السلطات الإيرانية توسع قمع الاحتجاجات وسط مطالب بإقامة استفتاء

برلماني أكد مقتل 11 شخصاً في مهاباد... وحقوقيون يطالبون الأمم المتحدة بوقف قتل الأطفال

شاحنة بيك آب تحمل رشاش دوشكا في مدخل مدينة مهاباد الاثنين (تويتر)
شاحنة بيك آب تحمل رشاش دوشكا في مدخل مدينة مهاباد الاثنين (تويتر)
TT

السلطات الإيرانية توسع قمع الاحتجاجات وسط مطالب بإقامة استفتاء

شاحنة بيك آب تحمل رشاش دوشكا في مدخل مدينة مهاباد الاثنين (تويتر)
شاحنة بيك آب تحمل رشاش دوشكا في مدخل مدينة مهاباد الاثنين (تويتر)

واصل «الحرس الثوري» إرسال تعزيزات وقوات إضافية إلى المناطق الكردية في غرب إيران، وتجدد إطلاق النار الاثنين، على مسيرات خرجت لتشييع قتلى في تلك المدن، فيما واصل المحتجون بأساليب مختلفة حراكهم المندد بالسلطات في خضم الأسبوع العاشر من اندلاع أحدث احتجاجات عامة تعصف بالبلاد.
وأظهرت تسجيلات فيديو إطلاق النار خلال مراسم تشييع أحد المحتجين الذين سقطوا بنيران قوات الأمن في مدينة جوانرود شمال محافظة كرمانشاه ذات الأغلبية الكردية. وقالت شبكة حقوق الإنسان في كردستان إن قوات الأمن أطلقت النار من رشاش «دوشكا» على المتظاهرين. ونقل مرصد «1500 تصوير» عن شهود عيان، أن 6 أشخاص على الأقل قتلوا خلال إطلاق النار.
وسقط قتلى وحرجى حسب تسجيل فيديو انتشر على «تويتر»، غداة مقتل شابين على الأقل في مدينة جوانرود بنيران قوات الأمن، حسبما ذكرت منظمة «هنغاو» الحقوقية الكردية. وقالت وكالة نشطاء حقوق الإنسان (هرانا) إن الفيديوهات تظهر إصابة عدد من المتظاهرين بإطلاق نار من قوات الأمن ويمكن سماع أصوات إطلاق النار. وأشارت بعض التقارير مساء الأحد، إلى مقتل شقيقين في المدينة المتوترة.
وفي مدينة بيرانشهر الكردية بمحافظة أذربيجان الغربية، يُسمع من تسجيل فيديو وابل من الرصاص، وهاجمت قوات الأمن المحتجين، بينما اجتمع المئات في تشييع كاروان قادر شوكري (16 عاماً)، أحد ضحايا حملة القمع المتصاعدة في المناطق الكردية خلال الأيام الأخيرة. وردد المتظاهرون شعار «كرد وبلوش وأذريون؛ الحرية والمساواة»، حسب مقطع نشرته منظمة حقوق الإنسان في إيران ومقرها أوسلو.
واندلعت الاحتجاجات في أنحاء إيران بعد وفاة الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني (22 عاماً) في سبتمبر (أيلول) بحجز لشرطة الآداب، وزادت حدتها في المناطق التي يعيش فيها غالبية الأكراد الإيرانيين البالغ عددهم زهاء عشرة ملايين نسمة.

