مشروع «النيل» يمثل مصر في بينالي فينيسيا للعمارة

عبر طرح يعزز الروابط بين الدول الأفريقية

لحظة تسلم الجائزة (الشرق الأوسط)
لحظة تسلم الجائزة (الشرق الأوسط)
TT

مشروع «النيل» يمثل مصر في بينالي فينيسيا للعمارة

لحظة تسلم الجائزة (الشرق الأوسط)
لحظة تسلم الجائزة (الشرق الأوسط)

فاز مشروع «النيل» بالمشاركة المصرية بمعرض بينالي فينيسيا الدولي للعمارة في دورته الثامنة عشر التي تقام في الفترة من مايو (أيار) إلى نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 في مدينة البندقية بإيطاليا. ويتخذ المشروع من القارب الشمسي أيقونة لحياة المصريين.
وكانت وزيرة الثقافة المصرية الدكتورة نيفين الكيلاني قد أعلنت مساء (الأحد) المشروع الفائز في المسابقة التي طرحها الجهاز القومي للتنسيق الحضاري برئاسة المهندس محمد أبو سعدة للمرة الخامسة لاختيار أفضل أفكار لمشروعات العمارة، التي تحقق موضوع المعرض الدولي، حيث يعتمد البينالي في هذه الدورة مفهوم «معمل المستقبل».
مشروع النيل المشارك في بينالي فينيسيا للعمارة

سينطلق الزائر من خلال المشروع داخل «بُعد زمكاني»، حيث يمكنه أن يصبح جزءاً داخل تلك الأبعاد المحيطة بالنيل، من المياه والطبيعة والتاريخ، في إطار واقع افتراضي في «غرفة مقدسة»، وماكينة بصرية. وستزين حوائط الجناح بالعرض المتغير والمستمر لصور النيل، بداية من بحيرة ناصر، وانتهاءً بالبحر المتوسط، وذلك في سياق متسلسل لعناصر تنسيق المواقع الطبيعية والبشرية، وفي التدفق الزمني للفصول الثلاثة: الفيضان، والبذر والحصاد.
ويُعد العمل الفائز، وفق دكتور أحمد سامي عبد الرحمن أستاذ العمارة والتخطيط العمراني بجامعة عين شمس ورئيس المشروع: «تجسيداً لعنوان البينالي (معمل المستقبل)»، من خلال اختيار نهر النيل كمعمل ومحور للتعاون بين الدول الأفريقية، وليس موضوعاً للصراع. ويضيف سامي لـ«الشرق الأوسط»: «تم تصميم الجناح المصري كمساحة متعددة الوظائف، وجهاز لفهم وتطوير الأفكار والمشروعات على نهر النيل. وسيستخدم لتسليط الضوء على موضوع المياه والقضايا المتعلقة بها (الآثار - الطبيعة - الزراعة - الصناعة - البنية الأساسية - الحضر) من خلال عرض تصويري متتالٍ لمحتوي النيل الطبيعي».
جانب من فريق العمل على المشروع

ولفت: «النيل محور غني بكل ما يتعلق بالنواحي الطبيعية والبشرية لدول حوض النيل. ومن ثم قام المشروع على مفهوم أنه (معمل مستقبلي) يحتضن الأعمال التشاركية بين هذه الدول في مختلف المجالات. وانطلاقاً من ذلك، قمنا بتصميم عمل يسمح بإقامة مشروعات تعزز من التعاون بين هذه الدول من خلال المحاور الستة المشار إليها، بحيث يمثل مشروع النيل دعوة للتكاتف لا للنزاع والصراع»، موضحاً: «كل من يزور الجناح المصري بالبينالي، إنما يقوم بدعم هذا الفكر بكل ما يتضمنه من أهداف تسعى تجاه السلام والتعاون والعمل الجماعي بين الدول الأفريقية، بل بين العالم كله. لأن القضية تمس الجميع».
وفي السياق ذاته، سيشهد الجناح المصري بحسب الدكتور أحمد سامي، استخدام طاولة تفاعلية بين زائر الجناح والموضوعات الستة، إذ يمكن للزائر على سبيل المثال أن يضغط على زر، فتخرج له مجموعة الأبحاث التي قمنا بها في إطار العمل. كما ستمثل الأرضيات والجدران بالمشروع، تجسيداً حياً متحركاً لمخرجاته، كي لا يشعر أن قدميه قد وطأتا مكاناً داخلياً، إنما سيتملكه إحساس أنه وسط النيل بكل عناصر وتفاصيل المكان حوله، وذلك من خلال تقنية فنية توفر الحركة والصوت، وتضم أفلاماً وموسيقى».
إلى هذا، يُعد «القارب الشمسي» بحسب دكتور سامي، جزءاً أساسياً من المشروع، ورمزاً للجناح المصري بالبينالي «من دونه تتوقف الحياة. فهو القلب النابض لمصر الذي أبحر في مياه النيل الزرقاء منذ 2500 قبل الميلاد وحتى يومنا هذا، مجسداً تعبيراً خالداً عن حياة المصريين».

