طهران تشدد لهجتها حيال المحتجين... ورئيس القضاء يلوح بالإعدامات

قيادي في «الحرس» تحدث عن مشاركة {مختلف الشرائح» ... ومنظمة حقوقية تؤكد مقتل 319 شخصاً

طلاب كلية الفن في جامعة طهران يرفعون أوراقاً تطالب بإطلاق سراح المعتقلين (اللجنة التنسيقية لنقابات الطلبة)
طلاب كلية الفن في جامعة طهران يرفعون أوراقاً تطالب بإطلاق سراح المعتقلين (اللجنة التنسيقية لنقابات الطلبة)
TT

طهران تشدد لهجتها حيال المحتجين... ورئيس القضاء يلوح بالإعدامات

طلاب كلية الفن في جامعة طهران يرفعون أوراقاً تطالب بإطلاق سراح المعتقلين (اللجنة التنسيقية لنقابات الطلبة)
طلاب كلية الفن في جامعة طهران يرفعون أوراقاً تطالب بإطلاق سراح المعتقلين (اللجنة التنسيقية لنقابات الطلبة)

زاد المسؤولون الإيرانيون من نبرة التهديد بينما تتواصل المسيرات المناهضة للسلطة. وأعلن رئيس القضاء الإيراني غلام حسين محسني إجئي الاثنين تأييده لتنفيذ أحكام الإعدام بحق المحتجين، فيما توعد قائد «الحرس الثوري» في طهران بمواجهة «حازمة»، وذلك غداة بيان لنواب البرلمان يطالب بالتصدي للمحتجين.
وقال إجئي في ثالث أيام الأسبوع الثامن على الاحتجاجات التي اندلعت إثر وفاة الشابة الكردية مهسا أميني إن «نائب رئيس القضاء والمدعي العام يتابعان يومياً مسار ملفات العناصر الأساسية في الاضطرابات الأخيرة».
وأعرب إجئي عن تأييده ضمناً لأحكام الإعدام الصادرة بحق المحتجين، قائلاً: «من يحمل سلاحاً نارياً أو سلاحاً بارداً ويستخدمه لمسايرة العدو أو كعميل للعدو، ويهدد أمن البلاد ويثير الرعب في منطقة ما، وفي الوقت نفسه يقتل شخصاً، يمكن تنفيذ القصاص (الإعدام) بحقه، وتنطبق عليه اتهامات أخرى». وأضاف: «نفصل بين المحتجين ومن تأثروا بالأحاسيس والمشاعر عن العناصر الرئيسية التي ارتكبت الجرائم وتلقت الأوامر من الأعداء». ونقلت وكالة «إيسنا» الحكومية عن إجئي قوله إن «الأعداء تلقوا هزيمة مدوية ويحاولون القيام بأعمال مؤذية».
ولاحقاً أدانت الشعبة 29 التابعة لمحكمة «الثورة» في طهران، ثلاثة محتجين بـ«المحاربة». وذكرت وكالة «إرنا» الرسمية أن الموقوفين الثلاثة مثلوا أمام القضاء بتهمة تخريب المال العام عبر إضرام النار، وتعطيل النظام العام والتجمهر والتواطؤ وتنفيذ هجمات ضد النظام. وقال محامي أحد المتهمين إن موكله أحرق إطارات سيارات في طريق سريع وهي لا تعتبر من المال العام.
بدوره، هدد قائد «الحرس الثوري» في طهران حسن حسن زاده الاثنين المتظاهرين بالتعامل معهم بـ«صرامة». وقال إن وحدات «الحرس الثوري» والشرطة، اعتقلت 14 شخصاً من «العناصر المتورطة» في مقتل عضو بارز في قوات الباسيج غرب طهران.
وأضاف حسن زاده أن «الجهاز القضائي سيتعامل بجدية مع من ارتكبوا جرائم وتسببوا في مقتل عناصر الأمن». وصرح في مقابلة مع وكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري»: «قوتنا الأمنية لتحديد وهوية واعتقال المتسببين بالاضطرابات عالية».
وقال حسن زاده: «في هذه الاحتجاجات، واجهتنا مجموعة واسعة من مختلف الشرائح الذين دخلوا الاضطرابات نتيجة المشاعر والأحاسيس». وأضاف: «إنهم خدعوا على يد الأعداء إثر الأجواء الإعلامية، ونحن أطلقنا سراحهم خلال الساعات الأولى بعد تحذيرهم».
وأردف حسن زاده: «أغلب المعتقلين في الاضطرابات الأخيرة يقولون إنهم أثناء متابعة الأخبار من الإنترنت، تصوروا أن مختلف مناطق طهران تلتهمها النيران وتدهورت أوضاعها، لكن عندما ذهبوا إلى تلك المناطق لاحظوا أن الأوضاع عادية ومستقرة على خلاف الأخبار المتداولة في شبكات التواصل، وهذه القضية تظهر خدام الناس من قبل الأعداء».

