الفلسطينيون يشيعون جثامين ضحايا «فاجعة غزة»

حريق أوقع 21 قتيلاً بينهم 8 أطفال... عباس يعلن الحداد و«حماس» تقيم جنازة عسكرية

فلسطينيون يشاركون في تشييع ضحايا الحريق في قطاع غزة أمس (د.ب.أ)
فلسطينيون يشاركون في تشييع ضحايا الحريق في قطاع غزة أمس (د.ب.أ)
TT

الفلسطينيون يشيعون جثامين ضحايا «فاجعة غزة»

فلسطينيون يشاركون في تشييع ضحايا الحريق في قطاع غزة أمس (د.ب.أ)
فلسطينيون يشاركون في تشييع ضحايا الحريق في قطاع غزة أمس (د.ب.أ)

شارك آلاف المشيِّعين، أمس الجمعة، في مراسم دفن 21 شخصاً، بينهم ما لا يقل عن 8 أطفال، قُتلوا في حريق شبّ في مبنى سكني بقطاع غزة، بينما كان سكانه يخططون لإقامة حفل بمناسبة عودة أحد الأقارب إلى الوطن.
وكان معظم القتلى من أفراد عائلة أبو ريا، ونُقلت الجثامين التي لُفّت بالعَلَم الفلسطيني إلى مسجد؛ للصلاة عليهم قبل دفنهم في «مقبرة الشهداء» شرق مخيم جباليا للاجئين.
وأقامت حركة المقاومة الإسلامية «حماس»، التي تحكم قطاع غزة منذ عام 2007، جنازة عسكرية للقتلى، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز»، فيما أعلن الرئيس محمود عباس الحداد على ضحايا «الفاجعة».

جثامين ضحايا الحريق في قطاع غزة أمس (رويترز)

واستغرق الأمر من رجال الإطفاء أكثر من ساعة للسيطرة على ألسنة اللهب الهائلة التي اندلعت في الطابق العلوي من مبنى سكني من 4 طوابق في جباليا؛ أحد مخيمات اللاجئين الثمانية في قطاع غزة، حيث يعيش 2.3 مليون شخص في واحد من أكثر المناطق اكتظاظاً بالسكان في العالم.
وقال أبو أحمد أبو ريا، مختار العائلة، إن التفاصيل المتعلقة بكيفية أو سبب اندلاع الحريق لا تزال غير واضحة بسبب عدم نجاة أحد. وأضاف أبو ريا للحشد بصوت متهدج: «أب وأبناؤه وأحفاده، لم يخرج منهم أحد حياً ليخبرنا بالذي حدث».
وقالت وزارة الداخلية في غزة إنها فتحت تحقيقاً في الحادث الذي كشف عن تخزين كميات كبيرة من البنزين في المكان ربما تكون السبب في اشتعال الحريق الذي اجتاح المبنى بسرعة.
ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مدير مستشفى «الإندونيسي» في جباليا صلاح أبو ليلى قوله: «وصل إلى مستشفى الإندونيسي 20 جثّة متفحّمة على الأقلّ نتيجة حريق في بناية لعائلة أبو ريا في جباليا»، لافتاً إلى أن بين القتلى 7 أطفال على الأقلّ.
كذلك قال مسؤول في جهاز الدفاع المدني في غزّة وصل إلى مكان الحريق، للصحافيّين: «انتشلنا جثثاً كثيرة ونقلنا مصابين إلى مستشفى الإندونيسي»، موضحاً أن الدفاع المدني «بذل جهوداً جبّارة لإخماد الحريق، لكنّ إمكاناتنا متواضعة جداً».
ووصف الرئيس الفلسطيني محمود عباس الحادث بأنه فاجعة وطنية وأعلن الجمعة يوم حداد. وقدَّم عدد من الدول العربية والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي التعازي لأُسر الضحايا.
وقال مسؤولون فلسطينيون إن الحصار المفروض منذ نحو 15 عاماً على غزة أدى إلى إصابة الاقتصاد بالشلل وتقويض جهودهم لتحسين قدرة قسم الطوارئ المدنية في القطاع على مكافحة الحرائق، خاصة في المباني الشاهقة.
من جهتها، قالت متحدّثة باسم وحدة تنسيق الشؤون المدنيّة في الضفة الغربية المحتلّة «كوغات»، التابعة لوزارة الدفاع الإسرائيليّة، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إن إسرائيل ستقدّم «إذا اقتضت الحاجة، كلّ مساعدة ضروريّة عبر معبر إيريز». وقال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، على «تويتر» إن الدولة العبريّة «تعرب عن حزنها العميق للمأساة المروّعة في غزة».
وأضاف: «إسرائيل مستعدّة لمساعدة السكان الذين أصيبوا».
وجباليا مخيم للاجئين، لكنّه مثل كثير من المخيّمات الفلسطينية، بات يضم حالياً مبانيَ كبيرة ويشبه المدن في نواح عدّة.
ومع ندرة إمدادات الكهرباء في القطاع الفلسطيني، أصبحت حرائق المنازل شائعة، إذ يبحث السكّان عن مصادر بديلة من أجل الطهي والإضاءة، بما في ذلك مصابيح الكيروسين.
هذا العام، تلقّت غزّة ما معدّله 12 ساعة من الكهرباء يومياً، مقارنة بـ7 ساعات فقط قبل 5 سنوات، وفقاً لبيانات الأمم المتحدة. وتُحدق الأخطار بسكّان القطاع في الشتاء أيضاً، عندما يعمدون إلى إحراق الفحم للتدفئة.


