توافق بين ميقاتي وبري على صيغة في ملف الكهرباء

بري وميقاتي خلال اجتماعها في عين التينة أمس (الوكالة الوطنية)
بري وميقاتي خلال اجتماعها في عين التينة أمس (الوكالة الوطنية)
TT

توافق بين ميقاتي وبري على صيغة في ملف الكهرباء

بري وميقاتي خلال اجتماعها في عين التينة أمس (الوكالة الوطنية)
بري وميقاتي خلال اجتماعها في عين التينة أمس (الوكالة الوطنية)

اتفق رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، على صيغة متصلة بملف الكهرباء لم يجرِ الإعلان عنها، في ظل البحث عن حلول لتمويل شراء الفيول لتشغيل معامل الكهرباء في لبنان.
وعرض ميقاتي مع بري، أثناء زيارة إلى عين التينة، الأوضاع العامة وآخر المستجدات السياسية وشؤوناً تشريعية، حسبما أفاد بيان صادر عن رئاسة مجلس النواب. وأشار إلى أن ميقاتي وضع رئيس المجلس النيابي في أجواء مشاركته في القمة العربية التي عقدت في الجزائر وقمة المناخ في شرم الشيخ (كوب27).
بعد اللقاء غادر الرئيس ميقاتي من دون الإدلاء بتصريح، مكتفياً بالقول رداً على سؤال عما إذا كان قد تناول في لقائه مع الرئيس بري موضوع ملف الكهرباء: «اتفقنا على صيغة».
وفيما لم يوضح ماهية الصيغة التي تم الاتفاق عليها، قالت مصادر مواكبة للحراك الحكومي لإعادة إنتاج الكهرباء في لبنان، إن الصيغة «يجب أن تكون لتمويل شراء الفيول»، في إشارة إلى مناقصة الفيول التي أطلقتها وزارة الطاقة أواخر الشهر الماضي، لإعادة تشغيل معامل الإنتاج الكهربائية، بهدف تأمين تغذية كهربائية تصل إلى 10 ساعات يومياً.
وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط»، «هناك عدة مقترحات لتمويل الفيول في ظل الضائقة المالية، أبرزها عبر مصرف لبنان، على أن يسترد المصرف المركزي تلك المبالغ من عائدات تحصيل الفواتير بعد رفع تعرفة الكهرباء وتحصيلها».
وتمثل أزمة الكهرباء، أبرز الأزمات اللبنانية في ظل تغذية لا تتعدى الساعتين يومياً في بعض المناطق، وتعثر مقترحات استجرار الغاز من مصر، والكهرباء من الأردن عبر سوريا، بانتظار موافقة البنك الدولي على تمويل الخطة. كما تعثر قبول استيراد الهبة الإيرانية من الفيول، بسبب مخاوف من فرض عقوبات على لبنان، كون قطاع النفط الإيراني خاضعاً للعقوبات الدولية.
ووسط تأزم في إنتاج الكهرباء للبنان الذي يحتاج إلى نحو 3 آلاف ميغاواط، تطرق وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال وليد فياض، في لقاء من تنظيم المركز الإقليمي للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة (RCREEE) في شرم الشيخ في مصر، إلى مسألة إدخال تكنولوجيا الهيدروجين الأخضر إلى قطاع الطاقة في الدول العربية، حيث أشار فياض إلى التطور المتسارع الحاصل في موضوع الطاقة المتجددة في لبنان، لا سيما خلال عامي 2021 و2022، حيث بلغ سوق الطاقة الشمسية اللامركزية 100 ميغاواط خلال عام 2021، و250 ميغاواط خلال العام الحالي، وذلك نتيجة إلغاء الدعم العشوائي لسعر المحروقات.
وعرض فياض لمضمون مشروعي القانون اللذين إحالتهما الحكومة إلى المجلس النيابي، وهما «قانون الطاقة المتجددة الموزعة» و«قانون حفظ الطاقة»، مُعلناً عن التزام وزارة الطاقة والمياه متابعة العمل مع المجلس النيابي لإقرارهما بأقرب وقت ممكن.
وتطرق في كلمته إلى قرار مجلس الوزراء إعطاء 11 رخصة لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية بسعة إنتاج إجمالية 165 ميغاواط، متمنياً من مصارف التمويل الدولية الاستثمار في هذه المشاريع. وختم مداخلته بالإعلان عن قرب فتح وزارة الطاقة والمياه المجال أمام الخبراء المؤهلين للانضمام إلى الهيئة الناظمة لقطاع الكهرباء التي وضعت لها الوزارة الهيكلية اللازمة، وبالإضاءة على الحاجة إلى وضع خطة عمل وطنية لتطوير سوق الهيدروجين لما له من فوائد إيجابية على المدين المتوسط والبعيد.


مقالات ذات صلة

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

المشرق العربي رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

تُوفّي الموسيقار اللبناني إيلي شويري، عن 84 عاماً، الأربعاء، بعد تعرُّضه لأزمة صحية، نُقل على أثرها إلى المستشفى، حيث فارق الحياة. وأكدت ابنته كارول، لـ«الشرق الأوسط»، أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلم به العائلة، وأنها كانت معه لحظة فارق الحياة.

المشرق العربي القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

وجّه المجلس التأديبي للقضاة في لبنان ضربة قوية للمدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون، عبر القرار الذي أصدره وقضى بطردها من القضاء، بناء على «مخالفات ارتكبتها في إطار ممارستها لمهمتها القضائية والتمرّد على قرارات رؤسائها والمرجعيات القضائية، وعدم الامتثال للتنبيهات التي وجّهت إليها». القرار التأديبي صدر بإجماع أعضاء المجلس الذي يرأسه رئيس محكمة التمييز الجزائية القاضي جمال الحجار، وجاء نتيجة جلسات محاكمة خضعت إليها القاضية عون، بناء على توصية صدرت عن التفتيش القضائي، واستناداً إلى دعاوى قدمها متضررون من إجراءات اتخذتها بمعرض تحقيقها في ملفات عالقة أمامها، ومخالفتها لتعليمات صادرة عن مرجع