لوحة دعائية تتهم الولايات المتحدة كتب عليها «الرواية الأميركية» وتظهر شعارات أضافها محتجون للتعبير عن مطالبهم (تويتر)

وادعى حسن زاده مصادرة «1500 قطعة» من مختلف أنواع الأسلحة والذخائر والمعدات لـ«إلحاق الأضرار بالأماكن ووسائل نقل العام»، واعتبر هذا «الكم من الأسلحة يظهر أن بعض الأشخاص خططوا مسبقاً لإحداث فوضى في البلاد». وأضاف في نفس السياق: «اعتقلنا الكثير منهم وكان هناك عدد من مزدوجي الجنسية» وأضاف: «بعضهم مرتبط بأجهزة مخابرات أجنبية ومجاهدي خلق وأنصار الشاه وغيرهم من الجماعات المعارضة الذين كانوا ينوون إحداث فوضى في العاصمة».
في غضون ذلك، أعلن المدعي العام في محافظة كرمانشاه، شهرام كرمي ضبط 500 قطعة سلاح في المحافظة الغربية. وقال إن الأسلحة «تم تهريبها إلى البلاد عبر حدود محافظة كرمانشاه لاستخدامها في أعمال القتل ونزاعات الشوارع». وقال قائد شرطة الحدود الإيرانية، الأحد في تصريح للتلفزيون الرسمي إن الشرطة صادرت خمسة آلاف سكين وخنجر، بالإضافة إلى كميات من الأسلحة النارية.
وتزامن الإعلان عن مصادرة أسلحة، مع عدة بيانات صدرت الأحد من الأجهزة الأمنية بشأن اعتقال شبكات تابعة لأجهزة استخبارات أجنبية تعمل على استهداف أمن البلاد. وقال جهاز استخبارات «الحرس الثوري» إنه اعتقل ثلاثة خلايا تابعة لمنظمة مجاهدي خلق المعارضة في محافظات أصفهان والأحواز وفارس، دون أن يعرض أدلة.
جاء ذلك، بعدما حث 277 نائباً متشدداً في البرلمان الإيراني، الأحد، السلطة القضائية على «التعامل بحزم» مع المحتجين. وقال هؤلاء في بيان: «نطالب القضاء بالتعامل بحزم مع مرتكبي هذه الجرائم ومع كل من يساعدون في الجرائم ويحرضون مثيري الشغب»، وفق «رويترز».
وخلال جلسة البرلمان، قال النائب المتشدد حسين جلالي إن «حفظ النظام أولى من الحفاظ على روح المهدي المنتظر» حسبما نقلت وكالة «إيلنا» الإصلاحية. ووجه النائب انتقادات لأمين عام المجلس الأعلى للأمن القومي علي شمخاني، متهماً إياه بتجاهل الاعتبارات الأمنية بسبب علاقاته مع الرئيس الإصلاحي الأسبق محمد خاتمي. وقال: «يجب ألا تقدم صداقتك مع خاتمي على أصل الجمهورية الإسلامية».
قالت وكالة ناشطي حقوق الإنسان في إيران (هرانا) على تويتر إن عدد القتلى في صفوف المحتجين وصل إلى 319 قتيلاً، منذ وفاة الشابة الكردية مهسا أميني في أثناء احتجازها لدى «شرطة الأخلاق» بادعاء «سوء الحجاب» في طهران. ولفتت في إحصائيتها اليومية التي نشرت في وقت متأخر الأحد إلى 14 ألفاً و823 معتقلاً في الاحتجاجات، وذلك في 136 مدينة و135 جامعة شهدت احتجاجات.
بدورها، نشرت جمعية حقوق الإنسان الإيرانية، مقطع فيديو على حسابها في تويتر الاثنين من تجمع أهالي المعتقلين أمام سجن إيفين في طهران.
قبل ذلك، قالت منظمة «هنغاو» الحقوقية الكردية في تقرير الأحد إن 61 شخصاً قتلوا في 38 مدينة تقطنها غالبية كردية أثناء الاحتجاجات. وقالت منظمة حقوق الإنسان في إيران ومقرها النرويج، السبت إن 118 شخصاً آخرين لقوا حتفهم في احتجاجات في محافظة بلوشستان، وسقط أغلب القتلى في 30 سبتمبر (أيلول) بمدينة زاهدان.
وشهدت مدينة خاش توتراً الجمعة وسقط 16 قتيلاً على الأقل بنيران قوات الأمن. وفي مدينة مريوان بمحافظة كردستان جرح 35 شخصاً الأحد بعدما منعت قوات الأمن أهالي المدينة من حضور تشييع طالبة كردية قتلت أثناء تواجدها في طهران.
وأظهرت مقاطع فيديو على شبكات التواصل الاجتماعي إضرابات الأسواق في مدينتي خاش الواقعة جنوب شرقي البلاد ومريوان في غرب البلاد. كما تجدد إطلاق النار في المدينة الكردية.