مقالات ذات صلة

قتيل و5 جرحى في الغارات الإسرائيلية الليلية على غزة

العالم العربي قتيل و5 جرحى في الغارات الإسرائيلية الليلية على غزة

قتيل و5 جرحى في الغارات الإسرائيلية الليلية على غزة

أعلنت وزارة الصحّة في غزة أنّ فلسطينياً توفي متأثراً بجروح أُصيب بها في قصف إسرائيلي استهدف القطاع فجر اليوم (الأربعاء)، وأسفر عن إصابة 5 فلسطينيين آخرين. وقالت الوزارة في بيان إنّ «المواطن هاشل مبارك سلمان مبارك (58 عاماً) استُشهد في منطقة شمال مدينة غزة»، مضيفةً أنّ «5 مواطنين آخرين أُصيبوا في نفس القصف» الذي استهدف موقعاً لـ«حماس».

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

سادَ هدوء حذِر قطاع غزة، صباح اليوم الأربعاء، بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، على أثر وفاة المعتقل خضر عدنان، أمس، مُضرباً عن الطعام في السجون الإسرائيلية، وفقاً لوكالة «الأنباء الألمانية». وكانت وسائل إعلام فلسطينية قد أفادت، فجر اليوم، بأنه جرى التوصل لاتفاق على وقف إطلاق النار بين فصائل فلسطينية والجانب الإسرائيلي، وأنه دخل حيز التنفيذ. وقالت وكالة «معاً» للأنباء إن وقف إطلاق النار في قطاع غزة «مشروط بالتزام الاحتلال الإسرائيلي بعدم قصف أي مواقع أو أهداف في القطاع».

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي غارات إسرائيلية على قطاع غزة بعد إطلاق صواريخ

غارات إسرائيلية على قطاع غزة بعد إطلاق صواريخ

أعلن الجيش الإسرائيلي الثلاثاء، توجيه ضربة جوية على قطاع غزة. وبدأت طائرات حربية إسرائيلية شن غارات جوية على قطاع غزة، بحسب ما أفادت به مصادر فلسطينية. وذكرت المصادر أن دوي انفجارات سمعت في مناطق متفرقة من مدينة غزة بفعل الغارات الإسرائيلية. من جهته، قال الجيش الإسرائيلي إن طائراته بدأت هجوما على قطاع غزة وذلك عقب إطلاق فصائل مسلحة رشقات من القذائف الصاروخية من القطاع باتجاه الأراضي الإسرائيلية. وأعلنت الغرفة المشتركة للفصائل الفلسطينية المسلحة في غزة مسؤوليتها عن إطلاق القذائف الصاروخية ردا على وفاة المعتقل الفلسطيني خضر عدنان في سجون إسرائيل بعد نحو ثلاثة أشهر من إضرابه عن الطعام.

