الغموض يحرم الأسواق بوصلة الاتجاه

أغلب التحركات محكومة بـ«أسهم فردية»

انعكاس لصور المارة في أحد شوارع طوكيو على شاشة تعرض حركة الأسهم على مؤشر نيكي الياباني (أ.ب)
انعكاس لصور المارة في أحد شوارع طوكيو على شاشة تعرض حركة الأسهم على مؤشر نيكي الياباني (أ.ب)
TT

الغموض يحرم الأسواق بوصلة الاتجاه

انعكاس لصور المارة في أحد شوارع طوكيو على شاشة تعرض حركة الأسهم على مؤشر نيكي الياباني (أ.ب)
انعكاس لصور المارة في أحد شوارع طوكيو على شاشة تعرض حركة الأسهم على مؤشر نيكي الياباني (أ.ب)

بدت حركات الأسهم العالمية غير موحدة الاتجاه خلال تعاملات يوم الخميس، إذ طغى الغموض الزائد على توجهات المستثمرين مع استمرار الترقب لمعدلات رفع الفائدة الأميركية، فيما هدأت قليلا حدة المخاوف من اتساع نطاق الحرب الأوكرانية التي ضغطت الأسواق يوم الأربعاء.
وحول الحركة العامة لأسواق المال صباح الخميس، قال سايمون هارفي، كبير محللي العملات الأجنبية في مونيكس يوروب، إن الدولار استقر في الوقت الذي يحاول فيه المستثمرون تحديد اتجاه الاقتصاد الأميركي. وأضاف «تشير بيانات الاستهلاك الإيجابية إلى أننا لا نواجه تراجعا صعبا بالنسبة للاقتصاد. ولكن هل هذا إيجابي للأصول التي تنطوي على مخاطر أم أنه سيشجع مجلس الاحتياطي الفيدرالي على مزيد من التشديد؟».
وأدت تصريحات متشددة صدرت عن مسؤولي المركزي الأميركي مساء الأربعاء إلى تزايد الشكوك في حدوث تحول للسياسة، إذ قالت ماري دالي، رئيسة مجلس الاحتياطي الفيدرالي في سان فرنسيسكو إن التوقف المؤقت لم يعد مطروحا على الطاولة.
وقادت الأسهم الألمانية المؤشرات الأوروبية للصعود عند الفتح يوم الخميس، بدعم من بيانات شركة سيمنس التي سجلت ارتفاعا يدعو للتفاؤل في الأرباح الفصلية، لكنها عادت للانخفاض لاحقا. وعند الساعة 12:30 بتوقيت غرينيتش تراجع مؤشر داكس الألماني 0.10 في المائة، فيما تراجع مؤشر ستوكس 600 للقارة بأكملها 0.55 في المائة. كما تراجع مؤشر فاينانشيال تايمز 100 البريطاني 0.63 في المائة عقب الإعلان عن الموازنة البريطانية الجديدة.
وفي آسيا، أغلق مؤشر نيكي الياباني على انخفاض يوم الخميس، إذ قادت أسهم طوكيو إلكترون وأدفانتست خسائر الأسهم المرتبطة بالرقائق بعد أن خفضت شركة ميكرون تكنولوجي إمدادات شرائح الذاكرة والإنفاق الرأسمالي، في حين قفزت أسهم قطاع السفر بفضل زيادة عدد السياح الأجانب.
كانت ميكرون أول شركة كبرى لتصنيع الرقائق تدق ناقوس الخطر حيال انخفاض الطلب على أجهزة الكومبيوتر الشخصية والهواتف الذكية في وقت سابق من العام في مواجهة التضخم الذي سجل أعلى مستوياته منذ عقود.
وتراجع المؤشر نيكي 0.35 في المائة ليغلق عند 27930.57 نقطة، في حين ارتفع المؤشر توبكس الأوسع نطاقا 0.15 في المائة إلى 1966.28 نقطة. وهبط سهم طوكيو إلكترون لمعدات صنع الرقائق 2.95 في المائة ليصبح الأسوأ تأثيرا على مؤشر نيكي، بينما انخفض سهم أدفانتست لتصنيع معدات اختبار الرقائق 3.14 في المائة. وقال ماكي ساوادا الخبير الاستراتيجي في نومورا للأوراق المالية: «يلقى اللوم على هذين السهمين في خسارة اليوم على المؤشر نيكي».
وهوت أسهم ميكرون 6.7 في المائة بعد أن قالت شركة أشباه الموصلات إنها ستقلل إمدادات شرائح الذاكرة، وستجري المزيد من التخفيضات على خطة الإنفاق الرأسمالي، فيما تكافح للتخلص من فائض المخزون بسبب تراجع الطلب. وأدى هذا الإعلان إلى هبوط قطاع تكنولوجيا المعلومات على المؤشر ستاندرد آند بورز 500 في وول ستريت يوم الأربعاء 1.4 في المائة، بينما تراجع مؤشر فيلادلفيا لأشباه الموصلات 4.3 في المائة.
وخالفت أسهم التجزئة ومشغلي السكك الحديدية الاتجاه، وقفزت بعد أن ارتفع عدد الزوار الأجانب إلى اليابان إلى أكثر من مثليه في أكتوبر (تشرين الأول) عن الشهر السابق، مع إعادة فتح البلاد بالكامل بعد فرض قيود لمكافحة (كوفيد - 19) على مدى عامين.
ومن جانبها، تراجعت أسعار الذهب يوم الخميس مع انحسار الطلب على المعدن النفيس الناتج عن أحدث مخاوف جيوسياسية، في حين عززت آمال بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) سيكون أقل حدة في رفع الفائدة في الشهور المقبلة الأسواق. وبحلول الساعة 10:03 بتوقيت غرينيتش هبط الذهب في المعاملات الفورية 0.6 في المائة وسجل 1762.30 دولار للأوقية (الأونصة).
وبلغت أسعار الذهب أعلى مستوياتها في ثلاثة أشهر عند 1786.35 دولار للأوقية يوم الثلاثاء بعد أنباء عن مقتل شخصين جراء سقوط صواريخ روسية في بولندا قرب الحدود مع أوكرانيا. لكن الرئيس البولندي قال الأربعاء إن صاروخا سقط في بلاده كان شاردا على الأرجح وأطلقته الدفاعات الجوية الأوكرانية، مما بدد المخاوف من اتساع نطاق الحرب بين أوكرانيا وروسيا.
ويترقب المستثمرون قرار البنك المركزي الأميركي بخصوص رفع الفائدة في ديسمبر (كانون الأول). ويؤثر رفع الفائدة على شهية الإقبال على المعدن النفيس الذي لا يدر فائدة.
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى انخفضت الفضة 0.3 في المائة إلى 21.41 دولار للأوقية. ونزل البلاتين 0.3 في المائة إلى 1003.4 دولار للأوقية. وتراجع البلاديوم 0.2 في المائة إلى 2067.10 دولار للأوقية.


