رئيس البرازيل يطعن في الانتخابات وأنصاره يطلبون انقلاباً

رئيس الحزب الليبرالي فالديمار كوستا نيتو، الموالي لبولسونارو (أ.ب)
رئيس الحزب الليبرالي فالديمار كوستا نيتو، الموالي لبولسونارو (أ.ب)
TT

رئيس البرازيل يطعن في الانتخابات وأنصاره يطلبون انقلاباً

رئيس الحزب الليبرالي فالديمار كوستا نيتو، الموالي لبولسونارو (أ.ب)
رئيس الحزب الليبرالي فالديمار كوستا نيتو، الموالي لبولسونارو (أ.ب)

نفّذ الرئيس البرازيلي جاير بولسونارو التهديدات، التي كان أطلقها خلال الحملة الانتخابية الأخيرة، بأنه في حال هزيمته لن يتخلّى عن الرئاسة بالسهولة التي يتوقعها خصومه، وقرّر أمس تقديم طعن بالانتخابات أمام المحكمة العليا للانتخابات، طالباً إلغاء نتائج الاقتراع بواسطة الصناديق الإلكترونية، المستخدمة منذ 25 عاماً في الانتخابات البرازيلية.
وتشكّل هذه الخطوة تجسيداً للمخاوف التي خيّمت على أجواء الانتخابات الرئاسية الأخيرة، التي سبقتها أعنف الحملات الانتخابية في البرازيل، وفاز فيها الرئيس الأسبق لويس إيناسيو لولا بفارق 1.8في المئة من الأصوات على بولسونارو.
ويستند الطعن الذي قدّمه إلى «أعطال غير قابلة للإصلاح» في الصناديق الإلكترونية، وفقاً لتقرير صدر عن إحدى شركات التدقيق التي تعاقد معها فريق بولسونارو. ويحمل الطعن، الذي يشمل أيضاً الجولة الأولى من الانتخابات، توقيع رئيس الجمهورية، وتوقيع رئيس الحزب الليبرالي الذي خاض الانتخابات مرشحاً عنه، وفاز بأكبر كتلة في البرلمان.
وردّ رئيس المحكمة الانتخابية على الطعن بإعطاء بولسونارو مهلة 24 ساعة لتقديم تقارير التدقيق، تحت طائلة رفض الطلب في حال عدم تقديمها.
منذ انهزامه في الجولة الثانية من الانتخابات التي أجريت في 20 الشهر الماضي. وبولسونارو ما زال متوارياً عن الأنظار، ممتنعاً عن الإدلاء بأي تصريحات، أو الاعتراف صراحة بفوز لولا، فيما يواصل أنصاره تنظيم المظاهرات المؤيدة له ويطالبون بإلغاء نتائج الانتخابات. ويركّز المتطرفون من أنصار بولسونارو احتجاجاتهم أمام الثكنات العسكرية في جميع أنحاء البلاد، حيث يطالبون القوات المسلحة بتنفيذ انقلاب يحول دون تسلم لولا مهامه كرئيس منتخب مطلع العام المقبل. ولا يستبعد أن يؤدي الطعن الذي قدّمه بولسونارو إلى تحفيز أنصاره الذين ما زالوا في الشوارع لتوسيع دائرة الاحتجاجات.
وما يزيد المخاوف من وقوع انقلاب عسكري، أو تمرّد من جانب بولسونارو، برفضه تسليم مهام الرئاسة إلى لولا، أن قادة القوت البرية والبحرية والجوية أصدروا بياناً مشتركاً نهاية الأسبوع الفائت، يدعو إلى تسوية الخلافات بالطرق الديمقراطية والوسائل القانونية، لكنه يؤيد حق المواطنين في التظاهر السلمي،
ويشدّد على ضرورة الحفاظ على «الانسجام السياسي والاجتماعي». ويذكّر البيان بأن الدستور البرازيلي يضمن حق المواطنين في انتقاد السلطات والتظاهر ضدها، ويندد بتقييد حرية الاحتجاج أو قمعها على يد الأجهزة الأمنية.
وكان حزب العمّال الذي يتزعمه لولا قد ردّ على بيان قادة القوات المسلحة ببيان شديد اللهجة، منتقداً الغموض المتعمد في الموقف العسكري من التطورات السياسية الأخيرة، وجاء فيه: «إن الحق في التظاهر لا ينطبق على الأعمال المناهضة للديمقراطية، التي ليست سلمية أو نظامية. إنها أنشطة انقلابية، ومن واجب الجميع الوقوف ضدها».
وكان بولسونارو قد دافع عن هذه المظاهرات التي وصفها بأنها سلمية، متجاهلاً دعوتها القوات المسلحة للقيام بانقلاب عسكري يجهض نتائج الانتخابات الرئاسية. في المقابل، استقبل أنصار بولسونارو بيان القوات المسلحة بالترحيب وتعهدوا بمواصلة التعبئة والتظاهر .
ويتوّج بولسونارو بهذا الطعن حملته الطويلة التي بدأ يشكك فيها بالانتخابات من قبل إجرائها، من غير أن يقدّم أي أدلة على هذه الشكوك، ويلوّح من حين لآخر بأن أنصاره، في حال حدوث تزوير، سيتصرفون على غرار أنصار الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب الذين رفضوا نتائج الانتخابات التي فاز فيها الرئيس الحالي جو بايدن.
تجدر الإشارة إلى أن نتائج الانتخابات البرازيلية أصبحت رسمية منذ أعلنتها المحكمة الانتخابية العليا نهاية الشهر الفائت، وفاز فيها لولا بنسبة 50.9 في المئة من الأصوات، مقابل 49.1 في المئة لبولسونارو. وفور إعلان النتائج الانتخابية، سارع إلى الاعتراف بها رئيس مجلس النواب، وهو حليف لبولسونارو، ورئيس مجلس الشيوخ، والمحكمة العليا بإجماع أعضائها.
كما انضمّت إلى هذا الاعتراف الحكومات الأجنبية، وفي طليعتها الولايات المتحدة، وتوجهت بالتهنئة إلى لولا لفوزه بولاية ثالثة رئيساً للبرازيل.


