بري يسعى لتوافق على اسمين أو ثلاثة ليختار البرلمان أحدهم رئيساً للبنان

الرئيس نبيه بري مترئساً جلسة البرلمان التي لم تنجح في انتخاب رئيس للجمهورية يوم الخميس الماضي (إ.ب.أ)
الرئيس نبيه بري مترئساً جلسة البرلمان التي لم تنجح في انتخاب رئيس للجمهورية يوم الخميس الماضي (إ.ب.أ)
TT

بري يسعى لتوافق على اسمين أو ثلاثة ليختار البرلمان أحدهم رئيساً للبنان

الرئيس نبيه بري مترئساً جلسة البرلمان التي لم تنجح في انتخاب رئيس للجمهورية يوم الخميس الماضي (إ.ب.أ)
الرئيس نبيه بري مترئساً جلسة البرلمان التي لم تنجح في انتخاب رئيس للجمهورية يوم الخميس الماضي (إ.ب.أ)

يستكمل رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، المحادثات الثنائية مع ممثلي الكتل النيابية في محاولة لتضييق الخلافات حول شخصيات متفق عليها للرئاسة اللبنانية، قبل موعد الجلسة النيابية لانتخاب الرئيس المزمع عقدها، يوم الخميس المقبل.
وفشل البرلمان سبع مرات حتى الآن في انتخاب رئيس جديد، في ظل انقسامات عميقة، حيث يدفع ثنائي «حزب الله» و«حركة أمل» باتجاه تسمية رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية للرئاسة، فيما يمتنع حليف الحزب «التيار الوطني الحر» عن دعم فرنجية، وتدفع أحزاب «القوات اللبنانية» و«التقدمي الاشتراكي» و«الكتائب» و«مستقلون» نحو انتخاب النائب ميشال معوض. وفي ظل التباين الحاد بين «الثنائي الشيعي» و«التيار الوطني الحر» حول تسمية فرنجية، لاذت الأطراف الثلاثة على مدى الجلسات السابقة، بالاقتراع بورقة بيضاء.
وبعدما امتنع «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية» عن الانخراط في حوار موسّع دعا له بري، استبدل رئيس البرلمان هذه الخطة بحوارات ثنائية مع الكتل، في محاولة لإيجاد أرضية مشتركة وتضييق مساحة التباين بين الكتل، وصولاً لملء الشغور الرئاسي.
وقالت مصادر قريبة من بري لـ«الشرق الأوسط» إن الحوارات الثنائية بينه وبين القوى السياسية والكتل النيابية «لم تنقطع»، في إشارة إلى لقاءات دائمة مع رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، ولقاءات مع ممثلي «حزب الله»، و«التيار الوطني الحر» عبر رئيسه النائب جبران باسيل والنائب آلان عون، فضلاً عن التنسيق في شؤون نيابية وسياسية مع ممثلي «القوات اللبنانية» مثل النائب جورج عدوان، وقوى التغيير عبر ممثلين لهم في البرلمان، مثل النائب ملحم خلف وغيره، ومستقلين مثل النائب أديب عبد المسيح وشخصيات أخرى.
وقالت المصادر إن «الرئيس بري يهدف لتضييق مساحة الخلاف وإيجاد أرضيات مشتركة، والاتفاق على مواصفات وإيضاح المفاهيم في المطالب لمواصفات الرئيس المقبل»، موضحة أن مساعي بري متواصلة، ويسعى لحصر تشظي الأسماء باسمين أو ثلاثة يمكن أن تشكل تقاطعات بين القوى السياسية، ويجري انتخاب أحدها.
وفي ظل الانقسام العمودي، أكّد رئيس حزب «القوات اللبنانيّة» سمير جعجع أن «التحديات صعبة والمواجهة كبيرة جداً باعتبار أننا نواجه مجموعة قوى، بعضها غير سيادي لا يريد قيام الدولة في لبنان فيما البعض الآخر جل ما يهمه مصالحه الشخصيّة، من دون أن ننسى بعض القوى التقليديّة التي لا هم لديها سوى التمسّك بالمقاعد، في الوقت الذي هي غير قادرة فيه على إنقاذ البلاد أو دفعها نحو التقدّم».
وشدد جعجع على أن «القوات» لا مشكلة لديها مع أي فريق أو شخصيّة قادرة على القيام بأي أمرٍ في سبيل إنقاذ البلاد، «كما لا تميّز بين جيل جديد أم قديم أو ابن عائلة سياسيّة أو غير سياسيّة، باعتبار أن المقياس الوحيد بالنسبة لها هو من يستطيع القيام بأي عمل جدي يصبّ في مصلحة لبنان»، وهي أيضاً تعتمد هذا المقياس في معركة رئاسة الجمهوريّة؛ لأن ما يهمّها إيصال رئيس قادر على القيام بالخطوات المطلوبة من أجل إنقاذ البلد».
واعتبر نائب «الجماعة الإسلامية» عماد الحوت، أمس، أن «كل نائب يخرج من الجلسة يشارك في التعطيل سواء كان فرداً أو ينتمي إلى كتلة». وتحدث عن «صراع واضح في انتخابات الرئاسة». وقال في حديث إذاعي: «عشنا 6 سنوات في ظل رئيس طرف معه قسم من اللبنانيين وقسم آخر ضده. ولم يكن متوقعاً من ميشال عون أن يكون رئيساً لكل اللبنانيين فأداء الفريق العوني دخل في صدامات على الجميع». وأوضح أن «هناك صراعاً من فريق يريد فرض الرئيس مقابل فريق آخر يرفض هذا الأمر ويريد أن تأخذ اللعبة الديمقراطية مجراها أو الاتفاق على معايير معينة».
من جهة أخرى، قال رئيس تكتل «بعلبك الهرمل» النائب حسين الحاج حسن (من «حزب الله»)، إن «الانقسام السياسي النيابي لا يسمح بانتخاب رئيس إلا من بوابة التوافق، وهذا ما دعونا إليه منذ البداية، وما رفضه الآخرون ولم يقبلوا به. هم يريدون رئيس تحد واستفزاز، ونحن نريد رئيس تفاهم بين المكونات اللبنانية».