وواصل طلاب الجامعات حركاتهم الاحتجاجية في طهران وعدة مدن إيرانية. وردد طلاب جامعة طهران، أكبر جامعات البلاد شعار «الخلاص حقنا، وقوتنا في وحدتنا».
وتم تداول مقطع فيديو مساء الأحد، يظهر صيحات استهجان ضد عضو مجلس تشخيص مصلحة النظام محمد صفار هرندي في جامعة تبريز شمال غربي البلاد. وردد الطلاب شعار «سباهي، اغرب عن وجهنا»، في إشارة إلى الصلات القوية التي تربط هرندي بـ«الحرس الثوري».
وأصدر أكثر من 600 أستاذ من مختلف الجامعات ومراكز الأبحاث الإيرانية بياناً لدعم الطلاب المحتجين، محذرين السلطات من الانضمام إلى الحراك الاحتجاجي في حال عدم الانصياع إلى الاحتجاجات.
وقال الأساتذة: «نطالب بإلغاء جميع الأحكام الصادرة ضد الحقوق المدنية للطلاب»، كما طالبوا بإطلاق جميع أطفال البلاد الذين تم اعتقالهم من قبل الأجهزة الأمنية. وتابعوا: «سننضم إلى الطلاب ونستخدم كل القنوات المدنية للاحتجاج لتحقيق المطالب المشروعة».
من جانب آخر، وجه أكثر من 345 اقتصادياً بياناً للمطالبة بإطلاق سراح الخبير الاقتصادي البارز داود سوري، حسبما أوردت إذاعة فردا، الناطقة بالفارسية التي تتخذ من براغ مقراً لها، والتي ترعاها الحكومة الأميركية.
وقال الاقتصاديون في البيان: «أطلقوا سراح الباحث في مجال الفقر وعدم المساواة»، الذي اعتقل الأسبوع الماضي ونقل إلى سجن إيفين، لأسباب غير معلنة.
في غضون ذلك، أكد رئيس نقابة المرشدين السياحيين الإيرانيين، محسن حاجي سعيد توقيف سياح أجانب خلال الاحتجاجات، قائلاً إن السلطات اعتقلت «بعض السياح الأجانب الذين قاموا بالتقاط صور للاحتجاجات من باب الفضول». ونقلت وكالة «إيسنا» الحكومية عن حاجي سعيد قوله خلال اجتماع حضره 18 نائباً في البرلمان: «ليس كل السياح الذين شوهدوا في المكان الخطأ هم بالضرورة جواسيس».
وأضاف: «يجب إخبار المسؤولين الأمنيين الذين يتصدون للاحتجاجات بأن أمن السائحين وانعكاسه الدولي مهمان أيضاً: هذه القضية أصبحت مطلباً حيوياً للسياحة».
وذكرت تقارير في وقت سابق أن 90 في المائة من الحجوزات السياحية الأجنبية ألغيت بعدما أعلنت السلطات توقيف تسعة أجانب في الاحتجاجات.
توترات دبلوماسية
استدعت إيران سفير النرويج لديها الاثنين واصفة تعليقات أوسلو على الجمهورية الإسلامية بأنها «غير مقبولة» وفقاً لما نقلته رويترز عن وكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري».
وقالت «فارس» إن استدعاء السفير سببه تصريحات رئيس البرلمان النرويجي ذي الأصول الإيرانية، مسعود قره خاني. وهذه هي المرة الثانية التي تستدعي فيها وزارة الخارجية الإيرانية أحد السفراء خلال الشهر ونصف الشهر الماضيين.
وقال متحدث باسم الحكومة الألمانية اليوم الاثنين إن الاتحاد الأوروبي سيقرر ما إذا كان سيدرج «الحرس الثوري» الإيراني على لائحة عقوبات جديدة يجري إعدادها أم لا.
وأفادت مجلة دير شبيغل السبت، دون أن تكشف عن مصادرها بأن ألمانيا وثماني دول أعضاء أخرى في الاتحاد الأوروبي تعتزم توسيع العقوبات المفروضة على إيران لتشمل الأفراد والمنظمات المرتبطة بممارسة العنف ضد المتظاهرين في إيران.
وذكرت المجلة أنه تم تقديم حزمة تضم 31 اقتراحاً في بروكسل الأربعاء الماضي تستهدف أفراداً ومؤسسات تابعة لقطاع الأمن وكذلك الشركات المسؤولة عن القمع في إيران. وقالت إن الإجراءات تشمل تجميد الأصول وحظر السفر، مضيفة أن فرصة موافقة وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي على الحزمة في اجتماعهم المقبل في 14 نوفمبر (تشرين الثاني) كبيرة.


