الاحتجاجات الإيرانية في أسبوعها التاسع... ودعوات لإحياء ذكرى قمع 2019

مدير الحوزات العلمية يهدد بقتل من يسقطون العمائم ... واشنطن تدعم طلباً لعقد اجتماع أممي حول القمع

عناصر الشرطة على دراجات نارية أثناء مطاردة المحتجين في طهران -  إيرانية تكتب اسم برج «آزادي» بضوء الشموع   -  طلاب ينثرون طلاءً أحمر في إحدى قاعات كلية الفن بجامعة طهران (تويتر)
عناصر الشرطة على دراجات نارية أثناء مطاردة المحتجين في طهران - إيرانية تكتب اسم برج «آزادي» بضوء الشموع - طلاب ينثرون طلاءً أحمر في إحدى قاعات كلية الفن بجامعة طهران (تويتر)
TT

الاحتجاجات الإيرانية في أسبوعها التاسع... ودعوات لإحياء ذكرى قمع 2019

عناصر الشرطة على دراجات نارية أثناء مطاردة المحتجين في طهران -  إيرانية تكتب اسم برج «آزادي» بضوء الشموع   -  طلاب ينثرون طلاءً أحمر في إحدى قاعات كلية الفن بجامعة طهران (تويتر)
عناصر الشرطة على دراجات نارية أثناء مطاردة المحتجين في طهران - إيرانية تكتب اسم برج «آزادي» بضوء الشموع - طلاب ينثرون طلاءً أحمر في إحدى قاعات كلية الفن بجامعة طهران (تويتر)