مقالات ذات صلة

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

المشرق العربي رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

تُوفّي الموسيقار اللبناني إيلي شويري، عن 84 عاماً، الأربعاء، بعد تعرُّضه لأزمة صحية، نُقل على أثرها إلى المستشفى، حيث فارق الحياة. وأكدت ابنته كارول، لـ«الشرق الأوسط»، أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلم به العائلة، وأنها كانت معه لحظة فارق الحياة.

المشرق العربي القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

وجّه المجلس التأديبي للقضاة في لبنان ضربة قوية للمدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون، عبر القرار الذي أصدره وقضى بطردها من القضاء، بناء على «مخالفات ارتكبتها في إطار ممارستها لمهمتها القضائية والتمرّد على قرارات رؤسائها والمرجعيات القضائية، وعدم الامتثال للتنبيهات التي وجّهت إليها». القرار التأديبي صدر بإجماع أعضاء المجلس الذي يرأسه رئيس محكمة التمييز الجزائية القاضي جمال الحجار، وجاء نتيجة جلسات محاكمة خضعت إليها القاضية عون، بناء على توصية صدرت عن التفتيش القضائي، واستناداً إلى دعاوى قدمها متضررون من إجراءات اتخذتها بمعرض تحقيقها في ملفات عالقة أمامها، ومخالفتها لتعليمات صادرة عن مرجع

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن فرص انتخاب مرشح قوى 8 آذار، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، «باتت معدومة»، مشيراً إلى أن الرهان على الوقت «لن ينفع، وسيفاقم الأزمة ويؤخر الإصلاح». ويأتي موقف جعجع في ظل فراغ رئاسي يمتد منذ 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث فشل البرلمان بانتخاب رئيس، وحالت الخلافات السياسية دون الاتفاق على شخصية واحدة يتم تأمين النصاب القانوني في مجلس النواب لانتخابها، أي بحضور 86 نائباً في دورة الانتخاب الثانية، في حال فشل ثلثا أعضاء المجلس (86 نائباً من أصل 128) في انتخابه بالدورة الأولى. وتدعم قوى 8 آذار، وصول فرنجية إلى الرئاسة، فيما تعارض القوى المسيحية الأكثر

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

جدد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، تأكيد موقف المملكة من الاستحقاق الرئاسي اللبناني بوصفه «شأناً سياسياً داخلياً لبنانياً»، حسبما أعلن المتحدث باسم البطريركية المارونية في لبنان بعد لقاء بخاري بالبطريرك الماروني بشارة الراعي، بدأ فيه السفير السعودي اليوم الثاني من جولته على قيادات دينية وسياسية لبنانية. وفي حين غادر السفير بخاري بكركي من دون الإدلاء بأي تصريح، أكد المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض، أن بخاري نقل إلى الراعي تحيات المملكة وأثنى على دوره، مثمناً المبادرات التي قام ويقوم بها في موضوع الاستحقاق الرئاسي في سبيل التوصل إلى توافق ويضع حداً للفراغ الرئا

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

تأتي جولة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا على المرجعيات الروحية والسياسية اللبنانية في سياق سؤالها عن الخطوات المطلوبة لتفادي الشغور في حاكمية مصرف لبنان بانتهاء ولاية رياض سلامة في مطلع يوليو (تموز) المقبل في حال تعذّر على المجلس النيابي انتخاب رئيس للجمهورية قبل هذا التاريخ. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية ووزارية أن تحرك السفيرة الأميركية، وإن كان يبقى تحت سقف حث النواب على انتخاب رئيس للجمهورية لما للشغور الرئاسي من ارتدادات سلبية تدفع باتجاه تدحرج لبنان من سيئ إلى أسوأ، فإن الوجه الآخر لتحركها يكمن في استباق تمدد هذا الشغور نحو حاكمية مصرف لبنان في حال استحال عل

