دينا حايك... صلابة تقهر السرطان

أطلّت مع رابعة الزيات وألهمت شجاعة المواجهة

دينا حايك ورابعة الزيات
دينا حايك ورابعة الزيات
TT

دينا حايك... صلابة تقهر السرطان

دينا حايك ورابعة الزيات
دينا حايك ورابعة الزيات

في أسفل الشاشة، يعبّر هاشتاغ «نساء محاربات» عن ضيفات الحلقة. لكلٍ قصة إصرار. يحضرن إلى برنامج «فوق 18» («الجديد») مع الإعلامية رابعة الزيات لسردها. فقدان ويُتم، إنما رجاء وإرادة حياة تعلنهما أمٌ خسرت ابناً بعد 33 يوماً في الغيبوبة، فترفض الاتشاح بالسواد؛ إلى جانب حكاية أخرى عن المرض واستئصال أجزاء من الأنوثة، على وَقْع أجمل العِبر: «لستُ خجولة من نفسي». بصلابة مشابهة، تطل الفنانة دينا حايك لتلهم محاربات السرطان الاستمرار في المعركة حتى النهاية السعيدة.
انعكاس الصداقة على الود المُتبادَل بين المضيفة والضيفة، كانعكاس ثوب الأخيرة الأبيض على داخلها الممتلئ بالضوء. تعترف الزيات بصعوبة الموضوعية حين تتعلق بمَن رافقتها في معاناتها الصحية وصولاً «إلى الموت»، فتضع جانباً بند الإعلام الأهم وتحاورها كأخت. تترك لها الكلام، وإن أكثرت المقاطعة لسؤال يبدو ثقيلاً: «شو حسيتي؟»، قاصدة «ماذا شعرتِ؟» عند التبلغ وعند تساقط الشَّعر ودوامة الصدمة.
اعتادت الفنانة اللبنانية إجراء الصورة الشعاعية للثدي مرة كل عام لدواعي الوقاية. يحدث أن يتدخل القدر في الوقت المناسب فينتشل المرء من الأسوأ. خانتها الذاكرة، فأخطأت في الموعد. استدرك المختبر زيارتها المبكرة، بعدما وصلت برفقة حجتها: «لم أجد صورة العام الفائت، ولعلي لم أقم بإجرائها. أتيتُ لفحص روتيني يبدو ألا داعي له. أعتقد أنه من الأفضل الذهاب».
حين تشاء إشارات السماء الدلالة إلى الوجهة، لن تتوه أقدام تسلك الطريق الصحيح. في المختبر، كان الرد: «ما دمتِ قد أتيتِ، فلنُجرِ الفحص. وليصبح هذا التاريخ بديلاً عن سابق يمكن اعتماده موعداً دورياً سنوياً». فكان ما ليس في الحسبان.
تحبس دمعة لم تردها عنوان ضعف. هي تأثر يضرب الطبيعة البشرية فيمس وهنها كل ما هو حي. في اللحظة التي طُلبت منها إعادة الفحص، تيقنتْ: «أصابني السرطان والرحلة طويلة».
تظن، كجميعنا، أنه لا يجرؤ على الاقتراب، يصيب الآخرين فقط، أما نحن فحصانة كاملة. كانت وراء مقود السيارة حين رن الهاتف. اطمأن الطبيب إلى تماسكها قبل أن يخبرها بما تعرف. سؤال رابعة الزيات، كانت لتجيب عنه ضيفتها بكل الأحوال: «أي مشاعر اختلجت؟». أوقفت سيرها لتلقي الصفعة، مع هَم واحد: «كيف سأطلع عائلتي؟ بأي كلمات أخبر أمي؟».
لم تتدفق الدموع إلا مع سماع صوت الأم على الهاتف. يحب التلفزيون اللحظات المؤثرة، كاتصال مفاجئ بين الأم والابنة يتخلله فيض عاطفي. دينا حايك يقظة من إثارة الشفقة. تشاء إنزال الأمل باتجاه أكوام اليأس. ولا تجعل من نفسها مادة استعراض رخيص. فهمت على الفور رسالة السماء: «لربما يختارني الله ليصل صوتي، فأكون نموذجاً في الصلابة للمحتاجين إلى قوة».

