جوزيف عطية: جاهز للعيش فقيراً في غرفة بالقرية

الفنان اللبناني قال لـ«الشرق الأوسط» إن أغنية «جمالا» حققت الهدف

الفنان جوزيف عطية
الفنان جوزيف عطية
TT

جوزيف عطية: جاهز للعيش فقيراً في غرفة بالقرية

الفنان جوزيف عطية
الفنان جوزيف عطية

في شخصية الفنان جوزيف عطية وأسلوب عيشه ما يتناقض كثيراً مع حياة الشهرة والأضواء. لا يحتاج إلى منبّه حتى ينهض من سريره مثلاً، فهو يستفيق يومياً بين السادسة والسابعة صباحاً حتى وإن كان عائداً لتوّه من حفل غنائي.
يبدأ يومه بالصلاة ثم ينتقل إلى الرياضة. في هذَين الواجبين الروحي والجسدي، يجد المغنّي اللبناني الشاب حصانة نفسية. يتمسك بالنظام الذي خلقه لحياته ويتعامل معه على أنه إحدى نقاط قوّته وصلابته.
يخبر «الشرق الأوسط» عن استعداداته لجولة طويلة تأخذه من الولايات المتحدة الأميركية إلى الأردن، مروراً بسوريا ولبنان وألمانيا، وتمتد من نوفمبر (تشرين الثاني) حتى مطلع 2023، يقول: «تُقلقني التحضيرات للرحلات البعيدة لكني أضع جدولاً واضحاً وأكتب كل التفاصيل أمامي، بما في ذلك الملابس التي سأرتديها في كل حفلة من الحفلات. يخفف التنظيم والترتيب من وطأة القلق».
أما ما لا يمكن تنظيمه خلال الأسفار، فهو الشوق إلى العائلة. وجوزيف معروف بتعلّقه الشديد بوالدَيه وشقيقتَيه. لا يتحمّل «ابن البيت» أن يمضي ليلة عيد الميلاد وحيداً، لذلك يتحايل على الواقع ويستدعي أختَيه سيلين وأنجيلا إلى جانبه، أينما حلّ صوته في العالم تلك الليلة.


عطية مع عائلته
هذا الفَقد للعائلة تعوّض عنه كذلك لهفة الجمهور المغترب: «لكل بلد من بلاد الانتشار خصوصيته، لكن القاسم المشترك هو شوق الناس لأي فنان لبناني يغنّي للجالية ويحمل معه رائحة الوطن»، يقول عطية.
إنه الوطن الذي غنّى له «لبنان رح يرجع والحق ما بيموت، والشمس رح تطلع تزيّن سما بيروت». أغنية ينتظرها المغتربون ويرددونها ملء حناجرهم، حالمين ببلدٍ قد يبدو أجمل عن بُعد.
يدرك عطية أن أغنيته تلك التي رافقت حراك الشارع وصرخات اللبنانيين، ربما خسرت معناها بالنسبة إلى كثيرين: «ما مررنا به كان صعباً جداً وثقيلاً. قد يكون البعض فقد الثقة بكلام الأغنية، أتفهم ذلك رغم أنني شخصياً لم أفقد الأمل بها يوماً وأنا مؤمن بكل كلمة من كلماتها». ويضيف: «حصلت على الإقامة الذهبية من دولة الإمارات العربية المتحدة لكني لم أغادر لبنان… (من هون ما منفلّ) على ما تقول الأغنية».
لا يدّعي عطية الطوباوية ولا المثالية فهو، كما سواه من اللبنانيين خسر الكثير بسبب الأزمة، لكنه يبدو محصّناً تجاه الظروف المحيطة الضاغطة. يقول: «حتى لو أفلست وصرت بلا بيت، لا مشكلة. أتأقلم سريعاً وأنا جاهز للعيش فقيراً في غرفة في القرية… أزرع الأرض وآكل من خيراتها وأكون سعيداً». يعتبر نفسه متآخياً مع الوحدة، إذ قد تمر 10 ساعات وهو جالسٌ مع لوحاته وألوانه، يمارس موهبته الثانية بعد الغناء، وهي الرسم. يجد في الكتب والبيانو رفاقاً أيضاً.
إلا أن اللحظة ليست للعزلة، فالفنان يستمتع حالياً بالأصداء التي رافقت أغنيته الجديدة «جمالا». يصف التعاون مع الملحّن والكاتب نبيل خوري بالناجح، ويشرح: «خلال التحضير توقّعنا نبيل وأنا أن تشعل الأغنية التيك توك، وهكذا حصل».
https://twitter.com/aawsat_News/status/1590393781597052930?s=20&t=sSjgQzrtIczaA1NgxGjMMw
كن ألا يقلل هاجس الترند من قيمة المحتوى؟ يرد عطية بالقول إن «لا خطأ في البحث عن كلمة جاذبة تعلق في مسامع الناس. هذه هي الموضة الرائجة عالمياً». ويضيف: «أحاول أن أوفّق بين الأغنية الخفيفة الراقصة التي تناسب متطلبات منصات التواصل، وفي المقابل أفرد مساحة للأغنية الصعبة والدسمة. فأذواق الناس تختلف وهذا يظهر جلياً في الحفلات، فمنهم من يحب أن يسمع أغنية (النحلة)، ومنهم من يطلب (إلا أنت)».
«لست من الفنانين الذين يعيشون 5 دقائق من الشهرة بفضل أغنية ضاربة ثم أختفي»، يقول عطية بثقة مَن أتمّ سنته السابعة عشرة في الوسط الفني. يوضح أنه يعمل على تَراكُم الأعمال والتجارب، التي بفضلها تُصنع الاستمرارية والثبات. كما أنه لا يهجس كثيراً بالاستماعات: «أنا جاهل في هذا الموضوع وفريقي يقوم بمتابعة تفاصيله. لا أعاين عدد الاستماعات، وأفضّل على ذلك اللحظة التي أقف فيها على المسرح وأسمع جمهوري يردّد الأغاني معي. هذا هو التقدير الحقيقي للفنان».

