المخرجة هناء العمير: المشهد الثقافي السعودي واعد جداً

قالت إن جمعية السينما بالمملكة تثري ذائقة صناع الأفلام والجمهور

المخرجة السعودية هناء العمير
المخرجة السعودية هناء العمير
TT

المخرجة هناء العمير: المشهد الثقافي السعودي واعد جداً

المخرجة السعودية هناء العمير
المخرجة السعودية هناء العمير

أكدت المخرجة السعودية، هناء العمير، أن «المشهد السينمائي السعودي واعد جداً». ووجهت الشكر لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي لاحتضانه فعالية «صعود السينما السعودية»، مشيرة إلى أنها «تتوقع حدوث نهضة كبيرة في كافة مجالات الثقافة والفنون خلال خمس سنوات». وقالت العمير في حوار مع «الشرق الأوسط»، إن «رئاستها لأول جمعية سينمائية بالمملكة لن تشغلها عن عملها ككاتبة ومخرجة، حيث تجهز لفيلمها الطويل الأول المأخوذ عن رواية سعودية تتناول فترة العشرينات من القرن الماضي».
العمير، هي إحدى مخرجات جيل الوسط في السينما السعودية، وقد بدأت كناقدة، ثم اتجهت لكتابة السيناريو والإخراج من خلال ثلاثة أفلام قصيرة، كما حققت نجاحاً بمسلسل «وساوس» الذي يعد أول عمل سعودي تبثه شبكة «نتفليكس»، وتترأس جمعية السينما السعودية التي «تهدف لدعم صناع الأفلام وإثراء ذائقة الجمهور».
حول جمعية السينما السعودية ودورها في المرحلة الحالية. أوضحت العمير، أنها «خطوة مهمة سعينا لها من خلال 23 مؤسساً من صناع الأفلام كأول جمعية أهلية للسينما، وقد نلت ثقة زملائي لأكون رئيستها، وقامت الجمعية بتنظيم الدورة الماضية لمهرجان أفلام السعودية، ونستعد حالياً للدورة الجديدة التي نهتم خلالها بإصدار كتب مترجمة وأخرى مؤلفة خصيصاً للمهرجان عن الفن السينمائي، كما نعمل على استكمال المكتبة والمقر، ونستعد لإصدار مجلة (كراسات السينما) بهدف إثراء المحتوى المعرفي والثقافي لصناع الأفلام والجمهور على السواء، كما نهدف لتحسين مهارات العاملين بالصناعة، والعمل على نشر الفيلم السعودي، وهناك أكثر من مشروع سنعلن عنه قريباً».

ملصق مسلسل «وساوس»