الدكتور أحمد سامي

وقال إن المشروع مصري خالص، لكنه في الوقت نفسه نتاج تعاون مصري إيطالي. فبينما عمل فريق المشروع في مصر مع الدكتورة غادة فاروق، والمهندس معتز سمير، وطلبة جامعة «عين شمس»، فقد عمل أيضاً الفريق الإيطالي تحت قيادة البروفسورة مارينا تورناتورا والبروفسور أوتافيو آمارو اللذين قادا الطلاب المسجلين في شهادة الدرجة المزدوجة بين جامعتي «عين شمس» و«ميدترانيا دي ريجيو».
يُذكر أن معرض «بينالي فينيسيا للعمارة» (Biennale di Venezia) هو المعرض الأعرق على المستوى الدولي الذي يقام في مدينة فينيسيا بإيطاليا مرة كل عامين منذ عام 1980. وهو واحد من أهم المعارض والملتقيات المعمارية الدولية، وتحرص دول العالم على المشاركة به.
أبعاد المشروع


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


«تيتا زوزو» يثير استياء «الموسيقيين» في مصر

إسعاد يونس في لقطة من مسلسل «تيتا زوزو» (منصة «واتش إت»)
إسعاد يونس في لقطة من مسلسل «تيتا زوزو» (منصة «واتش إت»)
TT

«تيتا زوزو» يثير استياء «الموسيقيين» في مصر

إسعاد يونس في لقطة من مسلسل «تيتا زوزو» (منصة «واتش إت»)
إسعاد يونس في لقطة من مسلسل «تيتا زوزو» (منصة «واتش إت»)

أثار مسلسل «تيتا زوزو» استياء «الموسيقيين» في مصر، الذين اعترضوا على مشهد تضمّن حواراً بين الفنانة إسعاد يونس بطلة العمل وأحد الفنانين المشاركين يتحدث عن التحاقه بكلية «التربية الموسيقية»، وخلال المشهد يتم وصم منسوبيها بـ«الفشل»، ووصفهم بـ«الآلاتية».

وأصدرت كلية «التربية الموسيقية» بجامعة «حلوان» بياناً استنكر «الحوار»، كما عدّت الكلية أن ما قِيل على لسان صُنّاع العمل يُعدّ إساءة بالغة للموسيقيين، كأنه يشير إلى أن من يتقدّم للالتحاق بكلية «التربية الموسيقية» شخص «فاشل».

وأكد بيان الكلية أن «الوصف يمسّ كرامة العاملين والطلاب وأعضاء هيئة التدريس، ويقلّل من شأن مؤسسة عريقة أسهمت في تطوير الموسيقى المصرية على مدار عقود».

وأوضح البيان أن كلية «التربية الموسيقية» من القلاع الفنية في مصر، مثل: المعاهد المتخصصة الأخرى كـ«المعهد العالي للموسيقى العربية» و«الكونسرفتوار».

من جانبه قال وكيل ثانٍ «نقابة الموسيقيين»، أستاذ بكلية «التربية الموسيقية» بجامعة «حلوان» الدكتور محمد عبد الله، إن «خريجي الكلية يلعبون دوراً مهماً في مجالات التدريس الموسيقي، وتأليف الموسيقى التصويرية والتوزيع، وغيرها من أدوات العمل الفني».

