سجال دستوري سياسي في لبنان حول «تشريع الضرورة»

توجه بري للدعوة إلى جلسة تشريعية مع الفراغ الرئاسي

رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري (إ.ب.أ)
رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري (إ.ب.أ)
TT

سجال دستوري سياسي في لبنان حول «تشريع الضرورة»

رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري (إ.ب.أ)
رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري (إ.ب.أ)

تستنفر كتل نيابية معارضة لمواجهة ما يعتبرونه تجاوزاً للدستور من قبل «فريق الممانعة» مع توجه رئيس البرلمان نبيه بري للدعوة إلى جلسة تشريعية، على الأرجح خلال الأسبوعين المقبلين، في حال استمرار الفراغ الرئاسي، وهو ما نتج منه سجال دستوري بين من يعتبر أن اليوم الأولوية لانتخاب الرئيس وبين من يتحدث عن «تشريع الضرورة».
إذ وفي ظل قناعة الجميع بأنه لن تشهد الانتخابات الرئاسية أي خرق في المدى المنظور، يرفض المعارضون «تشريع الفراغ» عبر عقد جلسات تشريعية للبرلمان، رافعين شعار «الانتخابات الرئاسية» أولاً، وهو ما لا يعارضه رئيس البرلمان نبيه بري، وفق ما تشير مصادره، لكنه يؤكد في الوقت عينه أن هناك قوانين مهمة وضرورية لا يمكن أن تنتظر، وبالتالي إذا استمر الفراغ سيدعو إلى جلسة تشريعية بعد انتهاء اللجان النيابية من العمل على قانون الكابيتال كونترول، وفق ما تصفه بـ«تشريع الضرورة». من هنا، تتكثف الاتصالات بين كتل ونواب معارضين وصل عددهم إلى نحو 50 نائباً لتوحيد الموقف حول رفض حضور الجلسة التشريعية، وأبرزهم حزب «القوات اللبنانية» وحزب «الكتائب اللبنانية»، وغيرهما من الكتل المعارضة.
وفي هذا الإطار، يقول مسؤول الإعلام والتواصل في «القوات» شارل جبور، لـ«الشرق الأوسط»: «بري يعتبر أن البرلمان يجب أن يقوم بدوره الطبيعي وكأن الحياة طبيعية وليس هناك شغور؛ وهو ما نرفضه لأننا نرى أنه يهدف إلى تشريع الشغور وتغطيته ونقوم بالاتصالات اللازمة مع مكونات المعارضة لمواجهة هذا الأمر والضغط باتجاه انتخاب رئيس، بغض النظر إذا تقاطعت مواقفنا مع أفرقاء آخرين في المحور الآخر (في إشارة إلى التيار الوطني الحر)». ويضيف «بدلاً من أن يدعو لجلسات التشريع عليه كرئيس مجلس أن يدعو لجلسة انتخاب الرئيس بدورات مفتوحة وعدم اإقفالها قبل الانتخاب». ويرفض جبور اعتبار هذه المسألة مرتبطة بالمسيحيين فقط، أي بصلاحيات رئيس الجمهورية، مؤكداً أن «المشكلة هي وطنية متعلقة بتجاوز الدستور وكيفية التعاطي مع الاستحقاقات الدستورية بشكل مستمر من قبل محور الممانعة».
الموقف نفسه تعبّر عنه مصادر قيادية في «الكتائب»، مجددة التأكيد على رفض التشريع في ظل الفراغ الرئاسي، وعلى ضرورة البحث عن تعبئة الفراغ وليس تنظيمه باجتهادات خارجة عن الدستور والمنطق، مؤكدة التزام «الكتائب» بالمادتين 74 و75 من الدستور. ويرى «الكتائب»، بحسب المصادر، أن «انتظام الحياة السياسية في لبنان يحتاج إلى اكتمال السلطات الثلاث، وبالتالي فهو ضد أي مشروع أو فكرة تؤدي إلى أن يصبح هذا التشريع وارداً»، رافضاً ما يسمى «تشريع الضرورة كما حصل سابقاً تحت أي حجة كانت».
أما عن جلسات اللجان، فيعتبر «حزب الكتائب» أن «مشاركة نوابه فيها طبيعية وضرورية؛ لأن هذه الأعمال هي تحضيرية وليست تشريعية، ولاحقاً يقوم مجلس النواب بإقرار القوانين التي تم الاتفاق عليها في جلسة تشريعية بعد انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وبالتالي ما يجري في اللجان المشتركة واللجان العادية لا يمكن أن يؤدي قانوناً إلى اجتماع المجلس ليقرّ هذه المشاريع المحالة أمامه». ويؤكد من هنا، على ضرورة التركيز على إجراء جلسة انتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية، مضيفاً «هذه مسؤولية نتحملها ونطلب من الزملاء النواب ورئيس مجلس النواب تحملها أيضاً». لكن في المقابل، تختلف مقاربة الفريق الآخر لهذه القضية، وهو ما تؤكد عليه مصادر نيابية في كتلة «التنمية والتحرير» التي يرأسها رئيس البرلمان، معتبرة أن هناك قوانين مهمة يجب إقرارها على غرار الكابيتال كونترول. وتوضح لـ«الشرق الأوسط»: «بري أعلن أنه سيدعو كل أسبوع إلى جلسة لانتخاب رئيس لقناعته بأنه لا أولوية تتقدم على انتخاب الرئيس، لكن إذا أقرت اللجان قانون الكابيتال كونترول في الجلسات التي ستعقد يومي الاثنين والثلاثاء فهو سيدعو إلى جلسة تشريعية لإقراره، وهذا القرار يأتي ضمن إطار تشريع الضرورة الذي يجمع عليه العديد من الدستوريين، وليس بهدف التعدي على صلاحية أحد».
وفي حين تؤكد المصادر على ضرورة ألا يتوقف التشريع، خاصة في ظل الأوضاع المعيشية والضغوط الخارجية، حيث يربط صندوق النقد الاتفاق معه بضرورة إقرار القوانين وتنفيذ الإصلاحات، تسأل «هم يقولون إن هناك اصطفافاً نيابياً ضد التشريع في مرحلة الفراغ، ونحن نسألهم هل هؤلاء النواب متفقون على الأقل على اسم مرشح واحد للرئاسة أم فقط يريدون التعطيل والمعارضة؟»، أما من الناحية الدستورية، فيؤكد الخبير الدستوري سعيد مالك، أنه «لا اجتهاد في معرض النص طالما هناك مادة دستورية واضحة وجلية»، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «من الثابت أن المادة 75 من الدستور تنص صراحة على أن الهيئة الملتئمة لانتخاب رئيس للجمهورية تعتبر هيئة ناخبة وليس هيئة اشتراعية على الإطلاق وعلى البرلمان الشروع فوراً بانتخاب رئيس». ويذكّر مالك أيضاً بالمادة 74 من الدستور التي تقول «إذا خلت سدة الرئاسة بوفاة الرئيس أو استقالته أو أي علة كانت يلتئم المجلس فوراً وبحكم القانون، وبالتالي يعني أن البرلمان اليوم بحالة انعقاد حكمي استناداً إلى أحكام القانون والدستور، وعلى رئيس المجلس عدم الدعوة لجلسة تشريعية بحيث يبقى الأساس انتخاب رئيس وانتظام المؤسسات ومن ثم يعود المجلس إلى وظيفته التشريعية والرقابية».
ويرفض مالك توصيف «تشريع الضرورة»، قائلاً «هذا التوصيف لا يستقيم لا مع الواقع ولا الدستور، حيث ليس هناك ما يسمى تشريع الضرورة؛ إذ إن كل تشريع هو تشريع ضرورة»، مؤكداً «النص الدستوري واضح وهذه التبريرات التي يحاول فريق رئيس البرلمان ابتداعها هي محاولات لالتفاف على الدستور ولتبرير التشريع في ظل الفراغ الرئاسي».


مقالات ذات صلة

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

المشرق العربي رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

تُوفّي الموسيقار اللبناني إيلي شويري، عن 84 عاماً، الأربعاء، بعد تعرُّضه لأزمة صحية، نُقل على أثرها إلى المستشفى، حيث فارق الحياة. وأكدت ابنته كارول، لـ«الشرق الأوسط»، أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلم به العائلة، وأنها كانت معه لحظة فارق الحياة.

المشرق العربي القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

وجّه المجلس التأديبي للقضاة في لبنان ضربة قوية للمدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون، عبر القرار الذي أصدره وقضى بطردها من القضاء، بناء على «مخالفات ارتكبتها في إطار ممارستها لمهمتها القضائية والتمرّد على قرارات رؤسائها والمرجعيات القضائية، وعدم الامتثال للتنبيهات التي وجّهت إليها». القرار التأديبي صدر بإجماع أعضاء المجلس الذي يرأسه رئيس محكمة التمييز الجزائية القاضي جمال الحجار، وجاء نتيجة جلسات محاكمة خضعت إليها القاضية عون، بناء على توصية صدرت عن التفتيش القضائي، واستناداً إلى دعاوى قدمها متضررون من إجراءات اتخذتها بمعرض تحقيقها في ملفات عالقة أمامها، ومخالفتها لتعليمات صادرة عن مرجع

