تفوق تقني يرفع من المتعة في لعبة «سيد الحرب: المعركة النهائية»

تطويرات باهرة على جميع الأصعدة وتعريب كامل للصوتيات والقوائم والنصوص

وحوش غريبة عبر 9 عوالم مختلفة في بلاد الأساطير النوردية
وحوش غريبة عبر 9 عوالم مختلفة في بلاد الأساطير النوردية
TT

تفوق تقني يرفع من المتعة في لعبة «سيد الحرب: المعركة النهائية»

وحوش غريبة عبر 9 عوالم مختلفة في بلاد الأساطير النوردية
وحوش غريبة عبر 9 عوالم مختلفة في بلاد الأساطير النوردية

بعد ترقب طويل للاعبين، تم إطلاق لعبة «سيد الحرب: راغناروك» God of War: Ragnarok على جهازي «بلايستيشن 4 و5» التي تختتم رحلة البطل «كريتوس» في بلاد الأساطير النوردية بصحبة ابنه «أتريوس». وتقدم هذه اللعبة تطويرات عديدة لآليات القتال والأعداء والرسومات والصوتيات والتفاعل مع البيئة، عبر قصة محكمة وبيئة متنوعة تمر عبر 9 عوالم مختلفة. واختبرت «الشرق الأوسط» اللعبة المعربة بالكامل قبل إطلاقها في المنطقة العربية، ونذكر ملخص التجربة.

تسعى شخصية «فريا» للانتقام من «كريتوس» وابنه بعد قتلهما ابنها

قصة ملحمية
قبل البدء بسرد قصة هذا الجزء، سنلخص قصة الجزء السابق الذي أطلق في العام 2018، حيث عاش سيد الحرب «كريتوس» بأرض «ميدغارد» التابعة لعالم الأساطير النوردية Norse Mythology في الدول الاسكندنافية وبدأ حياة جديدة مع زوجته وابنه مليئة بالسعادة والسلام بعد انتهاء معاركه الدامية الكثيرة في الأراضي الإغريقية. وتفارق زوجته «فاي» الحياة ليكون طلبها الأخير هو نثر رمادها من أعلى قمة في العوالم التسعة، الأمر الذي يمتثل له «كريتوس» وابنه «أتريوس»، ولتبدأ رحلتهما الجديدة التي ستمتحن وتوطد العلاقة بينهما. ويواجه الأب وابنه مخاطر عديدة ويمران عبر عوالم مختلفة ويقابلان شخصيات متنوعة تتقاطع طرقهما مع بعضها بشكل إيجابي، بينما يشاء القدر أن تتصادم مع شخصيات أخرى. ويصل البطلان إلى قمة الجبل، ويلبيان

تطويرات كبيرة لآلية اللعب تشمل دوراً أكبر للدروع في الدفاع والهجوم

طلب الزوجة والأم «فاي».
ويكمل هذا الإصدار الجديد قصة «كريتوس» و«أتريوس» بعد مرور 3 أعوام من انتهاء أحداث الجزء السابق، حيث يتوارى «كريتوس» وابنه عن الأنظار ويتدربان استعدادا لمعركتهما الحتمية المقبلة. وتحاول شخصية «فريا» الانتقام من الأب وابنه بعدما تعارك «كريتوس» مع ابنها «بالدور» واضطر لقتله.
ويعثر «أتريوس» على ذئبه الأليف في آخر لحظات حياته، ولكنه يفارق الحياة بعد ذلك بقليل، الأمر الذي يجعل «أتريوس» يغضب ويتحول إلى حيوان شرس يقاتل الجميع بمن فيهم والده «كريتوس»، وذلك بسبب ممارسة «أتريوس» لمهارات التحول التي ورثها عن والدته. وتنتقل القصة بعد ذلك إلى حضور الأسياد «ثور» و«أودين» لمواجهة «كريتوس» وإيقاف النزاعات بين الجميع شرط أن يترك الطفل بحثه عن عمه «تير»، الأمر الذي يرفضه الأب، والذي يتحول إلى صراع شرس بين «ثور» و«كريتوس». ويعود الأب إلى منزله بعد انتهاء المعركة، لتبدأ رحلة البحث عن «تير».
الجدير ذكره أن اسم هذا الإصدار «راغناروك» يرمز إلى المعارك النهائية في الأساطير الاسكندنافية ووفاة جميع الأسياد والعمالقة في جميع العوالم المختلفة، مع انبثاق عالم جديد من خراب هذا العالم، والذي سيكون أفضل من سابقه. وتبدأ علامات هذه المعركة بالظهور، والتي تتمثل بموت «بالدور» ودخول العوالم التسعة في 3 فصول شتاء متعاقبة دون أن يتخللها أي صيف، وولادة الذئب «فنرير» والأفعى «يورمانغاندر» والعملاقة «هيل». ولن نذكر المزيد من تفاصيل القصة الملحمية التي ستنهي هذه الحقبة من تاريخ السلسلة، ونترك ما تبقى منها ليكتشفها اللاعبون بأنفسهم.

