شاشات: مسلسلان جيّـدان

أحمد السقا في «ذهاب وعودة»
أحمد السقا في «ذهاب وعودة»
TT

شاشات: مسلسلان جيّـدان

أحمد السقا في «ذهاب وعودة»
أحمد السقا في «ذهاب وعودة»

* مشهد العناوين في المسلسل الذي تقود هيفاء وهبي بطولته، «مريم» لامرأة نشاهدها تخرج من تحت قنطرة. الكاميرا في العتمة وما بعد القنطرة ضوء نهاري ساطع والمرأة تمشي الهوينا وكونها في الظلام يجعلها غير واضحة المعالم.
مشهد العناوين في المسلسل الذي يقود بطولة بعض أجزائه الممثل بسام كوسا، وعنوانه «غربال 2»، هو لكاميرا في العتمة وما بعد القنطرة ضوء نهاري ساطع، وهناك رجل يمشي الهوينا، وكونه في الظلام يجعله غير واضح المعالم.
الفارق الوحيد؛ هي ذاهبة إلى النهار وهو عائد منه. وهذا هو عنوان «ذهاب وعودة» أحد مسلسلات رمضان البوليسية والصورة الماثلة على ملصقه تلعب أيضا على الأسود والأبيض، وتمثل رجلاً وطفلاً في ممر معتم ونور النهار وراءهما.
توارد خواطر بلا ريب، فإذا ما انتقلنا إلى تصميم المقدّمات لهذه المسلسلات أو لسواها وجدنا أن بعضها لا يزال متمسّكا بالأغنية يبدأ به، بينما تتطاير الأسماء من هنا وهناك. هذا وضع مسلسل عاطفي عنوانه «حالة عشق»، وهو من النوع الذي عليك أن تشاهده من مطلعه وإلا ضعت فيه بعد حلقاته الأولى. إنه عن شخصيات في الحب وفي الكره. بعضها يبحث عن حبيب والآخر يفكر بهجران حبيب. بعضها يطلب عملاً والبعض الآخر يهرب منه. ثم هناك المريضة نفسيًا وطبيبها الذي يخط على دفتره معلومات وعلى الصفحة ذاتها يكتب الوصفة.
حاولت متابعة هذا المسلسل من بدايته، لكن ذلك يعني عذابًا فوق عذاب. من ناحية فإن إخراجه من قبل إبراهيم فخر جيد كتنفيذ، لكن من ناحية أخرى ومع تعدد شخصياته والانتقال بينها من دون أن نلحظ أين صلات كل مجموعة منها مع الأخرى تسبب إرهاقًا مبكرًا.
طبعًا هذا الإرهاق قد يبدأ إذا ما كنت تشاهد المسلسل على شاشة التلفزيون، ذلك لأن تصميم المقدّمة يشمل أغنية تقول منشدتها إنها مقسومة نصفين. ككل شيء في هذه الحياة، تقول. على شاشة التلفزيون لا تستطيع للأسف الانتقال قدمًا (لن يخترعوا هذه التفعيلة على فائدتها) لذلك عليك أن تتابع بصبر أسماء الممثلين على الطريقة التي انتقدناها سابقًا في أكثر من مسلسل. هناك بطولة، ثم هناك «مشاركة متميّزة» و«ظهور متميّز» و«مع نجوم المستقبل»، وتحت كل «بند» عدد من الأسماء… فن في إرضاء الجميع حتى لا يزعل أحدهم فيمشي.
* «بالمنطق كده أستاذ سامي، الموضوع شكله تجارة أعضاء»، وهو كذلك في مسلسل «ذهاب وعودة».
القائم بالتجارة هو ضابط قبرصي سابق، والضحية هو ابن الممثل أحمد السقا الذي يريد أن يقتفي أثر ذلك الضابط، لكن القضيّة أكبر منه والحكومة تشتغل عليها. ها هو أحد كبار المسؤولين يتلقى هاتفًا يقول له إن معالي الوزير متضايق جدًا من هذا الموضوع ويريد تحويل المسألة إلى «الإنتربول».