مقالات ذات صلة

«كوب 16» يختتم أعماله بالموافقة على 35 قراراً لتعزيز جهود مكافحة التصحر

الاقتصاد صورة جماعية للمشاركين في مؤتمر «كوب 16» في اختتام أعماله (واس)

«كوب 16» يختتم أعماله بالموافقة على 35 قراراً لتعزيز جهود مكافحة التصحر

أنتج مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (كوب 16) الذي عقد في الرياض، 35 قراراً حول مواضيع محورية.

عبير حمدي (الرياض)
خاص ترمب وشي في قمة زعماء مجموعة العشرين بأوساكا باليابان عام 2019 (أرشيفية - رويترز)

خاص قنابل موقوتة تهدد الاقتصاد العالمي في 2025

يقف عام 2025 عند منعطف محوري مع تنامي المواجهة التجارية بين الولايات المتحدة والصين ووسط استمرار التوترات الجيوسياسية.

هلا صغبيني (الرياض)
الاقتصاد امرأة على دراجتها الهوائية أمام «بورصة بكين»... (رويترز)

تراجع تدفقات رأس المال إلى الأسواق الناشئة... والصين الأكبر تضرراً

من المتوقع أن يشهد النمو العالمي تباطؤاً في عام 2025، في حين سيتجه المستثمرون الأجانب إلى تقليص حجم الأموال التي يوجهونها إلى الأسواق الناشئة.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد برج المقر الرئيس لبنك التسويات الدولية في بازل (رويترز)

بنك التسويات الدولية يحذر من تهديد الديون الحكومية للأسواق المالية

حذّر بنك التسويات الدولية من أن تهديد الزيادة المستمرة في إمدادات الديون الحكومية قد يؤدي إلى اضطرابات بالأسواق المالية

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد متداولون في كوريا الجنوبية يعملون أمام شاشات الكومبيوتر في بنك هانا في سيول (وكالة حماية البيئة)

الأسواق الآسيوية تنخفض في ظل قلق سياسي عالمي

انخفضت الأسهم في آسيا في الغالب يوم الاثنين، مع انخفاض المؤشر الرئيسي في كوريا الجنوبية بنسبة 2.3 في المائة.

