إثيوبيا تستضيف قمة أممية عن الإنترنت بعد اتفاق السلام مع «تيغراي»

رغم انتقاد الحكومة لقطع الاتصال بالشبكة خلال الحرب

طرفا الصراع في إثيوبيا يوقعان خطة لتنفيذ «اتفاق بريتوريا للسلام» (صفحة مستشار الأمن القومي على تويتر)
طرفا الصراع في إثيوبيا يوقعان خطة لتنفيذ «اتفاق بريتوريا للسلام» (صفحة مستشار الأمن القومي على تويتر)
TT
20

إثيوبيا تستضيف قمة أممية عن الإنترنت بعد اتفاق السلام مع «تيغراي»

طرفا الصراع في إثيوبيا يوقعان خطة لتنفيذ «اتفاق بريتوريا للسلام» (صفحة مستشار الأمن القومي على تويتر)
طرفا الصراع في إثيوبيا يوقعان خطة لتنفيذ «اتفاق بريتوريا للسلام» (صفحة مستشار الأمن القومي على تويتر)

تستضيف إثيوبيا الاجتماع السنوي لمنتدى حوكمة الإنترنت، في الفترة من 28 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري وحتى الثاني من ديسمبر (كانون الأول) المقبل، كأول اجتماع أممي بعد توقيع اتفاق للسلام بين الحكومة ومتمردي «تيغراي».
ويعد المنتدى منصة عالمية لتسهيل مناقشة قضايا السياسة العامة المتعلقة بالإنترنت، بحضور قادة عالميين. ويأتي انعقاده في إثيوبيا رغم الانتقادات الدولية الموجهة للحكومة، جراء قطعها الاتصالات بالشبكة خلال الحرب مع «الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي»، والتي بدأت قبل عامين.
وتروج حكومة رئيس الوزراء آبي أحمد، للمنتدى لتعزيز مكانة إثيوبيا كقوة اقتصادية إقليمية ومركز دبلوماسي أفريقي، فضلاً عن تخطي الصورة السلبية التي عكستها الحرب في تيغراي.
ووفق وزارة الابتكار والتكنولوجيا الإثيوبية، فإن منظمة منتدى حوكمة الإنترنت، أشادت عقب لقاء جمع كبار المسؤولين في الوزارة مع أمانة منتدى إدارة الإنترنت التابعة للأمم المتحدة، بجهود حكومة إثيوبيا في الاستعداد لتنظيم المؤتمر.
من جهته، تعهد رئيس أركان قوات الدفاع الإثيوبية، المشير بيرهانو جولا، بتنفيذ اتفاق السلام مع متمردي تيغراي، مؤكداً أن «عملية السلام سارت بشكل جيد وتوصلنا إلى اتفاق».
وعقب اتفاقية سلام موقّعة بين حكومة إثيوبيا والجبهة الشعبية لتحرير تيغراي في جنوب أفريقيا، في الثاني من نوفمبر الجاري، وقّع كبار قادة قوات الدفاع الإثيوبية والجبهة الشعبية لتحرير تيغراي «خطة تنفيذية»، السبت الماضي في نيروبي، حول سبل تنفيذ اتفاقية السلام.
وفي بيان، مساء الأحد، قال رئيس أركان قوات الدفاع الإثيوبية: «اتفقنا على نزع سلاح مقاتلي الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي وتوفير مساعدات إنسانية غير مقيدة»، وأضاف: «الحكومة ستقوم بدورها في تنفيذ الاتفاقية».
ويعاني سكان تيغراي منذ أشهر من انقطاع الكهرباء وشبكات الاتصالات والخدمات المصرفية والوقود، فضلاً عن صعوبة إيصال المساعدات الدولية.
ونص اتفاق نيروبي على «خريطة طريق» لتنفيذ وثيقة بريتوريا، تتضمن نزع سلاح قوات دفاع تيغراي بالتزامن مع انسحاب القوات الإريترية وقوات الأمهرا، ونزع الأسلحة الثقيلة بالتزامن مع انسحاب القوات الأجنبية وتلك غير التابعة لقوة الدفاع الوطنية الإثيوبية من المنطقة. كما ينص الاتفاق على «وصول المساعدات الإنسانية لجميع من يحتاجون إليها».
ويعود النزاع في تيغراي إلى نوفمبر 2020 عندما أرسل رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد الجيش الفيدرالي لإطاحة قادة المنطقة الذين تحدوا سلطته لعدة أشهر واتهمهم بمهاجمة قواعد عسكرية فيدرالية في الإقليم.
وهُزمت قوات تيغراي المتمردة في بداية النزاع، لكنها استعادت السيطرة على معظم المنطقة في هجوم مضاد عام 2021 امتد إلى أمهرا وعفر وشهد اقترابها من أديس أبابا. ثم تراجع المتمردون باتجاه تيغراي التي صارت منذ ذلك الوقت منقطعة عن بقية البلاد ومحرومة من الكهرباء وشبكات الاتصالات والخدمات المصرفية والوقود.
بدورها، أعربت المنسقة للشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في إثيوبيا عن تقديرها للإعلان عن أن الحكومة فتحت جميع الممرات الإنسانية لتسريع الوصول دون عوائق إلى إمدادات الإغاثة في تيغراي وعفار وأمهرا.
وقالت المنسقة لوكالة الأنباء الإثيوبية بعد الإعلان الذي أدلى به المفوض الوطني لإدارة مخاطر الكوارث حول افتتاح الممرات، إن الأمم المتحدة مستعدة للعمل ودعم جهود الحكومة لتقديم المساعدة المنقذة للحياة.
وأشارت المنسقة إلى أنه كانت هناك دعوة لوصول المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى المحتاجين، وذكرت أن مكتب الأمم المتحدة جاهز الآن لبذل كل جهوده في دعم جهود الحكومة والعمل مع الحكومة في جميع المجالات.