«الشرق الأوسط» (غزة)
العالم العربي أسد يقتل طفلاً فلسطينياً في غزة

أسد يقتل طفلاً فلسطينياً في غزة

لقي طفل في السادسة من عمره حتفه، الاثنين، بعدما عضَّه أسد في حديقة حيوانات محلّية في خان يونس بجنوب قطاع غزة، وفق مصادر أمنية وطبية. وقال الناطق باسم الشرطة أيمن البطنيجي، في بيان، إن «الطفل تسلَّق داخل الحماية المحيطة بقفص الأسد واقترب من إحدى فتحاته ما أدّى لإصابته ومن ثَمَّ وفاته»، مضيفاً أن الشرطة فتحت تحقيقاً في الحادث. وقال مصدر طبي إن الطفل المتوفى هو «حمادة نضال اقطيط (6 أعوام) وقد نُقل إلى مستشفى ناصر بخان يونس؛ حيث فارق الحياة». ووقع الحادث في مدينة أصداء الترفيهية، التي تضم حديقة صغيرة للحيوانات.

«الشرق الأوسط» (غزة)
شمال افريقيا وصول مجموعة من الطلبة الفلسطينيين من السودان إلى غزة

وصول مجموعة من الطلبة الفلسطينيين من السودان إلى غزة

وصل أكثر من 170 من الطلبة الفلسطينيين الدارسين في جامعات بالسودان مساء اليوم (الجمعة)، إلى قطاع غزة عبر معبر رفح الحدودي مع مصر، هرباً من المعارك التي تشهدها الخرطوم منذ منتصف الشهر الحالي. ونقل هؤلاء الطلبة في حافلات أعدتها سفارة فلسطين بالقاهرة، إلى معبر رفح البري الذي فتحته السلطات المصرية استثنائياً لإدخالهم. وذكرت هيئة المعابر والحدود التابعة لحكومة حماس في غزة، أن «172 طالباً وصلوا إلى أرض الوطن عبر معبر رفح البري، كدفعة أولى من الطلبة القادمين من السودان»، لافتة النظر إلى أن الدفعة الثانية من الطلبة ستصل الأحد المقبل. من ناحيته، قال سفير فلسطين لدى مصر دياب اللوح، إن السفارة «أجرت اتصال

«الشرق الأوسط» (رفح)

3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
TT

3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)

على الرغم من مرور ستة عقود على قيام النظام الجمهوري في اليمن، وإنهاء نظام حكم الإمامة الذي كان يقوم على التمايز الطبقي، فإن نحو 3.5 مليون شخص من المهمشين لا يزالون من دون مستندات هوية وطنية حتى اليوم، وفق ما أفاد به تقرير دولي.

يأتي هذا فيما كشف برنامج الأغذية العالمي أنه طلب أكبر تمويل لعملياته الإنسانية في اليمن خلال العام المقبل من بين 86 دولة تواجه انعدام الأمن الغذائي.

لا يزال اليمن من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية في العالم (إعلام محلي)

وذكر المجلس النرويجي للاجئين في تقرير حديث أن عناصر المجتمع المهمش في اليمن يشكلون 10 في المائة من السكان (نحو 3.5 مليون شخص)، وأنه رغم أن لهم جذوراً تاريخية في البلاد، لكن معظمهم يفتقرون إلى أي شكل من أشكال الهوية القانونية أو إثبات جنسيتهم الوطنية، مع أنهم عاشوا في اليمن لأجيال عدة.

ويؤكد المجلس النرويجي أنه ومن دون الوثائق الأساسية، يُحرم هؤلاء من الوصول إلى الخدمات الأساسية، بما في ذلك الصحة، والتعليم، والمساعدات الحكومية، والمساعدات الإنسانية. ويواجهون تحديات في التحرك بحرية عبر نقاط التفتيش، ولا يمكنهم ممارسة الحقوق المدنية الأخرى، بما في ذلك تسجيل أعمالهم، وشراء وبيع وتأجير الممتلكات، والوصول إلى الأنظمة المالية والحوالات.

ووفق هذه البيانات، فقد أفاد 78 في المائة من المهمشين الذين شملهم استطلاع أجراه المجلس النرويجي للاجئين بأنهم لا يمتلكون بطاقة هوية وطنية، في حين يفتقر 42 في المائة من أطفال المهمشين إلى شهادة ميلاد.