بعد «جمالا»، يستعد عطية لإطلاق 3 أغنيات إحداها باللهجة المصرية، وهي من ألحان عزيز الشافعي قد تصدر في نهاية السنة. أما خليجياً، فلا جديد: «أحب اللون الخليجي كثيراً ومن الأغاني الأقرب إلى قلبي (طبيعي)، التي شكّلت حالة خاصة وتصدّرت الاستماعات لفترة قياسية. لكن رغم نجاحها لم تكن جواز عبور كافٍ إلى دول الخليج، ربما لأنها من النوع الهادئ. لكني حتماً سأكرر التجربة الخليجية مع أغنية إيقاعية راقصة».
أما المشروع الموسيقي الحلم بالنسبة لجوزيف عطية فهو تسجيل أغنية كلاسيكية مباشرة برفقة أوركسترا فيلهارمونية عالمية، وهو في بحث عن أغنية تليق بها المقاييس الأوركسترالية.

للأحلام الشخصية مساحة كذلك في بال الفنان الثلاثيني الذي يتمنى أن يؤسس عائلته الصغيرة. يعترف بأنه أمضى سنوات من الصخب والضياع في بداياته، تعرّض خلالها لمغريات الأضواء والشهرة. «لعبت عائلتي دوراً كبيراً في إرجاعي إلى الأنا الحقيقية، فحتى في عز فورتي لم أكن سعيداً»، يقول عطية. ثم يضيف: «أنا جاهز لمشروع الزواج وعلى يقين بأنني قادر على أن أمنح الوقت اللازم لعائلتي. ليس صحيحاً أن الفنان لا يستطيع التوفيق بين المنزل الزوجي والفن. لكل شيء وقته والتنظيم مهم».
لكن لماذا لم يتم النصيب حتى اللحظة؟ يجيب عطية: «أدقق كثيراً قبل أن أخطو الخطوة النهائية باتجاه القرار، لأن الموضوع مقدّس وأنا لست من النوع الذي يتزوّج حتى يتطلّق. أرغب في أن أكون زوجاً وأباً صالحاً».
وعلى سيرة الأحلام، يحلو لجوزيف أن يعود إلى تلك اللحظة التي صدرت فيها أغنيته الأولى «لا تروحي» عام 2005 غداة فوزه في برنامج «ستار أكاديمي». يسترجعها قائلاً: «منذ الطفولة، كان حلم حياتي أن أصنع أغنية. أذكر الأيام الأولى بعد صدور (لا تروحي) كيف كنت أفتح نوافذ السيارة وأرفع الصوت عالياً وأجول في شوارع مدينة جبيل لأُسمع الناس أغنيتي الجديدة».


