إجلاء مئات المهاجرين من ليبيا وسط «تدفقات جديدة»

«مفوضية اللاجئين» تنقل بعضهم إلى دول «مستضيفة»

جانب من مهاجرين غير نظاميين ألقي القبض عليهم في الكفرة جنوب شرقي ليبيا (جهاز الهجرة)
جانب من مهاجرين غير نظاميين ألقي القبض عليهم في الكفرة جنوب شرقي ليبيا (جهاز الهجرة)
TT

إجلاء مئات المهاجرين من ليبيا وسط «تدفقات جديدة»

جانب من مهاجرين غير نظاميين ألقي القبض عليهم في الكفرة جنوب شرقي ليبيا (جهاز الهجرة)
جانب من مهاجرين غير نظاميين ألقي القبض عليهم في الكفرة جنوب شرقي ليبيا (جهاز الهجرة)

نجحت جهود الأجهزة الليبية والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في إجلاء مئات المهاجرين غير النظاميين من البلاد، خلال الأيام الماضية، إلى دولهم، أو إلى بلد ثالث «مستضيف»، في وقتٍ لا تزال ليبيا تستقبل تدفقات جديدة لمهاجرين من جنسيات عدة عبر الحدود المترامية.
قال جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية فرع الكفرة بجنوب البلاد، إنه سهّل إجلاء 43 مهاجراً غير شرعي، من الجنسية السودانية إلى بلدهم، وأوصلهم إلى «الدبابة» وهي آخِر نقطة حدودية، لافتاً إلى أنه أُجريت لهم فحوصات طبية، وتبيَّن أن بعضهم يحمل فيروس الإيدز والكبدي الوبائي، ورأى ترحيلهم؛ «حماية للأمن الصحي للمواطنين».
وأضاف الجهاز أنه تبيَّن له أن بعض المهاجرين المرحَّلين كانوا يعملون في مخابز ومحالّ لبيع الخضراوات، ومنهم من كان يقيم في البلاد منذ 10 سنوات، ولأول مرة يجري فحصهم طبياً.
ونوّه جهاز الهجرة بأن «كل دولة مسؤولة عن معالجة رعاياها، والإنفاق على علاجهم، في ظل نقص الإمكانيات في البلاد، بالنظر إلى ما تكبّدته من أموال على المهاجرين منذ 10 سنوات».
وقال مسؤول أمني بجهاز الهجرة غير المشروعة في طرابلس، لـ«الشرق الأوسط»، إن «تدفقات المهاجرين على ليبيا تتواصل بشكل مريب، في ظل الجهود الأمنية التي تبذلها السلطات الأمنية في مكافحة هذه الظاهرة».
ولفت المسؤول إلى أن دورية بحرية بالقطاع الأوسط لحرس السواحل ضبطت، منتصف الأسبوع الماضي، جرافة (مركب صيد كبيرة)؛ على متنها 327 مهاجراً قبالة ساحل القره بوللي، في غرب البلاد، وجرى تسليمهم إلى شرطة جهاز الهجرة.
في سياق قريب، وبالتنسيق بين جهاز الهجرة فرع الكفرة، والمنظمة الدولية للهجرة، جرى نقل 3 مهاجرين؛ صومالييْن، وإريتري، في عربة إسعاف إلى مستشفيات بنغازي؛ لتلقّي العلاج، وأوضح الجهاز سبب تدهور حالتهم الصحية «لِما تعرضوا له في سجون تجار البشر».
في السياق نفسه، قالت المنظمة الدولية للهجرة إنه بعد 9 سنوات، تمكنت من «جمع شمل أخويْن إريترييْن في المملكة المتحدة؛ بفضل جهود مفوضية اللاجئين والمحامين في إنجلترا».
وقالت المنظمة إن «عائلات المهاجرين قد تتعرض للتشتت خلال رحلاتها بحثاً عن الأمان والحماية. وفي كثير من الأحيان، يفصل الأطفال قسراً عن والديهم، وقد يفقد أفراد الأسرة الاتصال ببعضهم البعض لسنوات».
ولفتت إلى أن «المفوضية تساعد عائلات اللاجئين المشتتة على لمّ شملها، وذلك بدعم من الصندوق الائتماني للاتحاد الأوروبي. ويعتبر هذا شريان حياة للاجئين في ليبيا الذين لديهم روابط عائلية وثيقة في بلدان ثالثة».