تجددت التجمعات في عدة مدن إيرانية، أمس، في مطلع الأسبوع التاسع على اندلاع أحدث احتجاجات عامة تهز إيران. وأعلن مسؤول في الجهاز القضائي عن توجيه اتهامات لـ11 شخصاً عقوبتها تصل للإعدام، وذلك وسط دعوات لعقد اجتماع أممي ينظر في حملة القمع المميتة التي تشنها السلطات، في وقت وصل عدد القتلى إلى 336 على الأقل، بحسب منظمات حقوقية.
ودعا ناشطون إيرانيون، السبت، إلى مظاهرات واسعة، الأسبوع المقبل، في عدة مدن إيرانية، في ذكرى مرور ثلاثة أعوام على حملة قمع دامية لاحتجاجات على ارتفاع أسعار الوقود.
وتأتي هذه الدعوة لإحياء ذكرى قتلى مظاهرات عام 2019، الثلاثاء، في وقت تشهد فيه إيران منذ 16 سبتمبر (أيلول) احتجاجات إثر وفاة الشابة مهسا أميني (22 عاماً) بعد أيام من توقيفها من قبل شرطة الأخلاق بدعوى سوء الحجاب.
وراج، أمس، إشعار من ناشطين مجهولين على «تويتر» جاء فيه: «لنجتمع في 15 نوفمبر، ولنحتلّ إحدى الطرق السريعة في طهران. الشوارع لنا».
ووجّه ناشطون شباب مجهولون دعوات مشابهة في مدن على غرار الأحواز وبابل وأصفهان ومشهد وتبريز وغيرها. وقال ناشطون: «سنبدأ في المدارس الثانوية والجامعات والأسواق وننتقل إلى التجمعات في الأحياء، ثمّ إلى الساحات الرئيسية في المدن».
وبدأت سلسلة الاحتجاجات التي هزّت إيران في عام 2019 بعد إعلان مفاجئ عن رفع أسعار الوقود بنسبة 300 في المائة. ونقلت «رويترز» حينها عن مسؤولين إيرانيين إن حملة القمع أسفرت عن مقتل 1500 على الأقل. وقالت منظمة العفو الدولية إنها وثقت مقتل 304 أشخاص حينذاك.
ويواصل الإيرانيون احتجاجاتهم بطرق مختلفة على الرغم من تصعيد لهجة المسؤولين الإيرانيين بإعدام الموقوفين في المسيرات المناهضة للنظام. وعادت الأجواء الملتهبة إلى الجامعات بينما تقترب الاحتجاجات من نهاية الشهر الثاني، بعد جمعة صاخبة تحولت فيها عدة مدن إلى ساحة مناوشات بين قوات الأمن والمتظاهرين.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1591708695716540416
وهتف طلاب جامعة «العلوم والثقافة» في طهران ضد إجراءات قد تقدم السلطات عليها لتنفيذ أحكام الإعدام بحق المعتقلين، وأظهرت تسجيلات فيديو على شبكات التواصل الاجتماعي، ترديد هتاف: «إنه التحذير الأخير، إذا أعدمتم ستقوم القيامة»، كما رددوا شعار «الموت للديكتاتور» وشعارات أخرى تطالب بـ«الحرية» و«المساواة»، خصوصاً إسقاط قوانين «الحجاب الإلزامي». وشهدت جامعة «بهشتي» في طهران تجمعات مماثلة. ووسع طلاب كلية الفنون بجامعة طهران نطاق أعمالهم الرمزية، ولطخوا الأرضية والمقاعد في قاعات الدراسة بطلاء أحمر، احتجاجاً على حملة القمع التي تشنها السلطات ضد المسيرات الاحتجاجية. واجتمع مجموعة من الطلاب أمام كلية علم النفس ورفعوا أوراقاً تطالب بإطلاق سراح المعتقلين. في جامعة «شريف» الصناعية، تجمع الطلاب أمام مركز إداري للطلاب بإطلاق سراح المعتقلين.
ورفع طلاب جامعة «علامة» للعلوم الإنسانية وسط طهران لافتة ملونة بقطرات تشبه الدم، مرددين شعارات تطالب بالحرية، وإقامة نظام متعدد على أساس ديمقراطي. وفي كرج غرب طهران تجددت تجمعات طلاب جامعة خوارزمي. وأصدر طلاب جامعة أصفهان بياناً للتأكيد على تمسكهم بالإضرابات ووقف الدراسة في وقت «تراق الدماء على أرصفة الطرق، وتحمل توابيت القتلى على الأكتاف»، وقال الطلاب إن إضرابهم مستمر حتى ترفع القيود عن جميع زملائهم بما في ذلك إطلاق سراح المعتقلين.
ونزلت تلميذات المدارس في مسيرات احتجاجية بمدينة سنندج، مركز محافظة كردستان. ونشر حساب «وحيد أونلاين» الذي يتابعه على «تويتر» أكثر من 430 ألفاً مقطع فيديو من فتاة ترتدي تنورة ومن دون حجاب، في تحدٍّ للإجراءات الأمنية المشددة. ويمكن سماع تشجيع الإيرانيين لها وأبواق السيارات.

