مصر تعيد تشغيل «بريد القاهرة التاريخي» بالعتبة بعد ترميمه

عمره يزيد عن 150 عاماً

مكتب البريد التاريخي بعد ترميمه (وزارة الاتصالات المصرية)
مكتب البريد التاريخي بعد ترميمه (وزارة الاتصالات المصرية)
TT

مصر تعيد تشغيل «بريد القاهرة التاريخي» بالعتبة بعد ترميمه

مكتب البريد التاريخي بعد ترميمه (وزارة الاتصالات المصرية)
مكتب البريد التاريخي بعد ترميمه (وزارة الاتصالات المصرية)

في إعادة لإحياء أحد رموز القاهرة الخديوية تم الاحتفاء، الأحد، بافتتاح مكتب بريد القاهرة الرئيسي التاريخي بمنطقة العتبة، وسط القاهرة، بعد تطويره وترميمه برؤية مبتكرة للحفاظ على قيمته التاريخية والتصميم المعماري الأصلي للمبنى.
وواكب الاحتفاظ بالملامح التاريخية للمبنى، تزويده بأحدث الأنظمة والحلول التكنولوجية لتقديم جميع الخدمات المالية والبريدية والحكومية وخدمات مصر الرقمية.

وقال الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصري، إن البريد المصري مؤسسة عريقة يمتد تاريخها لأكثر من 150 عاماً، وهو ما يجعلها تمتلك العديد من المكاتب الأثرية والتي يعود بعضها إلى عام 1870. وأضاف أن افتتاح مكتب بريد «القاهرة الرئيسي» التاريخي بالعتبة، يأتي في إطار رؤية وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لتحديث مكاتب البريد ذات الطابع التاريخي للحفاظ على تراثها المعماري والهوية المصرية، التي تم في إطارها أيضاً تطوير مكتب بريد أسوان التاريخي، على حد تعبيره.

وقد تم تطوير المكتب عبر إزالة العديد من المواد الإنشائية القديمة الموجودة في المبنى والتي أساءت إلى الهيكل الأصلي، حيث تمت إزالة الأسقف المعلقة والأَلواح الخشبية القديمة والجص التالف؛ مما أدى إلى إظهار جماليات العناصر الإنشائية والمعمارية الأصلية مثل الطوب الأحمر القديم، والأحجار المحلية والحديد المشغول والأخشاب القيمة، كما تم الاحتفاظ بكثير من التركيبات الأصلية وإصلاحها.

وحسب الكاتب محمود التميمي، مؤسس مشروع «القاهرة عنواني»، المعني بتراث القاهرة، فإن «هناك رمزية تاريخية لافتة ترتبط بإعادة افتتاح مبنى البريد التاريخي بالعتبة باعتباره أول مبنى أنشئ للبريد في العاصمة المصرية»، ويقول: «يعد مكتب بريد العتبة أحد رموز ثورة الاتصالات التي عرفتها القاهرة قبل 150 سنة فغيرت نمط الحياة بها، وواكبت بها الحداثة، وهو من أول الخدمات التي أحدثت نقلة حضارية داخل المدينة، مثل الترام، ومكتب الإسعاف، والبريد، ومبنى التليفونات، وهي الخدمات الرئيسية التي أتاحت فكرة الاتصال في المدينة، وتلك المؤسسات هي التي حققت الحداثة داخل القاهرة وخلقت ثورة اتصالات كبيرة عرفتها مكاتب التلغراف والبريد، وساهمت في ربط القاهرة بالمحافظات المحيطة بها»، كما يقول في حديثه لـ«الشرق الأوسط».

ويعتبر الكاتب المصري محمود التميمي أن الحفاظ على الهوية القديمة لمباني القاهرة التاريخية «أمر محمود»، مؤكداً أن التحديث لا ينبغي أن يكون بعيداً عن الحفاظ على جماليات الأصل التراثي، أو تبديل هوية المنشأة والاعتداء على خصوصيته المعمارية والتاريخية «المباني لها رمزية كبيرة ليس فقط رمزيتها المعمارية، ولكن أيضاً الرمزية الحضارية، فمباني القاهرة القديمة لها قصص يجب أن تحكى»، كما يقول التميمي.
ويقول التميمي إن المحاضرة المقبلة، في ديسمبر (كانون الأول) المقبل، من محاضرات «أرواح في المدينة»، أحد أنشطة مشروع «القاهرة عنواني» المهتمة بالتراث المصري والمدينة، سيتم تخصيص فقرة فيه حول تاريخ «بريد العتبة»: «سيكون هناك فيلم قصير حول مكتب بريد العتبة، كأنه يحكي قصته التاريخية وذلك احتفاء بترميمه».


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


امرأة تلد في سن الـ61 وتصبح أكبر أم جديدة في مقدونيا الشمالية

امرأة مع طفلها المولود (رويترز - أرشيفية)
امرأة مع طفلها المولود (رويترز - أرشيفية)
TT

امرأة تلد في سن الـ61 وتصبح أكبر أم جديدة في مقدونيا الشمالية

امرأة مع طفلها المولود (رويترز - أرشيفية)
امرأة مع طفلها المولود (رويترز - أرشيفية)

أصبحت سيدة تبلغ 61 عاماً أكبر امرأة تلد طفلاً في مقدونيا الشمالية، وفق ما أعلنت السلطات الصحية في الدولة الواقعة في منطقة البلقان، الثلاثاء.

ولجأت الأم الجديدة -التي لم يُكشف عن هويتها- إلى التخصيب المخبري، وفق مديرة العيادة الجامعية لأمراض النساء والتوليد في سكوبيي إيرينا، ألكسيسكا بابستييف.

وأضافت ألكسيسكا بابستييف أن المرأة الستينية خضعت سابقاً لعشر محاولات تلقيح اصطناعي، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

ولا تفرض مقدونيا الشمالية أي حد عمري على النساء اللائي يسعين إلى التخصيب في المختبر.

وخرجت الأم والمولود الجديد من المستشفى الثلاثاء، ويبلغ الأب 65 عاماً، حسب السلطات.

وتشير الإحصاءات الرسمية إلى أن معدل الخصوبة في مقدونيا الشمالية بلغ 1.48 طفل لكل امرأة في عام 2023.

ومنذ استقلالها في عام 1991، واجهت البلاد هجرة جماعية على خلفية ركود الاقتصاد.

ويبلغ عدد السكان حالياً 1.8 مليون نسمة، أي بانخفاض 10 في المائة تقريباً في أقل من 20 عاماً، وفق بيانات التعداد السكاني الأخير عام 2021.