناً في الروح
يا تاريخنا المجروح
والمرسوم في وجه النوافذ
والحجارة
أخشى عليك من القريب
ودونما سببٍ
أخاف عليك منكِ
ومن صراعات الإمارةْ


مقالات ذات صلة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

يوميات الشرق «تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر  في تشجيع الشباب على القراءة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

كشفت تقارير وأرقام صدرت في الآونة الأخيرة إسهام تطبيق «تيك توك» في إعادة فئات الشباب للقراءة، عبر ترويجه للكتب أكثر من دون النشر. فقد نشرت مؤثرة شابة، مثلاً، مقاطع لها من رواية «أغنية أخيل»، حصدت أكثر من 20 مليون مشاهدة، وزادت مبيعاتها 9 أضعاف في أميركا و6 أضعاف في فرنسا. وأظهر منظمو معرض الكتاب الذي أُقيم في باريس أواخر أبريل (نيسان) الماضي، أن من بين مائة ألف شخص زاروا أروقة معرض الكتاب، كان 50 ألفاً من الشباب دون الخامسة والعشرين.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق «تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

«تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

كل التقارير التي صدرت في الآونة الأخيرة أكدت هذا التوجه: هناك أزمة قراءة حقيقية عند الشباب، باستثناء الكتب التي تدخل ضمن المقرّرات الدراسية، وحتى هذه لم تعد تثير اهتمام شبابنا اليوم، وهي ليست ظاهرة محلية أو إقليمية فحسب، بل عالمية تطال كل مجتمعات العالم. في فرنسا مثلاً دراسة حديثة لمعهد «إبسوس» كشفت أن شاباً من بين خمسة لا يقرأ إطلاقاً. لتفسير هذه الأزمة وُجّهت أصابع الاتهام لجهات عدة، أهمها شبكات التواصل والكم الهائل من المضامين التي خلقت لدى هذه الفئة حالةً من اللهو والتكاسل.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

من جزيرة تاروت، خرج كم هائل من الآنية الأثرية، منها مجموعة كبيرة صنعت من مادة الكلوريت، أي الحجر الصابوني الداكن.

يوميات الشرق خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

صدور كتاب مثل «باريس في الأدب العربي الحديث» عن «مركز أبوظبي للغة العربية»، له أهمية كبيرة في توثيق تاريخ استقبال العاصمة الفرنسية نخبةً من الكتّاب والأدباء والفنانين العرب من خلال تركيز مؤلف الكتاب د. خليل الشيخ على هذا التوثيق لوجودهم في العاصمة الفرنسية، وانعكاسات ذلك على نتاجاتهم. والمؤلف باحث وناقد ومترجم، حصل على الدكتوراه في الدراسات النقدية المقارنة من جامعة بون في ألمانيا عام 1986، عمل أستاذاً في قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة اليرموك وجامعات أخرى. وهو يتولى الآن إدارة التعليم وبحوث اللغة العربية في «مركز أبوظبي للغة العربية». أصدر ما يزيد على 30 دراسة محكمة.

يوميات الشرق عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

على مدار العقود الثلاثة الأخيرة حافظ الاستثمار العقاري في القاهرة على قوته دون أن يتأثر بأي أحداث سياسية أو اضطرابات، كما شهد في السنوات الأخيرة تسارعاً لم تشهده القاهرة في تاريخها، لا يوازيه سوى حجم التخلي عن التقاليد المعمارية للمدينة العريقة. ووسط هذا المناخ تحاول قلة من الباحثين التذكير بتراث المدينة وتقاليدها المعمارية، من هؤلاء الدكتور محمد الشاهد، الذي يمكن وصفه بـ«الناشط المعماري والعمراني»، حيث أسس موقع «مشاهد القاهرة»، الذي يقدم من خلاله ملاحظاته على عمارة المدينة وحالتها المعمارية.

عزت القمحاوي

«دراكو رع»... رهان سينمائي يتجدد على الكوميديا الفانتازية

مشهد من الفيلم المصري «دراكو رع» (صفحة خالد منصور في «فيسبوك»)
مشهد من الفيلم المصري «دراكو رع» (صفحة خالد منصور في «فيسبوك»)
TT

«دراكو رع»... رهان سينمائي يتجدد على الكوميديا الفانتازية

مشهد من الفيلم المصري «دراكو رع» (صفحة خالد منصور في «فيسبوك»)
مشهد من الفيلم المصري «دراكو رع» (صفحة خالد منصور في «فيسبوك»)

جدد إطلاق الشركة المنتجة لفيلم «دراكو رع» التيلر الدعائي عبر صفحاتها بمواقع التواصل الاجتماعي، الرهان على الكوميديا الفانتازية في دور العرض المصرية والعربية، مع الإعلان عن طرحه نهاية شهر أكتوبر (تشرين الأول) الجاري.