تكمل اللعبة قصة رحلة «كريتوس» وابنه وبناء العلاقة بينهما عبر بيئة باهرة

مزايا لعب ممتعة
تقدم اللعبة مغامرة قتالية من المنظور الثالث (يتم تصوير الأحداث من خلف الشخصية) بلقطة تصويرية واحدة من بداية اللعب إلى نهاية القصة. وسيقاتل اللاعب شخصيات أسطورية عديدة خلال تقدمه عبر معارك مذهلة، مع تقديم المزيد من الأعداء مقارنة بالإصدار السابق. ويجب على اللاعب حل الألغاز المختلفة وقتال الأعداء باستخدام الفأس والسيفين المربوطين بذراعيه Blades of Chaos ودرعه.
ويحتوي الفأس على قوى جليدية خاصة، بينما يقدم السيفان المربوطان بذراعي «كريتوس» قدرات نارية. ويمكن استخدام الأسلحة لحل الألغاز والتفاعل مع العناصر البيئية المختلفة، مثل حرق الشجيرات أو تجميد المياه والأعداء أو رمي العناصر المختلفة نحو الأعداء. ويقدم كل سلاح زرا للضربات الخفيفة وآخر للضربات القوية، مع توفير القدرات على ربط سلسلة من الضربات ببعضها البعض لإحداث المزيد من الضرر للأعداء.
وتم تطوير الدروع في هذا الجزء بحيث يمكن اقتناء أكثر من درع، كل بمزاياه الخاصة. وتطور بعض الدروع القدرات الدفاعية لـ«كريتوس»، بينما تتخصص دروع أخرى بتطوير المزايا الهجومية. ويمكن استخدام الدروع الصغيرة لرد الهجمات بعيدا عن الشخصية، بينما تسمح الدروع الكبيرة بصد الضربات. ويسمح درع Dauntless، مثلا، بضرب العدو بالدرع لإبعاده عن «كريتوس» أو جعله يشعر بالدوار، بينما يجمع درع Stonewall قوى الضربات ويكثفها على شكل طاقة يتم إطلاقها عبر الأرض لإحداث موجة كبير توقع الأعداء.
وبينما يلعب اللاعب بشخصية «كريتوس» بشكل رئيسي، إلا أنه سيستطيع التحكم بضربات «أتريوس» وأمره إطلاق السهام عند الحاجة إما خلال المعارك أو لحل الألغاز سويا واستكشاف المناطق المختلفة. كما يمكن التحكم بالقدرات الخاصة لـ«أتريوس» خلال المعارك وإطلاق الحيوانات العجيبة لقتال الأعداء من خلال طاقته الداخلية. وسيلاحظ اللاعب نضوج هذه الشخصية مقارنة بالإصدار السابق، بحيث تطورت قدراته القتالية وأصبح يستطيع ربط عدة ضربات ببعضها البعض، بل وحتى المبادرة بالقتال قبل والده. وتجدر الإشارة إلى أنه ولأول مرة بتاريخ هذه السلسلة، سيستطيع اللاعب التحكم بشخصية أخرى غير «كريتوس» في بعض المراحل.
وتستمر اللعبة بتقديم عناصر تقمص الشخصيات Role - playing وجمع العناصر المختلفة من البيئة أو تلك التي تسقط من الأعداء بهدف تطوير قدرات الأسلحة وشراء مقابض معدنية مختلفة وجواهر خاصة ذات ممتدة تضيف المزيد إلى القدرات الهجومية والدفاعية لأسلحة ودروع وملابس الشخصيتين. ويمكن زيارة 9 عوالم وهي الخاصة بالأساطير الاسكندنافية مقارنة بـ6 الموجودة في الإصدار السابق. كما تقدم اللعبة أكثر من 70 خيارا لذوي الإعاقات السمعية والبصرية أو لمن يريد تعديل خصائص أسلوب اللعب بشكل يتناسب مع قدراته.
مواصفات تقنية
رسومات اللعبة وصوتياتها وأسلوب التحكم بالشخصيات وكتابة القصة متقنة للغاية في هذا الإصدار، وجميعها تتفوق على الإصدار السابق بجدارة. ويمكن إكمال القصة الرئيسية في نحو 25 إلى 28 ساعة، مع وجود العديد من المهمات الجانبية الإضافية التي تزيد من مدة ومتعة اللعب، وتقدم للاعب أدوات وقدرات إضافية.
ويستطيع اللاعبون عرض الصورة بالدقة الفائقة 4K وبسرعة 30 صورة في الثانية، أو اختيار عرضها بالدقة العالية 1440 وبسرعة 60 صورة في الثانية، حسب الرغبة. كما تدعم اللعبة عرض الألوان بالمجال العالي الديناميكي High Dynamic Range HDR لدى استخدام شاشة تدعم هذه التقنية.
موسيقى اللعبة باهرة والأداء الصوتي للشخصيات متقن للغاية، وهي تدعم تجسيم الصوتيات بدقة عالية ليستطيع اللاعب سماع الأعداء وهم يقتربون منه ومعرفة اتجاههم أيضا، بما في ذلك من الأعلى والأسفل. وتدعم أداة التحكم التفاعل مع عالم اللعبة بطرق مبتكرة، بحيث تهتز خلال المعارك أو التفاعل مع البيئة بشكل يتناسب مع مقدار الأثر الذي يواجهه «كريتوس»، إلى جانب مقاومة الأزرار الخلفية للضغطات حسب مجريات اللعب، الأمر الذي يزيد من مستويات الانغماس والتفاعل بشكل كبير.
ومن المزايا اللافتة للنظر دعم تحميل البيانات من وحدة التخزين الداخلية إلى الذاكرة بسرعات فائقة جدا تجعل اللاعب ينغمس بشكل أفضل في عالم اللعبة، مع عدم انقطاع تركيزه على المجريات في حال خسارته ومعاودة التجربة مرة أخرى. كما سيلاحظ اللاعب سرعة عرض المراحل لدى تفعيل ميزة التنقل السريع عبر عالم اللعبة. الجدير ذكره أن اللعبة معربة بالكامل، من حيث أصوات الشخصيات وترجمة النصوص المعروضة على الشاشة، وبجودة عالية تستحق التقدير.

