مصر تعود للمشاركة في اجتماعات «العشرين»

أكدت تبنيها لأزمات الغذاء والطاقة بالدول النامية

الإتربي ممثلاً شخصياً للرئيس المصري في اجتماعات "العشرين" المقبلة بالهند (الخارجية المصرية)
الإتربي ممثلاً شخصياً للرئيس المصري في اجتماعات "العشرين" المقبلة بالهند (الخارجية المصرية)
TT

مصر تعود للمشاركة في اجتماعات «العشرين»

الإتربي ممثلاً شخصياً للرئيس المصري في اجتماعات "العشرين" المقبلة بالهند (الخارجية المصرية)
الإتربي ممثلاً شخصياً للرئيس المصري في اجتماعات "العشرين" المقبلة بالهند (الخارجية المصرية)

تعود مصر للمشاركة كضيف للرئاسة في كافة اجتماعات مجموعة العشرين، خلال فترة رئاسة الهند للمجموعة، والتي تبدأ من ديسمبر (كانون الأول) المقبل ولمدة عام. ووفق السفير أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، فإن الحكومة الهندية دعت مصر للمشاركة كضيف للرئاسة، وهو ما اعتبرته مصر «انعكاسا للروابط التاريخية بين البلدين قيادةً وحكومةً وشعباً، وتجسيدا لمكانة مصر إقليمياً ودولياً ودورها المؤثر في القضايا والملفات الاقتصادية الدولية الرئيسية».
وأبلغت مصر الجانب الهندي رسمياً بتولي مساعد وزير الخارجية للشؤون الاقتصادية متعددة الأطراف الدولية والإقليمية، السفير راجى الإتربي، مهام الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية لدى مجموعة العشرين خلال فترة الرئاسة الهندية، وأوضح بيان الخارجية، أن الاجتماع الأول للممثلين الشخصيين لقادة دول المجموعة سيعقد في الهند أوائل الشهر المقبل.
ويقع على عاتق مجموعة العشرين تحديات كبيرة في ضوء الأزمات الحادة والمتعاقبة التي يواجهها الاقتصاد العالمي منذ اندلاع وباء كورونا ومروراً بتداعيات الحرب في أوكرانيا، بحسب السفير الإتربي، الذي أوضح أن دول المجموعة تمثل بمفردها 80 في المائة من الناتج الإجمالي العالمي و75 في المائة من حجم التجارة الدولية و60 في المائة من سكان العالم، وهو ما يجعلها من «أهم أطر اتخاذ القرار الاقتصادي على المستوى الدولي».
وأوضح السفير الإتربي أن مصر عازمة على المشاركة النشطة والمؤثرة في مختلف اجتماعات المجموعة من أجل تعزيز العمل الدولي المشترك في الموضوعات المدرجة على أجندة المجموعة، وخاصةً القضايا ذات الأولوية لمصر وأفريقيا والدول النامية مثل الغذاء والطاقة والمناخ وتمويل التنمية وإصلاح النظام الاقتصادي العالمي، مضيفاً أن مصر سبق لها المشاركة في اجتماعات مجموعة العشرين، عام 2016 خلال فترة الرئاسة الصينية، وعام 2019 خلال فترة الرئاسة اليابانية.
وسبق للسفير الإتربي تولي مهام الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية لدى مجموعة العشرين عام 2016، قبل تكليفه بتمثيل مصر والدول العربية في مجلس إدارة مجموعة البنك الدولي بواشنطن لعدة سنوات.


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


وزير الداخلية المصري يوجّه بتشكيل لجنة استشاريين لمعرفة أسباب حريق الإسماعيلية

رجال الإطفاء في محاولة إخماد حريق مديرية أمن الإسماعيلية بمصر (رويترز)
رجال الإطفاء في محاولة إخماد حريق مديرية أمن الإسماعيلية بمصر (رويترز)
TT

وزير الداخلية المصري يوجّه بتشكيل لجنة استشاريين لمعرفة أسباب حريق الإسماعيلية

رجال الإطفاء في محاولة إخماد حريق مديرية أمن الإسماعيلية بمصر (رويترز)
رجال الإطفاء في محاولة إخماد حريق مديرية أمن الإسماعيلية بمصر (رويترز)

وجّه وزير الداخلية المصري محمود توفيق بتشكيل لجنة من الاستشاريين؛ لمعرفة أسباب الحريق الضخم الذي اندلع في مبنى مديرية أمن الإسماعيلية في ساعة مبكرة من صباح اليوم الاثنين.

وأعلنت وزارة الصحة والسكان إصابة 38 شخصاً باختناق وحروق. وقال المتحدث الرسمي باسم الوزارة حسام عبد الغفار إن 26 مصاباً نُقلوا إلى المجمع الطبي في مدينة الإسماعيلية، وإن 7 منهم غادروا المجمع بعد تلقّي الخدمة وتحسن حالتهم، وفقاً لما ذكرته «وكالة أنباء العالم العربي».

وأضاف أن 12 مصاباً آخر تلقّوا إسعافات في موقع الحادث، ثم انصرفوا.

ووصل وزير الداخلية إلى موقع الحادث؛ لتفقُّد الموقع، ووجّه بتقديم كل أوجه الرعاية للمصابين لحين اكتمال شفائهم.

وذكرت وزارة الداخلية، في بيان، أنه وجّه أيضاً «بتشكيل لجنة من الاستشاريين؛ للوقوف على أسباب الحريق، فضلاً عن مراجعة السلامة الإنشائية للمبنى؛ لاستعادة كفاءته في أقرب وقت».

وألحق الحريق تلفيات كبيرة بالمبنى، وأبلغ شاهد عيان، «وكالة أنباء العالم العربي» بأن عدداً من الأشخاص استخدموا أوناشهم الخاصة في إنقاذ عدد كبير من الناس من داخل المديرية قبل وصول سيارات الحماية المدنية والإسعاف.

وقال مصدر أمني إن خبراء الأدلة الجنائية يرفعون الآثار ويُجرون المعاينة اللازمة؛ لمعرفة الملابسات.

وجرى فرض طوق أمني حول موقع الحادث، وأعلنت مستشفيات محافظة الإسماعيلية حالة الطوارئ.


