الجيش الصومالي يستعيد السيطرة على مناطق خاضعة لـ«الشباب» منذ 15 عاماً

تقارير عن دور جهاز المخابرات في الحرب على الجماعة المتطرفة

اجتماع الرئيس الصومالي مع وزير الخارجية والدفاع الأيرلندي في شرم الشيخ (الرئاسة الصومالية)
اجتماع الرئيس الصومالي مع وزير الخارجية والدفاع الأيرلندي في شرم الشيخ (الرئاسة الصومالية)
TT

الجيش الصومالي يستعيد السيطرة على مناطق خاضعة لـ«الشباب» منذ 15 عاماً

اجتماع الرئيس الصومالي مع وزير الخارجية والدفاع الأيرلندي في شرم الشيخ (الرئاسة الصومالية)
اجتماع الرئيس الصومالي مع وزير الخارجية والدفاع الأيرلندي في شرم الشيخ (الرئاسة الصومالية)

أعلن الجيش الصومالي أن قواته استعادت بمساعدة السكان المحليين السيطرة على منطقة «وبحو» التابعة لمحافظة غلغدود، والتي كانت خاضعة لحركة الشباب المتطرفة منذ أكثر من 15 عاماً.
وأبلغ الناطق باسم وزارة الدفاع الجنرال عبد الله عانود وسائل إعلام محلية أن القوات الحكومية سيطرت أيضاً مناطق ورحولي، وعيل بوري، وعيل غوروف، لافتا إلى «تكبد ميليشيات الشباب الإرهابية خسائر فادحة خلال المعارك».
كما نفذت قوات المخابرات في منطقة الجنوب الغربي عملية أمنية في مدينة بيدوة، اعتقلت خلالها العديد من المشتبه بهم من عناصر حركة الشباب.
بدورها، اعتبرت وكالة الأنباء الصومالية الرسمية أن جهاز الأمن والمخابرات الصومالية هو مفتاح الحرب التي أعلنها الرئيس حسن شيخ محمود ضد الحركة الإرهابية على ثلاث جبهات، العسكرية والاقتصادية والجانب الآيديولوجي، مشيرة إلى أنها المرة الأولى التي يواجه فيها التنظيم حرباً ثلاثية الأبعاد منذ ظهوره في عام 2007.
ولفتت إلى مشاركة جهاز المخابرات في جميع الجبهات الثلاث وخاصةً اجتثاث الشبكات المالية، ونقلت عن مصادر موثوقة أنه ركز على مدار الأشهر القليلة الماضية على هذه الشبكات، بما في ذلك رجال الأعمال المشهورون والشيوخ وغيرهم.
وأوضحت أن المعلومات الموثوقة التي حصل عليها الجهاز أدت إلى شل حركة الشباب المالية في العاصمة، مشيرة إلى أنها ساهمت في حظر وتجميد ملايين الدولارات في البنوك وأيضاً قطع العلاقة بين الشباب في الأدغال والذين يختبئون في المنازل الآمنة في مقديشو، مشيرة إلى تقارير عن اعتقال رجال أعمال آخرين بتهمة تسهيل سلسلة التدفق المالي للشباب.
وقالت إن وكالة التجسس الصومالية، قامت بمضاعفة عملياتها لقمع هذه الأنشطة الإجرامية وأدت إلى تغيير سريع في كيفية قيام الإرهابيين بزراعة أموال الابتزاز، مشيرة إلى أن هذه التغييرات تؤثر بشكل فوري على أسواق مقديشو حيث تقلص أموال الابتزاز وأنشطة الابتزاز التي يمارسها الإرهابيون على رجال الأعمال.
وبحسب الوكالة، يعتقد خبراء أمنيون أنه إذا استمرت هذه الحرب المالية إلى جانب الحملة العسكرية، فلن تتمكن المجموعة من الدفاع عن الأراضي التي توجد فيها الآن، وليس فقط الحفاظ على موقعها، بل ستختفي قريباً من البلاد.
وبحسب تقديرات محلية، فإن حركة الشباب خسرت 30 في المائة من مداخيلها في الشهرين الماضين، نتيجة العمليات العسكرية الجارية، والإجراءات المالية الحكومية ضدها.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».