الخطوة الثانية: خزعة تُبين صنف المرض، خبيث أم حميد، وفي حالتها «خطر وسريع الانتشار». تستعد، فلا وقت لإهداره في الأسى: جرعات كيمياوية واستئصال في محيط الثدي. 5 سنتيمترات، وكل ما تتطلبه المواجهة من أثمان باهظة.
صبت قلقها الأكبر على هول الصدمة حين تتلقاها الوالدة: «السرطان ليس كلمة توصف مرضاً، بل هو معاناة تصيب أفراد العائلة». ترفض دينا حايك اتخاذ وضعية الصنم. هي إنسان، فـ«أبكي وأحزن وأشعر بالقهر. أنا كأي كائن بشري، ضعيفة». لكن خوض المعارك قرار. أدركت ذلك حين أصيبت أطراف من شَعرها بالصلع، فاستبدلت بما تساقط شَعراً مستعاراً لا يحجب قسوة المشهد حين تخلد إلى النوم.
تذكر بحقيقة أن «شَعر الأنثى عزيز عليها»، ورغم ذلك ترغب في تصفيره: «فقدتُ نحو 70 في المائة منه بعد ثماني جلسات علاج. لا بأس. تزورني حاجة إلى حلق الرأس تماماً وقد أُقدم عليها. ما يؤلمنا سيجعلنا أقوى»، تصدق دينا حايك هذه المقولة، بدليل حضورها الشجاع.
يقينها بـ«الانتصار عليه قبل الانتصار علي»، يدعمه إيمان هو سبب القوة، كقوة باتريسيا قسيس، ضيفة الحلقة، وإيمانها. شاركها لبنان وجع موت صبيها بعد حادث في بركة سباحة، لا لفجيعة الاختبار فحسب، بل لإرادة التصدي ودروس الإذعان للمشيئة. تقول حايك أيضاً بصبر وعناد: «لن يتزعزع إيماني ما حييت. بقيتُ أو فارقتُ الوجود».
الحب يشفي. وفي حالتها يؤدي وظيفة جلسة الكيمو، مع فارق أنه يمتص آلامها. عبر مقاطع قصيرة، أطل فنانون محبون يدعمون ويساندون. «أكبر من كل التحديات وأقوى من كل الصعوبات»، قال وليد توفيق، وتمنت لها ليليان نمري الشفاء. انتظرت محبة، ولم تتوقعها إلى هذا الحد: «فانز ومقربون وصحافة، كلماتهم صلوات».
قبل الجَمعة مع نساء الحلقة، والورد الجوري الزهري في أيديهن كتحية للمحاربات، لفتت دينا حايك إلى ما يشكل ذروة اللاإنسانية: انقطاع أدوية السرطان في لبنان! «حتى العلاج الكيمياوي غير متوافر لدى جميع المستشفيات. في حالتي، قد أستطيع الوصول إلى الدواء. ماذا عن الآخرين ممن لا حول لهم؟ مخجلٌ التفريط بالأرواح».
تشارك أطفال السرطان عناءهم، فهي بعضٌ منهم. لكن حين يطول الأجساد الطرية، تتلاشى جدوى الكلام فتكتفي بالحب. وحده يُسرع الشفاء.


مقالات ذات صلة

بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

يوميات الشرق بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

تقدمت كريستين باومغارتنر، الزوجة الثانية للممثل الأميركي كيفين كوستنر، بطلب للطلاق، بعد زواجٍ دامَ 18 عاماً وأثمر عن ثلاثة أطفال. وذكرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية أن الانفصال جاء بسبب «خلافات لا يمكن حلُّها»، حيث تسعى باومغارتنر للحضانة المشتركة على أطفالهما كايدين (15 عاماً)، وهايس (14 عاماً)، وغريس (12 عاماً). وكانت العلاقة بين كوستنر (68 عاماً)، وباومغارتنر (49 عاماً)، قد بدأت عام 2000، وتزوجا عام 2004.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
يوميات الشرق متحف «المركبات» بمصر يحيي ذكرى الملك فؤاد الأول

متحف «المركبات» بمصر يحيي ذكرى الملك فؤاد الأول

افتتح متحف المركبات الملكية بمصر معرضاً أثرياً مؤقتاً، اليوم (الأحد)، بعنوان «صاحب اللقبين فؤاد الأول»، وذلك لإحياء الذكرى 87 لوفاة الملك فؤاد الأول التي توافق 28 أبريل (نيسان). يضم المعرض نحو 30 قطعة أثرية، منها 3 وثائق أرشيفية، ونحو 20 صورة فوتوغرافية للملك، فضلاً عن فيلم وثائقي يتضمن لقطات «مهمة» من حياته. ويشير عنوان المعرض إلى حمل فؤاد الأول للقبين، هما «سلطان» و«ملك»؛ ففي عهده تحولت مصر من سلطنة إلى مملكة. ويقول أمين الكحكي، مدير عام متحف المركبات الملكية، لـ«الشرق الأوسط»، إن المعرض «يسلط الضوء على صفحات مهمة من التاريخ المصري، من خلال تناول مراحل مختلفة من حياة الملك فؤاد».