كتائب «الإخوان» تقاتل إلى جانب الجيش السوداني

الرئيس السوداني المخلوع عمر البشير (أ.ف.ب)
الرئيس السوداني المخلوع عمر البشير (أ.ف.ب)
TT

كتائب «الإخوان» تقاتل إلى جانب الجيش السوداني

الرئيس السوداني المخلوع عمر البشير (أ.ف.ب)
الرئيس السوداني المخلوع عمر البشير (أ.ف.ب)

أول مرة يعلن فيها عن وجود «كتائب الظل»، التابعة لتنظيم الحركة الإسلامية السودانية، جاء إبان اندلاع ثورة ديسمبر (كانون الأول) 2018، حين أعلن الأمين العام السابق للحركة، علي عثمان محمد طه، مقولته الشهيرة: «لدينا كتائب ظل تعرفونها». انحنت هذه الكتائب، والمجموعات المدنية المسلحة، والذراع المسلحة للتنظيم، التي كانت تقود فعلاً الجيش وقوات الدفاع الشعبي، لعاصفة الثورة، فأخفت وجودها العسكري، بيد أنها استمرت في التواصل ولم تنقطع علاقاتها بعضها ببعض، وظلت تعمل على زعزعة الحكومة الانتقالية المدنية حتى انقلاب أكتوبر (تشرين الأول) 2021 حيث ظهرت للعلن مرة أخرى، وأعلنت تأييدها له.

وعندما اندلعت الحرب بين الجيش وقوات «الدعم السريع»، أعلنوا عن أنفسهم وعن مشاركتهم في القتال إلى جانب الجيش ضد قوات الدعم السريع، وضد من يسمونهم «الخونة والعملاء»، وهم من المدنيين الذين أسهموا في إسقاط حكمهم، وخاصة تحالف «الحرية والتغيير» المدني، وأعلن بشكل مباشر عن كتيبة ظل تحمل اسم «كتيبة البراء بن مالك».

و«كتائب الظل» هي ميليشيات «إخوانية» كانت تقاتل إلى جانب الجيش في حروبه في جنوب السودان والنيل الأزرق وجنوب كردفان، إلى جانب لعب الأدوار الخفية في تصفية المتظاهرين والمعارضين السياسيين، وقد نشأت عن قوات الدفاع الشعبي، سيئة الصيت.

البرهان خلال جولة بقاعدة «فلامنغو» البحرية في بورتسودان أغسطس الماضي (أ.ف.ب)

السيطرة على الجيش

إلى جانب «الكتائب»، يتهم كثيرون في السودان الحركة الإسلامية بالسعي إلى السيطرة على الجيش وتحويله من جيش وطني إلى «جيش تنظيم»، واتبعت في ذلك سلسلة حيل، بدأتها بإحالة آلاف الضباط الوطنيين إلى التقاعد، بل اغتالت أعداداً كبيرة منهم، ثم اتجهت إلى السيطرة على الدخول للكلية الحربية، بجانب استقطاب الضباط عن طريق الإغراء والتهديد، وفي النهاية حين سقط نظام الرئيس السابق عمر البشير، ترك للسودان جيشاً تحكمه «آيديولوجيا الإخوان»، وتسيطر عليه «اللجنة الأمنية» المكونة من عناصرهم.

وفقاً للكاتب الإسلامي السابق أشرف عبد العزيز، فإن الأمين العام الحالي لـ«الحركة الإسلامية» علي أحمد كرتي، الذي صدرت بحقه عقوبات أميركية الأسبوع الماضي، منذ أن كان طالباً في الجامعة، كان مفرغاً للعمل وسط الضباط والجيش، هو واثنان آخران، هما أحمد محمد علي الفششوية، والزبير أحمد الحسن، وكانوا يعرفوا وقتها باسم «السواقين»، يقومون بالإشراف على تنظيم «الضباط الإخوان» داخل الجيش.

ومع احتفاظه بوظيفته بين «السواقين»، فإن كرتي عمل منسقاً لقوات الدفاع الشعبي، التي كانت تمثل ميليشيا «إخوانية»، تزعم أنها مساندة للجيش، بما مكّنه من تمتين علاقته مع المنظومة العسكرية، من خلال علاقته بتنظيم «الضباط الإخوان» أو قوات الدفاع الشعبي، ما جعل يده على الأجهزة الأمنية والعسكرية الأخرى هي الأقوى.

وقال عبد العزيز إن كرتي من خلال إشرافه على التنظيم العسكري لـ«الإخوان» أدخل كثيراً من أبناء منطقته في الجيش والأجهزة النظامية الأخرى، خاصة جهاز الأمن والمخابرات، ما وسّع نطاق سيطرته على العسكريين، فأصبح وحده الآمر الناهي في الشأن العسكري لـ«الإخوان».

علي كرتي الأمين العام لـ«الحركة الإسلامية» في السودان (غيتي)

تفويض علي كرتي

بعد سقوط حكم الرئيس السابق عمر البشير، تم تفويض كرتي «أميناً عاماً للحركة الإسلامية»، بعد القبض على قياداتها، ومن بينهم البشير، وإلقائهم في السجن. لم تفلح أجهزة أمن الحكومة الانتقالية في القبض على كرتي، على الرغم من أنه كان أحد كبار المطلوبين، وظل مختبئاً، وتردد أن قيادات في الجيش موالية لـ«الإخوان» كانت توفر له الملاذ الآمن. ووفقاً لعبد العزيز، فإن الرجل بالتنسيق مع القيادات العسكرية أفلح في عرقلة جهود الحكومة الانتقالية، وأفلح في إفشال «الاتفاقية الإطارية» بشن الحرب الحالية.

ويؤكد عبد العزيز أن كرتي بعد أن شعر بأن توقيع الاتفاق الإطاري قد يكون النهاية لمطامع تنظيمه في العودة للحكم أو الحياة السياسية مجدداً، حرّك كتائبه لإطلاق رصاصة الحرب لقطع الطريق على تنفيذ الاتفاق الإطاري، فظهرت للعلن كتيبة «البراء بن مالك» والمجاهدون الذين يشاركون في القتال مع الجيش الآن.

ويوضح عبد العزيز أن «كتيبة البراء بن مالك» هي الكتيبة الوحيدة المتبقية للإسلاميين، التي بمقدورها القتال مع الجيش، بيد أنه يقول: «من خلال بعض البيانات التي أصدرها عبد الرؤوف أبو زيد محمد حمزة، وذكر فيها أن جماعته (النصرة) تشارك في هذه الحرب، ومقتل محمد الفضل عبد الواحد ابن أخ وزير الخارجية السابق مصطفى عثمان إسماعيل في معارك سلاح المدرعات بمنطقة الشجرة، المعروف بعلاقته المستمرة بتنظيم (داعش)، وفي ذات الوقت يشغل منصب أمين الفكر في الحركة الإسلامية، هناك ثمة إشارات لمشاركة التنظيمات الإرهابية في القتال إلى جانب الجيش».