وبدأت هناء العمير علاقتها بالسينما عام 2006 من خلال الكتابات النقدية، حيث كتبت في صحف عديدة من بينها «الوطن» و«الشرق الأوسط»، وكانت تنشر مقالات بصفحة السينما بها، ثم اتجهت لكتابة السيناريو وبعدها اتجهت للإخراج، مثلما تؤكد «درست الترجمة في بريطانيا وكان لدي شغف كبير بالسينما ومشاهدات مكثفة زادت من تعلقي بها، وكتبت أول سيناريو للفيلم القصير (هدف) الذي فاز بالدورة الأولى لمهرجان أفلام السعودية، ضمن فئة سيناريو لم ينفذ، واكتشفت أني لو لم أقم بخطوة الإخراج، فإن النصوص التي أكتبها لن ترى النور، فكتبت سيناريو الفيلم الوثائقي (بعيداً عن الكلام) عام 2009 وكان أول أفلامي كمخرجة، وتناول لقاء فرقتين شعبيتين إحداهما أرجنتينية، وفرقة سعودية تعزف اللون السامري، وأردت توثيق هذا اللقاء، وكيف يتفاهمان بالموسيقى، وعُرض الفيلم في مهرجان أفلام الخليج، كما شارك في المسابقة الرسمية لمهرجان مسقط، ثم جاء فيلمي الروائي القصير الأول (شكوى)، وفاز بجائزة أفضل فيلم في مهرجان أفلام السعودية 2015، ثم فيلمي القصير (أغنية البجعة) المقتبس عن مسرحية لتشيكوف».
وأخرجت العمير أول مسلسل سعودي عُرض عبر منصة «نتفليكس»، هو «وساوس» من بطولة عبد المحسن النمر، وإلهام علي، وشيماء الفاضل، ودارت أحداثه في إطار من التشويق من خلال أسرة ثرية يتوفى عائلها وتتصاعد الشكوك حول أفرادها». وتقول عن العمل «إلى جانب الإخراج، فقد شاركت في كتابته أيضاً، وقد بدأنا التصوير ولم نكن نعلم أنه سيعرض على (نتفليكس)، لكن كان هناك تخوف من صعوبة تنفيذ الفكرة، وخضنا التجربة التي كانت مغامرة إنتاجية، وأحببت فكرة العمل الذي يجعل المتفرج يشاهد القصة من زوايا عديدة، وفي كل مرة يكتشف شيئاً مختلفاً، كانت تجربة مفيدة جداً، لكن في النهاية (نتفليكس) أحبت المسلسل وأخذته كعرض أصلي لها؛ مما أشعرنا أن تعبنا لم يذهب سدى».
العمير أكدت، أن «الذي يحدث في المملكة الآن يفوق الحلم، والمشهد الثقافي السعودي واعد جداً، ورغم أننا ما زلنا في مرحلة تأسيس لأشياء كثيرة، لكن هناك إرادة من قِبل المملكة ودعم نحصل عليه، وهناك جهود كبيرة تصبّ في هذا الاتجاه، وخلال السنوات الخمس القادمة سنكون مقبلين على نهضة غير مسبوقة في كل ما يتعلق بالفنون والثقافة وسيكون للسينما نصيب كبير منها».
وتستعد هناء العمير لأول أفلامها الطويلة. وتضيف «أعمل منذ فترة على أول أفلامي الطويلة (الرقص على حافة السيل) المقتبس عن رواية (غواصو الأحقاف) للأديبة السعودية أمل الفاران، وهي رواية ساحرة تتعرض لأواخر العشرينات بالمملكة، وتتناول عالم القبيلة وشكل الحياة في ذلك الوقت، وقد وجدت فيها الشيء الذي أبحث عنه، وتم تطوير السيناريو داخل معمل البحر الأحمر، ويشارك ضمن مشروعات المهرجان، وسوف يدخل حيز التنفيذ في 2023 وسنقدمه كإنتاج مشترك مع مصر، من خلال سها سمير والمنتح حسام علوان، ولدي فيلم آخر أعمل عليه».


مقالات ذات صلة

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

يوميات الشرق رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً. فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه.

يوميات الشرق ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.

محمود الرفاعي (القاهرة)
يوميات الشرق معرض «أحلام الطبيعة» في ألمانيا

معرض «أحلام الطبيعة» في ألمانيا

زائرون يشاهدون عرضاً في معرض «أحلام الطبيعة - المناظر الطبيعية التوليدية»، بمتحف «كونستبلاست للفنون»، في دوسلدورف، بألمانيا. وكان الفنان التركي رفيق أنادول قد استخدم إطار التعلم الآلي للسماح للذكاء الصناعي باستخدام 1.3 مليون صورة للحدائق والعجائب الطبيعية لإنشاء مناظر طبيعية جديدة. (أ ب)

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق «نلتقي في أغسطس»... آخر رواية لغارسيا ماركيز ترى النور العام المقبل

«نلتقي في أغسطس»... آخر رواية لغارسيا ماركيز ترى النور العام المقبل

ستُطرح رواية غير منشورة للكاتب غابرييل غارسيا ماركيز في الأسواق عام 2024 لمناسبة الذكرى العاشرة لوفاة الروائي الكولومبي الحائز جائزة نوبل للآداب عام 1982، على ما أعلنت دار النشر «راندوم هاوس» أمس (الجمعة). وأشارت الدار في بيان، إلى أنّ الكتاب الجديد لمؤلف «مائة عام من العزلة» و«الحب في زمن الكوليرا» سيكون مُتاحاً «عام 2024 في أسواق مختلف البلدان الناطقة بالإسبانية باستثناء المكسيك» و«سيشكل نشره بالتأكيد الحدث الأدبي الأهم لسنة 2024».