قتلى في 22 محافظة

وذكرت وكالة نشطاء حقوق الإنسان (هرانا) في إحصائيتها اليومية التي نشرت في وقت متأخر الجمعة، إنها رصدت 336 قتيلاً، بينهم 52 طفلاً. وقالت إن 15 ألفاً و94 شخصاً، اعتقلوا في 138 مدينة و137 جامعة شهدت احتجاجات.
وقالت منظمة حقوق الإنسان في إيران، ومقرها أوسلو، في أحدث إحصائية أمس، إن 326 شخصاً قتلوا في الاحتجاجات، مشيرة إلى مقتل 43 طفلاً بينهم (تسعة فتيات)، فضلاً عن مقتل 25 امرأة.
ودعا مدير المنظمة محمود أميري مقدّم المجتمعَ الدولي إلى العمل من أجل إنهاء القمع في إيران. وقال: «إن إنشاء آلية تحقيق ومساءلة دولية من قبل الأمم المتحدة سيسهل عملية محاسبة الجناة في المستقبل ويزيد تكلفة القمع المستمر على الجمهورية الإسلامية».
وبحسب المنظمة، سجلت 22 من أصل 31 محافظة إيرانية سقوط قتلى في الاحتجاجات. وأشارت المنظمة إلى مقتل 123 شخصاً في محافظة بلوشستان جنوب شرقي إيران، و37 محتجاً في طهران، و33 آخرين في محافظة مازندران الشمالية، وفي جارتها جيلان قتل 22 شخصاً، أما في المحافظات التي فيه وعين الماضيين، وتحول هاشتاق «عمامه براني» إلى سحابة في شبكات التواصل الاجتماعي، تعكس عمق جيل الشباب من الحكام.
وهدد مدير الحوزات العلمية في إيران، علي رضا أعرافي، المحتجين الذين يقدمون على إزالة العمائم من رجال الدين بـ«الموت». وقال: «من يعتدون على عمائم رجال الدين يجب أن يعلموا أن العمامة تتحول إلى كفن لهم».
يأتي هذا بعدما وصف ممثل مدينة خميني شهر أصفهان، النائب محمد تقي نقد علي، إزالة العمائم بـ«اللعب بذيل الأسد»، محذراً من يقومون بتلك الأعمال: «سينالون جزاءهم».
والخميس الماضي، قالت وسائل إعلام إيرانية إن قوات الأمن أوقفت شخصين على الأقل في طهران ومدينة بابل الشمالي، بتهمة إسقاط العمامة. وذكرت صحيفة «إيران» الناطقة باسم الحكومة أن شخصاً اعتُقل في المنطقة العاشرة بطهران بتهمة إسقاط العمامة. وكانت وسائل إعلام تابعة لـ«الحرس الثوري» قد طالبت بمواجهة «جدية» مع «المسيئين» لرجال الدين، مطالبة بوضع قوانين خاصة.

مهمة في نيويورك

في الأثناء، أعلن مسؤول في القضاء الإيراني عن توجيه اتهامات إلى 11 موقوفاً بينهم امرأة، تصل عقوبة بعضها إلى الإعدام، لـ«ضلوعهم» في قتل عنصر من الباسيج قرب طهران هذا الشهر، على هامش الاحتجاجات، وفق ما نقلت وكالة «الصحافة الفرنسية» عن تصريحات مسؤولين.
وفي الثالث من نوفمبر (تشرين الثاني)، أفادت وسائل إعلام إيرانية بمقتل عنصر من قوات «الباسيج» ذراع «الحرس الثوري»، وإصابة 10 عناصر من الشرطة خلال مواجهات مع محتجين على هامش إحياء ذكرى الأربعين لوفاة الشابة حديث نجفي التي قضت بنيران قوات الأمن وفقاً لأسرتها، على هامش الاحتجاجات في كرج الواقعة غرب طهران.
وأشارت وكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري» في حينه إلى أن العنصر القتيل روح الله عجميان، تعرض لطعنات بالسكين ورمي بالحجارة. وقال مسؤول السلطة القضائية في محافظة ألبرز التي تتبع لها كرج حسين فاضلي هريكندي إنه «بعد تحديد المتهمين (بقتل عجميان) وتوقيفهم، تم إجراء تحقيق أولي (...) وتم إحضار 11 شخصاً، هم عشرة رجال وامرأة، أمام القضاء، وصدرت لائحة الاتهام بحقهم من قبل النيابة العامة في كرج». وأوضح أن التهم تشمل «الإفساد في الأرض» التي قد تؤدي إلى الإعدام، إضافة إلى «التجمع والتواطؤ بنية ارتكاب جرائم» ضد الأمن، و«الدعاية ضد النظام (السياسي)».
جاء إعلان المسؤول القضائي في وقت أثارت زيارة غير معلنة لنائب رئيس القضاء في شؤون حقوق الإنسان، كاظم غريب آبادي إلى مقر الأمم المتحدة جدلاً واسعاً في شبكات التواصل الاجتماعي، قبل أن تؤكد وسائل الإعلام الحكومية زيارته.
وقالت وكالة «إرنا» الرسمية إن غريب آبادي سافر إلى نيويورك من أجل المشاركة في اجتماعات اللجنة الثالثة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وعقد «اجتماعات ثنائية ومتعددة» مع مسؤولي الأمم المتحدة والدول الأخرى.
ونقلت عن غريب آبادي قوله إن «تويتر بأوامر من الحكومة الأميركية، أطلقت 50 ألف حساب مزيف وربوتات بهدف الحرب الدعائية والنفسية ضد إيران».
وترافق غريب آبادي النائبة في البرلمان، زهرة اللهيان، بعد أيام من توقيع 227 من نواب البرلمان الإيراني بياناً يطالب بإعدام المحتجين. وقالت وسائل إعلام إيرانية إن المسؤولين ينويان توضيح وجهة النظر الرسمية بالنسبة للأحداث، خاصة مطالب المحتجين بتغيير قانون الحجاب.
وسبق للسلطة القضائية أن أعلنت توجيه الاتهام إلى أكثر من ألفي شخص على خلفية الاحتجاجات، علماً بأن عدداً منهم يواجه تهماً قد تصل عقوبتها للإعدام.
ودعا خبراء لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة إيران، الجمعة، إلى وقف توجيه اتهامات تصل عقوباتها للإعدام بحق أشخاص شاركوا في الاحتجاجات، وحضّوا السلطات على «الإفراج فوراً» عمن تم توقيفهم على هامش هذه التحركات. وطلبت ألمانيا وآيسلندا من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، الجمعة، عقد جلسة عاجلة بشأن إيران التي تهزها احتجاجات دامية منذ أسابيع.
وفي رسالة وجهاها إلى رئاسة المجلس، دعا سفيرا ألمانيا وآيسلندا لدى الأمم المتحدة في جنيف إلى عقد «جلسة خاصة... بشأن تدهور أوضاع حقوق الإنسان في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، خصوصاً فيما يتعلق بالنساء والأطفال».
ويطلب السفيران في الرسالة عقد الجلسة في 24 نوفمبر إن أمكن، أو في اليوم الأخير من الأسبوع نفسه. وأوضحا أن الطلب حظي بدعم 44 دولة، من دون تحديد إن كانت كلها أعضاء في المجلس.
ويتطلب عقد جلسة خاصة خارج الدورات العادية الثلاث التي تعقد كل عام، الحصول على دعم 16 دولة عضواً، أي أكثر من ثلث أعضاء المجلس البالغ عددهم 47.
يأتي الطلب بعد ثمانية أسابيع من الاحتجاجات في إيران منذ وفاة مهسا أميني (22 عاماً) بعد توقيفها على خلفية انتهاكها المزعوم لقواعد لباس المرأة الصارمة في الجمهورية الإسلامية. وقالت السفيرة الألمانية في جنيف كاتارينا ستاش: «سوف نقدم دعماً على الصعيد الدولي للسيدات والرجال الذين يتحلون بالشجاعة في إيران الذين يخرجون إلى الشوارع للمطالبة بحقوقهم منذ أسابيع»، وأضافت: «نريد أن يتم جمع الحقائق بشكل مستقل وتقديم المسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان للعدالة على الصعيدين الوطني والدولي».
وأعرب المبعوث الأميركي الخاص بإيران، روبرت مالي في تغريدة على «تويتر» عن تأييده للخطوة الألمانية-الآيسلندية، لتسليط الضوء عالمياً على حملة القمع العنيفة التي تشنها السلطات الإيرانية ضد المتظاهرين السلميين.


مقالات ذات صلة

مقتل قائد شرطة برصاص مسلحين في بلوشستان الإيرانية

شؤون إقليمية مقتل قائد شرطة برصاص مسلحين في بلوشستان الإيرانية

مقتل قائد شرطة برصاص مسلحين في بلوشستان الإيرانية

قُتل شرطي إيراني، وزوجته، برصاص مسلَّحين مجهولين، أمس، في محافظة بلوشستان، المحاذية لباكستان وأفغانستان، وفقاً لوسائل إعلام إيرانية. وقال قائد شرطة بلوشستان دوست علي جليليان، لوكالة «تسنيم»، التابعة لـ«الحرس الثوري»، إن رئيس قسم التحقيقات الجنائية، الرائد علي رضا شهركي، اغتيل، في السابعة صباحاً، أثناء قيادته سيارته الشخصية، مع أسرته، في أحد شوارع مدينة سراوان. وذكرت وكالة «إرنا» الرسمية أن زوجة شهركي نُقلت إلى المستشفى في حالة حرجة، بعد إطلاق النار المميت على زوجها، لكنها تُوفيت، متأثرة بجراحها. وقال المدَّعي العام في المحافظة إن السلطات لم تعتقل أحداً، وأنها تحقق في الأمر.

«الشرق الأوسط» (طهران)
شؤون إقليمية 24 هندياً على متن ناقلة نفط احتجزتها إيران في خليج عمان

24 هندياً على متن ناقلة نفط احتجزتها إيران في خليج عمان

أعلنت الشركة المشغلة لناقلة نفط كانت متّجهة نحو الولايات المتحدة، واحتجزتها إيران في خليج عمان أن السفينة كانت تقل 24 هندياً هم أفراد الطاقم، وأضافت اليوم (الجمعة) أنها تعمل على تأمين الإفراج عنهم. وأوضحت شركة «أدفانتج تانكرز» لوكالة «الصحافة الفرنسية»، أن حالات مماثلة سابقة تُظهر أن الطاقم المحتجز «ليس في خطر»، بعد احتجاز الناقلة (الخميس). وذكرت الشركة، في بيان، أن البحرية الإيرانية نقلت السفينة «أدفانتج سويت»، التي ترفع علم جزر مارشال، إلى ميناء لم يُكشف عن اسمه، بسبب «نزاع دولي». وقالت «أدفانتج تانكرز» إن «البحرية الإيرانية ترافق حاليا أدفانتج سويت إلى ميناء على أساس نزاع دولي».

«الشرق الأوسط» (دبي)
شؤون إقليمية كوهين يلتقي علييف في باكو وسط توتر مع طهران

كوهين يلتقي علييف في باكو وسط توتر مع طهران

أجرى وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين مشاورات في باكو، مع كبار المسؤولين الأذربيجانيين، قبل أن يتوجه إلى عشق آباد، عاصمة تركمانستان، لافتتاح سفارة بلاده، في خطوة من شأنها أن تثير غضب طهران. وتوقف كوهين أمس في باكو عاصمة جمهورية أذربيجان، حيث التقى الرئيس الأذربيجاني ألهام علييف في القصر الرئاسي، وذلك بعد شهر من افتتاح سفارة أذربيجان في تل أبيب. وأعرب علييف عن رضاه إزاء مسار العلاقات بين البلدين، وقال، إن «افتتاح سفارة أذربيجان في إسرائيل مؤشر على المستوى العالي لعلاقاتنا»، مؤكداً «العلاقات بين بلدينا تقوم على أساس الصداقة والثقة المتبادلة والاحترام والدعم»، حسبما أوردت وكالة «ترند» الأذربيج

شؤون إقليمية إيران تبدأ استخدام الكاميرات الذكية لملاحقة مخالفات قانون الحجاب

إيران تبدأ استخدام الكاميرات الذكية لملاحقة مخالفات قانون الحجاب

بدأت الشرطة الإيرانية اليوم (السبت)، استخدام الكاميرات الذكية في الأماكن العامة لتحديد هويات مخالِفات قانون ارتداء الحجاب، بحسب وكالة «تسنيم» الإيرانية للأنباء. وسوف تتلقى النساء اللاتي يخالفن القانون رسالة تحذيرية نصية بشأن العواقب، وفقاً لوكالة «الأنباء الألمانية». وتقول الشرطة إن الكاميرات التي تتعقب هذه المخالفة لن تخطئ.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية إيران: تركيب كاميرات في الأماكن العامة لرصد من لا يلتزمن بالحجاب