مقالات ذات صلة

رونالدينيو يُطلق دورياً عالمياً لكرة قدم الشارع

الرياضة رونالدينيو يُطلق دورياً عالمياً لكرة قدم الشارع

رونالدينيو يُطلق دورياً عالمياً لكرة قدم الشارع

يُطلق نجم كرة القدم البرازيلي رونالدينيو دوريا مخصصا لكرة قدم الشارع في جميع أنحاء العالم، وذلك لمنح اللاعبين الشباب الموهوبين فرصة لإظهار مهاراتهم واتباع نفس المسار نحو النجومية مثل لاعب برشلونة السابق، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس». قال المنظمون اليوم (السبت) إن دوري رونالدينيو العالمي لكرة قدم الشارع سيبدأ في «أواخر عام 2023»، وسيتضمن في البداية عملية اختبار على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يمكن للاعبي كرة القدم في الشوارع من جميع الأعمار تحميل أفضل مهاراتهم وحيلهم في محاولة للانضمام إلى أحد فرق المسابقة. ستقام المباريات وجهاً لوجه في المدن الكبرى في جميع أنحاء العالم، وستتنافس الفرق في الدور

«الشرق الأوسط» (برازيليا)
أميركا اللاتينية الرئيس البرازيلي: تحديد الطرف المحقّ في النزاع بين روسيا وأوكرانيا لا يفيد

الرئيس البرازيلي: تحديد الطرف المحقّ في النزاع بين روسيا وأوكرانيا لا يفيد

أكد الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، اليوم الأربعاء في مدريد أن «تحديد الطرف الم»" في النزاع بين روسيا وأوكرانيا «لا يفيد في شي»، مؤكدا أن مفاوضات السلام لها الاولوية. وقال الرئيس البرازيلي الذي يزور اسبانيا في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الاسباني بيدرو سانشيز «لا يفيد أبدا تحديد الطرف المحق والطرف الخاطئ (...). ما يجب القيام به هو إنهاء هذه الحرب»، وفق ما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
أميركا اللاتينية لولا في أوروبا سعياً لاستثمارات وللتهدئة مع الغرب

لولا في أوروبا سعياً لاستثمارات وللتهدئة مع الغرب

يعود لويس إينياسيو لولا إلى أوروبا، لكن رئيساً للبرازيل هذه المرة، بعد أن أثارت مواقفه وتصريحاته بشأن الحرب في أوكرانيا موجة من الاستغراب والاستياء في العديد من البلدان الغربية لاعتبارها منحازة إلى موسكو وبعيدة حتى عن موقف الأمم المتحدة. وكان لولا قد وصل مساء الجمعة إلى العاصمة البرتغالية، لشبونة، التي هي عادة البوابة التي يدخل منها البرازيليون إلى القارة الأوروبية، ومن المتوقع أن ينتقل غداً إلى مدريد التي تستعد منذ فترة لتحضير القمة المنتظرة بين الاتحاد الأوروبي وأميركا اللاتينية، في مستهل رئاسة إسبانيا الدورية للاتحاد خلال النصف الثاني من هذه السنة. وسيحاول الرئيس البرازيلي في محادثاته مع رئ

شوقي الريّس (مدريد)
أميركا اللاتينية الرئيس البرازيلي يسعى لإيجاد «حل تفاوضي» بين أوكرانيا وروسيا

الرئيس البرازيلي يسعى لإيجاد «حل تفاوضي» بين أوكرانيا وروسيا

أعلن الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا، اليوم (السبت)، رفضه «المشاركة» في النزاع بشأن أوكرانيا، ورغبته في المساهمة بإيجاد «حل تفاوضي» بين كييف وموسكو، بعدما انتقد الغربيون تصريحاته الأخيرة بشأن الحرب في أوكرانيا. وصرح لولا للصحافة عقب لقاء في لشبونة مع نظيره البرتغالي مارسيلو ريبيلو دي سوزا، أنه «في الوقت الذي تدين فيه حكومتي انتهاك وحدة أراضي أوكرانيا، ندافع أيضاً عن الحل التفاوضي للنزاع».

«الشرق الأوسط» (لشبونة)
أميركا اللاتينية بولسونارو يواجه «إقصاءً طويلاً» من الحياة السياسية

بولسونارو يواجه «إقصاءً طويلاً» من الحياة السياسية

بدأ الطوق القضائي يضيق حول الرئيس البرازيلي السابق جاير بولسونارو، تمهيداً لإقصائه فترة طويلة عن العمل السياسي، بعد أن وجهت النيابة العامة الانتخابية طلباً إلى المحكمة العليا، الأسبوع الماضي، لمنعه من ممارسة أي نشاط سياسي لمدة لا تقل عن ثماني سنوات بتهمة إساءة استخدام السلطة. وكان بولسونارو قد انتقد النظام الانتخابي الإلكتروني، وشكّك في نزاهته خلال اجتماع مع السفراء الأجانب العام الماضي عندما كان لا يزال رئيساً. وتعود تلك التصريحات لبولسونارو إلى مطلع الصيف الماضي، عندما كانت البرازيل في بداية حملة الانتخابات الرئاسية.

شوقي الريّس (مدريد)

ريو دي جانيرو تحت تدابير أمنية مشددة بمناسبة «قمة العشرين»

جنود برازيليون يقفون أمام مدرعة قرب مكان انعقاد قمة «مجموعة العشرين» في ريو دي جانيرو الاثنين (رويترز)
جنود برازيليون يقفون أمام مدرعة قرب مكان انعقاد قمة «مجموعة العشرين» في ريو دي جانيرو الاثنين (رويترز)
TT

ريو دي جانيرو تحت تدابير أمنية مشددة بمناسبة «قمة العشرين»

جنود برازيليون يقفون أمام مدرعة قرب مكان انعقاد قمة «مجموعة العشرين» في ريو دي جانيرو الاثنين (رويترز)
جنود برازيليون يقفون أمام مدرعة قرب مكان انعقاد قمة «مجموعة العشرين» في ريو دي جانيرو الاثنين (رويترز)

بمناسبة انعقاد قمّة «مجموعة العشرين»، تحوّلت ريو دي جانيرو القلب النابض بالسياحة وعذوبة الحياة في البرازيل إلى حصن خاضع لحماية مشدّدة في ظلّ انتشار الشرطيين والعسكريين بكثرة وكاميرات المراقبة بالآلاف.

وتستقبل «المدينة الرائعة» قادة العالم الذين يجتمعون الاثنين والثلاثاء في مقرّ متحف الفنون الحديثة في قلب واحة خضراء تطلّ على جبل باو دي أسوكار الشهير. لكن ريو المعروفة بشواطئها ومناظرها الطبيعية الخلّابة بين المحيط والجبل، لم تسلم من شرّ أعمال العنف. وخلال النصف الأوّل من العام، شهدت ثاني المدن البرازيلية الأكثر تعداداً للسكان 1790 جريمة قتل على الأقلّ، أي ما يعادل جريمة واحدة كلّ ساعتين ونصف الساعة، بحسب معطيات مجموعة «مونيتور دا فيولنسيا».

ويعدّ تنظيم حدث من هذا القبيل في قلب ريو «تحدّيا بالفعل»، حسبما أقرّ رئيس اللجنة البلدية المنظمة لقمّة العشرين لوكاس باديليا.

واستند الرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا إلى مرسوم حول ضمان إنفاذ القانون والنظام الذي يسمح بحشد الجيش في ظروف أمنية استثنائية. ونشر نحو 25 ألف جندي وشرطي في أنحاء المدينة كافة، بما في ذلك في الموانئ والمطارات. وتمركزت مركبات عسكرية مدرّعة في محيط متحف الفنون الحديثة على مقربة من وسط المدينة. ويقع المتحف بالقرب من مطار سانتوس دومونت المستخدم عادة للرحلات الداخلية الذي أغلق خلال القمّة الممتدّة على يومين.

ونُشر أكثر من 5 آلاف كاميرا لمراقبة الشوارع، فضلاً عن مسيرّات ومروحيات. وتبرز هذه الآلية الأمنية بشدّة بالقرب من الفنادق، حيث تقيم الوفود المقدّر عددها بنحو خمسين، التي تنطلق منها المواكب الرسمية. ويتألّف موكب الوفد الصيني الذي نزل في فندق عند سفح تلّة مطلّة على المحيط من 25 مركبة على الأقلّ. وتتولّى سفن تابعة للقوّات البحرية مراقبة الشاطئين الأكثر شهرة في ريو؛ كوباكابانا وإيبانيما، اللذين قُيّد النفاذ إليهما.

وبغية تيسير حركة السير في المدينة التي تضمّ 6 ملايين نسمة، أعلنت البلدية يومي انعقاد القمّة، الاثنين والثلاثاء، عطلة رسمية.

وبات للسكان ستة أيام عطلة على التوالي، إذ إن الجمعة 15 والأربعاء 20 نوفمبر (تشرين الثاني) هما أصلاً من العطل الرسمية. وأغلقت المؤسسات الإدارية والمصارف والمدارس أبوابها، في حين تبقى الحانات والمطاعم مفتوحة بمناسبة الحدث. وحذّر رئيس البلدية إدواردو باييس من أن «ريو لن تشهد فترة طبيعية»، داعياً السكان إلى «التعاون».