محمد شقير (بيروت)

تقرير: مقتل القيادي بـ«حزب الله» علي موسى دقدوق بغارة إسرائيلية في سوريا

الضابط الأميركي كيفين بيرغنير يعلن للصحافيين في بغداد اعتقال علي موسى دقدوق 2 يوليو (تموز) 2007 (أ.ف.ب - غيتي)
الضابط الأميركي كيفين بيرغنير يعلن للصحافيين في بغداد اعتقال علي موسى دقدوق 2 يوليو (تموز) 2007 (أ.ف.ب - غيتي)
TT

تقرير: مقتل القيادي بـ«حزب الله» علي موسى دقدوق بغارة إسرائيلية في سوريا

الضابط الأميركي كيفين بيرغنير يعلن للصحافيين في بغداد اعتقال علي موسى دقدوق 2 يوليو (تموز) 2007 (أ.ف.ب - غيتي)
الضابط الأميركي كيفين بيرغنير يعلن للصحافيين في بغداد اعتقال علي موسى دقدوق 2 يوليو (تموز) 2007 (أ.ف.ب - غيتي)

قال مسؤول دفاعي أميركي كبير إن قائداً كبيراً في «حزب الله» اللبناني كان قد ساعد في التخطيط لإحدى أجرأ وأعقد الهجمات ضد القوات الأميركية، خلال حرب العراق، قُتل في غارة إسرائيلية على سوريا.

واعتقلت القوات الأميركية علي موسى دقدوق، بعد مداهمة عام 2007، عقب عملية قتل فيها عناصرُ يتنكرون في صورة فريق أمن أميركي، خمسة جنود أميركيين. ووفقاً لموقع «إن بي سي» الأميركي، أطلقت السلطات العراقية سراحه لاحقاً.

وأضاف المسؤول الدفاعي الأميركي، وفق ما نقل عنه موقع «إن بي سي»، أن تفاصيل الضربة الجوية الإسرائيلية غير معروفة، متى حدثت، وأين وقعت في سوريا، وهل كان هدفها دقدوق تحديداً.

الغارة المعقدة، التي ساعد دقدوق في التخطيط لها، حدثت في مجمع عسكري مشترك أميركي-عراقي في كربلاء، في 20 يناير (كانون الثاني) 2007.

تنكَّر مجموعة من الرجال في زي فريق أمن عسكري أميركي، وحملوا أسلحة أميركية، وبعضهم كان يتحدث الإنجليزية، ما جعلهم يَعبرون من عدة نقاط تفتيش حتى وصلوا قرب مبنى كان يأوي جنوداً أميركيين وعراقيين.

كانت المنشأة جزءاً من مجموعة من المنشآت المعروفة باسم «محطات الأمن المشترك» في العراق، حيث كانت القوات الأميركية تعيش وتعمل مع الشرطة والجنود العراقيين. كان هناك أكثر من عشرين جندياً أميركياً في المكان عندما وصل المسلّحون.

حاصرت العناصر المسلّحة المبنى، واستخدموا القنابل اليدوية والمتفجرات لاختراق المدخل. قُتل جندي أميركي في انفجار قنبلة يدوية. بعد دخولهم، أَسَر المسلّحون جندين أميركيين داخل المبنى، واثنين آخرين خارج المبنى، قبل أن يهربوا بسرعة في سيارات دفع رباعي كانت في انتظارهم.

طاردت مروحيات هجومية أميركية القافلة، ما دفع المسلّحين لترك سياراتهم والهروب سيراً على الأقدام، وخلال عملية الهرب أطلقوا النار على الجنود الأميركيين الأربعة.

وفي أعقاب الهجوم، اشتبه المسؤولون الأميركيون بأن المسلّحين تلقّوا دعماً مباشراً من إيران، بناءً على مستوى التنسيق والتدريب والاستخبارات اللازمة لتنفيذ العملية.

وألقت القوات الأميركية القبض على دقدوق في مارس (آذار) 2007. وكما يذكر موقع «إن بي سي»، أثبتت أن «فيلق القدس»، التابع لـ«الحرس الثوري الإيراني»، كان متورطاً في التخطيط لهجوم كربلاء. واعترف دقدوق، خلال التحقيق، بأن العملية جاءت نتيجة دعم وتدريب مباشر من «فيلق القدس».

واحتجز الجيش الأميركي دقدوق في العراق لعدة سنوات، ثم سلَّمه إلى السلطات العراقية في ديسمبر (كانون الأول) 2011.

وقال المسؤول الأميركي: «قالت السلطات العراقية إنها ستحاكم دقدوق، لكن جرى إطلاق سراحه خلال أشهر، مما أثار غضب المسؤولين الأميركيين. وعاد للعمل مع (حزب الله) مرة أخرى بعد فترة وجيزة».