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن فرص انتخاب مرشح قوى 8 آذار، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، «باتت معدومة»، مشيراً إلى أن الرهان على الوقت «لن ينفع، وسيفاقم الأزمة ويؤخر الإصلاح». ويأتي موقف جعجع في ظل فراغ رئاسي يمتد منذ 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث فشل البرلمان بانتخاب رئيس، وحالت الخلافات السياسية دون الاتفاق على شخصية واحدة يتم تأمين النصاب القانوني في مجلس النواب لانتخابها، أي بحضور 86 نائباً في دورة الانتخاب الثانية، في حال فشل ثلثا أعضاء المجلس (86 نائباً من أصل 128) في انتخابه بالدورة الأولى. وتدعم قوى 8 آذار، وصول فرنجية إلى الرئاسة، فيما تعارض القوى المسيحية الأكثر

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

جدد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، تأكيد موقف المملكة من الاستحقاق الرئاسي اللبناني بوصفه «شأناً سياسياً داخلياً لبنانياً»، حسبما أعلن المتحدث باسم البطريركية المارونية في لبنان بعد لقاء بخاري بالبطريرك الماروني بشارة الراعي، بدأ فيه السفير السعودي اليوم الثاني من جولته على قيادات دينية وسياسية لبنانية. وفي حين غادر السفير بخاري بكركي من دون الإدلاء بأي تصريح، أكد المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض، أن بخاري نقل إلى الراعي تحيات المملكة وأثنى على دوره، مثمناً المبادرات التي قام ويقوم بها في موضوع الاستحقاق الرئاسي في سبيل التوصل إلى توافق ويضع حداً للفراغ الرئا

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

تأتي جولة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا على المرجعيات الروحية والسياسية اللبنانية في سياق سؤالها عن الخطوات المطلوبة لتفادي الشغور في حاكمية مصرف لبنان بانتهاء ولاية رياض سلامة في مطلع يوليو (تموز) المقبل في حال تعذّر على المجلس النيابي انتخاب رئيس للجمهورية قبل هذا التاريخ. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية ووزارية أن تحرك السفيرة الأميركية، وإن كان يبقى تحت سقف حث النواب على انتخاب رئيس للجمهورية لما للشغور الرئاسي من ارتدادات سلبية تدفع باتجاه تدحرج لبنان من سيئ إلى أسوأ، فإن الوجه الآخر لتحركها يكمن في استباق تمدد هذا الشغور نحو حاكمية مصرف لبنان في حال استحال عل

محمد شقير (بيروت)

الأمم المتحدة: نزوح أكثر من 100 ألف شخص من رفح

فلسطينيون ينزحون... رفح - قطاع غزة 9 مايو 2024 (إ.ب.أ)
فلسطينيون ينزحون... رفح - قطاع غزة 9 مايو 2024 (إ.ب.أ)
TT

الأمم المتحدة: نزوح أكثر من 100 ألف شخص من رفح

فلسطينيون ينزحون... رفح - قطاع غزة 9 مايو 2024 (إ.ب.أ)
فلسطينيون ينزحون... رفح - قطاع غزة 9 مايو 2024 (إ.ب.أ)

نزح نحو 110 آلاف شخص حتى الآن من مدينة رفح المهدّدة بهجوم كبير من الجيش الإسرائيلي إلى مناطق أخرى في القطاع الفلسطيني المحاصر، وفق ما أعلن مسؤولون في الأمم المتحدة اليوم (الجمعة).

وقال رئيس مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) جورجيوس بتروبولوس إن «نحو 30 ألف شخص ينزحون من المدينة كل يوم»، موضحاً أن «معظم هؤلاء الأشخاص اضطروا إلى النزوح خمس أو ست مرات» منذ بداية الحرب بين إسرائيل وحركة «حماس»، حسبما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية.


كيف يسعى نواب جمهوريون لإجبار بايدن على إرسال الأسلحة إلى إسرائيل؟

الرئيس الأميركي جو بايدن (أ.ب)
الرئيس الأميركي جو بايدن (أ.ب)
TT

كيف يسعى نواب جمهوريون لإجبار بايدن على إرسال الأسلحة إلى إسرائيل؟

الرئيس الأميركي جو بايدن (أ.ب)
الرئيس الأميركي جو بايدن (أ.ب)

قال موقع «أكسيوس» الأميركي، الجمعة، إن نواباً ينتمون للحزب الجمهوري المعارض للرئيس جو بايدن يدفعون بتشريع يهدف إلى منع بايدن من حجب شحنات الأسلحة إلى إسرائيل.

وذكر الموقع أن قرار بايدن بتعليق إرسال الأسلحة إلى إسرائيل أثار رد فعل عنيفاً من النواب المؤيدين لإسرائيل في كلا الحزبين الجمهوري والديمقراطي.

ومؤخراً، قال النائب الديمقراطي براد شنايدر في بيان الخميس إنه «يشعر بقلق عميق» بشأن القرار «وكذلك تصريحات الرئيس بشأن حجب المساعدة الأمنية لإسرائيل»، وذلك في إشارة لإيقاف الإدارة الأميركية مؤقتاً عمليات نقل الذخيرة والقنابل لإسرائيل جراء مخاوف الولايات المتحدة بشأن غزو محتمل واسع النطاق لرفح.

وقال بايدن في مقابلة مع شبكة «سي إن إن» يوم الأربعاء إن الولايات المتحدة ستتوقف عن إمداد إسرائيل بالأسلحة الهجومية التي يمكن استخدامها للهجوم على رفح إذا اتخذت إسرائيل قرار الغزو، لأن تلك الأسلحة «تُستخدم تاريخياً خلال القتال في المدن».

وقدمت النائبة الجمهورية بيث فان دوين مشروع قانون لتقديم دعم فوري لإسرائيل، الخميس، يطالب بنقل بعض الأسلحة إلى إسرائيل خلال 30 يوماً.

وقالت فان دوين في بيان «إسرائيل تخوض حالياً حرباً مع منظمة إرهابية لا تزال تحتجز أكثر من 100 رهينة مدنية. ببساطة لا يوجد عذر لهذا التأخير».

ولن ينطبق مشروع القانون إلا على الأسلحة التي تمت الموافقة عليها في الميزانية البالغة 95 مليار دولار.

الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في اجتماع مشترك بتل أبيب 18 أكتوبر 2023 (رويترز)

ومع ذلك، فإن حزمة المساعدات الخارجية التي أقرها الكونغرس الشهر الماضي والشحنات التي أوقفها بايدن مؤقتاً تم التصريح بها وتخصيصها بموجب تشريعات سابقة.

وكذلك قال النائب الجمهوري كوري ميلز لقناة «فوكس نيوز» إنه يقوم بصياغة مواد لعزل بايدن، بسبب حجب المساعدات، وذكر النائب الجمهوري توم كوتون أن مجلس النواب «ليس أمامه خيار سوى عزل بايدن».

وكذلك أرسل زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل ورئيس مجلس النواب مايك جونسون رسالة إلى بايدن يوم الأربعاء يطالبان فيها بتفاصيل حول القرار بحلول نهاية الأسبوع.

وفي سياق متصل، قال «أكسيوس» إن بايدن يواجه انتقادات قاسية بشكل غير عادي من بعض النواب المؤيدين لإسرائيل في حزبه، بسبب إيقاف شحنات الأسلحة إلى إسرائيل مؤقتاً.

وقال النائب الديمقراطي ريتشي توريس إن هذه الخطوة «تستهزئ بمصداقيتنا كحليف»، وأضاف النائب المؤيد بشدة لإسرائيل لـ«أكسيوس»: «أظن أنه يحاول استرضاء اليسار المتطرف بسبب الانتخابات، وود أن يفعل الرئيس الصواب تجاه إسرائيل، وأن يدرك أن اليسار المتطرف لا يمثل بقية البلاد».

ولم يكن توريس الديمقراطي الوحيد الذي تحدث علناً ضد قرار بايدن، حيث قال النائب جون فيترمان لموقع «أكسيوس»: «أنا لا أتفق بشدة مع هذا... علينا أن نقف مع حليفنا الرئيسي».

وذكر النائب الديمقراطي لويس فرانكل: «إسرائيل محوطة بالخطر، وهم بحاجة إلى أدوات للدفاع عن أنفسهم. ويجب على الولايات المتحدة الوفاء بالتزامنا بإرسال الأسلحة».

وقال النائب جاريد موسكوفيتش إن هذه الخطوة «تهدف بشكل واضح إلى توجيه رسالة إلى إسرائيل بشأن استخدامها للقوة، لكن (حماس) فهمت الرسالة أيضاً... وهذا يعني أن الحرب ستستمر».


الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخين أطلقا من رفح

جندي من الجيش الإسرائيلي خلال العمليات في قطاع غزة (موقع الجيش الإسرائيلي)
جندي من الجيش الإسرائيلي خلال العمليات في قطاع غزة (موقع الجيش الإسرائيلي)
TT

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخين أطلقا من رفح

جندي من الجيش الإسرائيلي خلال العمليات في قطاع غزة (موقع الجيش الإسرائيلي)
جندي من الجيش الإسرائيلي خلال العمليات في قطاع غزة (موقع الجيش الإسرائيلي)

أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الجمعة، اعتراض صاروخين أطلقا من منطقة رفح في جنوب قطاع غزة صوب منطقة كرم أبو سالم جنوب إسرائيل قرب القطاع.

وقال الجيش، في بيان، إنه عقب إطلاق صفارات الإنذار في وقت سابق، اعترضت منظومة الدفاع الجوي صاروخاً أطلق من منطقة رفح، كما تم لاحقاً اعتراض صاروخ آخر أطلق من المنطقة نفسها صوب كرم أبو سالم.

كان مكتب تنسيق الحكومة الإسرائيلية في المناطق قد أعلن أمس الخميس فتح معبر كرم أبو سالم أمام الشاحنات المتجهة إلى قطاع غزة، وذلك بعد إغلاقه في أعقاب هجوم لحركة «حماس» على موقع قريب للجيش الإسرائيلي أسفر عن مقتل أربعة جنود.

لكن هيئة المعابر والحدود في قطاع غزة ذكرت في وقت لاحق أن معابر القطاع ما زالت مغلقة، وأنه لم تدخل أي مساعدات للقطاع منذ بدء العملية الإسرائيلية في الجانب الفلسطيني من معبر رفح الحدودي مع مصر.


بايدن ونتنياهو في 7 أشهر: عناق في تل أبيب... افتراق في رفح

نتنياهو مُرحباً بالرئيس الأميركي جو بايدن خلال زيارته لإسرائيل بُعَيد اندلاع الحرب في غزة أكتوبر الماضي (رويترز)
نتنياهو مُرحباً بالرئيس الأميركي جو بايدن خلال زيارته لإسرائيل بُعَيد اندلاع الحرب في غزة أكتوبر الماضي (رويترز)
TT

بايدن ونتنياهو في 7 أشهر: عناق في تل أبيب... افتراق في رفح

نتنياهو مُرحباً بالرئيس الأميركي جو بايدن خلال زيارته لإسرائيل بُعَيد اندلاع الحرب في غزة أكتوبر الماضي (رويترز)
نتنياهو مُرحباً بالرئيس الأميركي جو بايدن خلال زيارته لإسرائيل بُعَيد اندلاع الحرب في غزة أكتوبر الماضي (رويترز)

بعد أيام من الهجوم الذي شنّته «حماس»، نزل الرئيس الأميركي جو بايدن من الطائرة ليعانق على أرض مطار تل أبيب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في خطوة مزجت الدعم السياسي بالعلاقة الشخصية. بعد سبعة أشهر، تسبّب الهجوم الإسرائيلي على رفح في شرخ عميق بين زعيمي البلدين الحليفين.

لم يخف بايدن تأييده لإسرائيل خلال مسيرته الطويلة. جمعته أيضاً علاقة وثيقة بنتنياهو، وكتب له ذات مرة «أحبك». لكن يبدو أن صفحة الغرام طُويت، مع تلويح الرئيس الأميركي للمرة الأولى هذا الأسبوع بتعليق بلاده بعض الدعم العسكري لإسرائيل، الذي يوازي 3 مليارات دولار سنوياً، لدفعها إلى الامتناع عن شنّ هجوم واسع على المدينة الواقعة في أقصى جنوب قطاع غزة.

يجد بايدن نفسه في وضع محرج: انتقادات متزايدة في الداخل على خلفية الدعم غير المحدود لإسرائيل منذ اندلاع الحرب في غزة في السابع من أكتوبر، خصوصاً مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في نوفمبر (كانون الثاني)، وأذن صمّاء يديرها نتنياهو لدعواته المتزايدة إلى عدم مهاجمة رفح المكتظة بنحو 1.4 مليون فلسطيني، وفق الأمم المتحدة، نزحت غالبيتهم جراء الحرب المدمّرة للقطاع.

صورة مركبة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي جو بايدن (أ.ب)

رأى مسؤولو إدارة بايدن في تهديدات نتنياهو منذ أشهر باجتياح رفح، خطاباً للاستهلاك أكثر منه للتطبيق. لكن في مباحثاتهم الأخيرة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، ومنها زيارة وزير الخارجية أنتوني بلينكن إلى الدولة العبرية، الأسبوع الماضي، لمسوا جدية نتنياهو في المضي بهذا الهجوم رغم التحذيرات الأميركية والدولية.

وللمرة الأولى منذ بدء الحرب، كشف بايدن في تصريحات لشبكة «سي إن إن»، الأربعاء، أنه سيمتنع عن تزويد إسرائيل بالقنابل وقذائف المدفعية حال مضت في خططها بشأن رفح، بعدما أكدت إدارته أنها علّقت شحنة تتضمن آلاف القنابل الثقيلة لسلاح الجو.

وأكد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي أن بايدن أكد موقفه بشأن رفح مراراً وتكراراً، عاداً أن الهجوم البري على المدينة بات «خياراً على إسرائيل أن تتخذه... وهو (خيار) نأمل في ألا تقدم عليه».

في المقابل، يشدد نتنياهو على أنه لا مفر من الدخول إلى رفح لتحقيق أحد أهدافه المعلنة، وهو «القضاء» على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بعد هجوم السابع من أكتوبر.

وفي ردّ ضمني على بايدن، أكد نتنياهو، الخميس، أن إسرائيل مستعدة «للوقوف وحدها» في حربها على غزة، وقال: «إذا اضطررنا للوقوف وحدنا، سنقف لوحدنا».

من جهته، قال السفير الإسرائيلي لدى واشنطن مايكل هرتسوغ إن التهديد بحجب المساعدات العسكرية عن الدولة العبرية هو أمر «غير مقبول» و«يبعث برسالة خاطئة» إلى أعدائها، رغم إبدائه «تقديره الكامل» لبايدن.

كما اتهم دونالد ترمب، الرئيس الأميركي السابق والمنافس الجمهوري للرئيس الحالي في الانتخابات المقبلة، بايدن، بـ«الوقوف بجانب»، «حماس».

ميدان معتاد لنتنياهو

لكن علاقة ترامب بنتنياهو لم تكن دائماً في أفضل حال، خصوصاً مع مسارعة رئيس الوزراء إلى تهنئة بايدن على فوزه بانتخابات 2020 على حساب ترمب الذي رفض الإقرار بالهزيمة.

بالنسبة إلى الزعيم اليميني، وهو الأطول خدمة كرئيس للوزراء في تاريخ إسرائيل، الخلافات مع واشنطن حيث أقام فترة طويلة، ليست أمراً غير مألوف. فهو اختلف بشكل حاد مع آخر اثنين من الرؤساء الديموقراطيين، أي بيل كلينتون وباراك أوباما.

وقام بالضغط علناً إلى جانب خصوم أوباما من الجمهوريين، ضد اعتماد الرئيس السابق الدبلوماسية للتعامل مع البرنامج النووي الإيراني.

وعلى الرغم من أن ذلك أثار امتعاضاً في أوساط العديد من الديموقراطيين، احتفظ شخص واحد بمكانة خاصة لنتنياهو وإسرائيل: بايدن، نائب أوباما خلال ولايتيه الرئاسيتين.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)

ارتكز موقف بايدن على تاريخ علاقته بالدولة العبرية، والعناية التي يوليها للعلاقات الشخصية في السياسة.

في خطاب أدلى به عام 2010، تطرّق بايدن إلى علاقته بإسرائيل، وإعجابه بها «الذي بدأ في صميمي وانتقل إلى قلبي». تحدث أيضاً عن سفره، وهو سيناتور في مطلع مسيرته، إلى إسرائيل بعد حرب أكتوبر 1973، ولقائه رئيسة الوزراء غولدا مئير، مؤكداً أنها أيضاً... قامت بمعانقته.

غالباً ما وصف بايدن، نتنياهو، بـ«الصديق الشخصي والمقرب»، وهما التقيا قبل عقود حين كان رئيس الوزراء دبلوماسياً إسرائيلياً شاباً في واشنطن.

وفي إحدى المناسبات، كشف بايدن أنه قدم لنتنياهو صورة كتب عليها: «لا أتفق مع أي شيء تقوله، لكنني أحبك».

«تعارض تام»

يرى محللون أن تاريخ العلاقة الشخصية بين بايدن ونتنياهو، لن ينعكس بالضرورة على مصالحهما السياسية.

وتقول مديرة الأمن القومي والسياسة الدولية في «المركز الأميركي للتقدم» أليسون ماكمانوس إن مصالحهما حالياً «على تعارض تام».

وتوضح: «هذه ليست بالضرورة صداقة شخصية ستطغى بشكل ما على المصالح السياسية القوية لكل من الزعيمين».

وتضيف: «هذه لحظة أعتقد أن بايدن يفكر فيها بأن العناق لم يفلح، والكلمات القوية الصارمة لم تفلح... حجب الأسلحة هو أكبر أداة تأثير في حوزة الولايات المتحدة».

لكنها تشير إلى أن بايدن الذي عدّ الهجوم الإسرائيلي الواسع في رفح «خطاً أحمر» للولايات المتحدة لم يتمّ تجاوزه بعد، «ترك الباب مفتوحاً أمام نتنياهو للتراجع عن رفح».


