ثنائية الحب والحرب في رواية آيرلندية

ثنائية الحب والحرب في رواية آيرلندية
TT

ثنائية الحب والحرب في رواية آيرلندية

ثنائية الحب والحرب في رواية آيرلندية

يصدِّر الكاتب الآيرلندي «أوين دمبسي» روايته «الوردة البيضاء والغابة السوداء» بتنويه مهم يشير فيه إلى أن أحداث العمل مقتبسة عن قصة حقيقية مع تغيير في بعض الوقائع والشخصيات لدواعٍ أدبية. وتتناول الرواية التي صدرت مؤخراً عن دار «العربي» بالقاهرة للمترجم محمد عثمان خليفة ثنائية الحب والحرب التي تعد «ثيمة» شهيرة في الأدب العالمي، حيث يشعل فتيل التوتر والقلق دراما إنسانية بين رجل وامرأة على هامش الحرب العالمية الثانية وتحديداً في جبال الغابة السوداء، جنوب غربي ألمانيا، ديسمبر (كانون الأول) 1943.
في تلك الغابة تظل الثقة الخطر الأكبر الذي يلاحق شخصين مهددين بالموت، شابة ألمانية فقدت عائلتها بأكملها على يد النظام النازي تجد طياراً نازياً فاقداً للوعي راقداً في الثلج، تأخذه إلى كوخ عائلتها المعزول رغم كراهيتها لهذا النظام، وما يثيره من إحساس بالوحشة وانعدام الدافع في أي سبب للعيش، تشعر بالرغبة في إنقاذه لكنها تكتشف أنه يملك هوية أخرى وأنه ليس ألمانيا... فمن يكون إذن؟
هكذا يبدأ التشويق عبر الأحداث التي تتوالى سريعاً في سباق مع الزمن لكشف لغز الهوية الحقيقية لهذا الطيار.
ويبقى السؤال الأساسي للنص: إذا كانت أوجاع الماضي تلاحق الشخصيتين وكذلك فظائع الحرب، فهل يمكنهما الوثوق ببعضهما بما يكفي لتوحيد الجهود في مهمة يمكن أن تغير وجه الحرب وحياتهما للأبد؟ ولد «أوين دمبسي» في دبلن بآيرلندا ثم انتقل إلى فيلاديفيا عام 2008 حيث يعمل بالولايات المتحدة مدرساً ويعيش مع زوجته وولديه. كانت روايته الأولى التي نالت استحساناً كبيراً «العثور على ربيكيا» من ضمن العشرة الأوائل الأكثر مبيعا في موقع «أمازون»، وهو أيضاً مؤلف كتاب «فتيان بوجسايد».
من أجواء الرواية نقرأ: «هذا أنسب مكان للموت. ذات يوم كانت تعرف كل حقل وكل شجرة في هذا المكان، كانت تعرف كل واد. قديماً كان لكل حجر هنا اسم وكان العشاق يصفون أعشاش اللقاء فيه بتسميات غامضة تستعصي على عقول الكبار. قديماً كانت مياه الجداول الجبلية تتدفق في سخاء مثل الصلب الناعم تحت شمس الصيف. قديماً كانت تلوذ آمنة بهذا المكان، أما اليوم فهي تجده بقعة أصابها السم فخربت واختنق فيه كل نقاء وجمال. يجثم غطاء الثلج كثيفاً في كل مكان من حولها ويمتد بلا هوادة في الاتجاهات الأربعة. أغمضت عينيها تتلمس السكينة ولو لثوانٍ، تستحضر في مخيلتها عواء الريح، حفيف أغصان ثلجية، دفقات أنفاسها.
تلوح في الأفق سماء الليل، واصلت المسير تلاحقها أصوات خطواتها التي تطحن ندف الثلج أسفلها. ترى أين هو أنسب مكان للانتحار؟ من سيجد جثتها؟ تخيلت بعض الأطفال وهم يلهون في الثلج فيصادفون جثتها... لا هذا خيال أصعب من أن يتحمله بشر ربما من الأفضل لها أن تعود أدراجها لتصبر يوماً آخر على الأقل».


مقالات ذات صلة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

يوميات الشرق «تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر  في تشجيع الشباب على القراءة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

كشفت تقارير وأرقام صدرت في الآونة الأخيرة إسهام تطبيق «تيك توك» في إعادة فئات الشباب للقراءة، عبر ترويجه للكتب أكثر من دون النشر. فقد نشرت مؤثرة شابة، مثلاً، مقاطع لها من رواية «أغنية أخيل»، حصدت أكثر من 20 مليون مشاهدة، وزادت مبيعاتها 9 أضعاف في أميركا و6 أضعاف في فرنسا. وأظهر منظمو معرض الكتاب الذي أُقيم في باريس أواخر أبريل (نيسان) الماضي، أن من بين مائة ألف شخص زاروا أروقة معرض الكتاب، كان 50 ألفاً من الشباب دون الخامسة والعشرين.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق «تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

«تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

كل التقارير التي صدرت في الآونة الأخيرة أكدت هذا التوجه: هناك أزمة قراءة حقيقية عند الشباب، باستثناء الكتب التي تدخل ضمن المقرّرات الدراسية، وحتى هذه لم تعد تثير اهتمام شبابنا اليوم، وهي ليست ظاهرة محلية أو إقليمية فحسب، بل عالمية تطال كل مجتمعات العالم. في فرنسا مثلاً دراسة حديثة لمعهد «إبسوس» كشفت أن شاباً من بين خمسة لا يقرأ إطلاقاً. لتفسير هذه الأزمة وُجّهت أصابع الاتهام لجهات عدة، أهمها شبكات التواصل والكم الهائل من المضامين التي خلقت لدى هذه الفئة حالةً من اللهو والتكاسل.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

من جزيرة تاروت، خرج كم هائل من الآنية الأثرية، منها مجموعة كبيرة صنعت من مادة الكلوريت، أي الحجر الصابوني الداكن.

