توقعات بنمو الاستثمارات الصناعية السعودية 5 % خلال خمس سنوات

ضمن خطة الحكومة لتنمية القطاع في البلاد

توقعات بنمو الاستثمارات الصناعية السعودية 5 % خلال خمس سنوات
TT

توقعات بنمو الاستثمارات الصناعية السعودية 5 % خلال خمس سنوات

توقعات بنمو الاستثمارات الصناعية السعودية 5 % خلال خمس سنوات

توقعت مصادر رسمية في هيئة المدن السعودية أن يحقق قطاع الصناعة نموا يصل إلى 5 في المائة خلال السنوات الخمس المقبلة نتيجة دعم الحكومة لمشروعات الصناعات التحويلية التي ستعمل على توفير 80 في المائة من متطلبات الإنتاج، إلى جانب توفير الأراضي المخصصة لإقامة المصانع وتشجيع المستثمرين على التوسع في الاستثمار الصناعي في البلاد.
وبحسب الهيئة فإن أعداد المدن الصناعية تضاعفت بشكل كبير خلال السنوات القليلة الماضية، إذ نما عدد هذه المدن خلال 7 سنوات بنسبة 145 في المائة، وارتفع عددها من 14 مدينة في عام 2007 إلى 34 مدينة صناعية بنهاية العام الماضي.
من جهته، قال لـ«الشرق الأوسط»، المهندس صالح حفني الرئيس التنفيذي لشركة «حلواني إخوان» للصناعات الغذائية: «إن التحول الكبير الذي تشهده السعودية في الخريطة الصناعية من توفير الأراضي الصناعية المدعومة بالخدمات اللوجيستية شجعت كثيرا من المستثمرين على استغلال تلك الفرص، إضافة إلى أن كثيرا من الشركات الصناعية حرصت على إيجاد مواقع لها في تلك المدن»، مشيرا إلى أن الشركة عملت على نقل عدد كبير من مصانعها في المدينة الصناعية ويجري العمل على استكمال عملية النقل، لافتا إلى أن نمو الصناعة سيساهم في خلق آلاف الفرص الواعدة للمواطنين ويساعد في دعم الناتج المحلي غير النفطي للبلاد.
وأضاف حفني أن الصناعة في السعودية ستشهد نموا متسارعا في الفترة المقبلة بفضل الفرص التي وفرتها الحكومة أمام المستثمرين سواء من تقديم التشجيع والخدمات أو توفير الأراضي الصناعية بأسعار مشجعة مع قيام هيئة المدن السعودية بتطويرها وفتح كثير من المدن الصناعية الجديدة التي ستكون مناخا جيدا لبناء قاعدة صناعية حديثة يمكن الاعتماد عليها.
وحول ظاهرة المصانع التي تقع في النطاق العمراني، أشار حفني إلى أن كثيرا من الشركات التي تملك مصانع في تلك المناطق سعت للحصول على مساحات مناسبة لنقل مصانعها ومن شركة حلواني من ضمن الشركات التي عملت على نقل 10 مصانع حتى الآن إلى المنطقة الصناعية الجديدة في جدة، لافتا إلى أن عملية نقل المصانع تستغرق وقتا طويلا لما يتطلبه ذلك من عمليات متلاحقة. وأوضح عبد العزيز السريع، رئيس اللجنة الصناعية في غرفة جدة، أن الكثير من مشكلات الصناعيين بدأت في الانتهاء مع وفرة الأراضي التي كانت تشكل أهم التحديات والصعوبات أمام المستثمرين في القطاع، مشيرا إلى التطور الكبير في تجهيز الأراضي وتسليمها للمستثمرين متكاملة الخدمات في عدد من مناطق البلاد، وليست محصورة على منطقة أو مدينة، وهذا الأمر سيساهم في التنمية الاقتصادية بشكل عام.
ومن المتوقع أن يجري الإعلان عن طرح المدن الجديدة بشكل رسمي، وهي مدينة صناعية في بحرة على مساحة 24 مليون متر مربع ومدينة عسفان 500 مليون متر مربع، بالإضافة إلى المساحة التي تصل إلى 40 مليون متر مربع وهي عبارة عن مشروع المدينة الصناعية الثالثة في جدة.
وأضاف السريع أن 350 مصنعا استكملت مواقعها في المدينة الصناعية الثانية التي تبلغ مساحتها 800 ألف متر مربع، وبدأ العمل حاليا في 36 مصنع، إضافة إلى أن هناك مساحة 20 مليون متر مربع جرى اعتمادها - أخيرا - إلا أنها بحاجة إلى الانتهاء من البنية التحتية. وكانت الحكومة السعودية سعت إلى تشجيع الاستثمار الصناعي في المدن النائية من خلال شروعها في إنشاء أربع مدن اقتصادية موزعة على المناطق المختلفة، هي مدينة الملك عبد الله الاقتصادية التي تقع بالقرب من رابغ على الساحل الغربي للمملكة باستثمارات تبلغ 100 مليار ريال (26.6 مليار دولار)، ومدينة الأمير عبد العزيز بن مساعد في حائل، ومدينة المعرفة بالمدينة المنورة، ومدينة جازان الاقتصادية.
وتتطلع الحكومة إلى أن مساهمة هذه الخطوات الاقتصادية والاجتماعية في تغيير كبير في خريطة التصنيع في البلاد، وذلك بتهيئة الظروف المناسبة وتوفير الأيدي العاملة المؤهلة لإدارة وتشغيل المشروعات الصناعية، وإنشاء المدن الصناعية الكفيلة بجذب الاستثمار المحلي والأجنبي وحل مشكلة هجرة رؤوس الأموال.