ويصف المجلس الافتقار إلى المعلومات، وتكلفة الوثائق، والتمييز الاجتماعي بأنها العقبات الرئيسة التي تواجه هذه الفئة الاجتماعية، رغم عدم وجود أي قوانين تمييزية ضدهم أو معارضة الحكومة لدمجهم في المجتمع.

وقال إنه يدعم «الحصول على الهوية القانونية والوثائق المدنية بين المهمشين» في اليمن، بما يمكنهم من الحصول على أوراق الهوية، والحد من مخاطر الحماية، والمطالبة بفرص حياة مهمة في البلاد.

أكبر تمويل

طلبت الأمم المتحدة أعلى تمويل لعملياتها الإنسانية للعام المقبل لتغطية الاحتياجات الإنسانية لأكثر من 17 مليون شخص في اليمن يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد، بمبلغ قدره مليار ونصف المليار دولار.

وأفاد برنامج الأغذية العالمي في أحدث تقرير له بأن التمويل المطلوب لليمن هو الأعلى على الإطلاق من بين 86 بلداً حول العالم، كما يُعادل نحو 31 في المائة من إجمالي المبلغ المطلوب لعمليات برنامج الغذاء العالمي في 15 بلداً ضمن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وشرق أوروبا، والبالغ 4.9 مليار دولار، خلال العام المقبل.

الحوثيون تسببوا في نزوح 4.5 مليون يمني (إعلام محلي)

وأكد البرنامج أنه سيخصص هذا التمويل لتقديم المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة في اليمن، حيث خلّف الصراع المستمر والأزمات المتعددة والمتداخلة الناشئة عنه، إضافة إلى الصدمات المناخية، 17.1 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد.

وأشار البرنامج إلى وجود 343 مليون شخص حول العالم يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، بزيادة قدرها 10 في المائة عن العام الماضي، وأقل بقليل من الرقم القياسي الذي سجل أثناء وباء «كورونا»، ومن بين هؤلاء «نحو 1.9 مليون شخص على شفا المجاعة، خصوصاً في غزة والسودان، وبعض الجيوب في جنوب السودان وهايتي ومالي».

أزمة مستمرة

أكدت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن اليمن لا يزال واحداً من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية على مستوى العالم، حيث خلقت عشر سنوات من الصراع تقريباً نقاط ضعف، وزادت من تفاقمها، وتآكلت القدرة على الصمود والتكيف مع ذلك.

وذكرت المفوضية الأممية في تقرير حديث أن اليمن موطن لنحو 4.5 مليون نازح داخلياً، وأكثر من 60 ألف لاجئ وطالب لجوء. وهؤلاء الأفراد والأسر المتضررة من النزوح معرضون للخطر بشكل خاص، مع انخفاض القدرة على الوصول إلى الخدمات الأساسية وسبل العيش، ويواجهون كثيراً من مخاطر الحماية، غالباً يومياً.

التغيرات المناخية في اليمن ضاعفت من أزمة انعدام الأمن الغذائي (إعلام محلي)

ونبّه التقرير الأممي إلى أن كثيرين يلجأون إلى آليات التكيف الضارة للعيش، بما في ذلك تخطي الوجبات، والانقطاع عن الدراسة، وعمل الأطفال، والحصول على القروض، والانتقال إلى مأوى أقل جودة، والزواج المبكر.

وبيّنت المفوضية أن المساعدات النقدية هي من أكثر الطرق سرعة وكفاءة وفاعلية لدعم الأشخاص الضعفاء الذين أجبروا على الفرار من ديارهم وفي ظروف صعبة، لأنها تحترم استقلال الشخص وكرامته من خلال توفير شعور بالطبيعية والملكية، مما يسمح للأفراد والأسر المتضررة بتحديد ما يحتاجون إليه أكثر في ظروفهم.

وذكر التقرير أن أكثر من 90 في المائة من المستفيدين أكدوا أنهم يفضلون الدعم بالكامل أو جزئياً من خلال النقد، لأنه ومن خلال ذلك تستطيع الأسر شراء السلع والخدمات من الشركات المحلية، مما يعزز الاقتصاد المحلي.