اكتشف علماء الفلك أقرب ثقب أسود معروف للأرض، على مسافة 1600 سنة ضوئية. وهو أول اكتشاف لا لبس فيه لثقب أسود خامد في مجرة درب التبانة.
وحسب العلماء، فإن هذا الثقب الأسود أكبر بعشر مرات من الشمس، وهو أقرب بثلاث مرات من صاحب الرقم القياسي السابق، وفق ما نشر موقع «يو إس إي توداي».
وتم اكتشاف الثقب من خلال مراقبة حركة النجم المرافق له، الذي يدور حول الثقب الأسود على المسافة نفسها تقريباً التي تدور بها الأرض حول الشمس.
ونقل الموقع عن ورقة بحثية نشرت الأسبوع الماضي في الإخطارات الشهرية للجمعية الفلكية الملكية التي تمت مراجعتها من قبل النظراء تفاصيل اكتشاف «نجم شبيه بالشمس يدور حول جسم مظلم».
وحدد فريق الباحثين في البداية الثقب الأسود باستخدام مركبة الفضاء «جايا» التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية، وفقاً لبيان صحافي صادر عن مركز «هارفارد سميثسونيان» للفيزياء الفلكية.
وفق الفريق، الثقب المسمى «غايا BH1» هو ثقب أسود خامد أكبر بنحو 10 مرات من كتلة الشمس ويقع على بعد حوالي 1600 سنة ضوئية في كوكبة «Ophiuchus».
وقام الباحثون بعد ذلك بإجراء 39 ملاحظة إضافية باستخدام ستة تلسكوبات مختلفة في جميع أنحاء العالم على مدى أربعة أشهر. عند استخدام تلسكوب في هاواي يديره «NOIRLab» التابع لمؤسسة العلوم الوطنية، كان الفريق قادراً على تأكيد أن الجسم المظلم المركزي كان ثقباً أسود كاملاً.
وقال كريم البدري، المؤلف الرئيسي للورقة وعالم الفيزياء الفلكية في مركز «هارفارد سميثسونيان» للفيزياء الفلكية ومعهد «ماكس بلانك» لعلم الفلك في بيان، «خذ النظام الشمسي، ضع ثقباً أسود حيث توجد الشمس، والشمس حيث توجد الأرض، وستحصل على هذا النظام».
وأوضح أن «هذا هو أول اكتشاف لا لبس فيه لنجم شبيه بالشمس في مدار واسع حول ثقب أسود ذي كتلة نجمية في مجرتنا».
ولا يعرف الباحثون كيف تشكل النظام الثنائي، الذي يتكون من نجم يدور حول ثقب أسود في مجرة «درب التبانة»، لكنهم لاحظوا أن اكتشاف «غايا BH1» يشير إلى وجود عدد كبير من الثقوب السوداء الخاملة في الثنائيات.
ويقدر علماء الفلك وجود 100 مليون ثقب أسود في مجرتنا، ولكن تم تأكيد عدد قليل منها فقط حتى الآن.
لكن ما هي الثقوب السوداء؟
وفقاً للموقع، الثقوب السوداء هي أكثر الأجسام تطرفاً في الكون، يُعتقد أن الإصدارات فائقة الكتلة من هذه الأجسام الكثيفة التي لا يمكن تصورها توجد في مراكز جميع المجرات الكبيرة.
وتعد الثقوب السوداء ذات الكتلة النجمية، التي تزن ما يقرب من خمسة إلى 100 ضعف كتلة الشمس، هي الأكثر شيوعاً، فهناك ما يقدر بنحو 100 مليون ثقب أسود نجمي في مجرة درب التبانة وحدها.
ومع ذلك، لم يتم اكتشاف سوى عدد قليل منها حتى الآن، وكلها تقريباً نشطة، مما يعني أنها تتألق بشكل ساطع في الأشعة السينية لأنها تستهلك مادة من رفيق نجم قريب، على عكس الثقوب السوداء الكامنة التي لا تفعل ذلك.