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

نددت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع علم بنما في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس التابع للبحرية الأميركية وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم الخارجية الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)
شؤون إقليمية منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

قالت منظمات غير حكومية إن فرنسا احتجزت العديد من الإيرانيين في مراكز اعتقال في الأسابيع الأخيرة، معتبرة ذلك إشارة إلى أنّ الحكومة «تصر على رغبتها في ترحيلهم إلى إيران» رغم نفي وزير الداخلية جيرالد دارمانان. وكتبت منظمات العفو الدولية، و«لا سيماد»، و«إيرانيان جاستس كوليكتيف» في بيان الأربعاء: «تواصل الحكومة إبلاغ قرارات الترحيل إلى إيران مهددة حياة هؤلاء الأشخاص وكذلك حياة عائلاتهم». واعتبرت المنظمات أن «فرنسا تصرّ على رغبتها في الترحيل إلى إيران»، حيث تشن السلطات قمعاً دامياً يستهدف حركة الاحتجاج التي اندلعت إثر وفاة الشابة الإيرانية الكردية مهسا أميني في سبتمبر (أيلول)، أثناء احتجازها لدى شرط

«الشرق الأوسط» (باريس)
شؤون إقليمية قاآني: انتقمنا جزئياً لسليماني بطرد القوات الأميركية من المنطقة

قاآني: انتقمنا جزئياً لسليماني بطرد القوات الأميركية من المنطقة

قال مسؤول العمليات الخارجية في «الحرس الثوري»، إسماعيل قاآني، إن قواته انتقمت جزئيا من القوات الأميركية بطردها من المنطقة، مضيفا في الوقت نفسه «القدس ليست الهدف النهائي وإنما هدف وسط»، مشددا على ضرورة أن تجد إيران موقعها في انتقال القوة من الغرب إلى الشرق. ونقلت وكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري» عن قاآني قوله خلال اجتماع الجمعية العامة لطلاب الحوزات العلمية في قم إن «أميركا وإسرائيل وحتى الناتو و... تقوم بالتعبئة لتخريب إيران». وقال قاآني «مثلما قال المرشد فإن إيران من المؤكد لن تبقى بعد 25 عاماً، وهم (الإسرائيليون) يستعجلون ذلك».