وأصيب أمير كتيبة «البراء بن مالك»، المصباح أبو زيد طلحة، في معارك المدرعات، وزاره بعد خروجه من الحصار مباشرة قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، وهو يستشفي من إصابته في مدينة عطبرة. يقول عبد العزيز: «يزعم أمير (كتيبة البراء) أن عددها يتجاوز 20 ألفاً من المجاهدين، لكن الحقيقة أن قوتها الفعلية لا تتجاوز 2000 مقاتل، وتعمل على استقطاب الشباب المستنفرين للقتال مع الجيش، لتضخيم عددها».

جانب من احتجاجات سابقة في ذكرى إسقاط نظام الرئيس المعزول عمر البشير في أبريل 2019 (أ.ف.ب)

كتيبة «البراء بن مالك»

أرجع عبد العزيز ما أسماه «تحقيق بعض الثبات للجيش في بعض المناطق» إلى قتال «كتيبة البراء بن مالك» إلى جانبه، لأنهم يقاتلون باعتبار الحرب عملية «انتحارية» بالنسبة لهم، ولا يملكون خياراً غير الانتصار فيها، يسخرون لها آلتهم الإعلامية والعسكرية، ويضيف: «لكن في الآونة الأخيرة برزت خلافات بينهم وبين ضباط الجيش، كامتداد لخلافات قديمة بين أفراد الدفاع الشعبي وقيادات الجيش، فقيادات الجيش بدأت تشعر أن هناك تمييزاً بينهم وبين أفراد الجيش، وتتذمر من محاولاتهم فرض سيطرتهم على الجيش»، وتابع: «هذه الخلافات تسببت في حالات تسرب من الجيش».

من جهته، أوضح خبير في الجماعات الإسلامية، طلب عدم كشف اسمه، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن أصل «كتيبة البراء بن مالك» هو قوات الدفاع الشعبي، وأن أغلب المنضوين لها هم مقاتلون سابقون في الميليشيا «الإخوانية» الشهيرة، وقاتلوا مع الجيش في جنوب السودان ضد الحركة الشعبية لتحرير السودان، بقيادة جون قرنق دمبيور. وتابع الخبير: «بعد حل (الدفاع الشعبي) وإلغاء قانونه، اكتفت الكتيبة بالعمل الاجتماعي، وتركت العمل القتالي، واقتصر نشاطها على لقاءات أخوية، ليالي قمرية، لقاءات، زيارات لأسر الشهداء»، وأضاف: «هناك جزء منهم يعمل في الإسناد المدني ضد الكوارث والفيضانات، لكن تواصلهم لم ينقطع كتنظيم بعد سقوط النظام».

وتعمل إلى جانب «كتيبة البراء» مجموعات من المقاتلين السابقين المتطرفين، من بينهم جماعة «الدبابين» التي ذاع صيتها إبان الحرب في جنوب السودان، وجماعة «الطيارين» الذين كانوا يعملون في شرق السودان. ويقول الخبير إن نشاط كتائب الإسلاميين تزايد بصورة مكثفة بعد الحرب، وإنها استقطبت مقاتلين سابقين، من بينهم مهندسون وفنيون عملوا على تطوير الأسلحة في التصنيع الحربي، بما في ذلك «المسيرات»، على نفس منوال حركة المقاومة الإسلامية «حماس»، يصنعون أسلحة خاصة بهم.

عمر البشير إبان محاكمته في الخرطوم (أرشيفية - الشرق الأوسط)

آيديولوجيا «الإخوان»

ويرى الخبير أن الكتائب التي تقاتل الآن أقرب إلى حزب المؤتمر الشعبي من حزب المؤتمر الوطني، وتحكمها آيديولوجيا «الإخوان»، وأميرهم الحالي المصباح أبو زيد طلحة، وقتل من بين قياداتها في القتال على المدرعات أكثر من 4 قادة، أشهرهم محمد الفضل، وهو ابن أخي وزير الخارجية الأسبق مصطفى عثمان إسماعيل. وقال إن المجموعات الجهادية الإسلامية كانت تقاتل مع الجيش في مصنع «اليرموك» الحربي، وبعد أن استولى عليه «الدعم السريع»، انتقلوا إلى قيادة المدرعات في الشجرة، وأضاف: «لا توجد إحصاءات عن أعدادهم، لكنهم في بداية الحرب كانوا حوالي 200، وتزايدت أعدادهم من خلال الاستقطاب من الشباب المستنفرين».

واستبعد الخبير أن تكون لهم علاقات مباشرة مع التنظيمات الجهادية الإرهابية، بيد أنه وصفهم بأنهم واقعون تحت تأثيرها، ويتبادلون المعلومات والأدوار معهم، وقال: «(القاعدة) و(داعش) لا تقاتلان تحت راياتهم لأنهما تكفرانهم، لكنهم جميعاً يتفقون على الحرب على الوجود العسكري الأجنبي، ولا توجد علاقات مباشرة، بل تأثير متبادل بعضهم مع بعض».

ويقطع الخبير بأنهم يستهدفون معاً الأجانب والسفراء والسفارات ومن يطلقون عليهم «الخونة والعملاء»، ويقسمونهم إلى مجموعتين؛ «مجموعة العدو الصائل» الممثل في المنظمات الأجنبية والسفارات والسفراء ووكالات العون الإنساني، و«مجموعة العملاء»، وتتمثل هذه المجموعة بالنسبة لهم في قوات الدعم السريع والقوى المدنية. وعلى رأسها «الحرية والتغيير» ومنظمات الأمم المتحدة التي تسعى نحو الديمقراطية والحكم المدني.


حريق ضخم يلتهم مديرية أمن الإسماعيلية في مصر

مبنى المديرية خلال احتراقه (متداولة)
مبنى المديرية خلال احتراقه (متداولة)
TT

حريق ضخم يلتهم مديرية أمن الإسماعيلية في مصر

مبنى المديرية خلال احتراقه (متداولة)
مبنى المديرية خلال احتراقه (متداولة)

شب حريق هائل بمقر مديرية الأمن بمحافظة الإسماعيلية في مصر، فجر اليوم، ما أسفر عن سقوط عشرات المصابين وانهيار الواجهة الرئيسية للمبنى، فيما رصدت أصوات استغاثات من المحاصرين داخل المبنى وسط محاولات قوات الحماية المدنية الوصول إليهم.