معلومات عن اللعبة
> الشركة المبرمجة: «سانتا مونيكا استوديو» Santa Monica Studio sms.Playstation.com
> الشركة الناشرة: «سوني إنتراكتيف إنترتينمنت» Sony Interactive Entertainment www.sie.com
> موقع اللعبة على الإنترنت: GodOfWar.Playstation.com
> نوع اللعبة: قتال ومغامرات Action - Adventure
> أجهزة اللعب: «بلايستيشن 4 و5»
> تاريخ الإطلاق: 11 - 2022
> تصنيف مجلس البرامج الترفيهية ESRB: للبالغين فوق 17 عاما «M»
> دعم للعب الجماعي: لا



هل وصل الذكاء الاصطناعي إلى حدوده القصوى؟

لوغو تطبيق «شات جي بي تي» (رويترز)
لوغو تطبيق «شات جي بي تي» (رويترز)
TT

هل وصل الذكاء الاصطناعي إلى حدوده القصوى؟

لوغو تطبيق «شات جي بي تي» (رويترز)
لوغو تطبيق «شات جي بي تي» (رويترز)

هل وصلت نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي إلى طريق مسدود؟ منذ إطلاق «تشات جي بي تي» قبل عامين، بعث التقدم الهائل في التكنولوجيا آمالاً في ظهور آلات ذات ذكاء قريب من الإنسان... لكن الشكوك في هذا المجال تتراكم.

وتعد الشركات الرائدة في القطاع بتحقيق مكاسب كبيرة وسريعة على صعيد الأداء، لدرجة أن «الذكاء الاصطناعي العام»، وفق تعبير رئيس «أوبن إيه آي» سام ألتمان، يُتوقع أن يظهر قريباً.

وتبني الشركات قناعتها هذه على مبادئ التوسع، إذ ترى أنه سيكون كافياً تغذية النماذج عبر زيادة كميات البيانات وقدرة الحوسبة الحاسوبية لكي تزداد قوتها، وقد نجحت هذه الاستراتيجية حتى الآن بشكل جيد لدرجة أن الكثيرين في القطاع يخشون أن يحصل الأمر بسرعة زائدة وتجد البشرية نفسها عاجزة عن مجاراة التطور.

وأنفقت مايكروسوفت (المستثمر الرئيسي في «أوبن إيه آي»)، و«غوغل»، و«أمازون»، و«ميتا» وغيرها من الشركات مليارات الدولارات وأطلقت أدوات تُنتج بسهولة نصوصاً وصوراً ومقاطع فيديو عالية الجودة، وباتت هذه التكنولوجيا الشغل الشاغل للملايين.

