شباب سوريون يتفوقون دراسيًا في المعتقلات وتحت الحصار وبلاد اللجوء

3 طلاب فلسطينيين من مخيم اليرموك بدمشق يحققون أعلى النتائج

الأشقاء إبراهيم كيالي وملحم كيالي (يمين ويسار) ومحمد كيالي في ساحة الحرم الجامعي في جامعة ولاية كنساس في الولايات المتحدة من الطلبة السوريين الذين انتسبوا للجامعات الأميركية. عشرات الآلاف من الطلبة لجأوا إلى كليات وجامعات في دول العالم بسبب الحرب الدائرة في بلادهم (أ.ب)
الأشقاء إبراهيم كيالي وملحم كيالي (يمين ويسار) ومحمد كيالي في ساحة الحرم الجامعي في جامعة ولاية كنساس في الولايات المتحدة من الطلبة السوريين الذين انتسبوا للجامعات الأميركية. عشرات الآلاف من الطلبة لجأوا إلى كليات وجامعات في دول العالم بسبب الحرب الدائرة في بلادهم (أ.ب)
TT

شباب سوريون يتفوقون دراسيًا في المعتقلات وتحت الحصار وبلاد اللجوء

الأشقاء إبراهيم كيالي وملحم كيالي (يمين ويسار) ومحمد كيالي في ساحة الحرم الجامعي في جامعة ولاية كنساس في الولايات المتحدة من الطلبة السوريين الذين انتسبوا للجامعات الأميركية. عشرات الآلاف من الطلبة لجأوا إلى كليات وجامعات في دول العالم بسبب الحرب الدائرة في بلادهم (أ.ب)
الأشقاء إبراهيم كيالي وملحم كيالي (يمين ويسار) ومحمد كيالي في ساحة الحرم الجامعي في جامعة ولاية كنساس في الولايات المتحدة من الطلبة السوريين الذين انتسبوا للجامعات الأميركية. عشرات الآلاف من الطلبة لجأوا إلى كليات وجامعات في دول العالم بسبب الحرب الدائرة في بلادهم (أ.ب)