«الشرق الأوسط» (بوغوتا)

«أيقونة» الذكاء الاصطناعي «صوفيا» تأسر القلوب في زيمبابوي

«صوفيا» آسرةُ القلوب (أ.ب)
«صوفيا» آسرةُ القلوب (أ.ب)
TT

«أيقونة» الذكاء الاصطناعي «صوفيا» تأسر القلوب في زيمبابوي

«صوفيا» آسرةُ القلوب (أ.ب)
«صوفيا» آسرةُ القلوب (أ.ب)

من خلال إجاباتها على أسئلة وجَّهها وزراء الحكومة والأكاديميون والطلاب حول تغيُّر المناخ، والقانون، وتعاطي المخدرات، وكذلك استفسارات الأطفال عن كيفية «ولادتها»، ووصفها بأنها «نسوية»؛ نجحت الروبوت الشهيرة عالمياً المعروفة باسم «صوفيا» في أسر قلوب الحضور ضمن معرض الابتكارات في زيمبابوي.

وذكرت «أسوشييتد برس» أنّ «صوفيا» تتمتّع بقدرة على محاكاة تعابير الوجه، وإجراء محادثات شبيهة بالبشر مع الناس، والتعرُّف إلى إشاراتهم، مما يجعلها «أيقونة عالمية» للذكاء الاصطناعي، وفق برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الذي جلبها إلى هذا البلد الواقع في جنوب أفريقيا؛ وقد صُنِّعت بواسطة شركة «هانسون روبوتيكس» في هونغ كونغ عام 2016، ومُنحت الجنسية السعودية في 2017، لتصبح أول روبوت في العالم يحمل جنسية.

هذه المرّة الأولى التي تستضيف فيها زيمبابوي روبوتاً من هذا النوع، فقد أبهرت «صوفيا» كبار السنّ والشباب في جامعة «زيمبابوي» بالعاصمة هراري، إذ حلَّت ضيفة خاصة في فعالية امتدّت لأسبوع حول الذكاء الاصطناعي والابتكار.

خلال الفعالية، ابتسمت «صوفيا» وعبست، واستخدمت إشارات اليد لتوضيح بعض النقاط، وأقامت اتصالاً بصرياً في عدد من التفاعلات الفردية، كما طمأنت الناس إلى أنّ الروبوتات ليست موجودة لإيذاء البشر أو للاستيلاء على أماكنهم.

لكنها كانت سريعة في التمييز بين نفسها والإنسان، عندما أصبحت المحادثات شخصيةً جداً، إذا قالت: «ليست لديّ مشاعر رومانسية تجاه البشر. هدفي هو التعلُّم»؛ رداً على مشاركين في الفعالية شبَّهوها بالنسخة البشرية من بعض زوجات أبنائهم في زيمبابوي اللواتي يُعرفن باستقلاليتهن الشديدة، وجرأتهن، وصراحتهن في المجتمع الذكوري إلى حد كبير.

لكنها اعتذرت عندما نبَّهها أحدهم إلى أنها تجنَّبت النظر إليه، وبدت «صوفيا» أيضاً صبورة عندما تجمَّع حولها الكبار والصغار لالتقاط الصور، وأخذوا يمطرونها بكثير من الأسئلة.

والجمعة، آخر يوم لها في الفعالية، أظهرت ذوقها في الأزياء، وأعربت عن تقديرها لارتداء الزيّ الوطني للبلاد؛ وهو فستان أسود طويل مفتوح من الأمام ومزيَّن بخطوط متعرّجة بالأحمر والأخضر والأبيض. وقالت: «أقدّر الجهد المبذول لجَعْلي أشعر كأنني في وطني بزيمبابوي»، وقد سبق أن زارت القارة السمراء، تحديداً مصر وجنوب أفريقيا ورواندا.

وقال برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إنه يأمل أن تُلهم مشاركة «صوفيا» في الفعالية شباب زيمبابوي «لاكتشاف مسارات مهنية في مجالات الذكاء الاصطناعي، والعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات».