استحوذ تداول مشروبات "الطاقة" بالمدارس المصرية اهتماماً رسمياً في البلاد، فيما شدد الدكتور رضا حجازي، وزير التربية والتعليم المصري، على "اتخاذ إجراءات الحظر التام لبيع مشروبات الطاقة داخل المدارس، وكذا حظر بيع أية منتجات (مجهولة المصدر) أو (غير مطابقة) للمواصفات أو تمثل خطراً على صحة الطلاب".
وكان انتشار مشروبات "الطاقة" بين طلاب المدارس، قد تصدر خلال الأسابيع الماضية اهتمامات رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وأثار ردود فعل غاضبة واسعة من المتابعين، كما حذرت وسائل الإعلام ومواقع إخبارية من "مخاطر هذه المشروبات على الصحة".
واعتبر الدكتور عاصم حجازي، أستاذ علم النفس التربوي المساعد بكلية الدراسات العليا للتربية جامعة القاهرة، قرار "التربية والتعليم" نوعاً من التفاعل السريع والعاجل لظاهرة تهدد صحة سلامة الطلاب وتسبب قلقاً بالغا لأولياء الأمور. وقال لـ"الشرق الأوسط"، "لا يملك الآباء القدرة على السيطرة على القرارات الشرائية للأبناء داخل المدارس، أو الإقبال على منتجات الباعة الجائلين الموجودين حولها، وهو ما التفت إليه وزير التربية والتعليم، حينما لم يكتف باتخاذ إجراءات حظر بيع مشروبات الطاقة داخل المدارس".
وأضاف "في السياق ذاته تبرز أهمية ما تضمنه القرار من تواصل المدارس كذلك مع أولياء الأمور لحثهم على توعية أبنائهم بعدم شراء المنتجات الضارة بصحتهم، وكذا نشر الوعي الصحي بين الطلاب أنفسهم"، وفق حجازي الذي لفت إلى أن "المدرسة ليست بيئة تربوية مسؤولة فقط عن الأساليب والممارسات التربوية ذات الصلة بتعليم الطلاب وتقويمهم مثلما يعتقد الكثيرون للأسف؛ إذ يتخطى المفهوم الصحيح للتربية ذلك ليشمل توفير بيئة صحية آمنة فضلاً عن توفير الأمن التربوي والنفسي والثقافي، بالإضافة إلى الأمن الصحي والبدني".
ويعكس حظر مشروبات الطاقة وتشديد الرقابة على الأطعمة المقدمة للطلاب في المدارس بحسب حجازي "إيمان وزارة التربية والتعليم بدورها في الحفاظ على صحة الطلاب ومسؤوليتها في ذلك، وسعيها الحقيقي لاستثمار قدرات الطلاب بشكل جيد للوصول إلى أعلى معدلات الإنجاز الأكاديمي".
ويضيف أن "الحالة الصحية والبدنية وطبيعة الغذاء الذي يتناوله الطلاب ذات صلة وثيقة بتحصيلهم الدراسي؛ فكما أنه يوجد أطعمة صديقة للدماغ تحفز نموه ونشاطه كالمكسرات بأنواعها المختلفة مثلا، فهناك أيضاً أطعمة أخرى تؤثر على نمو الدماغ وعلى كفاءته وقدرته على القيام بوظائفه المعرفية بشكل جيد، ومن تلك الأطعمة مشروبات الطاقة والأطعمة الجاهزة بما تتضمنه من مواد حافظة أو مكسبات طعم ولون ورائحة"، ناصحاً أولياء أمور الطلاب بـ"الحرص على تزويد الطلاب بوجبة غذائية صحية والإكثار من شرب العصائر الطازجة والسوائل ضروري جدا لضمان قيام الدماغ بوظائفه على أكمل وجه وتحقيق تعلم جيد".
أما الدكتورة أمل شعير، رئيس وحدة الأبحاث الإكلينيكية بمستشفى كفر الدوار بمحافظة البحيرة (دلتا مصر)، فقد وصفت التفاعل الرسمي مع التصدي مشروبات الطاقة بالمدارس بـ"القرار الصائب في الوقت الصحيح". وقالت لـ"الشرق الأوسط"، "للأسف انتشرت مشروبات الطاقة في الآونة الأخيرة بين الأطفال بين سن 11 سنة حتى 18 سنة، وهو أمر شديد الضرر بالصحة"، موضحة أن "مشروب الطاقة يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، وزيادة معدل ضربات القلب، وقد يؤدي إلى السكتة القلبية" وتضيف: "كما قد تسبب إجهاد الكبد وارتفاع إنزيماته، وتكوين حصوات على الكلى والحالب"، محذراً "مشروبات الطاقة تضر أيضاً بالجهاز الهضمي؛ لأن نسبة الكافيين العالية قد تخل بهرموناته، وتتسبب في زيادة الإفرازات الحمضية في المعدة، ما قد يسبب تقرحات والتهابات في جدار المعدة والمريء والاثني عشر". وتتابع: "وقد تكون سبباً لضعف المناعة وللصداع الشديد، كما تسبب الأرق والقلق نتيجة لكمية المنبهات والكافيين العالية، وتؤدي مشروبات الطاقة إلى فقدان القدرة على التركيز والعصبية والسلوك العدواني".