مقالات ذات صلة

ما مستقبل الخلاف بين متمردي «أوروميا» والحكومة الإثيوبية؟

العالم ما مستقبل الخلاف بين متمردي «أوروميا» والحكومة الإثيوبية؟

ما مستقبل الخلاف بين متمردي «أوروميا» والحكومة الإثيوبية؟

أثار عدم التوصل إلى اتفاق، بعد محادثات سلام أولية بين الحكومة المركزية الإثيوبية، ومتمردي إقليم «أوروميا»، تساؤلات حول مستقبل تلك المحادثات، واحتمالات نجاحها، وأسباب تعثرها من البداية. ورأى خبراء أن «التعثر كان متوقعاً؛ بسبب عمق الخلافات وتعقيدها»، في حين توقّعوا أن «تكون المراحل التالية شاقة وصعبة»، لكنهم لم يستبعدوا التوصل إلى اتفاق. وانتهت الجولة الأولى من المحادثات التمهيدية بين الطرفين، دون اتفاق، وفق ما أعلنه الطرفان، الأربعاء.

العالم رئيس الحكومة الإثيوبية يُعلن مقتل عضو بارز في الحزب الحاكم

رئيس الحكومة الإثيوبية يُعلن مقتل عضو بارز في الحزب الحاكم

أعلن رئيس الحكومة الإثيوبية آبي أحمد اليوم (الخميس) مقتل مسؤول الحزب الحاكم في منطقة أمهرة الواقعة في شمال البلاد. وقال آبي أحمد عبر «فيسبوك»، إنّ «أولئك الذين لم يتمكّنوا من كسب الأفكار بالأفكار، أخذوا روح شقيقنا جيرما يشيتيلا». واتهم أحمد، وفقا لما نقلته وكالة «الصحافة الفرنسية»، «متطرّفين يتسمون بالعنف» بالوقوف وراء هذا العمل الذي وصفه بـ«المخزي والمروّع».

«الشرق الأوسط» (أديس أبابا)
العالم محادثات سلام «غير مسبوقة» بين حكومة إثيوبيا ومتمردي «أورومو»

محادثات سلام «غير مسبوقة» بين حكومة إثيوبيا ومتمردي «أورومو»

تنطلق في تنزانيا، الثلاثاء، محادثات سلام غير مسبوقة بين الحكومة الفيدرالية الإثيوبية ومتمردي إقليم أوروميا، ممثلين في «جبهة تحرير أورومو» التي تخوض معارك مع القوات الحكومية بشكل متقطع منذ عقود. وتسعى أديس أبابا لإبرام اتفاق سلام دائم مع متمردي الإقليم، الذي يشغل معظم مناطق وسط البلاد، ويضم مجموعة من الفصائل المسلحة التابعة لقومية الأورومو، على غرار ما حدث في «تيغراي» شمالاً، قبل 5 أشهر، خشية دخول البلاد في حرب جديدة مع تصاعد التوتر بين الجانبين. وأعلن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، الذي زار مدينة نكيمتي بالإقليم مؤخراً، أن «جولة مفاوضات ستبدأ معهم (جيش تحرير أورومو) الثلاثاء في تنزانيا»، في أ

محمد عبده حسنين (القاهرة)
شمال افريقيا هل تستغل إثيوبيا اضطرابات السودان لحسم «الخلاف الحدودي»؟

هل تستغل إثيوبيا اضطرابات السودان لحسم «الخلاف الحدودي»؟

عاد الخلاف الحدودي بين إثيوبيا والسودان، بشأن منطقة «الفشقة»، إلى الواجهة، بعد أنباء سودانية عن نشاط «غير اعتيادي» للقوات الإثيوبية ومعسكراتها، في المنطقة المتنازع عليها، منذ بداية الاضطرابات الأخيرة في السودان.