الصين تخفّض «الاحتياطي الإلزامي» في محاولة لتحفيز الاقتصاد

عمال في مصنع للسيارات الكهربائية بمدينة نانشانغ الصينية (رويترز)
عمال في مصنع للسيارات الكهربائية بمدينة نانشانغ الصينية (رويترز)
TT

الصين تخفّض «الاحتياطي الإلزامي» في محاولة لتحفيز الاقتصاد

عمال في مصنع للسيارات الكهربائية بمدينة نانشانغ الصينية (رويترز)
عمال في مصنع للسيارات الكهربائية بمدينة نانشانغ الصينية (رويترز)

خفّضت الصين، الجمعة، معدّل الاحتياطي الإلزامي المفروض على المصارف الاحتفاظ به، في خطوة من شأنها أن تتيح ضخّ نحو 142,6 مليار دولار من السيولة في الأسواق المالية. وهذا الخفض الذي كان البنك المركزي الصيني أعلن، الثلاثاء، عزمه على اللجوء إليه، يأتي غداة اجتماع عقده القادة الصينيون واعترفوا خلاله بوجود «مشكلات» جديدة في اقتصاد البلاد.

ومعدّل الاحتياطي الإلزامي هو نسبة مئوية من الودائع لا يحقّ للبنوك أن تتصرف بها؛ بل تحتفظ بها لدى المصرف المركزي. والثلاثاء، أعلن رئيس البنك المركزي الصيني أنّ بكين ستتّخذ إجراءات لتحفيز الاقتصاد أبرزها خفض الاحتياطي الإلزامي وخفض سعر الفائدة الرئيسي وسعر الفائدة على القروض العقارية.

ولا تزال السلطات الصينية تتوقع نمواً بنسبة 5 في المائة هذا العام، لكنّ محلّلين يعدون هذا الهدف متفائلاً جداً نظراً للعقبات الكثيرة التي يواجهها الاقتصاد.

وتعاني البلاد بشكل خاص من أزمة في القطاع العقاري وارتفاع معدلات البطالة بين الشباب وتباطؤ استهلاك الأسر. وبعد مرور أكثر من عام ونصف العام على رفع القيود الصحية التي فرضتها السلطات لمكافحة «جائحة كوفيد-19»، وكانت تداعياتها كارثية على اقتصاد البلاد، لا تزال وتيرة النهوض الاقتصادي أبطأ من المتوقع.