لم تحل ظروف الاعتقال القاسية والمهينة في سجون النظام السوري دون نجاح 78 معتقلاً داخل سجن عدرا في ريف دمشق، في امتحانات الثانوية العامة، الفرع الأدبي، من أصل 79 تقدموا للامتحانات. وحصل المعتقل أحمد المساح على الدرجات العليا بين زملائه، بمعدل عام 92 في المائة من المجموع النهائي للدرجات. بحسب ما أظهرته نتائج امتحانات الثانوية العامة بفرعيها الأدبي والعلمي التي أعلنتها وزارة التربية في دمشق قبل يومين.
ووفق مصادر إعلامية معارضة، فإن مجمل عدد الطلاب المعتقلين الذين تقدموا لامتحانات الثانوية العامة (البكالوريا) بلغ 89 طالبا. وحجبت علامات عشرة منهم دون إبداء الأسباب. وناشد ناشطون سوريون المنظمات الإنسانية والحقوقية الدولية للعمل على إطلاق سراح المعتقلين ليتمكنوا من الالتحاق بالجامعات لمتابعة دراستهم، ومعظمهم من الشباب دون العشرين من العمر، بينهم من خضع للمحاكمة وبينهم من لا يزال مصيره معلقا ولا يعرف ما إذا كان بإمكانه متابعة دراستهم الجامعية، عبر توكيل قانوني، بحيث يتم تسجيل اشتراكه في الجامعة مع وقف مباشرته إلى حين إطلاق سراحه. وفي حال تم حرمانهم من هذا الحق، لن يستفيدوا من الشهادة الدراسية التي حصلوا عليها بعد عام من نيلها.
وكما لم يمنع الاعتقال تحقيق الطلاب السوريين للنجاح، كذلك ظروف الحصار الشاقة التي يعيشها سكان المناطق المحاصرة وتعرضهم لاحتمالات الموت اليومي جراء الجوع والاشتباكات والقصف وغياب كامل الخدمات الحياتية من ماء وكهرباء وغيرهما. إذ نالت اللاجئة الفلسطينية الطالبة ندى خالد شواهين من مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين بدمشق المرتبة الأولى في امتحانات الثانوية العامة الفرع الأدبي على مستوى سوريا، بينما نال الطالبان يمان موفق عطوة ومحمد علاء الدين جلبوط من مخيم اليرموك أيضا المرتبة الرابعة في الفرع العلمي على مستوى سوريا.
جاء ذلك بعد أيام من إعلان نتائج الشهادة الثانوية في لبنان، والتي حقق فيها الطلاب الفلسطينيون السوريون معدلات عالية لفتت الأنظار إلى الشباب السوري والفلسطيني وقدراته العالية وإصراره على التفوق رغم شراسة الحرب والحصار والتشرد. كما تمكن عدد من السوريين في المنافي من تحقيق نتائج دراسية مذهلة تداولت وسائل الإعلام الغربية تقارير عنها، إذ احتفت صحيفة (الليبراسيون) الفرنسية الشهر الماضي بلقاء الطالب هيثم الأسود، الذي فر مع عائلته من مدينة درعا ولجأ إلى فرنسا. وقالت الصحيفة إن تميزه الدراسي مكّنه من القبول في إحدى أهم المدارس الفرنسية، ويدرس فيها حاليا في الصف الثالث الثانوي العلمي واختص بمجال هندسة العلوم.
ونوه هيثم بأنه ليس الطالب السوري المتفوق الوحيد، وأن هناك كثيرا من الطلاب السوريين الآخرين، الذين وصلوا إلى فرنسا، وحققوا نجاحًا وتميزًا دراسيًا. كما أفادت إذاعة ألمانية بأن الطالبة السورية نور ياسين قصاب حققت العلامة التامة في امتحان البكالوريا (الابيتور) في مدرسة ثانوية ببلدة شفيدت بولاية براندنبورغ، بعد وصولها بثلاث سنوات إلى ألمانيا دون أن تتحدث كلمة واحدة من لغة البلد.
وتتفوق نور (19 عامًا) في مادتي اللغة الإنجليزية والرياضيات، وكانت الوظائف الكتابية تشكل عائقًا أمامها في البداية، عندما قدمت نور مع والديها وأخيها الصغير من مدينة اللاذقية إلى ألمانيا كلاجئين، لكنها تعلمت اللغة وأصبحت تتحدث بطلاقة خلال عام. وإلى جانب تفوقها الدراسي، شاركت «نور» في الأولمبياد الخاصة بالرياضيات والكيمياء، كما ساعدت اللاجئين السوريين في تعلم اللغة والقيام بمهام الترجمة لدى الدوائر الرسمية، كدائرة العمل.
وفي أميركا تحدثت تقارير إعلامية عن إرسال الرئيس الأميركي باراك أوباما رسالة الطالبة السورية نور علي سلمان لتحقيقها إنجازا بتفوقها على جميع طلاب المدارس الأميركية، في امتحانات الثانوية - الفرع العلمي، وفق المنهاج الأميركي.
وذكر موقع «عكس السير» (السوري المعارض) أن طفل سوري يبلغ من العمر 7 سنوات، حصل على جائزة «إمبراطور القراءة» في مسابقة «أمير القراءة» التي نظمتها مكتبة بلدة باد هارتزبيرغ بولاية سكوسونيا السفلى (نيدر ساكسن)، بعد وصوله مع عائلته إلى ألمانيا قادما من حلب منذ 8 أشهر فقط. وقال الموقع إن الطفل أثار إعجاب الجميع في دار الكتب، فبعد أن جاء منذ أشهر ليتعلم اللغة من الصفر بات الآن قادرًا على شرح ما يقرؤه. في الوقت الذي يعاني فيه معظم اللاجئين السوريين من صعوبة تعلم اللغة الألمانية، علما بأن والدة الطفل وهي مدرّسة لغة عربية لم تبادر إلى تعلم اللغة الألمانية بينما والده ما زال في المستوى الأول للتعلم.
ويتبادل السوريون في الداخل والخارج بكثير من التفاؤل والأمل أخبار تفوق اللاجئين السوريين من شباب وأطفال، رغم شعورهم بالحزن والخسارة جراء الاستنزاف الذي تتعرض له العقول السورية واضطرارها إلى الهجرة والمساهمة في تطور المجتمعات الأخرى بينما المجتمع السوري يضعف ويتماوت تحت وطأة حرب مجنونة.



100 عامٍ من عاصي الرحباني

عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
TT

100 عامٍ من عاصي الرحباني

عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)

في الرابع من شهر الخِصب وبراعم اللوز والورد، وُلد عاصي الرحباني. كانت البلادُ فكرةً فَتيّة لم تبلغ بعد عامها الثالث. وكانت أنطلياس، مسقط الرأس، قريةً لبنانيةً ساحليّة تتعطّر بزهر الليمون، وتَطربُ لارتطام الموج بصخور شاطئها.
لو قُدّر له أن يبلغ عامه المائة اليوم، لأَبصر عاصي التحوّلات التي أصابت البلاد وقُراها. تلاشت الأحلام، لكنّ «الرحباني الكبير» ثابتٌ كحقيقةٍ مُطلَقة وعَصي على الغياب؛ مقيمٌ في الأمس، متجذّر في الحاضر وممتدّةٌ جذوره إلى كل الآتي من الزمان.