محمد عبده حسنين (القاهرة)
أفريقيا إثيوبيا: متمردو تيغراي يُظهرون «جدية» في تنفيذ اتفاق السلام

إثيوبيا: متمردو تيغراي يُظهرون «جدية» في تنفيذ اتفاق السلام

أظهر متمردو إقليم «تيغراي» شمال إثيوبيا، «جدية» في تنفيذ اتفاق السلام، الموقَّع قبل نحو 5 أشهر، مع الحكومة الفيدرالية بأديس أبابا، وذلك بتسليمهم مزيداً الأسلحة، ضمن عملية نزع سلاح الإقليم ودمج مقاتليه في الجيش الوطني. وحسب نائب مفوض «إعادة التأهيل الوطني»، العميد ديريبي ميكوريا، اليوم (الخميس)، فإن «الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي سلمت الدفعة الأولى من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة المتنوعة التي تم جمعها حول منطقة دينقولات في إقليم تيغراي». وأنهى اتفاق السلام، الموقّع في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، حرباً عنيفة استمرت عامين، راح ضحيتها الآلاف، حسب منظمات دولية.

محمد عبده حسنين (القاهرة)

صحافيون معرّضون للخطر بعد تفكيك ترمب وسائل إعلام مموّلة أميركياً

مبنى المقر الرئيسي لإذاعة «صوت أميركا» قرب مبنى الكابيتول الأميركي في واشنطن (إ.ب.أ)
مبنى المقر الرئيسي لإذاعة «صوت أميركا» قرب مبنى الكابيتول الأميركي في واشنطن (إ.ب.أ)
TT
20

صحافيون معرّضون للخطر بعد تفكيك ترمب وسائل إعلام مموّلة أميركياً

مبنى المقر الرئيسي لإذاعة «صوت أميركا» قرب مبنى الكابيتول الأميركي في واشنطن (إ.ب.أ)
مبنى المقر الرئيسي لإذاعة «صوت أميركا» قرب مبنى الكابيتول الأميركي في واشنطن (إ.ب.أ)

حذّرت منظمة «مراسلون بلا حدود»، الاثنين، من أن الخطوات التي يتّخذها الرئيس الأميركي دونالد ترمب لتفكيك وسائل إعلام عالمية تموّلها الولايات المتحدة على غرار إذاعة «صوت أميركا»، من شأنها تعريض صحافيي هذه المؤسسات للخطر.

باشرت إدارة ترمب، الأحد، عمليات تسريح واسعة النطاق في إذاعة «صوت أميركا» (فويس أوف أميركا) ووسائل إعلام أخرى تمولها الولايات المتحدة، بعد يومين على توقيع سيّد البيت الأبيض أمراً تنفيذياً يوقف عمل «الوكالة الأميركية للإعلام العالمي»، المشرفة على الإذاعة، وذلك في أحدث تدابيره لخفض الإنفاق في الحكومة الفيدرالية.

وقالت منظمة «مراسلون بلا حدود» إنها «تطلق جرس الإنذار على خلفية مخاطر تواجه طواقم الوكالة الأميركية للإعلام العالمي حول العالم، بينهم تسعة صحافيين مسجونين حالياً في الخارج بسبب عملهم».

وجاء في بيان للمدير العام لـ«مراسلون بلا حدود» تيبو بروتان أن «إدارة ترمب ترسل إشارة تقشعرّ لها الأبدان: الأنظمة الاستبدادية على غرار بكين وموسكو باتت لديها الحرية لنشر دعايتها من دون رادع».

وقال بروتان إن القرار ينطوي على «خيانة» لصحافيي الوكالة الأميركية للإعلام العالمي التسعة المسجونين في أذربيجان وبيلاروس وبورما وروسيا وفيتنام و«يجعل آلافاً آخرين عاطلين عن العمل ومعرّضين للخطر» بسبب عملهم.

تشرف الوكالة الأميركية للإعلام العالمي على وسائل إعلام عدة بينها «إذاعة أوروبا الحرة - راديو ليبرتي» التي تأسست خلال الحرب الباردة للوصول إلى التكتل السوفياتي السابق، وإذاعة «آسيا الحرة» التي تأسست لتوفير تغطية للصين وكوريا الشمالية وبلدان آسيوية أخرى يخضع الإعلام فيها لقيود مشددة.

إضافة إلى «مراسلون بلا حدود»، حذّرت منظّمات إعلامية في أوروبا من مخاطر التدابير التي يتّخذها ترمب على صعيد تجميد التمويل.

وجاء في بيان لـ«فرانس ميديا موند» و«دويتشه فيلي» أن «هذه الخطوة تهدّد بحرمان ملايين الأشخاص حول العالم من مصدر حيوي للمعلومات المتوازنة التي تم التحقق منها، خصوصاً في بلدان تعد فيها الصحافة المستقلة نادرة أو معدومة».

وتابع البيان: «هذه الخطوة تثير قلقاً بالغاً؛ نظراً إلى الدور الذي تؤديه الولايات المتحدة منذ زمن في الدفاع عن حرية الصحافة».