إيران: تركيب كاميرات في الأماكن العامة لرصد من لا يلتزمن بالحجاب

أعلنت الشرطة الإيرانية اليوم (السبت) أن السلطات تركب كاميرات في الأماكن العامة والطرقات لرصد النساء اللواتي لا يلتزمن بالحجاب ومعاقبتهن، في محاولة جديدة لكبح الأعداد المتزايدة لمن يقاومن قواعد اللباس الإلزامية، وفقاً لوكالة «رويترز». وقالت الشرطة في بيان إن المخالفات سيتلقين بعد رصدهن «رسائل نصية تحذيرية من العواقب». وجاء في البيان الذي نقلته وكالة أنباء «ميزان» التابعة للسلطة القضائية ووسائل إعلام حكومية أخرى أن هذه الخطوة تهدف إلى «وقف مقاومة قانون الحجاب»، مضيفا أن مثل هذه المقاومة تشوه الصورة الروحية للبلاد وتشيع انعدام الأمن.

«الشرق الأوسط» (لندن)

محاولات ترشيح إردوغان لرئاسة تركيا مجدداً تفجر تساؤلات حول مستقبل حزبه

إردوغان يرغب في الترشح مجدداً لرئاسة تركيا (الرئاسة التركية)
إردوغان يرغب في الترشح مجدداً لرئاسة تركيا (الرئاسة التركية)
TT

محاولات ترشيح إردوغان لرئاسة تركيا مجدداً تفجر تساؤلات حول مستقبل حزبه

إردوغان يرغب في الترشح مجدداً لرئاسة تركيا (الرئاسة التركية)
إردوغان يرغب في الترشح مجدداً لرئاسة تركيا (الرئاسة التركية)

أشعلت تصريحات متكررة لكبير مستشاري الرئيس التركي رجب طيب إردوغان حول فتح الطريق لترشيحه للرئاسة لولاية جديدة من خلال الدعوة إلى انتخابات مبكرة في البرلمان جدلاً واسعاً.

وعلى مدى الأيام القليلة الماضية، أدلى كبير مستشاري إردوغان للشؤون القانونية، محمد أوتشوم، بتصريحات متكررة، أكد فيها أنه «بموجب الدستور، إذا قرر البرلمان تجديد الانتخابات في الولاية الثانية للرئيس، فيمكن للرئيس أن يترشح مرة أخرى».

وذكر أنه إذا قرر البرلمان تجديد الانتخابات بـ360 نائباً (3 أخماس الأعضاء) قبل الانتخابات المقرر إجراؤها في 7 مايو (أيار) 2028، على سبيل المثال في النصف الثاني من عام 2027، فقد يترشح الرئيس إردوغان مرة أخرى، أي للمرة الأخيرة.

وسبق أن ترشح إردوغان للرئاسة 3 مرات الأولى في عام 2014، وكان يحق له الترشح مرة أخرى في 2019 إلى 2024، لكن تعديل الدستور عام 2017 للانتقال إلى النظام الرئاسي، وإجراء الانتخابات الرئاسية بشكل مبكر في 2018 منحه الحق في الترشح للرئاسة مرتين، آخرهما انتخابات مايو 2023 الماضية.

وأعلن إردوغان عقب انتخابه في 2023 أنه سيضع دستوراً جديداً مدنياً ليبيرالياً للبلاد، وقال حليفه دولت بهشلي، رئيس حزب «الحركة القومية»، شريك حزب «العدالة والتنمية» الحاكم في «تحالف الشعب»، إن الدستور الجديد سيكون هدفه فتح الطريق أمام إردوغان للترشح للرئاسة من جديد.

وأعلنت المعارضة التركية رفضها المشاركة في أعمال الدستور الجديد، وقال زعيم المعارضة رئيس حزب «الشعب الجمهوري»، أوزغور أوزال، إن حزبه لن يشارك في وضع دستور جديد للبلاد مع من لا يلتزمون بالدستور الحالي.

