كييف تستضيف قمة الأمن الغذائي وتطلق برنامج «حبوب من أوكرانيا»

الرئيس الأوكراني مع رئيس وزراء بلجيكا (أ.ب)
الرئيس الأوكراني مع رئيس وزراء بلجيكا (أ.ب)
TT

كييف تستضيف قمة الأمن الغذائي وتطلق برنامج «حبوب من أوكرانيا»

الرئيس الأوكراني مع رئيس وزراء بلجيكا (أ.ب)
الرئيس الأوكراني مع رئيس وزراء بلجيكا (أ.ب)

استضاف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قمة دولية في كييف، أمس، السبت، لمناقشة الأمن الغذائي والصادرات الزراعية، مع رئيس المجر، ورؤساء وزراء بلجيكا وبولندا وليتوانيا.
وافتتح زيلينسكي القمة التي تزامنت مع ذكرى المجاعة التي تعرضت لها أوكرانيا في الثلاثينات من القرن الماضي، بخطاب ألقاه في اجتماع وإلى جواره رئيس أركان الجيش ورئيس الوزراء.
وألقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، خطابين، عبر دائرة تلفزيونية.
وأعلنت كييف خلال اللقاء إطلاق برنامج مساعدات دولية يطلق عليه اسم «حبوب من أوكرانيا»، أمس، السبت، في محاولة لكسب دعم دول في أفريقيا وآسيا لمحاولاتها الرامية لمحاربة الاجتياح الروسي.
وقال زيلينسكي، خلال مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو الذي يزور كييف حالياً: «أوكرانيا كانت وستظل دائماً الضامن للأمن الغذائي العالمي. وحتى في ظل ظروف الحرب القاسية هذه، تعمل القيادة الأوكرانية من أجل الاستقرار العالمي».
ويغطي البرنامج تكاليف توصيل الأغذية إلى الدول الأكثر فقراً.
وذكر زيلينسكي أنه سيتم إرسال ما يصل إلى 60 سفينة من مواني البحر الأسود الأوكرانية، إلى دول مثل السودان أو اليمن أو الصومال، بحلول منتصف العام المقبل.
ووافقت عدة دول أوروبية على تمويل عمليات التسليم، في إطار برنامج الأغذية العالمي.
وأعلن المستشار الألماني أولاف شولتس أن سفينة تابعة للبرنامج برعاية ألمانيا، في طريقها لتسليم الحبوب الأوكرانية إلى إثيوبيا. وتعهد شولتس بمزيد من الدعم من ألمانيا لتجنب مجاعة عالمية.
وقال، السبت، في بيان عبر الفيديو، إن ألمانيا ستخصص 10 ملايين يورو أخرى لتوصيل الحبوب من أوكرانيا، بالتنسيق مع برنامج الأغذية العالمي.
وقال شولتس مخاطباً الرئيس الأوكراني: «اليوم نحيي ذكرى المجاعة الكبرى»؛ مضيفا، وفقاً للبيان: «اليوم نتفق على أن الجوع يجب ألا يستخدم كسلاح أبداً مرة أخرى... لهذا السبب لا يمكننا قبول ما نمر به الآن: أسوأ أزمة غذاء عالمية منذ سنوات، مع عواقب وخيمة على ملايين الأفراد، من أفغانستان إلى مدغشقر، ومن الساحل إلى القرن الأفريقي»، مضيفاً أن روسيا فاقمت هذا الوضع من خلال استهداف البنية التحتية الزراعية في أوكرانيا، وحصار مواني البحر الأسود لعدة أشهر.
وصادف السبت الذكرى السنوية لضحايا المجاعة التي تعرضت لها أوكرانيا خلال الحقبة السوفياتية. وفي نوفمبر (تشرين الثاني) 1932، نشر الزعيم السوفياتي جوزيف ستالين قوات الشرطة لمصادرة جميع الحبوب والماشية من المزارع الأوكرانية التي أدخلت حديثاً -حينها- تحت مظلة الشيوعية، بما يشمل البذور اللازمة لإنبات المحصول الجديد.
وتضور ملايين المزارعين الأوكرانيين جوعاً في الأشهر التالية، فيما وصفه تيموثي سيندر، المؤرخ بجامعة ييل، بأنه «إبادة جماعية متعمدة بكل وضوح».
وترفض روسيا بشكل قاطع هذه الصفة، مؤكدة أن المجاعة الكبرى التي ضربت الاتحاد السوفياتي في أوائل ثلاثينات القرن الماضي لم يكن ضحاياها من الأوكرانيين فقط؛ بل من الروس والكازاخستانيين وألمان الفولغا، وأفراد شعوب أخرى.
وحصلت أوكرانيا على مزيد من وعود الدعم في مواجهة موسكو، في الذكرى التسعين لـ«الهولودومور» المجاعة التي سببها عمداً النظام الستاليني في ثلاثينات القرن الماضي، وباتت تلقى صدى أكبر منذ الغزو الروسي.
وقال أندريه يرماك، مدير مكتب الرئيس الأوكراني، السبت، إن روسيا ستدفع ثمن مجاعة في الحقبة السوفياتية، خلفت ملايين القتلى الأوكرانيين خلال شتاء 1932 - 1933 وثمن أفعالها في الحرب الحالية في أوكرانيا.
وكتب «يرماك» على تطبيق «تلغرام»: «سيدفع الروس ثمن قتل جميع ضحايا (الهولودومور) وسيُحاسبون على جرائم اليوم»، مستخدماً الاسم الأوكراني (الهولودومور) للكارثة.