عاصي الرحباني خلال جلسة تمرين ويبدو شقيقه الياس على البيانو (أرشيف Rahbani Productions)

«مهما قلنا عن عاصي قليل، ومهما فعلت الدولة لتكريمه قليل، وهذا يشمل كذلك منصور وفيروز»، يقول المؤلّف والمنتج الموسيقي أسامة الرحباني لـ«الشرق الأوسط» بمناسبة مئويّة عمّه. أما الصحافي والباحث محمود الزيباوي، الذي تعمّق كثيراً في إرث الرحابنة، فيرى أن التكريم الحقيقي يكون بتأليف لجنة تصنّف ما لم يُنشر من لوحاته الغنائية الموجودة في إذاعتَي دمشق ولبنان، وتعمل على نشره.
يقرّ أسامة الرحباني بتقصير العائلة تجاه «الريبرتوار الرحباني الضخم الذي يحتاج إلى تضافر جهود من أجل جَمعه»، متأسفاً على «الأعمال الكثيرة التي راحت في إذاعة الشرق الأدنى». غير أنّ ما انتشر من أغانٍ ومسرحيات وأفلام، على مدى أربعة عقود من عمل الثلاثي الرحباني عاصي ومنصور وفيروز، أصبح ذخيرةً للقرون المقبلة، وليس للقرن الرحباني الأول فحسب.

«فوتي احفظي، قومي سجّلي»
«كان بركاناً يغلي بالعمل... يكتب بسرعة ولا يتوقف عند هاجس صناعة ما هو أجمل، بل يترك السرد يمشي كي لا ينقطع الدفق»، هكذا يتذكّر أسامة عمّه عاصي. وفي بال الزيباوي كذلك، «عاصي هو تجسيدٌ للشغف وللإنسان المهووس بعمله». لم يكن مستغرباً أن يرنّ الهاتف عند أحد أصدقائه الساعة الثالثة فجراً، ليخرج صوت عاصي من السمّاعة قارئاً له ما كتب أو آخذاً رأيه في لحنٍ أنهاه للتوّ.
ووفق ما سمعه الزيباوي، فإن «بعض تمارين السيدة فيروز وتسجيلاتها كان من الممكن أن يمتدّ لـ40 ساعة متواصلة. يعيد التسجيل إذا لم يعجبه تفصيل، وهذا كان يرهقها»، رغم أنه الزوج وأب الأولاد الأربعة، إلا أن «عاصي بقي الأستاذ الذي تزوّج تلميذته»، على حدّ وصف الزيباوي. ومن أكثر الجمل التي تتذكّرها التلميذة عن أستاذها: «فوتي احفظي، قومي سَجّلي». أضنى الأمر فيروز وغالباً ما اعترفت به في الحوارات معها قبل أن تُطلقَ تنهيدةً صامتة: «كان ديكتاتوراً ومتطلّباً وقاسياً ومش سهل الرِضا أبداً... كان صعب كتير بالفن. لمّا يقرر شي يمشي فيه، ما يهمّه مواقفي».


عاصي وفيروز (تويتر)
نعم، كان عاصي الرحباني ديكتاتوراً في الفن وفق كل مَن عاصروه وعملوا معه. «كل العباقرة ديكتاتوريين، وهذا ضروري في الفن»، يقول أسامة الرحباني. ثم إن تلك القسوة لم تأتِ من عدم، فعاصي ومنصور ابنا الوَعر والحرمان.
أثقلت كتفَي عاصي منذ الصغر همومٌ أكبر من سنّه، فتحمّلَ وأخوه مسؤولية العائلة بعد وفاة الوالد. كان السند المعنوي والمادّي لأهل بيته. كمعطفٍ ردّ البردَ عنهم، كما في تلك الليلة العاصفة التي استقل فيها دراجة هوائية وقادها تحت حبال المطر من أنطلياس إلى الدورة، بحثاً عن منصور الذي تأخّر بالعودة من الوظيفة في بيروت. يروي أسامة الرحباني أنها «كانت لحظة مؤثرة جداً بين الأخوين، أبصرا خلالها وضعهما المادي المُذري... لم ينسيا ذلك المشهد أبداً، ومن مواقفَ كتلك استمدّا قوّتهما».
وكما في الصِبا كذلك في الطفولة، عندما كانت تمطر فتدخل المياه إلى المدرسة، كان يظنّ منصور أن الطوفان المذكور في الكتاب المقدّس قد بدأ. يُصاب بالهلَع ويصرخ مطالباً المدرّسين بالذهاب إلى أخيه، فيلاقيه عاصي ويحتضنه مهدّئاً من رَوعه.