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن فرص انتخاب مرشح قوى 8 آذار، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، «باتت معدومة»، مشيراً إلى أن الرهان على الوقت «لن ينفع، وسيفاقم الأزمة ويؤخر الإصلاح». ويأتي موقف جعجع في ظل فراغ رئاسي يمتد منذ 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث فشل البرلمان بانتخاب رئيس، وحالت الخلافات السياسية دون الاتفاق على شخصية واحدة يتم تأمين النصاب القانوني في مجلس النواب لانتخابها، أي بحضور 86 نائباً في دورة الانتخاب الثانية، في حال فشل ثلثا أعضاء المجلس (86 نائباً من أصل 128) في انتخابه بالدورة الأولى. وتدعم قوى 8 آذار، وصول فرنجية إلى الرئاسة، فيما تعارض القوى المسيحية الأكثر

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

جدد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، تأكيد موقف المملكة من الاستحقاق الرئاسي اللبناني بوصفه «شأناً سياسياً داخلياً لبنانياً»، حسبما أعلن المتحدث باسم البطريركية المارونية في لبنان بعد لقاء بخاري بالبطريرك الماروني بشارة الراعي، بدأ فيه السفير السعودي اليوم الثاني من جولته على قيادات دينية وسياسية لبنانية. وفي حين غادر السفير بخاري بكركي من دون الإدلاء بأي تصريح، أكد المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض، أن بخاري نقل إلى الراعي تحيات المملكة وأثنى على دوره، مثمناً المبادرات التي قام ويقوم بها في موضوع الاستحقاق الرئاسي في سبيل التوصل إلى توافق ويضع حداً للفراغ الرئا

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

تأتي جولة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا على المرجعيات الروحية والسياسية اللبنانية في سياق سؤالها عن الخطوات المطلوبة لتفادي الشغور في حاكمية مصرف لبنان بانتهاء ولاية رياض سلامة في مطلع يوليو (تموز) المقبل في حال تعذّر على المجلس النيابي انتخاب رئيس للجمهورية قبل هذا التاريخ. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية ووزارية أن تحرك السفيرة الأميركية، وإن كان يبقى تحت سقف حث النواب على انتخاب رئيس للجمهورية لما للشغور الرئاسي من ارتدادات سلبية تدفع باتجاه تدحرج لبنان من سيئ إلى أسوأ، فإن الوجه الآخر لتحركها يكمن في استباق تمدد هذا الشغور نحو حاكمية مصرف لبنان في حال استحال عل

محمد شقير (بيروت)

هل تعزز زيارة ترمب للمنطقة فرص «هدنة غزة»؟

رد فعل فلسطيني على مقتل طفل في غارة إسرائيلية على مدرسة حُوّلت إلى ملجأ في مستشفى الشفاء بمدينة غزة (أ.ف.ب)
رد فعل فلسطيني على مقتل طفل في غارة إسرائيلية على مدرسة حُوّلت إلى ملجأ في مستشفى الشفاء بمدينة غزة (أ.ف.ب)
TT

هل تعزز زيارة ترمب للمنطقة فرص «هدنة غزة»؟

رد فعل فلسطيني على مقتل طفل في غارة إسرائيلية على مدرسة حُوّلت إلى ملجأ في مستشفى الشفاء بمدينة غزة (أ.ف.ب)
رد فعل فلسطيني على مقتل طفل في غارة إسرائيلية على مدرسة حُوّلت إلى ملجأ في مستشفى الشفاء بمدينة غزة (أ.ف.ب)

عد تنازلي بدأ لزيارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب للمنطقة، ومعه تتصاعد حالة الترقب لمسار الحرب في غزة، وسط اتصالات وتحركات مكثفة من الوسطاء لطرح «أفكار جديدة» لإبرام هدنة جزئية أو طويلة، ومناشدات عربية وأوروبية تطالب بالعودة لوقف إطلاق النار.

تلك الزيارة المرتقبة بين 13 و16 مايو (أيار) المقبل للسعودية، وقطر، والإمارات تحمل بحسب خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» فرصاً حقيقية لاستئناف اتفاق الهدنة في قطاع غزة، وسط ضغوط جدية متوقعة من ترمب تجاه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وكذلك ضغوط من الوسطاء على «حماس» لإنجاز هدنة في أسرع وقت.

وأعلن البيت الأبيض الثلاثاء أن ترمب سيزور السعودية، وقطر، والإمارات في الفترة من 13 إلى 16 مايو المقبل، وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت للصحافيين، إن ترمب يتطلع إلى تعزيز العلاقات في جولة الشرق الأوسط.