تقرير: بلينكن لن يتهم إسرائيل بانتهاك شروط استخدام الأسلحة

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (رويترز)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (رويترز)
TT

تقرير: بلينكن لن يتهم إسرائيل بانتهاك شروط استخدام الأسلحة

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (رويترز)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (رويترز)

ذكر موقع «أكسيوس» أن من المتوقع أن يقدم وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن تقريراً بالغ الأهمية إلى الكونغرس في وقت قريب جداً، قد يكون اليوم الجمعة، بشأن سلوك إسرائيل في قطاع غزة، الذي لن يصل إلى حد الجزم بأنها تنتهك شروط استخدام الأسلحة الأميركية.

ونقل التقرير، نقلاً عن ثلاثة مسؤولين، أن وزارة الخارجية الأميركية تراجع استخدام الأسلحة في إسرائيل و6 دول أخرى بها صراعات مسلحة.

كانت «رويترز» قد نشرت يوم الثلاثاء ما يفيد بأن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ستفوت موعداً نهائياً كان مقرراً يوم الأربعاء لتقديم تقرير للكونغرس بشأن ما إذا كانت إسرائيل تنتهك القانون الإنساني الدولي في قطاع غزة.

وتتطلب مذكرة أمن قومي أصدرها الرئيس بايدن في فبراير (شباط) أن تقدم وزارة الخارجية تقريراً للكونغرس بحلول الثامن من مايو (أيار) بشأن مدى مصداقية تأكيدات إسرائيل على أن استخدامها أسلحة أميركية لا ينتهك القانون الأميركي أو الدولي.

وقال ماثيو ميلر المتحدث باسم وزارة الخارجية، يوم الثلاثاء، في إفادة صحافية، إن التقرير ليس جاهزاً بعد، لكن الوزارة تعمل جاهدة لإكماله.


قصف في غزة ووفدا «حماس» وإسرائيل يغادران محادثات القاهرة

دخان يتصاعد من غارات إسرائيلية على رفح في جنوب قطاع غزة في 9 مايو 2024، وسط الصراع المستمر بين إسرائيل وحركة «حماس» (أ.ف..ب)
دخان يتصاعد من غارات إسرائيلية على رفح في جنوب قطاع غزة في 9 مايو 2024، وسط الصراع المستمر بين إسرائيل وحركة «حماس» (أ.ف..ب)
TT

قصف في غزة ووفدا «حماس» وإسرائيل يغادران محادثات القاهرة

دخان يتصاعد من غارات إسرائيلية على رفح في جنوب قطاع غزة في 9 مايو 2024، وسط الصراع المستمر بين إسرائيل وحركة «حماس» (أ.ف..ب)
دخان يتصاعد من غارات إسرائيلية على رفح في جنوب قطاع غزة في 9 مايو 2024، وسط الصراع المستمر بين إسرائيل وحركة «حماس» (أ.ف..ب)

تكثّف إسرائيل ضرباتها في قطاع غزة، اليوم (الجمعة)، بعدما غادر طرفا النزاع طاولة المفاوضات دون اتفاق لتأمين هدنة ومنع هجوم إسرائيلي على رفح.

في الساعات الأولى من يوم الجمعة أفادت فرق وكالة الصحافة الفرنسية بحصول قصف مدفعي إسرائيلي باتجاه رفح على الحدود المصرية، بينما تحدث شهود عن غارات جوية على منطقة جباليا في شمال القطاع، إضافة إلى غارات مماثلة ومعارك في مدينة غزة (شمال).

في غضون ذلك بعثت «حماس» برسالة إلى الفصائل الفلسطينية الأخرى لشرح وجهة نظرها حول حالة المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل، التي كانت جارية منذ الأربعاء في القاهرة.

وقالت «حماس»: «الوفد التفاوضي غادر القاهرة متجهاً للدوحة»، مضيفةً: «عملياً الاحتلال رفض المقترح المقدم من الوسطاء، ووضع عليه اعتراضات في عدة قضايا مركزية. موقفنا هو التمسك بالموقف الوطني الذي وافق على مقترح الوسطاء الأخير. بناءً عليه فالكرة الآن لدى الاحتلال بشكل كامل».

ودعت مصر «حماس» وإسرائيل إلى إبداء «مرونة» للتوصل إلى اتفاق بشأن هدنة في القطاع وتبادل الرهائن الإسرائيليين بمعتقلين فلسطينيين.

وأفادت الخارجية المصرية بأن الوزير سامح شكري بحث مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن في «المرحلة الدقيقة التي تمر بها المفاوضات الجارية في القاهرة للتوصل إلى هدنة»، واتفقا على «أهمية حث الأطراف على إبداء المرونة وبذل الجهود اللازمة للتوصل إلى اتفاق هدنة يضع حداً للمأساة الإنسانية ويسمح بنفاذ المساعدات الإنسانية بصورة كاملة ومستدامة تلبي الاحتياجات العاجلة لسكان القطاع».

وجدّد شكري لنظيره تأكيد «مخاطر العمليات العسكرية الإسرائيلية في منطقة رفح الفلسطينية، وما ستسفر عنه من تداعيات إنسانية كارثية على أكثر من 1.4 مليون فلسطيني، وعواقب أمنية ستطول استقرار وأمن المنطقة»، مع تشديد الطرفين «على الرفض القاطع للتهجير القسري للفلسطينيين خارج أرضهم»، وفق البيان.

وانتهت أمس (الخميس) جلسة محادثات غير مباشرة في القاهرة بمغادرة ممثلي إسرائيل و«حماس»، حسبما أفادت قناة «القاهرة الإخبارية» القريبة من الاستخبارات المصرية.

ونقلت القناة عن مصدر مصري رفيع المستوى أن «الجهود المصرية وجهود الوسطاء مستمرة في تقريب وجهات النظر بين الطرفين» توصّلاً إلى هدنة في غزة.

وقال البيت الأبيض من جهته إن مدير وكالة الاستخبارات المركزية وليام بيرنز الذي شارك بشكل كبير في المحادثات وكان حاضراً في القاهرة والقدس هذا الأسبوع، سيعود إلى الولايات المتحدة الجمعة.

وكانت «حماس» وافقت الاثنين على مقترح هدنة عرضه الوسطاء، إلا أن إسرائيل أكدت أن هذا الطرح «بعيد جداً» عن مطالبها، وكررت معارضتها وقفاً نهائياً لإطلاق النار طالما «لم تهزم»، «حماس» التي تتولى السلطة في غزة منذ 2007، وتعدها إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي «منظمةً إرهابيةً».

وبعد ساعات من إعلان «حماس» موافقتها، بدأت القوات الإسرائيلية عملية برية في رفح بأقصى جنوب القطاع.

«سنقف وحدنا»

ويهدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو منذ أسابيع بشن هجوم على مدينة رفح التي يعدها آخر معاقل حركة «حماس»، ويتكدس فيها بسبب الحرب 1.4 مليون فلسطيني، غالبيتهم نازحون.

في وقت سابق من الأسبوع الحالي، وفي تحدٍ للتحذيرات الدولية، دفع الجيش الإسرائيلي بدبابات في المدينة حيث سيطر على الجانب الفلسطيني من المعبر الحدودي مع مصر الذي تمر عبره قوافل مساعدات إنسانية إلى القطاع المحاصر.

وحذرت الولايات المتحدة للمرة الأولى بوقف بعض إمدادات الأسلحة إلى إسرائيل إذا شنت هجوماً واسعاً على رفح.

ويعدُّ هذا أشد تحذير توجهه واشنطن لإسرائيل في ما يتعلق بمسار حربها.

اندلعت الحرب في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) بعدما نفذت «حماس» هجوماً غير مسبوق على جنوب إسرائيل أسفر عن مقتل أكثر من 1170 شخصاً، حسب تعداد لوكالة الصحافة الفرنسية يستند إلى بيانات إسرائيلية رسمية.

وخطف أكثر من 250 شخصاً ما زال 128 منهم محتجزين في غزة توفي 37 منهم، وفق مسؤولين إسرائيليين.

رداً على الهجوم، تعهدت إسرائيل بـ«القضاء» على «حماس» وتنفذ مذاك حملة قصف مدمرة وعمليات برية في قطاع غزة تسببت بسقوط 34904 قتلى، غالبيتهم مدنيون، وفق وزارة الصحة التابعة لـ«حماس».

وفي رد منه على الموقف الأميركي، قال نتنياهو مساء الخميس: «إذا اضطررنا للوقوف وحدنا سنقف وحدنا». وأضاف: «قلت إنه لو لزم الأمر سنقاتل بأظافرنا».

من جهته أكد المتحدث العسكري الإسرائيلي دانيال هاغاري أن الجيش «يملك أسلحة كافية لإنجاز مهمته في رفح».

وكانت الخارجية الأميركية أكدت في وقت سابق أن بلينكن كرّر لشكري معارضة واشنطن أي تهجير قسري للفلسطينيين.

وأعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) الخميس أنها أغلقت مؤقتاً مجمع مكاتبها في القدس الشرقية المحتلة بعدما حاول «متطرفون إسرائيليون» إحراقه مرتين.

وأشارت الوكالة إلى أن حوالي 80 ألف شخص فروا من رفح منذ 6 مايو (أيار) الماضي عندما أمرت إسرائيل الفلسطينيين الذين يعيشون في شرق المدينة بإخلائها.

وشق البعض طريقهم إلى خان يونس، المدينة المدمرة على بعد كيلومترات قليلة إلى الشمال، بينما كان آخرون لا يزالون يتساءلون إلى أين يذهبون.

وقال النازح عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية: «الدبابات والمدفعية ودوي القصف لا ينقطع. الناس خائفون ويريدون البحث عن مكان آمن».


مكالمة «مشحونة» مع نتنياهو وراء وقف بايدن إرسال أسلحة لإسرائيل

الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو (أرشيفية - رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو (أرشيفية - رويترز)
TT

مكالمة «مشحونة» مع نتنياهو وراء وقف بايدن إرسال أسلحة لإسرائيل

الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو (أرشيفية - رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو (أرشيفية - رويترز)

قال مسؤول أميركي إن الرئيس جو بايدن أمضى شهوراً يحث فيها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على حماية المدنيين في غزة، لكن القرار الأميركي بوقف بعض المساعدات العسكرية لإسرائيل يرتبط مباشرةً بمكالمة هاتفية مشحونة أجرياها قبل شهر.

فقد وجه بايدن إنذاراً لنتنياهو في مكالمة في الرابع من أبريل (نيسان)، بعد وقت قصير من مقتل سبعة من موظفي الإغاثة التابعين لمنظمة «ورلد سنترال كيتشن» في قصف جوي إسرائيلي، مفاده أنه إما أن يحمي المدنيين وموظفي الإغاثة، أو ستتغير السياسة الأميركية.

وتعرض بايدن لضغوط من الحلفاء الدوليين ومن كثيرين من أعضاء الحزب الديمقراطي في الداخل كي يجعل تقديم مليارات الدولارات من المساعدات لإسرائيل مشروطاً في ظل عدد القتلى الهائل الناجم عن الهجوم المستمر على غزة. وقال المسؤول إنه من بين مكالمات صعبة كثيرة بين الزعيمين، شكلت مكالمة الرابع من أبريل نقطة تحول. فقبل ذلك، لم يهدد بايدن بوقف المساعدات على الرغم من المحادثات التي تزداد توتراً.

والأسبوع الماضي، تحرك البيت الأبيض بناءً على الإنذار. وأوقفت الولايات المتحدة إرسال شحنة تضم آلاف القنابل الثقيلة في ظل القلق من الهجوم الإسرائيلي البطيء في رفح، حيث تعارض واشنطن تنفيذ اجتياح إسرائيلي كبير دون ضمانات بحماية المدنيين.

وقال بايدن، يوم الأربعاء، في أول تصريح علني عن وقف إرسال الأسلحة: «قُتل مدنيون في غزة نتيجة هذه القنابل وغيرها من الوسائل التي يستهدفون بها المراكز السكانية». وأشار وزير الدفاع لويد أوستن للصحافيين في اليوم نفسه إلى أن أسلحة أخرى قد تُحجب.