كما أعلنت باقي أحزاب المعارضة أنها لن تشارك في وضع دستور لا يضمن العودة إلى النظام البرلماني وإلغاء النظام الرئاسي، الذي قاد إلى تكريس جميع السلطات في يد إردوغان.

وكشف أحدث استطلاع للرأي عن رفض غالبية الأتراك تعديل الدستور من أجل فتح الباب لترشح إردوغان للرئاسة للمرة الرابعة.

إردوغان متحدثاً أمام حشد من أنصاره في كهرمان ماراش جنوب تركيا السبت الماضي (الرئاسة التركية)

وبحسب الاستطلاع، الذي أجرته شركة «متروبول»، فإن نسبة الذين قالوا «لا» لتعديل الدستور حتى يتمكن إردوغان من الترشح، بلغت 66.3 في المائة، مقابل 28.5 في المائة أيدوا التعديل، فيما لم يحدد 5.2 في المائة من المشاركين في الاستطلاع موقفهم.

وعارض 88.9 في المائة من ناخبي حزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب»، المؤيد للأكراد، تعديل الدستور من أجل إردوغان، على الرغم من الخطوات الأخيرة لفتح الطريق أمام نواب الحزب للقاء زعيم حزب «العمال الكردستاني»، المحكوم بالسجن مدى الحياة في تركيا عبد الله أوجلان، في محبسه في سجن إيمرالي غرب تركيا؛ لبحث إنهاء مشكلة الإرهاب في تركيا، بحسب ما اقترح بهشلي وأيد إردوغان.

ورفض 83 في المائة من ناخبي حزب «الشعب الجمهوري»، و87.6 في المائة من ناخبي حزب «الجيد» تعديل الدستور. أما النتيجة المفاجئة التي كشف عنها الاستطلاع، فكانت رفض 55 في المائة من ناخبي حزب «الحركة القومية» و40.2 في المائة من ناخبي حزب «العدالة والتنمية» الحاكم تعديل الدستور لإفساح المجال لترشيح إردوغان للرئاسة مجدداً.

بهشلي سعى في الفترة الأخيرة للتقارب مع الحزب الكردي بالبرلمان (موقع حزب الحركة القومية)

وتحدثت أروقة السياسة في أنقرة عن محاولات من جانب إردوغان وبهشلي لكسب أصوات نواب حزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب» عندما يحين موعد التصويت في البرلمان على إجراء انتخابات مبكرة بطلب من إردوغان؛ لأن أصوات حزبي «العدالة والتنمية» و«الحركة القومية» (تحالف الشعب) لا تكفي وحدها للموافقة على الطلب؛ كونهما يملكان 311 مقعداً فقط من مقاعد البرلمان وعددها 600 مقعد.

وقال رئيس حزب «الجيد»، مساوات درويش أوغلو، تعليقاً على اقتراح بهشلي حضور أوجلان إلى البرلمان للحديث من خلال المجموعة البرلمانية لحزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب»؛ لإعلان حل حزب «العمال الكردستاني» ووضع سلاحه وانتهاء الإرهاب في تركيا: «نحن بحاجة إلى التفكير فيما سيحدث بعد إحضار قاتل مدان إلى البرلمان لمخاطبة الأمة، مقابل التمتع بالحق في الأمل في إطلاق سراحه، لن يحدث هذا دون أن يمر فوق جثثنا».

دعوة بهشلي إلى السماح لأوجلان بالحديث في البرلمان فجّرت جدلاً واسعاً (أرشيفية)

ويعتقد مراقبون أن حزب «العدالة والتنمية» يواجه أزمة في اختيار مرشح للرئاسة يتمتع بالقدرات التي يتمتع بها إردوغان من داخل الحزب، وذهب البعض إلى القول إن الحزب يمكن أن ينهار إذا انتهت الحياة السياسية لإردوغان ولم يتمكن من الترشح مجدداً للرئاسة.