وفي منتصف سبتمبر (أيلول) الحالي، أعلنت الصين أنها سترفع تدريجياً، بدءاً من العام المقبل، سن التقاعد القانوني، في إجراء غير مسبوق منذ عقود.

وبالتزامن، أظهرت بيانات رسمية، الجمعة، أن أرباح الصناعة في الصين عادت إلى الانكماش الحاد في أغسطس (آب) لتسجل أكبر انخفاض لها هذا العام، وهو ما يضيف إلى سلسلة من قراءات الأعمال القاتمة التي تشير إلى تزايد الضغوط على الاقتصاد.

وانخفضت الأرباح بنسبة 17.8 بالمائة في أغسطس مقارنة بالعام السابق بعد زيادة بنسبة 4.1 بالمائة في يوليو (تموز)، بينما ارتفعت الأرباح بوتيرة أبطأ بنسبة 0.5 بالمائة في الأشهر الثمانية الأولى مقارنة بنمو بنسبة 3.6 بالمائة في الفترة من يناير (كانون الثاني) إلى يوليو، وفقاً للمكتب الوطني للإحصاء.

وقال الإحصائي في المكتب الوطني للإحصاء وي نينغ إن الركود في أغسطس كان بسبب عوامل مثل «الافتقار إلى الطلب الفعال في السوق، والتأثير الأكبر للكوارث الطبيعية مثل ارتفاع درجات الحرارة والأمطار الغزيرة والفيضانات في بعض المناطق».

وقال تشو ماوهوا، الباحث في الاقتصاد الكلي في بنك «تشاينا إيفربرايت»، إن القاعدة الإحصائية العالية في العام الماضي أدت أيضاً إلى تضخيم الانعكاس، حيث أثر انخفاض الأرباح في صناعات السيارات والمعدات على النتيجة.

وأدى ضعف البيانات في وقت سابق من هذا الشهر إلى تفاقم المخاوف بشأن التعافي الهزيل، مما دفع شركات الوساطة العالمية إلى مراجعة توقعات نمو الصين لعام 2024 إلى ما دون الهدف الرسمي البالغ نحو 5 في المائة.

وفي تسليط للضوء على ضعف الطلب المحلي، وهو عنق زجاجة رئيسي للاقتصاد، وسط قلق بشأن الأمن الوظيفي، وتفاقم الركود في مبيعات العقارات والاستثمار، أعلنت شركة الألبان العملاقة المحلية «إنر مونغوليا» انخفاضاً بنسبة 40 بالمائة في صافي الربح بالربع الثاني.

وقال وي: «يظل الطلب الاستهلاكي المحلي ضعيفاً بينما البيئة الخارجية معقدة ومتغيرة».

وتخطط الصين لإصدار 284 مليار دولار من الديون السيادية هذا العام، بوصفه جزءاً من حافز مالي جديد، مع استخدام جزء من العائدات التي تم جمعها من خلال سندات خاصة لتوفير بدل شهري قدره 114 دولاراً لكل طفل لجميع الأسر التي لديها طفلان أو أكثر، باستثناء الطفل الأول، حسبما ذكرت «رويترز».

وأظهرت بيانات المكتب الوطني للإحصاء أن أرباح الشركات المملوكة للدولة انخفضت بنسبة 1.3 في المائة خلال الفترة من يناير إلى أغسطس، بينما سجلت الشركات الأجنبية ارتفاعاً بنسبة 6.9 بالمائة، في حين سجلت شركات القطاع الخاص زيادة بنسبة 2.6 في المائة. وتغطي أرقام الأرباح الصناعية الشركات التي تبلغ إيراداتها السنوية 20 مليون يوان (2.83 مليون دولار) على الأقل من عملياتها الرئيسية.