كل هذا وسواه يمشي بسياق صحيح كإخراج (قام به أحمد شفيق) أكثر حيوية من ذلك الذي في الكثير سواه. المونتاج يمارس مهنته سينمائيًا خالقًا إيقاعًا مثيرًا، لكن يا ليت الكاتب (ومن معه) تأكدوا من معلومة تمر على نحو تقرير واقع: «قبرص»، يقول أحدهم: «ليست عضوًا في الاتحاد الأوروبي، وهذا جيّد» - يقصد أنه جيد لأنه لن يضطر للتعامل مع كذا وعشرين دولة.
لكن الواقع هو أنها دولة من دول الاتحاد الأوروبي منذ الأول من مايو (أيار) سنة 2004... آخ... فاتت على صاحب القضية للأسف.
> ما سبق كله أفضل من «أرض النعام» كتابة وإخراجًا. هذا مسلسل تابعته من حين لآخر ومقدّمته عبارة عن كاميرا تلف حول البطلة (رانيا يوسف) عدّة مرّات بينما ترد الأسماء مكتوبة والموسيقى (الهابطة من السماء) مسموعة. بعد لفّة الكاميرا تبدأ الممثلة بالالتفاف حول نفسها كما لو كانت ضائعة، أو كما لو أن الخطة تقتضي أن تضيّعنا. بعد ذلك يستمر اللف... هذه المرّة الحكاية تلف حول نفسها.
في إحدى الحلقات تفقد الزوجة ابنتها في حديقة. يخطفها عمّها من باب التهديد. تتصل الأم به فيقول لها إنها تنتظرها عند باب الحديقة وإنه فعل ذلك لكي يحذّرها. تمشي الأم ناحية الباب، لكن ابنتها على مدى خطوات قليلة منها.
ليس النقد هو التوقف عند التفاصيل ونبش الأخطاء، لكن بعضه يكمن في تناول هذه التفاصيل كملاحظات؛ لأنها تكشف عن ذلك الاستسهال الذي يحكم الكثير من الأعمال. تلك الجيّدة، مثل «ذهاب وعودة» يتحمّلها لكن تلك التي دون ذلك لا تستطيع.
* حسب أحد الزملاء فإن مسلسل «عناية مشددة» مبكٍ: «دخلت على زوجتي ووجدتها تبكي مع نهاية حلقة الأمس». هو لا يشاهد المسلسلات لذلك تعجّب وسأل إذا ما كان ذلك يعني أن البرنامج جيد التنفيذ.
الحقيقة أنه لا علاقة بين البكاء والجودة في أي شيء. الناقد يتعلم مبكرًا أن يرتاب بحكمه إذا ما بكى خلال فيلم أو مسلسل، ليس لأنه من المفترض أن يكون قاسي القلب والمشاعر، بل لأن ذلك يعني أن المسلسل عرف طريقًا إلى قلبه، ما قد يؤثر على مصداقية حكمه. لذلك هو يسخر بتلقائية، تثير الاستهجان عادة، من مواضع يقدم عليها بعض المخرجين لإثارة تلك المشاعر العفوية.
لكن «عناية مشددة» هو مؤثر بالفعل. ليس إلى درجة الإبكاء بل هو يعلو على التفعيل العاطفي من دون أن يلغي العاطفة ذاتها.
إنه مسلسل سوري من إخراج جيد لأحمد إبراهيم أحمد، يتناول، عن كتابة لعلي وجيه ويامن حجلي، حياة الدمشقيين الآن وسط غبار المعارك المحيطة والظروف القاسية التي يمرّون بها بسبب الحرب الدائرة والأوضاع السياسية والأمنية السائدة. ومهما كان موقفنا مما يحدث فإن الوضع الإنساني أمر مستقل بذاته، ويستحق أن يجد من يلتزم به ويعرضه، بل أن يعرضه من دون استغلال، وذلك عن طريق الإتيان بشخصيات واقعية كما الحال هنا: ضابط يتوعد، مثقف يعارض، جندي عاشق، زعماء يستفيدون من الوضع العنيف لتسيير أعمالهم غير القانونية.. إلخ.
هناك موظفون حكوميون فاسدون ونازح كان يملك وظيفة محترمة والآن يسرق كيسي بطاطا مقلية من أحد المحلات لكي يطعم زوجته وطفلهما اللذين يعيشان في حديقة عامّة.