وأفاد التليفزيون المصري في وقت لاحق من هذا الصباح بأن فرق الإطفاء تمكنت من السيطرة على الحريق، وسط معلومات عن دخول فرق الإنقاذ مسرح الحريق لإخراج من تبقى من العالقين داخل المبنى الذي تفحم تماما.

ألسنة اللهب تغلف مبنى مديرية أمن الإسماعيلية (رويترز)

وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة المصرية حسام عبد الغفار، إن 26 مصابا نُقلوا إلى المجمع الطبي في مدينة الإسماعيلية، وأن 7 منهم غادروا المجمع بعد تلقي الخدمة وتحسن حالتهم الصحية إثر الحريق. وأضاف المتحدث أن بين هؤلاء المصابين 24 حالة اختناق وحالتي حروق، مشيرا إلى أن 12 مصابا آخرين تلقوا إسعافات في موقع الحادث ثم انصرفوا.

وأعلنت الوزارة في بيان على صفحتها على موقع فيسبوك رفع حالة الاستعداد في مستشفيات الإسماعيلية وإرسال 50 سيارة إسعاف إلى موقع الحريق.

وقالت قناة «القاهرة الإخبارية» المصرية إن القوات المسلحة دفعت بطائرتين للمساعدة في إخماد الحريق.

وأظهرت صور ومقاطع فيديو نشرت على الإنترنت ألسنة لهب ضخمة تلتهم طبقات المبنى الذي يعد أحد أكبر المباني في مدينة الإسماعيلية. وأفادت وكالة «رويترز» نقلا عن مصادر بالدفاع المدني المصري أنه لم تتضح بعد أسباب الحريق. وقد أعلنت المحافظة رفع حالة الطوارئ بجميع مسشتفيات الإسماعيلية لاستقبال مصابي الحريق.

مبنى مديرية أمن الإسماعيلية وقد تفحم جراء الحريق (رويترز)

والحرائق التي غالبا ما تنجم من ماس كهربائي ليست نادرة الحدوث في مصر حيث تعاني البنى التحتية من التهالك وضعف الصيانة. ففي أغسطس (آب) 2022، أدى حريق عرضي إلى مقتل 41 مصليا داخل كنيسة في شارع بحي شعبي في القاهرة، ما أثار جدلا حول البنية التحتية ومدى سرعة استجابة رجال الإطفاء.

وفي مارس (آذار) 2021، قتل ما لا يقل عن 20 شخصا جراء حريق في مصنع للنسيج في الضواحي الشرقية للقاهرة. وفي عام 2020، تسبب حريقان في مستشفيين إلى مقتل 14 شخصا.


تحذير من مخاطر حدوث سيول في جنوب ليبيا

منظر عام يظهر المباني والمنازل المدمرة في أعقاب عاصفة وفيضانات مميتة، في درنة، ليبيا في 18 سبتمبر 2023 (رويترر)
منظر عام يظهر المباني والمنازل المدمرة في أعقاب عاصفة وفيضانات مميتة، في درنة، ليبيا في 18 سبتمبر 2023 (رويترر)
TT

تحذير من مخاطر حدوث سيول في جنوب ليبيا

منظر عام يظهر المباني والمنازل المدمرة في أعقاب عاصفة وفيضانات مميتة، في درنة، ليبيا في 18 سبتمبر 2023 (رويترر)
منظر عام يظهر المباني والمنازل المدمرة في أعقاب عاصفة وفيضانات مميتة، في درنة، ليبيا في 18 سبتمبر 2023 (رويترر)

أصدر وزير الداخلية بحكومة الوحدة الليبية عماد الطرابلسي، أمس الأحد، توجيهات بإخلاء كافة المنازل التي تقع في مسار الأودية التي قد تتعرض لأمطار غزيرة في منطقة غات بجنوب غرب ليبيا.

وذكرت منصة حكومتنا بصفحتها على فيسبوك أن رئيس الفريق الحكومي للطوارئ والاستجابة السريعة بدر الدين التومي "وجه شركتي الخدمات العامة والمياه والصرف الصحي وهيئة السلامة الوطنية بالانتقال إلى مدينة غات واتخاذ التدابير الاحترازية اللازمة لتفادي أي أضرار قد تنتج عن هطول الأمطار وجريان الأودية".

ونقل تلفزيون ليبيا الأحرار عن مدير الإعلام بمركز الأرصاد الجوية الليبي محيي الدين علي قوله إن درجة الخطورة ارتفعت إلى اللون البرتقالي أي إلى درجة متوسطة في جنوب غرب البلاد بعد زيادة كميات السحب الرعدية وطالب بضرورة أخذ الحيطة والحذر.

ونقلت صحيفة الساعة (24 الإلكترونية) الليبية عن مديرية أمن أوباري بجنوب البلاد تحذيرها للمواطنين القريبين من الأودية والمنخفضات "نظرا لارتفاع منسوب مياه الأمطار وجريان الأودية خاصة الطريق الرابط بين مدينة أوباري وغات".

وأصدر رئيس حكومة الوحدة عبد الحميد الدبيبة تعليمات للتومي بضرورة متابعة المتغيرات الجوية أولا بأول والتواصل مع عمداء البلديات بمنطقة غات وما حولها لمتابعة أي أحداث قد تنجم عن هطول الأمطار. وكلف الدبيبة الوزير باتخاذ الإجراءات الاحترازية اللازمة لمنع حدوث انقطاعات في الاتصالات والتواصل مع شركة الكهرباء لتفادي حدوث انقطاع للتيار الكهربائي في منطقة غات والمناطق المجاورة.

وكانت مناطق شرق ليبيا قد تعرضت لسيول جارفة جراء الإعصار (دانيال)، ما أودى بحياة الآلاف وخلّف دمارا واسعا وألحق أضرارا جسيمة بالبنية التحتية.