نادية عبد الحليم (القاهرة)
يوميات الشرق وضع تسلسل كامل لجينوم «اللبلاب» المقاوم لتغير المناخ

وضع تسلسل كامل لجينوم «اللبلاب» المقاوم لتغير المناخ

قام فريق بحثي، بقيادة باحثين من المعهد الدولي لبحوث الثروة الحيوانية بكينيا، بوضع تسلسل كامل لجينوم حبة «فول اللبلاب» أو ما يعرف بـ«الفول المصري» أو «الفول الحيراتي»، المقاوم لتغيرات المناخ، بما يمكن أن يعزز الأمن الغذائي في المناطق المعرضة للجفاف، حسب العدد الأخير من دورية «نيتشر كومينيكيشن». ويمهد تسلسل «حبوب اللبلاب»، الطريق لزراعة المحاصيل على نطاق أوسع، ما «يجلب فوائد غذائية واقتصادية، فضلاً على التنوع الذي تشتد الحاجة إليه في نظام الغذاء العالمي».

حازم بدر (القاهرة)
يوميات الشرق «الوثائقية» المصرية تستعد لإنتاج فيلم عن «كليوباترا»

«الوثائقية» المصرية تستعد لإنتاج فيلم عن «كليوباترا»

في رد فعل على فيلم «الملكة كليوباترا»، الذي أنتجته منصة «نتفليكس» وأثار جدلاً كبيراً في مصر، أعلنت القناة «الوثائقية»، التابعة لـ«الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بمصر»، اليوم (الأحد)، «بدء التحضير لإنتاج فيلم وثائقي عن كليوباترا السابعة، آخر ملوك الأسرة البطلمية التي حكمت مصر في أعقاب وفاة الإسكندر الأكبر». وأفاد بيان صادر عن القناة بوجود «جلسات عمل منعقدة حالياً مع عدد من المتخصصين في التاريخ والآثار والأنثروبولوجيا، من أجل إخضاع البحوث المتعلقة بموضوع الفيلم وصورته، لأقصى درجات البحث والتدقيق». واعتبر متابعون عبر مواقع التواصل الاجتماعي هذه الخطوة بمثابة «الرد الصحيح على محاولات تزييف التار

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق مؤلفا «تحت الوصاية» لـ«الشرق الأوسط»: الواقع أصعب مما طرحناه في المسلسل

مؤلفا «تحت الوصاية» لـ«الشرق الأوسط»: الواقع أصعب مما طرحناه في المسلسل

أكد خالد وشيرين دياب مؤلفا مسلسل «تحت الوصاية»، أن واقع معاناة الأرامل مع «المجلس الحسبي» في مصر: «أصعب» مما جاء بالمسلسل، وأن بطلة العمل الفنانة منى زكي كانت معهما منذ بداية الفكرة، و«قدمت أداء عبقرياً زاد من تأثير العمل». وأثار المسلسل الذي تعرض لأزمة «قانون الوصاية» في مصر، جدلاً واسعاً وصل إلى ساحة البرلمان، وسط مطالبات بتغيير بعض مواد القانون. وأعلنت شركة «ميديا هب» المنتجة للعمل، عبر حسابها على «إنستغرام»، أن «العمل تخطى 61.6 مليون مشاهدة عبر قناة (DMC) خلال شهر رمضان، كما حاز إشادات عديدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي». وكانت شيرين دياب صاحبة الفكرة، وتحمس لها شقيقها الكاتب والمخرج خالد د

انتصار دردير (القاهرة)

«القاهرة للسينما الفرانكفونية» يراهن على أفلام عالمية تعالج الواقع

تكريم عدد من الفنانين خلال افتتاح المهرجان (إدارة المهرجان)
تكريم عدد من الفنانين خلال افتتاح المهرجان (إدارة المهرجان)
TT

«القاهرة للسينما الفرانكفونية» يراهن على أفلام عالمية تعالج الواقع

تكريم عدد من الفنانين خلال افتتاح المهرجان (إدارة المهرجان)
تكريم عدد من الفنانين خلال افتتاح المهرجان (إدارة المهرجان)

بالتضامن مع القضية الفلسطينية والاحتفاء بتكريم عدد من السينمائيين، انطلقت فعاليات النسخة الرابعة من مهرجان «القاهرة للسينما الفرانكفونية»، الخميس، وتستمر فعالياته حتى الثاني من ديسمبر (كانون الأول) المقبل، بعرض 75 فيلماً من 30 دولة فرانكفونية.