وتعمل «إكس إيه آي»، شركة الذكاء الاصطناعي التابعة لإيلون ماسك، على جمع 6 مليارات دولار، بحسب «سي إن بي سي»، لشراء مائة ألف شريحة من تصنيع «نفيديا»، المكونات الإلكترونية المتطورة المستخدمة في تشغيل النماذج الكبيرة.

وأنجزت «أوبن إيه آي» عملية جمع أموال كبيرة بقيمة 6.6 مليار دولار في أوائل أكتوبر (تشرين الأول)، قُدّرت قيمتها بـ157 مليار دولار.

وقال الخبير في القطاع غاري ماركوس «تعتمد التقييمات المرتفعة إلى حد كبير على فكرة أن النماذج اللغوية ستصبح من خلال التوسع المستمر، ذكاء اصطناعياً عاماً». وأضاف «كما قلت دائماً، إنه مجرد خيال».

- حدود

وذكرت الصحافة الأميركية مؤخراً أن النماذج الجديدة قيد التطوير تبدو وكأنها وصلت إلى حدودها القصوى، ولا سيما في «غوغل»، و«أنثروبيك» (كلود)، و«أوبن إيه آي».

وقال بن هورويتز، المؤسس المشارك لـ«a16z»، وهي شركة رأسمال استثماري مساهمة في «أوبن إيه آي» ومستثمرة في شركات منافسة بينها «ميسترال»: «إننا نزيد (قوة الحوسبة) بالمعدل نفسه، لكننا لا نحصل على تحسينات ذكية منها».

أما «أورايون»، أحدث إضافة لـ«أوبن إيه آي» والذي لم يتم الإعلان عنه بعد، فيتفوق على سابقيه لكن الزيادة في الجودة كانت أقل بكثير مقارنة بالقفزة بين «جي بي تي 3» و«جي بي تي 4»، آخر نموذجين رئيسيين للشركة، وفق مصادر أوردتها «ذي إنفورميشن».

ويعتقد خبراء كثر أجرت «وكالة الصحافة الفرنسية» مقابلات معهم أن قوانين الحجم وصلت إلى حدودها القصوى، وفي هذا الصدد، يؤكد سكوت ستيفنسون، رئيس «سبيلبوك»، وهي شركة متخصصة في الذكاء الاصطناعي القانوني التوليدي، أن «بعض المختبرات ركزت كثيراً على إضافة المزيد من النصوص، معتقدة أن الآلة ستصبح أكثر ذكاءً».

وبفضل التدريب القائم على كميات كبيرة من البيانات المجمعة عبر الإنترنت، باتت النماذج قادرة على التنبؤ، بطريقة مقنعة للغاية، بتسلسل الكلمات أو ترتيبات وحدات البكسل. لكن الشركات بدأت تفتقر إلى المواد الجديدة اللازمة لتشغيلها.

والأمر لا يتعلق فقط بالمعارف: فمن أجل التقدم، سيكون من الضروري قبل كل شيء أن تتمكن الآلات بطريقة أو بأخرى من فهم معنى جملها أو صورها.

- «تحسينات جذرية»

لكنّ المديرين في القطاع ينفون أي تباطؤ في الذكاء الاصطناعي. ويقول داريو أمودي، رئيس شركة «أنثروبيك»، في البودكاست الخاص بعالم الكمبيوتر ليكس فريدمان «إذا نظرنا إلى وتيرة تعاظم القدرات، يمكننا أن نعتقد أننا سنصل (إلى الذكاء الاصطناعي العام) بحلول عام 2026 أو 2027».

وكتب سام ألتمان الخميس على منصة «إكس»: «ليس هناك طريق مسدود». ومع ذلك، أخّرت «أوبن إيه آي» إصدار النظام الذي سيخلف «جي بي تي - 4».

وفي سبتمبر (أيلول)، غيّرت الشركة الناشئة الرائدة في سيليكون فالي استراتيجيتها من خلال تقديم o1، وهو نموذج من المفترض أن يجيب على أسئلة أكثر تعقيداً، خصوصاً في مسائل الرياضيات، وذلك بفضل تدريب يعتمد بشكل أقل على تراكم البيانات مرتكزاً بدرجة أكبر على تعزيز القدرة على التفكير.

وبحسب سكوت ستيفنسون، فإن «o1 يمضي وقتاً أطول في التفكير بدلاً من التفاعل»، ما يؤدي إلى «تحسينات جذرية».

ويشبّه ستيفنسون تطوّر التكنولوجيا باكتشاف النار: فبدلاً من إضافة الوقود في شكل بيانات وقدرة حاسوبية، حان الوقت لتطوير ما يعادل الفانوس أو المحرك البخاري. وسيتمكن البشر من تفويض المهام عبر الإنترنت لهذه الأدوات في الذكاء الاصطناعي.