الجزائر أول وجهة خارجية للحشاني

الرئيس التونسي سعيد مصافحاً رئيس حكومته أحمد الحشاني بعد أدائه اليمين الدستورية في أغسطس (آب) الماضي (رويترز)
الرئيس التونسي سعيد مصافحاً رئيس حكومته أحمد الحشاني بعد أدائه اليمين الدستورية في أغسطس (آب) الماضي (رويترز)
TT

الجزائر أول وجهة خارجية للحشاني

الرئيس التونسي سعيد مصافحاً رئيس حكومته أحمد الحشاني بعد أدائه اليمين الدستورية في أغسطس (آب) الماضي (رويترز)
الرئيس التونسي سعيد مصافحاً رئيس حكومته أحمد الحشاني بعد أدائه اليمين الدستورية في أغسطس (آب) الماضي (رويترز)

في أول زيارة له خارج البلاد منذ تسلُّمه منصبه، يزور رئيس الحكومة التونسية أحمد الحشاني، الجزائر، الأربعاء المقبل.

وتولّى الحشاني رئاسة الحكومة التونسية، في الثاني من أغسطس (آب) الماضي، خلفاً لنجلاء بودن.

ونقلت وسائل إعلام محلية في تونس، أمس، أن الحشاني سيزور الجزائر ليومين، للمشاركة في اجتماع «اللجنة العليا المشتركة التونسية الجزائرية»، في دورتها الثانية والعشرين.

وسيكون الحشاني مصحوباً بوفد حكومي، وتنظر اللجنة في مشروعات اقتصادية وتجارية، والتعاون الأمني والعسكري بين البلدين. وتُعدّ العلاقات بين الجزائر وتونس قوية، وتربط بينهما روابط تاريخية وثيقة، وكذلك في مجال الأمن.

كما يواجه البلدان أزمة تدفق الآلاف من المهاجرين من دول أفريقيا جنوب الصحراء، عبر الصحراء الجزائرية، ومن ثم الحدود المشتركة، بهدف الوصول إلى السواحل التونسية شرقاً، وعبور البحر المتوسط نحو الجزر الإيطالية القريبة، وتواجه تونس ضغوطاً أوروبية لمكافحة موجات الهجرة المنطلقة من سواحلها.


«المنافسون الموالون»… قصة تتجدد في «رئاسيات مصر»

رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات في مصر يعلن الجدول الزمني للاستحقاق الرئاسي (إ.ب.أ)
رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات في مصر يعلن الجدول الزمني للاستحقاق الرئاسي (إ.ب.أ)
TT

«المنافسون الموالون»… قصة تتجدد في «رئاسيات مصر»

رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات في مصر يعلن الجدول الزمني للاستحقاق الرئاسي (إ.ب.أ)
رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات في مصر يعلن الجدول الزمني للاستحقاق الرئاسي (إ.ب.أ)

المنافس المؤيد، أو المُرشح الرئاسي المُوالي لمَن ينافسه، مشهد تكرر في انتخابات الرئاسة المصرية في نسخها الماضية، وها هو يحدث مجدداً مع نسختها المقبلة، نهاية العام الحالي.

وتترقب مصر إجراء الانتخابات الرئاسية داخل البلاد في العاشر من ديسمبر (كانون الأول) المقبل، على مدار 3 أيام متتالية، بينما يصوّت الناخبون في الخارج بدءاً من الأول إلى الثالث من الشهر نفسه.

وبينما يُنتظر إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي يتولى السلطة منذ عام 2014، ترشحه بشكل رسمي، أبدى 5 سياسيين مصريين رغبتهم في الترشح بشكل جدي حتى الآن، وهم عضو مجلس النواب السابق أحمد الطنطاوي، ورئيس «الحزب الاجتماعي الديمقراطي» فريد زهران، ورئيسة حزب «الدستور» جميلة إسماعيل، ورئيس حزب «الشعب الجمهوري» حازم عمر، ورئيس حزب «الوفد» عبد السند يمامة.

ومن بين تلك الأسماء يظهر حازم عمر، وعبد السند يمامة، اللذان سبق لهما أن أبديا مواقف مؤيدة للرئيس السيسي، كما أن حزبيهما عُرفا بمواقفهما الداعمة له.

وأعلن المرشح المحتمل حازم عمر حصوله على تأييد 44 نائباً من أعضاء مجلس النواب (الغرفة الأولى للبرلمان)، لتزكيته لخوض الانتخابات المقبلة، وذلك بعد أن تقدّم باستقالته من مجلس الشيوخ (الغرفة الثانية للبرلمان) لخوض السباق الرئاسي. ونال عمر عضويته في مجلس الشيوخ، بالتعيين من جانب الرئيس السيسي.

ويشترط لقبول الترشح للرئاسة أن يزكي المُرشح 20 عضواً على الأقل من أعضاء مجلس النواب، أو أن يؤيده ما لا يقل عن 25 ألف مواطن ممن لهم حق الانتخاب في 15 محافظة على الأقل، وبحد أدنى 1000 من كل محافظة منها.

وسبق لعمر أن أعلن دعمه للرئيس السيسي في انتخابات 2018، كونه «الأنسب للمرحلة» على حد قوله. بينما جاءت تصريحاته عقب الترشح حالياً، مؤكداً أن حزبه (الشعب الجمهوري)، «كان وما زال داعماً للدولة المصرية». سبقت ذلك، إشادته بالحوار الوطني الذي دعا إليه الرئيس السيسي، قائلاً إن «الحوار الوطني وضع لبناته الأولى الرئيس السيسي، برؤية ثاقبة ونظرة مستقبلية وقيادة حكيمة»، واستطرد: «لن ندخر جهداً لإنجاح الحوار، ونعاهد الله والرئيس والشعب المصري، أن نقدم وبكل إخلاص أقصى درجات التعاون».

بدوره، أبدى عبد السند يمامة، رئيس حزب «الوفد»، الذي حصل على توقيع 20 نائباً لتزكيته لخوض الانتخابات المقبلة، في تصريحات تلفزيونية عقب نيته الترشح، أن موقفه من الرئيس السيسي واضح، وأنه طالب بتخليد اسم السيسي بجانب أسماء الزعيمين سعد زغلول ومحمد علي باشا. وفي الوقت نفسه أكد يمامة، أن ترشحه للانتخابات الرئاسية يأتي بناء على رغبته الشخصية، وليس إملاء لتوجيهات حكومية، ولا يقبل بدور «الوسيط ولا الماريونيت ولا الدوبلير».

سابقاً، ظهر مشهد «المنافس المؤيد» في انتخابات الرئاسة المصرية 2018، مع ترشح رئيس حزب «الغد» موسى مصطفى موسى، أمام الرئيس السيسي، رغم أنه أطلق حملة «كمل جميلك يا شعب»، التي طالبت بترشح عبد الفتاح السيسي في انتخابات الرئاسة 2014، وفي 2017 أسس حملة «مؤيدون» لمساندته في الانتخابات الرئاسية في العام التالي، إلا أن موسى أعلن مع مطلع 2018 ترشحه للانتخابات الرئاسية ومنافسة السيسي.