«سهرة حبّ»... بالدَين
تعاقبت مواسم العزّ على سنوات عاصي الرحباني. فبعد بدايةٍ متعثّرة وحربٍ شرسة ضد أسلوبه الموسيقي الثائر على القديم، سلك دروب المجد. متسلّحاً بخياله المطرّز بحكايا جدّته غيتا و«عنتريّات» الوالد حنّا عاصي، اخترع قصصاً خفتت بفعلِ سحرِها الأصواتُ المُعترضة. أما لحناً، فابتدعَ نغمات غير مطابقة للنظريات السائدة، و«أوجد تركيبة جديدة لتوزيع الموسيقى العربية»، على ما يشرح أسامة الرحباني.


صورة تجمع عاصي ومنصور الرحباني وفيروز بالموسيقار محمد عبد الوهاب وفريد الأطرش، بحضور بديعة مصابني وفيلمون وهبي ونجيب حنكش (أرشيف Rahbani Productions)
كان عاصي مستعداً للخسارة المادية من أجل الربح الفني. يحكي محمود الزيباوي أنه، ولشدّة مثاليته، «سجّل مسرحية (سهرة حب) مرتَين ولم تعجبه النتيجة، فاقترض مبلغاً من المال ليسجّلها مرة ثالثة». ويضيف أن «أساطير كثيرة نُسجت حول الرحابنة، لكن الأسطورة الحقيقية الوحيدة هي جمال عملهم».
ما كانت لتكتمل أسطورة عاصي، لولا صوت تلك الصبية التي دخلت قفصَه الذهبي نهاد حدّاد، وطارت منه «فيروز».
«أدهشته»، يؤكّد الزيباوي؛ ويستطرد: «لكنّ أحداً منهما لم يعرف كيف يميّز بين نهاد حداد وفيروز»... «هي طبعاً المُلهِمة»، يقول أسامة الرحباني؛ «لمح فيها الشخصية التي لطالما أراد رسمَها، ورأى امرأةً تتجاوب مع تلك الشخصية»، ويضيف أن «عاصي دفع بصوت فيروز إلى الأعلى، فهو في الفن كان عنيفاً ويؤمن بالعصَب. كان يكره الارتخاء الموسيقي ويربط النجاح بالطبع الفني القوي، وهذا موجود عند فيروز».


زفاف عاصي الرحباني ونهاد حداد (فيروز) عام 1955 (تويتر)

دماغٌ بحجم وطن
من عزّ المجد، سرقت جلطة دماغيّة عاصي الرحباني عام 1972. «أكثر ما يثير الحزن أن عاصي مرض وهو في ذروة عطائه وإبداعه، وقد زادت الحرب اللبنانية من مرضه وصعّبت العمل كثيراً»، وفق الزيباوي. لم يكن القلق من الغد الغامض غريباً عليه. فهو ومنذ أودى انفجارٌ في إحدى الكسّارات بحياة زوج خالته يوسف الزيناتي، الذي كان يعتبره صياداً خارقاً واستوحى منه شخصيات لمسرحه، سكنته الأسئلة الحائرة حول الموت وما بعدَه.
الدماغ الذي وصفه الطبيب الفرنسي المعالج بأنه من أكبر ما رأى، عاد ليضيء كقمرٍ ليالي الحصّادين والعاشقين والوطن المشلّع. نهض عاصي ورجع إلى البزُق الذي ورثه عن والده، وإلى نُبله وكرمه الذي يسرد أسامة الرحباني عنهما الكثير.
بعد المرض، لانت قسوة عاصي في العمل وتَضاعفَ كرَمُه المعهود. يقول أسامة الرحباني إن «أقصى لحظات فرحه كانت لحظة العطاء». أعطى من ماله ومن فِكرِه، وعُرف بيدِه الموضوعة دائماً في جيبِه استعداداً لتوزيع النقود على المحتاجين في الشارع. أما داخل البيت، فتجسّد الكرَم عاداتٍ لطيفة وطريفة، كأن يشتري 20 كنزة متشابهة ويوزّعها على رجال العائلة وشبّانها.
خلال سنواته الأخيرة ومع احتدام الحرب، زاد قلق عاصي الرحباني على أفراد العائلة. ما كان يوفّر مزحة أو حكاية ليهدّئ بها خوف الأطفال، كما في ذلك اليوم من صيف 1975 الذي استُهدفت فيه بلدة بكفيا، مصيَف العائلة. يذكر أسامة الرحباني كيف دخل عاصي إلى الغرفة التي تجمّع فيها أولاد العائلة مرتعدين، فبدأ يقلّد الممثلين الأميركيين وهم يُطلقون النار في الأفلام الإيطالية، ليُنسيَهم ما في الخارج من أزيز رصاص حقيقي. وسط الدمار، بنى لهم وطناً من خيالٍ جميل، تماماً كما فعل وما زال يفعل في عامِه المائة، مع اللبنانيين.


عاصي الرحباني (غيتي)