مقالات ذات صلة

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

يوميات الشرق رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً. فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه.

يوميات الشرق ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.

محمود الرفاعي (القاهرة)
يوميات الشرق معرض «أحلام الطبيعة» في ألمانيا

معرض «أحلام الطبيعة» في ألمانيا

زائرون يشاهدون عرضاً في معرض «أحلام الطبيعة - المناظر الطبيعية التوليدية»، بمتحف «كونستبلاست للفنون»، في دوسلدورف، بألمانيا. وكان الفنان التركي رفيق أنادول قد استخدم إطار التعلم الآلي للسماح للذكاء الصناعي باستخدام 1.3 مليون صورة للحدائق والعجائب الطبيعية لإنشاء مناظر طبيعية جديدة. (أ ب)

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق «نلتقي في أغسطس»... آخر رواية لغارسيا ماركيز ترى النور العام المقبل

«نلتقي في أغسطس»... آخر رواية لغارسيا ماركيز ترى النور العام المقبل

ستُطرح رواية غير منشورة للكاتب غابرييل غارسيا ماركيز في الأسواق عام 2024 لمناسبة الذكرى العاشرة لوفاة الروائي الكولومبي الحائز جائزة نوبل للآداب عام 1982، على ما أعلنت دار النشر «راندوم هاوس» أمس (الجمعة). وأشارت الدار في بيان، إلى أنّ الكتاب الجديد لمؤلف «مائة عام من العزلة» و«الحب في زمن الكوليرا» سيكون مُتاحاً «عام 2024 في أسواق مختلف البلدان الناطقة بالإسبانية باستثناء المكسيك» و«سيشكل نشره بالتأكيد الحدث الأدبي الأهم لسنة 2024».

«الشرق الأوسط» (بوغوتا)

غاليري «آرت أون 56» رسالةُ شارع الجمّيزة البيروتي ضدّ الحرب

أبت أن تُرغم الحرب نهى وادي محرم على إغلاق الغاليري وتسليمه للعدمية (آرت أون 56)
أبت أن تُرغم الحرب نهى وادي محرم على إغلاق الغاليري وتسليمه للعدمية (آرت أون 56)
TT

غاليري «آرت أون 56» رسالةُ شارع الجمّيزة البيروتي ضدّ الحرب

أبت أن تُرغم الحرب نهى وادي محرم على إغلاق الغاليري وتسليمه للعدمية (آرت أون 56)
أبت أن تُرغم الحرب نهى وادي محرم على إغلاق الغاليري وتسليمه للعدمية (آرت أون 56)

عاد إلى ذاكرة مُؤسِّسة غاليري «آرت أون 56»، نهى وادي محرم، مشهد 4 أغسطس (آب) 2020 المرير. حلَّ العَصْف بذروته المخيفة عصر ذلك اليوم المشؤوم في التاريخ اللبناني، فأصاب الغاليري بأضرار فرضت إغلاقه، وصاحبته بآلام حفرت ندوباً لا تُمحى. توقظ هذه الحرب ما لا يُرمَّم لاشتداد احتمال نكئه كل حين. ولمّا قست وكثَّفت الصوتَ الرهيب، راحت تصحو مشاعر يُكتَب لها طول العُمر في الأوطان المُعذَّبة.

رغم عمق الجرح تشاء نهى وادي محرم عدم الرضوخ (حسابها الشخصي)

تستعيد المشهدية للقول إنها تشاء عدم الرضوخ رغم عمق الجرح. تقصد لأشكال العطب الوطني، آخرها الحرب؛ فأبت أن تُرغمها على إغلاق الغاليري وتسليمه للعدمية. تُخبر «الشرق الأوسط» عن إصرارها على فتحه ليبقى شارع الجمّيزة البيروتي فسحة للثقافة والإنسان.