والولايات المتحدة هي أكثر حليف موثوق لإسرائيل التي تمثل أكبر متلقٍ للمساعدات الأميركية منذ إعلان قيام الدولة اليهودية بعد الحرب العالمية الثانية.

ووقف بايدن شحن الأسلحة لا يضاهي مطلقاً الحظر الذي فرضه الرئيس رونالد ريغان عام 1982 على بيع القنابل العنقودية لإسرائيل، لكنه يمثل نقطة تحول في العلاقات المتوترة بين إسرائيل وحليفتها الأكثر موثوقيةً وأكبر مقدم مساعدات لها.

وقال بروس ريدل الذي عمل 30 عاماً في وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي آي إيه) والخبير في شؤون الشرق الأوسط في «معهد بروكنجز» حالياً: «هذا ليس وقفاً لجميع مبيعات الأسلحة الهجومية إلى إسرائيل، لكنه تعزيز للضغط بأن الولايات المتحدة لا تريد حقاً عملية رفح».

وقصفت إسرائيل، أمس الخميس، شرق رفح، بعد أن انهارت فيما يبدو محاولة التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار مقابل الإفراج عن الرهائن، وحذرت الولايات المتحدة من أن الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية على خطأ.

وقال مسؤول أميركي ثانٍ إن الإدارة كانت تنوي إبقاء وقف الأسلحة طي الكتمان لكنها تحدثت عنه بعد أن سرب الإسرائيليون الخبر.

ويقول بعض المؤيدين إن إفشاء هذه الخطوة قد يصب في مصلحة بايدن.

وقال جيرمي بن عامي، رئيس منظمة «جيه ستريت» اليهودية الليبرالية: «شهور وشهور مرت من النقاش حول ما الرسائل التي تنقلها هذه الحكومة إلى الحكومة الإسرائيلية، وإلى أي مدى يأخذون الأمر على محمل الجد".

وأضاف بن عامي: «حقيقة أن هذا أصبح معلناً هي جزء من الرسالة... إنها رسالة إلى العالم مفادها... لا ضمان مطلق للمساعدات الأميركية».

وجاءت الانتقادات لاذعة من المعارضة الجمهورية التي تدعم بكاملها تقريباً نتنياهو، إذ اتهمت الرئيس الأميركي بتقويض أمن إسرائيل. وقال المرشح الجمهوري للرئاسة دونالد ترمب، أمس الخميس، على وسائل التواصل الاجتماعي: «إذا صوت أي يهودي لصالح جو بايدن، فيجب أن يخجل من نفسه».

تحدي بايدن

يعدُّ بايدن قدرته على التفاوض مع الزعماء الأجانب، حتى الذين يختلف معهم كثيراً مثل نتنياهو، من العلامات المميزة لرئاسته. وقالت إدارته إنها تبقي نتنياهو اليميني المتطرف على مقربة منها لأنها بهذه الطريقة تتمتع بنفوذ أكبر على الزعيم الإسرائيلي.

ووضع تحدي نتنياهو المعلن لنصيحة بايدن فيما يتعلق برفح صورة الرئيس الأميركي كخبير في السياسة الخارجية موضع اختبار، كما فاقم الضغوط عليه في الداخل.

وبعد أن حثه بايدن يوم الاثنين على عدم مهاجمة رفح، رفض نتنياهو اتفاق وقف إطلاق النار في غزة الذي قبلته حركة المقاومة الإسلامية «حماس»، وبدأ في قصف رفح. وقال مسؤول أميركي ثالث لـ«رويترز» حينها إن الإسرائيليين لا يتفاوضون بنية حسنة فيما يبدو على اتفاق وقف إطلاق النار مقابل الإفراج عن الرهائن.

جنود إسرائيليون يشاركون بالتوغل البري في غزة (أ.ب)

وجاء قرار نتنياهو بالمضي قدماً بعد أيام فحسب من توقيع 57 من أصل 212 ديمقراطياً في مجلس النواب الأميركي على رسالة تدعو إدارة بايدن إلى اتخاذ كل الإجراءات الممكنة لثني الزعيم الإسرائيلي عن شن هجوم شامل على المدينة الواقعة على الحدود المصرية.

وأمضى كبار المسؤولين الأميركيين، بدءاً من بايدن ومن يليه في تسلسل القيادة، أسابيع في التأكيد علناً، وفي المحادثات الخاصة، على أنه يجب على إسرائيل وضع خطة بشأن رفح تقلص إلى أدنى حد الضرر الذي قد يلحق بمئات الآلاف الذين لجأوا إليها بعد فرارهم من القصف الإسرائيلي في شمال القطاع.

وقال البيت الأبيض إنه في مكالمة هاتفية بين بايدن ونتنياهو في 11 فبراير (شباط)، أكد بايدن «من جديد وجهة نظره بأنه يجب عدم الشروع في عملية عسكرية في رفح ما لم تكن هناك خطة موثوق بها وممكنة التنفيذ لضمان سلامة أكثر من مليون شخص لجأوا هناك ودعمهم».

ومع ازدياد المخاوف من خطط إسرائيل في رفح، أثار مسؤولون من إدارة بايدن أيضاً تساؤلات حول مشروعية المراحل السابقة من الحملة الإسرائيلية على غزة.

وأبلغ عدد من المسؤولين الأميركيين البارزين، وزير الخارجية أنتوني بلينكن، بأنهم لا يرون «مصداقية ولا موثوقية» في تأكيدات إسرائيل بأنها تستخدم الأسلحة التي تزودها بها الولايات المتحدة بما يتفق مع القانون الدولي الإنساني.

وذكر مسؤولون أميركيون، الأسبوع الماضي، أن الإسرائيليين أعطوهم فكرة عامة عن خططهم في رفح، لكنهم لم يقدموا تصوراً كاملاً حول كيفية حماية المدنيين في غزة، وهو مطلب رئيسي للولايات المتحدة.

وقال وزير الدفاع أوستن للصحافيين الأسبوع الماضي: «حالياً، الظروف ليست مواتية لأي نوع من العمليات. كنا واضحين بهذا الشأن... من الضروري مراعاة السكان المدنيين الموجودين في هذه المنطقة قبل حدوث أي شيء آخر».