وفي انتخابات الرئاسة المصرية 2005، أول انتخابات رئاسية تعددية، كان من بين 9 منافسين للرئيس الأسبق محمد حسني مبارك مرشح موالٍ له، هو أحمد الصباحي رئيس حزب «الأمة»، الذي أثار جدلاً وقتها بتصريحاته التي قال فيها إن «الرئيس (مبارك) أولى منه بالمنصب»، وأنه لا يرى نفسه منافساً لمبارك في هذه الانتخابات، لكنه مشارك من أجل تدعيم الديمقراطية وإثراء التجربة، وأكد أنه سيتنازل له عن المنصب لو فاز «لا قدر الله»، حسب قوله.

وهي تصريحات أثارت مزيداً من شكوك المراقبين وقتها حول جدية السباق الانتخابي نحو منصب الرئاسة.

وتوضح أستاذة العلوم السياسية بجامعة القاهرة، الدكتورة غادة موسى، لـ«الشرق الأوسط»، أنه يمكن تقسيم مرشحي الرئاسة في مصر بشكل عام إلى 3 فئات؛ الأولى: مرشح قادر، ويرغب في الترشح، ولديه إمكانات مادية وإنجازات وقاعدة شعبية. والثانية: مرشح راغب، لكنه غير قادر، ولديه برنامج إصلاحي لكنه يفتقر للدعمَين المادي والشعبي. أما الثالثة: فهي لمرشح غير راغب وغير قادر، وهي مجموعة تضم مرشحين دُفع بهم لغرض ما.

وتصف موسى وجود حازم عمر، وعبد السند يمامة، بوصفهما مرشحَين محتملَين في الانتخابات المقبلة بـ«الأمر غير المنطقي»، قائلة: إن «الشعب الجمهوري» هو حزب من الأحزاب الموالية، يؤيد توجهات الدولة، وبالتالي وجود عمر أمام الرئيس السيسي هو مساندة غير مباشرة، كما أنه ليس لديه برنامج مخالف، وكذلك رئيس حزب «الوفد»، الذي يرأس حزباً ليبرالياً، ورغم أن توجهات الدولة ليست ليبرالية وأقرب للقومية المحافظة، فإننا نراه يبدي تأييداً للرئيس، وبالتالي وجوده أيضاً غير منطقي، وهو ما يدعو للقول إن وجود كلا المرشحين يعطي فقط مشروعية للعملية الانتخابية.

في الوقت نفسه، ترفض أستاذة العلوم السياسية أن تثير تلك الحالة نوعاً من الانتقاد أو التندر من جانب البعض، لافتة إلى أنه إذا كان يوجد مرشحون موالون، فهناك في الوقت نفسه مرشحون غير موالين.

من جهته، قال ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل»، لـ«الشرق الأوسط»: «الانتخابات الرئاسية هذه المرة ستكون مختلفة؛ لأنها تشهد تعددية بشكل أكبر، والمرشحان عمر ويمامة جادان، ويمتلكان النصاب القانوني في مجلس النواب للترشح طبقاً للدستور، وبترشحهما أصبح لدينا الحد الأدنى لهذه الانتخابات التعددية، وهو ما يعطي زخماً أكبر للانتخابات».

وحول ما يثار حول مواقفهما الداعمة للرئيس، قال: «لا يتوجب علينا أن نفتش فيما هو داخلهما، فقد يكون لهما توجه تأييدي سابق في مواقف مختلفة، لكن أيضاً لهما مواقف مقابلة في بعض الأوقات الأخرى، وفي النهاية حسما أمرهما، وسوف يبذلان مجهوداً لتحقيق وجود انتخابات تعددية وسط أجواء ديمقراطية».


السيسي: مشروعات الدولة تستهدف حماية «الأمن القومي»

السيسي يشهد جلسة المشروعات القومية والبنية التحتية ضمن فعاليات مؤتمر «حكاية وطن» (الرئاسة المصرية)
السيسي يشهد جلسة المشروعات القومية والبنية التحتية ضمن فعاليات مؤتمر «حكاية وطن» (الرئاسة المصرية)
TT

السيسي: مشروعات الدولة تستهدف حماية «الأمن القومي»

السيسي يشهد جلسة المشروعات القومية والبنية التحتية ضمن فعاليات مؤتمر «حكاية وطن» (الرئاسة المصرية)
السيسي يشهد جلسة المشروعات القومية والبنية التحتية ضمن فعاليات مؤتمر «حكاية وطن» (الرئاسة المصرية)

قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، (الأحد)، إن ما تنفذه الدولة المصرية من مشروعات «يستهدف حماية الأمن القومي، رغم ما تتحمله من تكلفة في ظل ظروف صعبة».

وخلال مشاركته بجلسة «المشروعات القومية والبنية التحتية» ضمن فعاليات اليوم الثاني لمؤتمر «حكاية وطن»، وجه السيسي الحكومة بضرورة الانتهاء من مشروعات التطوير في الموانئ والسكك الحديدية والطرق في موعد غايته عام 2025.

ولفت السيسي إلى أن الدولة تحركت في مجال الإسكان البديل للمناطق العشوائية، بتكلفة بلغت نحو 85 مليار جنيه (الدولار يساوي 30.8 جنيه مصري تقريباً) لتوفير مسكن لائق ومؤثث وحياة كريمة للأسر التي تسكن في المناطق العشوائية الخطرة.

وأشار إلى أن الحكومة أنفقت 10 تريليونات جنيه على المشروعات فقط، نظراً لأن الشركات المصرية هي التي نفذت تلك المشروعات باستثمارات كانت يمكن أن تكون أكبر لو نفذتها شركات أجنبية، واستدرك قائلاً: «لو كانت شركات أجنبية هي من نفذت هذه المشروعات كانت التكلفة ستصل إلى 30 تريليون جنيه».

ونوه الرئيس بأن مشروعات السكك الحديدية ومترو الأنفاق أرصدة وأصول لمصر، وقال: «إن تنفيذ هذه المشروعات خفض سعر التذكرة مقارنة بسعر التذكرة المتوقع حال تنفيذ مستثمرين أجانب للمشروعات».