الملصق الدعائي لمسلسل «تيتا زوزو» (الشركة المنتجة)

وفي تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» أكد عبد الله أن «الكاتب هو المسؤول الأول عن هذه الإساءة، وكان يتعيّن عليه الإشارة إلى الموسيقى وعدم أهميتها، ما دام أنه يرى ذلك أو يريد توصيل هذا المعنى، ولكن بوجه عام دون تحديد اسم الكلية».

ووصف عبد الله الحوار الدرامي بأنه «فخ وقع به المؤلف، الذي لم يتدارك الموقف خلال الحلقة ويصلح ما أفسده»، ويتابع: «كلمة (مشخصاتي) التي كانت تُطلق على الممثل قديماً طُمست ولم تعد تُقال، فلماذا تتم الإساءة للموسيقي ووصفه بـ(الآلاتي) إذن؟ وهي الكلمة التي كانت تُقال للشخص الذي يتقن العزف على آلة بعينها، في ثلاثينات القرن الماضي قبل إنشاء الكليات المتخصصة».

وقال وكيل ثانٍ «نقابة الموسيقيين» إنه «غير عاتب على الفنانة إسعاد يونس ولا غيرها من الممثلين، فهم أدوات في يد صناع العمل»، وفق قوله، ولكنه «عاتب على المخرج والكاتب والرقابة على المصنفات الفنية في مصر التي مررت المشهد دون حذفه أو تعديله، والسماح بالإساءة إلى صرح أكاديمي عريق يضم قيادات وطلبة وأساتذة جامعيين».

إسعاد يونس في لقطة من مسلسل «تيتا زوزو» (منصة «واتش إت»)

وطالب عبد الله باعتذار رسمي من صُنّاع العمل ومحاولة حذف المشهد، مؤكداً أن «الفن لغة للجمال وليس للإساءة، وأن كتابة النص تحتاج إلى الدقة والحرص البالغ، حتى لا يقع الكاتب في فخ الإهانة والسخرية من أي مهنة أو شخص».

وذكر عبد الله أن صُنّاع العمل لم يتواصلوا مع إدارة الكلية، ولم يقدم أحد اعتذاره عما قيل.

وتواصلت «الشرق الأوسط» مع بعض صنّاع العمل، لمعرفة موقفهم من بيان الكلية والرد عليه، ومن بينهم المخرجة شيرين عادل والكاتب محمد عبد العزيز، دون أن نتلقى رداً أو تعليقاً.

وترى الناقدة الفنية المصرية خيرية البشلاوي أنه «لا بد من التدقيق في جوهر العمل بكامله، وهل السياق العام يُهين خريجي الكلية أم مجرد مشهد عابر يمهد لتوضيح أهمية الموسيقيين خلال الحلقات المقبلة».

وتضيف البشلاوي لـ«الشرق الأوسط»: «إسعاد يونس فنانة وإعلامية تعي جيداً ما تقدّم، ولن تقبل الإساءة إلى أي مهنة»، كما ترفض البشلاوي حذف المشهد من السياق؛ لكنها تطالب بمتابعة الأحداث للنهاية، لتكوين تصور عام يوضح ما دار بالمشهد.

لم تكن واقعة اتهام مسلسل «تيتا زوزو» بالإساءة إلى إحدى المهن هي الأولى، وإنما وُجهت اتهامات مماثلة إلى أعمال أخرى، من بينها اتهام صُنّاع مسلسل «البيت بيتي 2» بالإساءة لمزارعي مصر، وكذلك اتهام صناع مسلسل «أشغال شقة» الذي عُرض في رمضان الماضي بالإساءة إلى مهنة الطب الشرعي، وكذلك اتهام مسلسل «الكبير أوي»، بالإساءة إلى مهنة التمريض، واتُّهم صناع مسلسل «مع سبق الإصرار» بالإساءة إلى مهنة المحاماة، وواجه صناع فيلم «رمضان مبروك أبو العلمين حمودة» في وقت سابق اتهامات بالإساءة إلى مهنة التدريس.