وأصبحت مطالبات أوستن بدخول المساعدات الإنسانية إلى رفح جانباً ثابتاً في مكالماته الأسبوعية الخاصة مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت، بما في ذلك مكالمة جرت مساء يوم الأحد.

لكن مكتب غالانت أصدر بياناً في اليوم التالي عبر فيه عن ضرورة تنفيذ عمل عسكري «بما في ذلك في منطقة رفح».


«حماس»: «كرة الهدنة» في ملعب إسرائيل بالكامل

رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية (رويترز)
رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية (رويترز)
TT

«حماس»: «كرة الهدنة» في ملعب إسرائيل بالكامل

رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية (رويترز)
رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية (رويترز)

أعلنت حركة حماس، فجر اليوم (الجمعة)، بعد مغادرة وفدها من مصر حيث تجري المحادثات، أن «الكرة بالكامل في ملعب إسرائيل» للتوصل إلى اتفاق هدنة في قطاع غزة.

وقالت حماس في بيان وجهته الى الفصائل الفلسطينية، إن «الوفد التفاوضي غادر القاهرة متجها للدوحة»، مضيفة «عملياً الاحتلال رفض المقترح المقدم من الوسطاء ووضع عليه اعتراضات في عدة قضايا مركزية. موقفنا هو التمسك بالموقف الوطني الذي وافق على مقترح الوسطاء الأخير. بناءً عليه فالكرة الآن لدى الاحتلال بشكل كامل».


«حزب الله» يعلن قصف موقع للجيش الإسرائيلي في المالكية

جندي إسرائيلي يراقب نيران اندلعت بسيارة في كريات شمونة إثر صواريخ انطلقت من جنوب لبنان (رويترز)
جندي إسرائيلي يراقب نيران اندلعت بسيارة في كريات شمونة إثر صواريخ انطلقت من جنوب لبنان (رويترز)
TT

«حزب الله» يعلن قصف موقع للجيش الإسرائيلي في المالكية

جندي إسرائيلي يراقب نيران اندلعت بسيارة في كريات شمونة إثر صواريخ انطلقت من جنوب لبنان (رويترز)
جندي إسرائيلي يراقب نيران اندلعت بسيارة في كريات شمونة إثر صواريخ انطلقت من جنوب لبنان (رويترز)

قال «حزب الله» اللبناني، إنه قصف موقعاً للجيش الإسرائيلي في المالكية جنوب لبنان في ساعة مبكرة اليوم الجمعة، مشيراً إلى أنه حقق «إصابات مؤكدة».

وأوضح «حزب الله» في بيان، أن القصف يأتي «دعما لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسنادً لمقاومته الباسلة ‌‏‌‌‌‏والشريفة».

وأضاف: «بعد رصد ‏وترقب لقوات العدو الإسرائيلي وعند وصول آلياته إلى موقع المالكية استهدفها مجاهدو المقاومة ‏الإسلامية.. بقذائف المدفعية وحققوا ‏إصابات مؤكدة».

من جهتها قالت فصائل عراقية مسلحة، اليوم، إنها قصفت ما وصفته بأنه «هدف حيوي» في إيلات الإسرائيلية بواسطة طائرات مسيّرة.

وأشارت الفصائل التي تطلق على نفسها اسم «المقاومة الإسلامية في العراق» إلى أن القصف يأتي نُصرة لأهلنا في غزّة".


«حزب الله» يصعد لما بعد حرب غزة

السيارة التي استهدفت بغارة إسرائيلية في بلدة بافليه الجنوبية وأدت إلى مقتل 4 عناصر من «حزب الله» (متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي)
السيارة التي استهدفت بغارة إسرائيلية في بلدة بافليه الجنوبية وأدت إلى مقتل 4 عناصر من «حزب الله» (متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي)
TT

«حزب الله» يصعد لما بعد حرب غزة

السيارة التي استهدفت بغارة إسرائيلية في بلدة بافليه الجنوبية وأدت إلى مقتل 4 عناصر من «حزب الله» (متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي)
السيارة التي استهدفت بغارة إسرائيلية في بلدة بافليه الجنوبية وأدت إلى مقتل 4 عناصر من «حزب الله» (متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي)

انتقل «حزب الله» إلى استراتيجية «الضغوط القصوى» على إسرائيل، مُصعّداً عملياته العسكرية ضدها في تمهيد لمرحلة ما بعد حرب غزة.

ومنذ إعلان تل أبيب السيطرة على معبر رفح، وبدء عملياتها شرق المدينة بالتزامن مع ترنح مفاوضات الهدنة، كثّف «حزب الله» بشكل غير مسبوق عملياته باتجاه شمال إسرائيل، بهدف إيقاع قتلى وجرحى في صفوف الجنود الإسرائيليين.

ويقول مصدر مُطّلع إن «(حزب الله) انتقل فعلياً من سياسة (ضبط النفس) إلى استراتيجية (الضغوط القصوى)، بهدف تثبيت معادلات الردع في آخر مرحلة من مراحل الحرب على غزة»، لافتاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «الأداء العسكري الحالي مدروس جداً كي لا يؤدي لحرب موسعة، لطالما أرادتها إسرائيل».

من جهته، يشير العميد الركن المتقاعد، بسام ياسين، إلى أن «حزب الله» وإيران وحلفاءهما «كانوا واضحين منذ البداية، بحيث أكدوا أنه لن يتم السكوت عن معركة رفح. لذلك سيحصل ضغط من كل الجبهات، وبخاصة جبهة الجنوب اللبناني من دون أن تتدخل إيران بشكل مباشر، لأن ذلك سيعني حينها حرباً بين دولتين».

وأوضح في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أنه «كلما زاد الضغط على رفح، سيكون هناك ضغط إضافي مما يسمى جبهات الدعم. وإن كان ذلك لا يؤثر من الناحية العسكرية على رفح، فلكل منطقة وحداتها القتالية، إنما التعويل على أن يؤدي سقوط قتلى وجرحى إسرائيليين لضغط الرأي العام الإسرائيلي على الحكومة الإسرائيلية للتهدئة، والسير مجدداً بالهدنة».