وبالتزامن مع إعلان البيت الأبيض، أجرى ترمب مباحثات هاتفية مع نتنياهو، وأفاد موقع «أكسيوس» الأميركي بأن الجانبين ناقشا «وقف إطلاق النار في غزة، وصفقة المحتجزين، ورغبة واشنطن في القيام بمحاولة أخرى هذا الأسبوع لتحقيق اختراق بشأن حرب غزة».

وحث وزراء خارجية ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، في بيان مشترك، الأربعاء، على ضرورة العودة إلى وقف إطلاق النار بقطاع غزة، وضمان تدفق المساعدات إلى القطاع.

فتاة فلسطينية تنعى أحد أقاربها قُتل في غارة إسرائيلية على مدرسة حُوّلت إلى ملجأ في مستشفى الشفاء بمدينة غزة (أ.ف.ب)

وفي اجتماع لوزراء الخارجية العرب بالجامعة العربية، بالقاهرة، طالب الأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط الأربعاء، بـ«بوقف فوري لحرب الإبادة التي تمارسها إسرائيل ضد سكان غزة»، وشدد وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، على أن «الأردن سيستمر في العمل مع الأشقاء والمجتمع الدولي من أجل التوصل لوقف فوري لإطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة».

وأكد الصفدي «دعم جهود مصر وقطر مع الولايات المتحدة لتحقيق ذلك»، مشدداً على أهمية تنفيذ اتفاقية التبادل التي أنجزت بكل مراحلها، والتي أعلنت في 19 يناير (كانون الثاني) الماضي.

وانهار آخر اتفاق لوقف إطلاق النار في 18 مارس (آذار) عندما استأنفت إسرائيل قصف غزة، ورفضت دخول المرحلة الثانية الممهدة لإنهاء الحرب، ولم تنجح مقترحات مصرية إسرائيلية أميركية في مارس الماضي، وأوائل أبريل (نيسان) الحالي في حلحلة الأزمة.

زيارة «هادئة»

ويعتقد الخبير السياسي المصري الدكتور عمرو الشوبكي أن زيارة ترمب للمنطقة تعزز فرص التوصل لهدنة في غزة، باعتباره «فاعلاً رئيساً بالأحداث، وله دور وقدرة على التأثير على الطرف الإسرائيلي».

ويرى المحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، أن ترمب يريد زيارة المنطقة وهناك تهدئة، خاصة وهو يدرك أن السعودية التي سيزورها لديها موقف منحاز للحقوق الفلسطينية، وسيحاول أن يحقق مسار الهدنة كأولوية قبل جولته، لافتاً إلى أن الاتصال الذي جمع نتنياهو بالرئيس الأميركي يؤكد أن ثمة تحركاً سيسفر عن تهدئة قريبة.

ويأتي إعلان زيارة ترمب مع ترقب لمخرجات زيارة يجريها وفد من «حماس» للقاهرة بعد زيارة لتركيا، ولم تصدر حتى الأربعاء تفاصيل رسمية بشأن المحادثات، غير أن مصدراً مطلعاً في حركة «حماس»، كشف، في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»، الثلاثاء عن طرح ستقدمه الحركة في اجتماع بالقاهرة، يتضمن 5 بنود، من ضمنها صفقة شاملة، وإتمام هدنة طويلة تصل إلى خمس سنوات، مع اشتراط ضمانات إقليمية، ودولية.

وتحدثت «تايمز أوف إسرائيل»، الثلاثاء، عن وصول وفد إسرائيلي إلى القاهرة مساء الأحد، وأنه أجرى في اليوم التالي محادثات مع وسطاء في محاولة لتحقيق اختراق في المفاوضات مع «حماس» بشأن وقف إطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن من غزة.

ويعتقد الشوبكي أن «حماس» لديها ورقة وحيدة وأخيرة هي ورقة الرهائن، وبالتالي لن تفرط فيها إلا بهدنة طويلة، خاصة وهي تدرك أن وقف إطلاق النار المؤقت لن يؤدي لشيء، وإسرائيل قد تنقلب عليه، وتعود للحرب مجدداً، لافتاً إلى أن الدول العربية لو نجحت في تقديم طرح واضح خلال زيارة ترمب فقد نرى هدنة طويلة ووقفاً للحرب، وسيضغط ترمب على نتنياهو لإتمام ذلك.

ويرجح الرقب أن تقبل «حماس» أي مقترح يقود لإنهاء الحرب حتى لو كان مؤقتاً، ولكن بضمانات حقيقية، مشدداً على أن واشنطن إن أرادت تهدئة طويلة فستضغط على نتنياهو، وسنرى ذلك واقعاً قريباً.