أجواء احتفالية في مصر ابتهاجاً بعيد الفطر

زحام لافت في ساحات المساجد خلال تأدية صلاة العيد (وزارة الأوقاف المصرية)
زحام لافت في ساحات المساجد خلال تأدية صلاة العيد (وزارة الأوقاف المصرية)
TT

أجواء احتفالية في مصر ابتهاجاً بعيد الفطر

زحام لافت في ساحات المساجد خلال تأدية صلاة العيد (وزارة الأوقاف المصرية)
زحام لافت في ساحات المساجد خلال تأدية صلاة العيد (وزارة الأوقاف المصرية)

سادت أجواء البهجة منذ الساعات الأولى من صباح أول أيام عيد الفطر في مصر، حيث احتشد المصلون من مختلف الأعمار في ساحات المساجد، وسط تكبيرات العيد التي ترددت أصداؤها في المحافظات المختلفة.
وشهدت ساحات المساجد زحاماً لافتاً، مما أدى إلى تكدس المرور في كثير من الميادين، والمناطق المحيطة بالمساجد الكبرى بالقاهرة مثل مسجد الإمام الحسين، ومسجد عمرو بن العاص، ومسجد السيدة نفيسة، ومسجد السيدة زينب، وكذلك شهدت ميادين عدد من المحافظات الأخرى زحاماً لافتاً مع صباح يوم العيد مثل ساحة مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية.
وتبدأ مع صلاة العيد أولى مباهج الاحتفالات عبر «إسعاد الأطفال»، وفق ما تقول ياسمين مدحت (32 عاماً) من سكان محافظة الجيزة (غرب القاهرة). مضيفةً أن «صلاة العيد في حد ذاتها تعد احتفالاً يشارك الأهالي في صناعة بهجته، وفي كل عام تزداد مساحة مشاركة المصلين بشكل تطوعي في توزيع البالونات على الأطفال، وكذلك توزيع أكياس صغيرة تضم قطع حلوى أو عيدية رمزية تعادل خمسة جنيهات، وهي تفاصيل كانت منتشرة في صلاة العيد هذا العام بشكل لافت»، كما تقول في حديثها مع «الشرق الأوسط».

بالونات ومشاهد احتفالية في صباح عيد الفطر (وزارة الأوقاف المصرية) 
ويتحدث أحمد عبد المحسن (36 عاماً) من محافظة القاهرة، عن تمرير الميكروفون في صلاة العيد بين المُصلين والأطفال لترديد تكبيرات العيد، في طقس يصفه بـ«المبهج»، ويقول في حديثه مع «الشرق الأوسط» إن «الزحام والأعداد الغفيرة من المصلين امتدت إلى الشوارع الجانبية حول مسجد أبو بكر الصديق بمنطقة (مصر الجديدة)، ورغم أن الزحام الشديد أعاق البعض عند مغادرة الساحة بعد الصلاة بشكل كبير، فإن أجواء العيد لها بهجتها الخاصة التي افتقدناها في السنوات الأخيرة لا سيما في سنوات (كورونا)».
ولم تغب المزارات المعتادة عن قائمة اهتمام المصريين خلال العيد، إذ استقطبت الحدائق العامة، ولعل أبرزها حديقة الحيوان بالجيزة (الأكبر في البلاد)، التي وصل عدد الزائرين بها خلال الساعات الأولى من صباح أول أيام العيد إلى ما يتجاوز 20 ألف زائر، حسبما أفاد، محمد رجائي رئيس الإدارة المركزية لحدائق الحيوان، في تصريحات صحافية.
ويبلغ سعر تذكرة حديقة الحيوان خمسة جنيهات، وهو مبلغ رمزي يجعل منها نزهة ميسورة لعدد كبير من العائلات في مصر. ومن المنتظر أن ترتفع قيمة التذكرة مع الانتهاء من عملية التطوير التي ستشهدها الحديقة خلال الفترة المقبلة، التي يعود تأسيسها إلى عام 1891، وتعد من بين أكبر حدائق الحيوان في منطقة الشرق الأوسط من حيث المساحة، حيث تقع على نحو 80 فداناً.