تُقلِّص ساعات هذا الفَتْح، فتعمل بدوام جزئي. تقول إنه نتيجة قرارها عدم الإذعان لما يُفرَض من هول وخراب، فتفضِّل التصدّي وتسجيل الموقف: «مرَّت على لبنان الأزمة تلو الأخرى، ومع ذلك امتهنَ النهوض. أصبح يجيد نفض ركامه. رفضي إغلاق الغاليري رغم خلوّ الشارع أحياناً من المارّة، محاكاة لثقافة التغلُّب على الظرف».

من الناحية العملية، ثمة ضرورة لعدم تعرُّض الأعمال الورقية في الغاليري لتسلُّل الرطوبة. السماح بعبور الهواء، وأن تُلقي الشمس شعاعها نحو المكان، يُبعدان الضرر ويضبطان حجم الخسائر.

الفنانون والزوار يريدون للغاليري الإبقاء على فتح بابه (آرت أون 56)

لكنّ الأهم هو الأثر. أنْ يُشرّع «آرت أون 56» بابه للآتي من أجل الفنّ، يُسطِّر رسالة ضدّ الموت. الأثر يتمثّل بإرادة التصدّي لِما يعاند الحياة. ولِما يحوّلها وعورةً. ويصوّرها مشهداً من جهنّم. هذا ما تراه نهى وادي محرم دورها في الأزمة؛ أنْ تفتح الأبواب وتسمح للهواء بالعبور، وللشمس بالتسلُّل، وللزائر بأن يتأمّل ما عُلِّق على الجدران وشدَّ البصيرة والبصر.

حضَّرت لوحات التشكيلية اللبنانية المقيمة في أميركا، غادة جمال، وانتظرتا معاً اقتراب موعد العرض. أتى ما هشَّم المُنتَظر. الحرب لا تُبقى المواعيد قائمة والمشروعات في سياقاتها. تُحيل كل شيء على توقيتها وإيقاعاتها. اشتدَّت الوحشية، فرأت الفنانة في العودة إلى الديار الأميركية خطوة حكيمة. الاشتعال بارعٌ في تأجيج رغبة المرء بالانسلاخ عما يحول دون نجاته. غادرت وبقيت اللوحات؛ ونهى وادي محرم تنتظر وقف النيران لتعيدها إلى الجدران.

تفضِّل نهى وادي محرم التصدّي وتسجيل الموقف (آرت أون 56)

مِن الخطط، رغبتُها في تنظيم معارض نسائية تبلغ 4 أو 5. تقول: «حلمتُ بأن ينتهي العام وقد أقمتُ معارض بالمناصفة بين التشكيليين والتشكيليات. منذ افتتحتُ الغاليري، يراودني هَمّ إنصاف النساء في العرض. أردتُ منحهنّ فرصاً بالتساوي مع العروض الأخرى، فإذا الحرب تغدر بالنوايا، والخيبة تجرّ الخيبة».

الغاليري لخَلْق مساحة يجد بها الفنان نفسه، وربما حيّزه في هذا العالم. تُسمّيه مُتنفّساً، وتتعمّق الحاجة إليه في الشِّدة: «الفنانون والزوار يريدون للغاليري الإبقاء على فتح بابه. نرى الحزن يعمّ والخوف يُمعن قبضته. تُخبر وجوه المارّين بالشارع الأثري، الفريد بعمارته، عما يستتر في الدواخل. أراقبُها، وألمحُ في العيون تعلّقاً أسطورياً بالأمل. لذا أفتح بابي وأعلنُ الاستمرار. أتعامل مع الظرف على طريقتي. وأواجه الخوف والألم. لا تهمّ النتيجة. الرسالة والمحاولة تكفيان».

الغاليري لخَلْق مساحة يجد بها الفنان نفسه وربما حيّزه في العالم (آرت أون 56)

عُمر الغاليري في الشارع الشهير نحو 12 عاماً. تدرك صاحبته ما مرَّ على لبنان خلال ذلك العقد والعامين، ولا تزال الأصوات تسكنها: الانفجار وعَصْفه، الناس والهلع، الإسعاف والصراخ... لـ9 أشهر تقريباً، أُرغمت على الإغلاق للترميم وإعادة الإعمار بعد فاجعة المدينة، واليوم يتكرّر مشهد الفواجع. خراب من كل صوب، وانفجارات. اشتدّ أحدها، فركضت بلا وُجهة. نسيت حقيبتها في الغاليري وهي تظنّ أنه 4 أغسطس آخر.