وصعدت السلطات الإيرانية من إجراءاتها لقمع الاحتجاجات المناهضة للحكومة في المنطقة الكردية بالبلاد ونشرت قوات وقُتل أربعة متظاهرين على الأقل الأحد، حسب «رويترز».
وواصل «الحرس الثوري» نقل عتاد وتعزيزات لقمع الاحتجاجات إلى مدن كردية، خصوصاً بوكان ومهاباد، بحسب منظمات حقوقية. وشوهد تحليق طائرات هليكوبتر عسكرية أول من أمس.
وفي طهران، ردد سكان أحياء في غرب طهران الأحد، شعارات تشيد بأهالي مدينة مهاباد.
في غضون ذلك، أعلن رجال الدين وأئمة الجمعة، من أهل السنة بكردستان إيران في تسجيل فيديو مشترك، مجموعة من المطالب على رأسها إجراء استفتاء في إيران بإشراف دولي. وقال رجال الدين: «نطالب بإجراء استفتاء بآلية تنفيذية مقبولة لدى عامة الناس وبحضور قيادات وزعامات دينية ووطنية وبإشراف الأجهزة الدولية المحايدة للخروج من الوضع الراهن».
يأتي هذا الطلب بعدما دعا إمام جمعة زاهدان وأشهر زعيم لأهل السنة في إيران عبد الحميد إسماعيل زهي، لإقامة استفتاء في إيران، الأمر الذي انتقدته وسائل إعلام تابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني.
وأفادت صحيفة «اعتماد» الإيرانية نقلاً عن ممثل مدينة مهاباد في البرلمان، النائب جلال محمود زاده، بأن 11 مدنياً قتلوا في مهاباد منذ بداية الاحتجاجات. وقال: «هناك أشخاص من بين القتلى لم يشاركوا في الاحتجاجات».
وقال النائب: «منذ يوم السبت، تمركزت قوات الأمن في مناطق مختلفة من المدينة، وأطلق بعض القوات النار على نوافذ المنازل والمتاجر والمباني». وأضاف: «لا شك في أن هؤلاء الأشخاص ينتمون إلى قوات الأمن والحكومة، لكن لم يعرف ما إذا كانوا من الحرس الثوري، أو قوات إنفاذ القانون أو ممن يرتدون أزياء غير عسكرية». وقال: «أهالي مهاباد يقولون لماذا إطلاق النار على منازل الناس ومبانيهم ومحلاتهم ويتسببون في أضرار».
وأشارت وكالة نشطاء حقوق الإنسان (هرانا) في إحصائية يومية نشرتها في وقت متأخر الأحد، إلى أن عدد القتلى في صفوف المحتجين وصل إلى 419 شخصاً من بينهم 60 طفلاً، وأشارت إلى اعتقال 17451 شخصاً في 155 مدينة و142 جامعة شهدت احتجاجات. وأشارت إلى مقتل 54 عنصراً من قوات الأمن واعتقال 540 طالباً.
ووجهت مجموعة من الخبراء القانونيين والمحامين الإيرانيين رسالة إلى أمين عام الأمم المتحدة ولجنة حقوق الإنسان، ولجنة حقوق الأطفال، تطالب باتخاذ إجراءات لمنع قتل الأطفال خلال حملة القمع التي تشنها السلطات ضد المحتجين في إيران.
في الأثناء، أصدر 250 مترجماً إيرانياً في مجال الأدب والفلسفة والعلوم الإنسانية الأخرى بياناً يدعم الاحتجاجات، ويتعهد البيان بمواجهة صارمة مع قيود الرقابة.
وقال المترجمون في البيان: «من اليوم فصاعداً، سننشر الكتب التي يمنعها هذا السد (الرقابة) منذ سنوات من الوصول بيد المواطنين». وأضافوا: «سننشر من دون رقابة بأي طريقة ممكنة»، وقالوا إن الاحتجاجات الحالية «تعلمنا ألا نعود إلى الوراء وأن نضاعف جهودنا من أجل الحرية، وسنخلق ثغرات جديدة لكسر حاجز الرقابة».
ومن بين الموقعين على البيان مترجمون بارزون في مجال الفلسفة والأدب مثل عبد الله كوثري وسروش حبيبي وبابك أحمدي وخشايار ديهيمي.


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية إيران تحتجز ناقلة نفط ثانية

إيران تحتجز ناقلة نفط ثانية

احتجز «الحرس الثوري» الإيراني، أمس، ناقلة نقط في مضيق هرمز في ثاني حادث من نوعه في غضون أسبوع، في أحدث فصول التصعيد من عمليات الاحتجاز أو الهجمات على سفن تجارية في مياه الخليج، منذ عام 2019. وقال الأسطول الخامس الأميركي إنَّ زوارق تابعة لـ«الحرس الثوري» اقتادت ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع علم بنما إلى ميناء بندر عباس بعد احتجازها، في مضيق هرمز فجر أمس، حين كانت متَّجهة من دبي إلى ميناء الفجيرة الإماراتي قبالة خليج عُمان. وفي أول رد فعل إيراني، قالت وكالة «ميزان» للأنباء التابعة للسلطة القضائية إنَّ المدعي العام في طهران أعلن أنَّ «احتجاز ناقلة النفط كان بأمر قضائي عقب شكوى من مدعٍ». وجاءت الو