«الشرق الأوسط» (هونغ كونغ )

بورصة لندن تواجه أزمة تنافسية مع أكبر موجة هجرة منذ الأزمة المالية

رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)
رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)
TT

بورصة لندن تواجه أزمة تنافسية مع أكبر موجة هجرة منذ الأزمة المالية

رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)
رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)

حذَّر الرئيس السابق لمجموعة بورصة لندن، من أنَّ بورصة لندن الرئيسية أصبحت «غير تنافسية للغاية»، وسط أكبر هجرة شهدتها منذ الأزمة المالية.

وقال كزافييه روليه، الذي ترأس مجموعة بورصة لندن بين عامَي 2009 و2017، إن التداول الضعيف في لندن يمثل «تهديداً حقيقياً» يدفع عدداً من الشركات البريطانية إلى التخلي عن إدراجها في العاصمة؛ بحثاً عن عوائد أفضل في أسواق أخرى.

وجاءت تعليقاته بعد أن أعلنت شركة تأجير المعدات «أشتيد» المدرجة في مؤشر «فوتسي 100» خططها لنقل إدراجها الرئيسي إلى الولايات المتحدة، استمراراً لاتجاه مماثل اتبعته مجموعة من الشركات الكبرى في السنوات الأخيرة.

ووفقاً لبيانات بورصة لندن، فقد ألغت أو نقلت 88 شركة إدراجها بعيداً عن السوق الرئيسية في لندن هذا العام، بينما انضمت 18 شركة فقط. وتشير هذه الأرقام، التي نشرتها صحيفة «فاينانشيال تايمز»، إلى أكبر تدفق صافي من الشركات خارج السوق منذ الأزمة المالية في 2009.

كما أن عدد الإدراجات الجديدة في لندن يتجه لأن يكون الأدنى في 15 عاماً، حيث تتجنب الشركات التي تفكر في الطرح العام الأولي (IPO) التقييمات المنخفضة نسبياً مقارنة بالأسواق المالية الأخرى.

وقد تجاوزت قيمة الشركات المدرجة التي تستعد لمغادرة سوق الأسهم في لندن هذا العام، 100 مليار جنيه إسترليني (126.24 مليار دولار) سواء من خلال صفقات استحواذ غالباً ما تتضمن علاوات مرتفعة، أو من خلال شطب إدراجها.

وأضاف روليه أن انخفاض أحجام التداول في لندن في السنوات الأخيرة، مقارنة مع الارتفاع الحاد في الولايات المتحدة، دفع الشركات إلى تسعير أسهمها بأسعار أقل في المملكة المتحدة لجذب المستثمرين.

وقال في تصريح لصحيفة «التليغراف»: «الحسابات البسيطة تشير إلى أن السوق ذات السيولة المنخفضة ستتطلب خصماً كبيراً في سعر الإصدار حتى بالنسبة للطروحات العامة الأولية العادية. كما أن السيولة المنخفضة نفسها ستؤثر في تقييم الأسهم بعد الاكتتاب. بمعنى آخر، فإن تكلفة رأس المال السهمي تجعل هذه السوق غير تنافسية بشكل كامل».

ووفقاً لتقديرات «غولدمان ساكس»، يتم تداول الأسهم في لندن الآن بخصم متوسط يبلغ 52 في المائة مقارنة بنظيراتها في الولايات المتحدة.

وتستمر معاناة سوق العاصمة البريطانية في توجيه ضربة لحكومة المملكة المتحدة، التي تسعى جاهدة لتبسيط القوانين التنظيمية، وإصلاح نظام المعاشات المحلي لتشجيع مزيد من الاستثمارات.

وأشار روليه إلى أن المملكة المتحدة بحاجة إلى التخلص من الإجراءات البيروقراطية المرتبطة بالاتحاد الأوروبي التي تمنع صناديق التقاعد من امتلاك الأسهم، بالإضافة إلى ضرورة خفض الضرائب على تداول الأسهم وتوزيعات الأرباح.

وأضاف: «قلقي اليوم لا يتعلق كثيراً بالطروحات العامة لشركات التكنولوجيا، فقد فات الأوان على ذلك. التهديد الحقيقي في رأيي انتقل إلى مكان آخر. إذا استمعنا بعناية لتصريحات كبار المديرين التنفيذيين في الشركات الأوروبية الكبرى، فسنجد أنهم أثاروا احتمال الانتقال إلى الولايات المتحدة للاستفادة من انخفاض تكلفة رأس المال والطاقة، والعوائد المرتفعة، والتعريفات التفضيلية».