ووجه السيسي، وزير الخارجية سامح شكري بتقديم «تقارير للمواطنين تثبت أن الدول الأفريقية لا تقدم دعماً لمواطنيها على البترول والكهرباء... وغيرهما من الخدمات».


تفاعل واسع في مصر مع تبرئة سيدة قتلت طفلها وطهته

واقعة قتل «طفل فاقوس» بمحافظة الشرقية صدمت المصريين (رئاسة مركز ومدينة فاقوس على فيسبوك)
واقعة قتل «طفل فاقوس» بمحافظة الشرقية صدمت المصريين (رئاسة مركز ومدينة فاقوس على فيسبوك)
TT

تفاعل واسع في مصر مع تبرئة سيدة قتلت طفلها وطهته

واقعة قتل «طفل فاقوس» بمحافظة الشرقية صدمت المصريين (رئاسة مركز ومدينة فاقوس على فيسبوك)
واقعة قتل «طفل فاقوس» بمحافظة الشرقية صدمت المصريين (رئاسة مركز ومدينة فاقوس على فيسبوك)

أثار حكم محكمة مصرية ببراءة سيدة قتلت طفلها وقطعت جسده وطهته، تفاعلاً وجدلاً واسعاً في مصر، إذ استندت المحكمة لـ«اضطراب» المتهمة النفسي و«عدم مسؤوليتها عن أفعالها»، وقررت تبرئتها مع «إيداعها إحدى منشآت الصحة النفسية».

وكانت الجريمة قد صدمت المصريين، في أبريل (نيسان) الماضي، بعد تداول تفاصيل قتل السيدة هناء محمد (37 عاماً) وعُرفت إعلامياً بـ«سيدة فاقوس»، طفلها الذي يبلغ من العمر 5 سنوات.

وقضت محكمة جنايات الزقازيق بمحافظة الشرقية (شمال شرقي القاهرة)، السبت، ببراءة المتهمة بعد خضوعها لـ12 جلسة محاكمة، وشمل القرار إيداعها إحدى منشآت الصحة النفسية، لثبوت عدم مسؤوليتها عن أفعالها بعد عرضها على لجنتين من المتخصصين الذين قرروا أنها «لم تكن في حالة إدراك ووعي، وبالتالي فهي تحتاج للعلاج لا العقاب».

وتناقلت وسائل إعلام محلية تصريحات صحافية لمحامي المتهمة، وصف فيه قرار المحكمة ببراءة موكلته بأنه «حكم تاريخي».

وترى المحامية المصرية جواهر الطاهر، مديرة برنامج الوصول للعدالة بمؤسسة قضايا المرأة المصرية، أن هذا الحكم يطرح تساؤلات حول حيثياته؛ خصوصاً أنه كان من الممكن أن يخرج الحكم بإدانة المتهمة وإصدار عقوبة مع إيقاف التنفيذ، نظراً لحالتها النفسية.

وتضيف أن «مراعاة مسألة المرض النفسي في تطبيق القانون أمر إيجابي؛ لكن في النهاية نحن بصدد جريمة قتل كانت تستحق الإدانة ولو مع إيقاف تنفيذ العقوبة؛ خصوصاً أن مسألة المرض النفسي من الموضوعات الشائكة التي يمكن الطعن فيها أو فتح الباب لتكون مخرجاً من الجرائم، ويظل حكم المحكمة بالبراءة مثيراً للسؤال».

وكان محامي «سيدة فاقوس» قد تقدم بمذكرة طالبت هيئة المحكمة بضرورة عرض المتهمة على لجنة متخصصة من الطب النفسي، للكشف عن مدى سلامة قواها العقلية، وجاء في المذكرة أنه «لا يمكن أن تكون أي أم في حالتها الطبيعية وتقدم على قتل طفلها الذي يمثل قطعة منها بهذه الطريقة البشعة».

وارتكز تقرير الصحة النفسي الشرعي الذي استندت إليه المحكمة، إلى أن «المتهمة كانت تعاني وقت ارتكاب الجريمة من أعراض اضطراب ذهاني، أفقدها الاستبصار والحكم الصائب على الأمور، مع وجود قصور في القدرات العقلية، وأنها ارتكبت جريمتها تحت تأثير حالتها المرضية وهي فاقدة للإدراك والإرادة، وتعتبر غير مسؤولة عن فعلها الإجرامي المذكور».


ليبيا: تأجيل مُفاجئ لمؤتمر إعادة إعمار درنة

TT

ليبيا: تأجيل مُفاجئ لمؤتمر إعادة إعمار درنة

مواطن ليبي ينقل الطين بعيداً عن منزله المتضرر من فيضانات درنة (رويترز)
مواطن ليبي ينقل الطين بعيداً عن منزله المتضرر من فيضانات درنة (رويترز)

فيما أعلن «الجيش الوطني» الليبي، ارتفاع عدد القتلى في كارثة درنة إلى 4156 شخصاً، أجلت حكومة «الاستقرار» برئاسة أسامة حماد، بشكل مفاجئ مؤتمرها «الدولي» لإعادة إعمار مدينة درنة، إلى مطلع الشهر المقبل، بدلاً من موعده الذي كان مُحدداً في العاشر من الشهر الحالي.

وأرجع صقر الجيباني رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر، في بيان (الأحد)، تأجيله لما وصفه بـ«أسباب لوجيستية»، وبهدف منح الشركات «الوقت اللازم لتقديم الدراسات والمشروعات الناجعة التي ستسهم في عملية إعادة الإعمار».

وقال الجيباني إن «التأجيل تم بناء على طلب البلديات في المدن والمناطق المتضررة وعدد من الشركات العالمية الراغبة في المشاركة»، مشيراً إلى أن المؤتمر سيُعقد في الأول والثاني من شهر نوفمبر (تشرين الثاني) في مدينتي درنة وبنغازي، بشرق البلاد.

وجاء قرار حكومة حماد، التي لا تحظى باعتراف دولي، ويقتصر عملها على المنطقتين الشرقية والجنوبية للبلاد، بتأجيل المؤتمر بعد اعتراضات معلنة أصدرتها أطراف دولية على عدم التنسيق بين الحكومتين المتصارعتين، ودعا السفير الأميركي في ليبيا ريتشارد نورلاند إلى «تنسيق مشترك وشامل» بين الأطراف المختلفة بشأن ترتيبات المؤتمر، وهو موقف أيدته سويسرا، وهولندا، والبعثة الأممية.