«الشرق الأوسط» (طهران)
شؤون إقليمية سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

استهلَّ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أمس، زيارة لدمشق تدوم يومين بالإشادة بما وصفه «الانتصارات الكبيرة» التي حقَّقها حكم الرئيس بشار الأسد ضد معارضيه. وفي خطوة تكرّس التحالف التقليدي بين البلدين، وقّع رئيسي والأسد اتفاقاً «استراتيجياً» طويل الأمد. وزيارة رئيسي للعاصمة السورية هي الأولى لرئيس إيراني منذ عام 2010، عندما زارها الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد، قبل شهور من بدء احتجاجات شعبية ضد النظام. وقال رئيسي، خلال محادثات موسَّعة مع الأسد، إنَّه يبارك «الانتصارات الكبيرة التي حققتموها (سوريا) حكومة وشعباً»، مضيفاً: «حقَّقتم الانتصار رغم التهديدات والعقوبات التي فرضت ضدكم».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

نددت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع علم بنما في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس التابع للبحرية الأميركية وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم الخارجية الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)
شؤون إقليمية منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

قالت منظمات غير حكومية إن فرنسا احتجزت العديد من الإيرانيين في مراكز اعتقال في الأسابيع الأخيرة، معتبرة ذلك إشارة إلى أنّ الحكومة «تصر على رغبتها في ترحيلهم إلى إيران» رغم نفي وزير الداخلية جيرالد دارمانان. وكتبت منظمات العفو الدولية، و«لا سيماد»، و«إيرانيان جاستس كوليكتيف» في بيان الأربعاء: «تواصل الحكومة إبلاغ قرارات الترحيل إلى إيران مهددة حياة هؤلاء الأشخاص وكذلك حياة عائلاتهم». واعتبرت المنظمات أن «فرنسا تصرّ على رغبتها في الترحيل إلى إيران»، حيث تشن السلطات قمعاً دامياً يستهدف حركة الاحتجاج التي اندلعت إثر وفاة الشابة الإيرانية الكردية مهسا أميني في سبتمبر (أيلول)، أثناء احتجازها لدى شرط

«الشرق الأوسط» (باريس)

إصابة عدة إسرائيليين في إطلاق نار استهدف حافلة في الضفة الغربية

الجيش الإسرائيلي أغلق المنطقة المحيطة ببيت لحم بحواجز الطرق (ا.ب)
الجيش الإسرائيلي أغلق المنطقة المحيطة ببيت لحم بحواجز الطرق (ا.ب)
TT

إصابة عدة إسرائيليين في إطلاق نار استهدف حافلة في الضفة الغربية

الجيش الإسرائيلي أغلق المنطقة المحيطة ببيت لحم بحواجز الطرق (ا.ب)
الجيش الإسرائيلي أغلق المنطقة المحيطة ببيت لحم بحواجز الطرق (ا.ب)

قالت السلطات الإسرائيلية، في الساعات الأولى من صباح اليوم (الخميس)، إن عدة إسرائيليين أصيبوا في إطلاق نار استهدف حافلة مدنية في الضفة الغربية.

وقالت خدمة الإنقاذ الإسرائيلية «نجمة داوود الحمراء»، إن صبياً يبلغ من العمر 12 عاماً، أصيب بجروح خطيرة جراء إطلاق النار في الهجوم الذي وقع جنوب القدس.

قوات الأمن الإسرائيلية في موقع إطلاق نار على حافلة بالقرب من بلدة بيت جالا بالضفة الغربية (ا.ب)

وأضافت أن امرأة (40 عاماً) أصيبت أيضاً بجروح طفيفة جراء إطلاق النار.
ونقل الاثنان ومصابان آخران إلى مستشفى قريب لتلقي العلاج. وقال الجيش الإسرائيلي إنه بدأ عملية بحث عن الجاني وإنه تم إغلاق المنطقة المحيطة ببيت لحم بحواجز الطرق.