مقالات ذات صلة

ترحيل المهاجرين ضمن مهام ترمب في أول أيامه الرئاسية

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)

ترحيل المهاجرين ضمن مهام ترمب في أول أيامه الرئاسية

قالت ثلاثة مصادر مطلعة لـ«رويترز» إنه من المتوقع أن يتخذ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب عدة إجراءات تنفيذية في أول أيام رئاسته لإنفاذ قوانين الهجرة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)

ترمب: لن يكون أمامنا خيار سوى تنفيذ «ترحيل جماعي» للمهاجرين غير الشرعيين

قال الرئيس الأميركي المنتخب إن قضية الحدود تعد إحدى أولوياته القصوى، وإن إدارته لن يكون أمامها خيار سوى تنفيذ عمليات «ترحيل جماعي» للمهاجرين غير الشرعيين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ مهاجرون يستمعون إلى التوجيهات قبل عبور الحدود من المكسيك إلى إل باسو بولاية تكساس الأميركية (أ.ف.ب)

الهجرة غير الشرعية تتراجع مع ارتفاع حدة الخطاب الانتخابي الأميركي

تبدو ضفاف نهر يفصل بين المكسيك وأميركا شبه مهجورة، وغدت ملاجئ مخصصة للمهاجرين شبه خاوية، بعد أن كانت مكتظة سابقاً، نتيجة سياسات أميركية للهجرة باتت أكثر صرامة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا السويد تعزز المساعدات للدول القريبة من مناطق النزاع في محاولة لخفض تدفق المهاجرين (إ.ب.أ)

الحكومة السويدية تخصص مساعدات إنمائية للدول التي يتدفق منها المهاجرون

أعلنت السويد أنها ستعزز المساعدات للدول القريبة من مناطق النزاع وعلى طرق الهجرة، في أول بادرة من نوعها تربط بين المساعدات الإنمائية ومحاولة خفض تدفق المهاجرين.

«الشرق الأوسط» (ستوكهولم)
أوروبا مبنى المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان (رويترز)

القضاء الأوروبي يدين قبرص لإعادتها لاجئيْن سورييْن إلى لبنان

دانت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، الثلاثاء، قبرص لاعتراضها في البحر لاجئيْن سورييْن وإعادتهما إلى لبنان، دون النظر في طلب اللجوء الخاص بهما.

«الشرق الأوسط» (ستراسبورغ)

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
TT

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)

فرضت الجماعة الحوثية خلال الأيام الماضية إتاوات جديدة على مُلاك مناجم الحجارة وسائقي ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة في العاصمة المختطفة صنعاء ومدن أخرى؛ ما تَسَبَّبَ أخيراً في ارتفاع أسعارها، وإلحاق أضرار في قطاع البناء والتشييد، وزيادة الأعباء على السكان.

وذكرت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن قيادات حوثية تُدير شؤون هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لسيطرة الجماعة، فرضت زيادة سعرية مفاجئة على ناقلات الحصى تتراوح ما بين 300 و330 دولاراً (ما بين 160 ألفاً و175 ألف ريال) لكل ناقلة.

ووصل إجمالي السعر الذي يُضطر مُلاك مناجم الحجارة وسائقو الناقلات إلى دفعه للجماعة إلى نحو 700 دولار (375 ألف ريال)، بعد أن كان يقدر سعرها سابقاً بنحو 375 دولاراً (200 ألف ريال)، حيث تفرض الجماعة سعراً ثابتاً للدولار بـ 530 ريالاً.

مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

وتذهب الزيادة المفروضة، وفقاً للمصادر، لمصلحة أحد المشرفين الحوثيين، الذي يُكنى بـ«الجمل»، ويواصل منذ أيام شن مزيد من الحملات التعسفية ضد مُلاك كسارات وسائقي ناقلات بصنعاء وضواحيها، لإرغامهم تحت الضغط والترهيب على الالتزام بتعليمات الجماعة، وتسديد ما تقره عليهم من إتاوات.

واشتكى مُلاك كسارات وسائقو ناقلات في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من حملات الابتزاز الحوثي لفرض الزيادة المفاجئة في أسعار بيع ونقل الخرسانة المستخدمة في البناء والتشييد، ما يزيد من أعبائهم ومعاناتهم.

وقال بعضهم إن الجماعة لم تكتفِ بذلك، لكنها فرضت إتاوات أخرى عليهم تحت أسماء متعددة منها تمويل تنظيم الفعاليات بما تسمى ذكرى قتلاها في الحرب، ورسوم نظافة وتنمية مجتمعية وأجور مشرفين في الجماعة بذريعة تنفيذ الرقابة والمتابعة والإشراف على السلامة البيئية.

وتحدث مالك كسارة، اشترط إخفاء اسمه، عن لجوئه وآخرين يعملون في ذلك القطاع، لتقديم عدة شكاوى لسلطة الانقلاب للمطالبة بوقف الإجراءات التعسفية المفروضة عليهم، لكن دون جدوى، وعدّ ذلك الاستهداف لهم ضمن مخطط حوثي تم الإعداد له مسبقاً.

الإتاوات الجديدة على الكسارة وناقلات الحصى تهدد بإلحاق أضرار جديدة بقطاع البناء (فيسبوك)

ويتهم مالك الكسارة، المشرف الحوثي (الجمل) بمواصلة ابتزازهم وتهديدهم بالتعسف والإغلاق، عبر إرسال عناصره برفقة سيارات محملة بالمسلحين لإجبارهم بالقوة على القبول بالتسعيرة الجديدة، كاشفاً عن تعرُّض عدد من سائقي الناقلات خلال الأيام الماضية للاختطاف، وإغلاق نحو 6 كسارات لإنتاج الحصى في صنعاء وضواحيها.

ويطالب مُلاك الكسارات الجهات الحقوقية المحلية والدولية بالتدخل لوقف التعسف الحوثي المفروض على العاملين بذلك القطاع الحيوي والذي يهدد بالقضاء على ما تبقى من قطاع البناء والتشييد الذي يحتضن عشرات الآلاف من العمال اليمنيين.

وسبق للجماعة الحوثية، أواخر العام قبل الفائت، فتح مكاتب جديدة تتبع هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لها، في أغلبية مناطق سيطرتها بغية التضييق على مُلاك الكسارات وسائقي ناقلات الحصى، ونهب أموالهم.

وأغلقت الجماعة الحوثية عبر حملة استهداف سابقة نحو 40 كسارة في محافظات صنعاء وعمران وحجة وإب والحديدة وذمار، بحجة مخالفة قانون المناجم، رغم أنها كانت تعمل منذ عقود وفق القوانين واللوائح المنظِّمة لهذا القطاع.

إتاوات جديدة فرضتها الجماعة الحوثية على ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة (فيسبوك)

وسبق أن فرضت الجماعة في ديسمبر (كانون الأول) من العام قبل الماضي، على مُلاك المناجم في صنعاء وبقية المناطق رسوماً تقدر بـ 17 دولاراً (8900 ريال) على المتر الواحد المستخرج من الحصى، والذي كان يباع سابقاً بـ5 دولارات ونصف الدولار (2900 ريال) فقط.

وتفيد المعلومات بإقدامها، أخيراً، على مضاعفة الرسوم المفروضة على سائقي ناقلات الحصى، إذ ارتفعت قيمة الرسوم على الناقلة بحجم 16 متراً، من 181 دولاراً (64 ألف ريال)، إلى 240 دولاراً (128 ألف ريال)، في حين ارتفع سعر الحمولة ليصل إلى 750 دولاراً، (400 ألف ريال).