يوميات الشرق خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

صدور كتاب مثل «باريس في الأدب العربي الحديث» عن «مركز أبوظبي للغة العربية»، له أهمية كبيرة في توثيق تاريخ استقبال العاصمة الفرنسية نخبةً من الكتّاب والأدباء والفنانين العرب من خلال تركيز مؤلف الكتاب د. خليل الشيخ على هذا التوثيق لوجودهم في العاصمة الفرنسية، وانعكاسات ذلك على نتاجاتهم. والمؤلف باحث وناقد ومترجم، حصل على الدكتوراه في الدراسات النقدية المقارنة من جامعة بون في ألمانيا عام 1986، عمل أستاذاً في قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة اليرموك وجامعات أخرى. وهو يتولى الآن إدارة التعليم وبحوث اللغة العربية في «مركز أبوظبي للغة العربية». أصدر ما يزيد على 30 دراسة محكمة.

يوميات الشرق عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

على مدار العقود الثلاثة الأخيرة حافظ الاستثمار العقاري في القاهرة على قوته دون أن يتأثر بأي أحداث سياسية أو اضطرابات، كما شهد في السنوات الأخيرة تسارعاً لم تشهده القاهرة في تاريخها، لا يوازيه سوى حجم التخلي عن التقاليد المعمارية للمدينة العريقة. ووسط هذا المناخ تحاول قلة من الباحثين التذكير بتراث المدينة وتقاليدها المعمارية، من هؤلاء الدكتور محمد الشاهد، الذي يمكن وصفه بـ«الناشط المعماري والعمراني»، حيث أسس موقع «مشاهد القاهرة»، الذي يقدم من خلاله ملاحظاته على عمارة المدينة وحالتها المعمارية.

عزت القمحاوي

إسبانيا تجبر السياح على كشف المعلومات الشخصية بموجب قانون جديد

فنادق وكراسي الاستلقاء للتشمس بالقرب من شاطئ في بينيدورم بإسبانيا (شاتيرستوك)
فنادق وكراسي الاستلقاء للتشمس بالقرب من شاطئ في بينيدورم بإسبانيا (شاتيرستوك)
TT

إسبانيا تجبر السياح على كشف المعلومات الشخصية بموجب قانون جديد

فنادق وكراسي الاستلقاء للتشمس بالقرب من شاطئ في بينيدورم بإسبانيا (شاتيرستوك)
فنادق وكراسي الاستلقاء للتشمس بالقرب من شاطئ في بينيدورم بإسبانيا (شاتيرستوك)

تحذر بعض التقارير من مطالب «الأخ الأكبر» في إسبانيا، بما في ذلك كشف الزوار الأرصدة المصرفية، ولكن هذه المطالب تبدو غير مبررة، حسب صحيفة «الإندبندنت» البريطانية. ومع انخفاض درجات الحرارة في المملكة المتحدة، يستعد كثير من الناس للسفر إلى الجنوب في منتصف الشتاء القارس، وتصبح إسبانيا البلد الأكثر شعبية بين المصطافين البريطانيين. ولكن بداية من يوم الاثنين المقبل، 2 ديسمبر (كانون الأول)، سيواجه السياح مزيداً من الإجراءات البيروقراطية عند التدقيق في أماكن إقامتهم أو استئجار سيارة. وينص قانون إسباني جديد - يهدف إلى تحسين الأمن - أنه يتعين على مقدمي الخدمات جمع كثير من المعلومات الجديدة من المصطافين. وتشعر وزارة الدولة لشؤون الأمن بالقلق إزاء سلامة المواطنين الإسبانيين، وتقول: «إن أكبر الهجمات على السلامة العامة ينفذها النشاط الإرهابي والجريمة المنظمة على حد سواء، في كلتا الحالتين مع طابع عابر للحدود الوطنية بشكل ملحوظ».

وتقول الحكومة إن الأجانب متورطون في «التهديدات الإرهابية وغيرها من الجرائم الخطيرة التي ترتكبها المنظمات الإجرامية». وترغب السلطات في متابعة من يقيم في أي المكان، ومراجعة التفاصيل الشخصية استناداً إلى قواعد بيانات «الأشخاص المعنيين». وكثيراً ما سجلت الفنادق بعض التفاصيل الشخصية، ولكن الحكومة تعمل على تمديد قائمة البيانات المطلوبة، وتريد أيضاً أن يسجل الأشخاص المقيمون في أماكن الإقامة بنظام «إير بي إن بي» أنفسهم.