وشهد حفل الافتتاح تقديم فيلم قصير منفذ بالذكاء الاصطناعي، للتأكيد على أهمية تطويع التكنولوجيا والاستفادة منها في إطار تحكم العقل البشري بها، بجانب عرض راقص يمزج بين ألحان الموسيقار الفرنسي شارل أزنافور احتفالاً بمئويته، وموسيقى فريد الأطرش في ذكرى مرور 50 عاماً على رحيله.

وكرّم المهرجان المخرج المصري أحمد نادر جلال، والإعلامية المصرية سلمى الشماع، إلى جانب الممثلة إلهام شاهين التي تطرقت في كلمتها للتطور الذي يشهده المهرجان عاماً بعد الآخر، مشيدة بالأفلام التي يعرضها المهرجان كل عام من الدول الفرانكفونية.

وأكد رئيس المهرجان ياسر محب «دعم المهرجان للشعب الفلسطيني في الدورة الجديدة»، مشيراً إلى أن السينما ليست بمعزل عما يحدث في العالم من أحداث مختلفة.

وأوضح أنهم حرصوا على تقديم أفلام تعبر عن التغيرات الموجودة في الواقع الذي نعيشه على كافة المستويات، لافتاً إلى أن من بين الأفلام المعروضة أفلاماً تناقش الواقع السياسي.

جانب من الحضور في حفل الافتتاح (حساب إلهام شاهين على «فيسبوك»)

وشهد حفل الافتتاح كلمة للمستشار الثقافي للسفارة الفلسطينية بالقاهرة ناجي الناجي، أكد فيها على دور الفن في دعم القضية الفلسطينية، مشيداً بدور الأعمال الفنية المتنوعة في التعبير عن القضية الفلسطينية وعرض 14 فيلماً عنها ضمن فعاليات الدورة الجديدة للمهرجان.

وتضمن حفل الافتتاح رسالة دعم ومساندة للشعب اللبناني من خلال عرض الفيلم التسجيلي «ثالث الرحبانية» عن حياة وإبداعات الموسيقار اللبناني إلياس الرحباني، وحظي بتفاعل كبير من الحضور.

وقال المنتج الفلسطيني حسين القلا الذي يترأس مسابقة الأفلام الروائية والتسجيلية القصيرة لـ«الشرق الأوسط» إن «السينما ليست مجرد مشاهدة للأفلام فحسب، ولكن ربط بين الثقافات والحضارات المختلفة»، مشيراً إلى طغيان ما يحدث في غزة على كافة الفعاليات السينمائية.

ويترأس القلا لجنة التحكيم التي تضم في عضويتها الفنانة التونسية عائشة عطية، والفنان المصري تامر فرج الذي أكد لـ«الشرق الأوسط» أن «المهرجان ليس منصة فقط لعرض الأفلام السينمائية للدول الفرانكفونية، ولكنه مساحة للتعبير عن المبادئ التي تجمع هذه الدول، والقائمة على المساواة والأخوة والسعي لتحقيق العدل، الأمر الذي ينعكس على اختيارات الأفلام».

وعدّ الناقد الفني المصري أحمد سعد الدين، المهرجان «من الفعاليات السينمائية المهمة التي تهدف لتعزيز التبادل الثقافي مع 88 دولة حول العالم تنتمي للدول الفرانكفونية، الأمر الذي يعكس تنوعاً ثقافياً وسينمائياً كبيراً»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «المهرجان يركز على استقطاب وعروض أفلام متنوعة وليس (الشو الدعائي) الذي تلجأ إليه بعض المهرجانات الأخرى».

وعبر عن تفاؤله بالدورة الجديدة من المهرجان مع أسماء الأفلام المتميزة، والحرص على عرضها ومناقشتها ضمن الفعاليات التي تستهدف جانباً ثقافياً بشكل بارز ضمن الفعاليات المختلفة.