الفيلم بطولة ثنائية للفنانين خالد منصور وشادي ألفونس، اللذين شاركا في كتابته أيضاً مع محمود الفار، ومينا خزام، ويضم الفيلم مجموعة كبيرة من الفنانين من بينهم مروان يونس، وإسماعيل فرغلي، وملك بدوي، ويارا عزمي، ونور قدري، والفنانة اللبنانية داليدا خليل، ومن إنتاج محمد عبد الوهاب ومحمد خير زعيتر وإخراج كريم أبو زيد.

وتدور أحداث الفيلم في إطار كوميدي فانتازي حول قصة «مصاصي الدماء» الأخوين «أحمس» و«رمسيس»، اللذين يظهران بعد سنوات طويلة من اختبائهما، لكن يجب عليهما تجنب «أشعة الشمس»، وتناول «دم بشري» من أجل الحفاظ على حياتيهما، وذلك بسبب لعنة قديمة لملك قبيلة «دراكو»، لكنهما يتعثران في الحصول على «الدم البشري»، ويتعرضان لمواقف كوميدية خلال رحلة البحث الطريفة.

خالد منصور وشادي ألفونس على الملصق الدعائي للفيلم (صفحة خالد منصور بـ«فيسبوك»)

ونشر الفنان خالد منصور الإعلانين الترويجيين الأول والثاني للفيلم عبر حسابه بموقع «فيسبوك» وكتب: «الدم عمره ما يبقى ميه»، و«مستعد لمواجهة عالم كله غموض وتشويق وضحك»، كما نشر البوستر الرسمي للفيلم وكتب «الدراكوه مش بيهزروا».

من جانبه، قال كريم أبو زيد مخرج الفيلم إن قصة العمل عبثية وجادة في الوقت نفسه، وتعتمد على كوميديا الموقف ولا مجال للإفيهات، وأضاف أبو زيد لـ«الشرق الأوسط» أن «السيناريو المختلف هو ما حمّسه لتقديم العمل».

وأوضح أنه رأى «القصة جديدة ومشوقة ولم يتم التطرق لها من قبل في أعمال فنية محلية أو عالمية»، كما كشف أنه استخدم تقنيات حديثة في التصوير، واستعان بعناصر حقيقية فرعونية، وقام بالتصوير في معبد «أبو سمبل» في مدينة أسوان، «جنوب مصر»، كما قام بتغيير الكثير من سمات «مصاصي الدماء» المعروفة.

خالد منصور وشادي ألفونس خلال كواليس الفيلم (صفحة خالد منصور بـ«فيسبوك»)

وذكر أبو زيد أن «الفيلم هو أول عمل فني يصور في معبد أبو سمبل»، كما صوّر المخرج المصري بعض المشاهد في المتحف المصري بالعاصمة القاهرة، واستعان بالديكور لاستكمال مشاهد لم يستطع تصويرها في أماكن حقيقية، وفق قوله.

وذكر أبو زيد أنه من أنصار الواقعية في التصوير، لافتاً إلى أن «أحداث الفيلم كانت تتطلب الوجود بهذه الأماكن»، كما أشار إلى أن هذه النوعية من الأفلام لها جمهور كبير في العالم العربي، خصوصاً أنه يعتمد على «كوميديا الموقف» التي تروق للكثيرين.

وعن حكاية الفيلم قال أبو زيد: «(أحمس) و(رمسيس)، مصاصا دماء يعيشان منذ أيام الفراعنة وعمرهما 3222 عاماً، ومرت عليهما سنوات طويلة و(لا صحة لوفاتهما ورجوعهما) مثلما كتب البعض، لكن موقفاً ما حدث عام 1920 اضطرهما للعيش في بدروم، حتى خرجا مرة أخرى عام 2023. كل هذه المواقف في إطار كوميدي جدي عبر أحداث ومفارقات طريفة».

وكشف أبو زيد أن اسمي البطلين «أحمس» و«رمسيس»، ليس لهما علاقة بملوك الفراعنة، بل هما اسمان اعتمد عليهما لشهرتهما، وخصوصاً أنهما «مصاصا دماء» من أيام الفراعنة.

وعن الاستعانة بالعنصر النسائي في البطولة وإسناد العمل للفنانتين يارا عزمي وملك بدوي، قال أبو زيد إن «ذلك كان مقصوداً من أجل إظهار وجوه جديدة لتقديم الكوميديا بشكل مختلف ومفاجئ للناس».

ويعدّ «دراكو رع» هو التجربة الثانية في مشوار المخرج، بعد فيلم «11:11»، كما أوضح أبو زيد أنه «حالياً في مرحلة المونتاج لتجربته السينمائية الثالثة عبر الفيلم المصري السعودي التركي (محمول مكفول)».