وطالبت الأطراف الدولية المعترضة بتنسيق الجهود بين حكومتي «الاستقرار»، و«الوحدة» المؤقتة برئاسة عبد الحميد الدبيبة، بشأن تداعيات كارثة درنة وعملية إعادة إعمارها، بعيداً عن الصراع السياسي الراهن.

بدوره، قال مسؤول عسكري في الجيش الوطني، لـ«الشرق الأوسط» إن عناصره انتشلت (السبت الماضي) 5 جثث من البحر قبالة سواحل درنة، بعد ساعات من إعلان اللواء أحمد المسماري الناطق باسم حفتر في بيان مقتضب، أنه تم دفن جثمانيْن، ليبلغ إجمالي عدد ضحايا الفيضان في درنة، 4156 جثماناً.

بدورها، أعلنت شعبة الإعلام بالجيش، تكريم اللواء طارق بن زياد المُعزّز، لهيئة السلامة الوطنية بالمنطقة الشرقية، وإدارة الإنقاذ البحري على الجهود الكبيرة في عمليات البحث عن المفقودين وانتشال الجثامين داخل مناطق وأحياء وشواطئ مدينة درنة.

وكانت حكومة حماد، أعلنت تكريم وزارة خارجيتها، مساء الجمعة، للفريقين الفرنسي والجزائري المشاركين في جهود الإنقاذ بمدينة درنة، بعد انتهاء مهامهما ومغادرتهما البلاد، وأشادت بمجهوداتهما المبذولة في أعمال إنقاذ وانتشال الجثث، ووقفتهما الإنسانية مع الشعب الليبي في محنته.

في المقابل، أعلنت حكومة الوحدة المؤقتة، أن الدبيبة، تابع سير عمل لجان الطوارئ المكلفة من مصلحتي الأحوال المدنية والجوازات والجنسية في درنة والبلديات المجاورة لها، بهدف تخفيف معاناة الأهالي والسكان جراء السيول والفيضانات.

كما أعلنت استمرار فرق الصيانة بالشركة العامة للكهرباء في أعمالها بمدينة درنة ومناطق الجبل الأخضر المتضررة جراء الفيضانات والسيول، مشيرة إلى قيامها بإعادة تشغيل عدد من الخطوط الكهربائية، وتنظيف محطة توزيع وسط درنة المغذية لبعض المنازل.

ووفق بيان لوزارة التربية والتعليم، بالحكومة، فإنه تم استئناف الدّراسة صباح اليوم (الأحد) في 15بلدية تضررت جراء السيول والفيضانات، بالتوازي مع تواصل أعمال صيانة المؤسسات التعليمية، فيما واصلت شركة الخدمات العامة بطرابلس، رشّ المعقمات والمبيدات داخل أحياء مدينة درنة ومينائها والمنطقة المحيطة به، للحد من انتشار أي آفة تهدد حياة السكان بالمدينة.

وقالت الحكومة إن عدد رحلات نقل المخلفات من شوارع المدينة التي نفذتها فرق الشركة بلغ 423 رحلة، إضافة إلى نقل 45 سيارة خردة إلى المكب النهائي.

وطبقاً لما أعلنته رئاسة أركان القوات الموالية للحكومة، عادت مساء السبت، إلى قاعدة الخمس البحرية، زوارق حرس السواحل، التي شاركت في أعمال انتشال الجثامين من البحر بمدينة درنة.

بموازاة ذلك، عدّ يوسف العقوري رئيس لجنة الخارجية بمجلس النواب لدى لقائه في مدينة بنغازي، مع مايكل أونماخت سفير ألمانيا، أن الكارثة التي شهدتها مدن شرق البلاد، كانت أكبر من قدرات الدولة الليبية، لافتاً إلى أهمية الاستفادة من الخبرات الدولية من أجل إعادة إعمار المناطق المدمرة وبأفضل المعايير.

وأوضح أن الأولوية الآن هي لإيجاد السكن لآلاف من النازحين، وتوحيد جميع الجهود وتجاوز الخلافات والانقسام للخروج من هذه الأزمة، مشيرا إلى اتفاقه مع أونماخت على مواصلة التنسيق، وأهمية تعاون الجهات المحلية والدولية، وتكثيف جميع الجهود لمساعدة المناطق المتضررة.


«الشغل التونسي» يدعو لتجنب الإقصاء في البلاد

الأمين العام لـ«الاتحاد العام التونسي للشغل» نور الدين الطبوبي (أ.ف.ب)
الأمين العام لـ«الاتحاد العام التونسي للشغل» نور الدين الطبوبي (أ.ف.ب)
TT

«الشغل التونسي» يدعو لتجنب الإقصاء في البلاد

الأمين العام لـ«الاتحاد العام التونسي للشغل» نور الدين الطبوبي (أ.ف.ب)
الأمين العام لـ«الاتحاد العام التونسي للشغل» نور الدين الطبوبي (أ.ف.ب)

قال الأمين العام لـ«الاتحاد العام التونسي للشغل»، نور الدين الطبوبي، إن «السيادة الوطنية واستقلال القرار الوطني لا يحسم بالإقصاء، بل بالوحدة الوطنية». وأضاف الطبوبي في كلمة أمام «مؤتمر الجامعة العامة» للتعليم الثانوي (الأحد): «نحن من نعتز وندافع عن السيادة الوطنية، وندافع عن استقلالية القرار الوطني، لكن ذلك لا يحسم بالإقصاء، ولكن بوحدة وطنية مع كل من له قناعات بمبادئ وقيم تدافع عن الديمقراطية ويؤمن بها ويدافع عن حرية الإنسان، وحرية التنظيم، والقضايا الجوهرية». وشنت السلطات التونسية في فبراير (شباط) الماضي حملة على المعارضين واعتقلت زعماء أحزاب ونشطاء سياسيين. وانتقد الطبوبي الحكومة التونسية بسبب تعثر المفاوضات الاجتماعية وتنفيذ «إصلاحات اقتصادية»؛ منها رفع الدعم وبيع مؤسسات عامة. وقال إن «استقلالية القرار الوطني تأتي بخلق الثروة عبر الفكرة والساعد، وليس بالتخوين والشيطنة والاستهداف وغيره». وتعاني تونس أزمة اقتصادية حادة، وتعثرت مفاوضاتها للحصول على تمويل من صندوق النقد الدولي، رغم التوصل لاتفاق على مستوى الخبراء أواخر العام الماضي. وقال: «تجب إعادة هيكلة المؤسسات العمومية؛ اقتصادية واجتماعية، هيكلة حقيقية لتجنب انهيارها».