مقالات ذات صلة

روسيا تتهم أوكرانيا بقصف مطار عسكري بصواريخ أميركية... وتتوعد بالرد

أوروبا أظهرت الأقمار الاصطناعية أضراراً بمطار عسكري روسي في شبه جزيرة القرم جراء استهداف أوكراني يوم 16 مايو 2024 (أرشيفية - رويترز)

روسيا تتهم أوكرانيا بقصف مطار عسكري بصواريخ أميركية... وتتوعد بالرد

اتهمت روسيا أوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى أميركية الصنع لقصف مطار عسكري، اليوم (الأربعاء)، متوعدة كييف بأنها ستردّ على ذلك عبر «إجراءات مناسبة».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الولايات المتحدة​ رجال إنقاذ يعملون في موقع تعرض فيه مبنى لأضرار جسيمة بسبب ضربة صاروخية روسية أمس وسط هجوم روسيا على أوكرانيا في زابوريجيا11 ديسمبر 2024 (رويترز) play-circle 02:00

أميركا تحذّر روسيا من استخدام صاروخ جديد «مدمر» ضد أوكرانيا

قال مسؤول أميركي إن تقييماً استخباراتياً أميركياً، خلص إلى أن روسيا قد تستخدم صاروخها الباليستي الجديد المتوسط ​​المدى مدمر ضد أوكرانيا مرة أخرى قريباً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الرئيس الأوكراني زيلينسكي خلال لقائه ترمب في نيويورك الأسبوع الماضي (أ.ب)

ماسك ونجل ترمب يتفاعلان مع صورة تقارن زيلينسكي ببطل فيلم «وحدي في المنزل»

تفاعل الملياردير الأميركي إيلون ماسك ودونالد ترمب جونيور، نجل الرئيس المنتخب دونالد ترمب، مع صورة متداولة على منصة «إكس»

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا ألسنة لهب كثيفة تتصاعد من مبنى مدمر وسيارة محترقة في منطقة زابوريجيا الأوكرانية نتيجة قصف روسي (خدمة الطوارئ الأوكرانية- أ.ف.ب)

4 قتلى و19 جريحاً بضربة روسية على زابوريجيا الأوكرانية

قُتل 4 أشخاص على الأقل وأُصيب 19، الثلاثاء، في ضربة صاروخية روسية «دمَّرت» عيادة خاصة في مدينة زابوريجيا جنوب أوكرانيا، في حصيلة مرشحة للارتفاع.

أوروبا صورة مركبة تابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية تعرضت لأضرار بسبب غارة بطائرة مسيرة على طريق في منطقة زابوريجيا في أوكرانيا 10 ديسمبر 2024 (رويترز)

مسيّرة تستهدف مركبة لوكالة الطاقة الذرية قرب محطة زابوريجيا النووية في أوكرانيا

قال مدير الطاقة الذرية إن مركبة تابعة للوكالة تعرضت لأضرار جسيمة بسبب هجوم بمسيرة على الطريق المؤدي إلى محطة زابوريجيا للطاقة النووية في أوكرانيا، الثلاثاء.

«الشرق الأوسط» (كييف)

إردوغان يعلن عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

إردوغان يعلن عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.