«الشرق الأوسط» (طهران)
شؤون إقليمية فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

ندّدت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع عَلَم بنما، في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس، التابع لـ«البحرية» الأميركية، وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم «الخارجية» الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجَزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)

إسرائيل توافق على خطة لزيادة عدد سكانها في هضبة الجولان المحتلة إلى المثلين

آليات إسرائيلية عند هضبة الجولان قرب بلدة مجدل شمس (أ.ب)
آليات إسرائيلية عند هضبة الجولان قرب بلدة مجدل شمس (أ.ب)
TT

إسرائيل توافق على خطة لزيادة عدد سكانها في هضبة الجولان المحتلة إلى المثلين

آليات إسرائيلية عند هضبة الجولان قرب بلدة مجدل شمس (أ.ب)
آليات إسرائيلية عند هضبة الجولان قرب بلدة مجدل شمس (أ.ب)

وافقت إسرائيل ، اليوم (الأحد)، على زيادة عدد سكانها في هضبة الجولان المحتلة إلى المثلين، قائلة إن التهديدات التي تواجهها من سوريا لا تزال قائمة رغم النبرة المعتدلة لقادة قوات المعارضة الذين أطاحوا بالرئيس بشار الأسد قبل أسبوع، وفق ما نقلت وكالة «رويترز» للأنباء.

وذكر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في البيان، أن «تقوية الجولان هي تقوية لدولة إسرائيل، وهي مهمة على نحو خاص في هذا التوقيت. سنواصل التمسك بها وسنجعلها تزدهر ونستقر فيها».

وانتزعت إسرائيل السيطرة على معظم هضبة الجولان من سوريا خلال حرب عام 1967، قبل أن تضمها إليها عام 1981.

وفي 2019، أعلن الرئيس الأميركي آنذاك دونالد ترمب دعم الولايات المتحدة للسيادة الإسرائيلية على الجولان، لكن عملية الضم لم تحظَ باعتراف معظم الدول. وتطالب سوريا إسرائيل بالانسحاب منها، لكن الأخيرة ترفض ذلك متعللة مخاوف أمنية. وباءت جهود سلام كثيرة بالفشل.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، في بيان اليوم (الأحد)، لمسؤولين يدققون في ميزانية إسرائيل الدفاعية: «المخاطر المباشرة التي تواجه البلاد لم تختفِ والتطورات الحديثة في سوريا تزيد من قوة التهديد، على الرغم من الصورة المعتدلة التي يدعيها زعماء المعارضة».

وقال مكتب نتنياهو إن الحكومة وافقت بالإجماع على خطة تزيد قيمتها على 40 مليون شيقل (11 مليون دولار) لتشجيع النمو السكاني في هضبة الجولان.

وأضاف أن نتنياهو قدم الخطة للحكومة «في ضوء الحرب والجبهة الجديدة مع سوريا ورغبة في زيادة عدد سكان الجولان إلى المثلين».

وقال المحلل في مركز الأبحاث الإسرائيلي (ألما) أبراهام ليفين، المتخصص في التحديات الأمنية التي تواجهها إسرائيل على حدودها الشمالية، إن نحو 31 ألفاً من الإسرائيليين استقروا في هضبة الجولان، وإن كثيراً منهم يعملون في قطاعي الزراعة، الذي يشمل مزارع الكروم، والسياحة.

وأضاف أن هضبة الجولان موطن أيضاً لما يصل إلى 24 ألفاً من الدروز السوريين.

بعيداً عن أي مغامرات غير محسوبة

وكان قائد «هيئة تحرير الشام» أحمد الشرع، قال إن إسرائيل تستخدم ذرائع كاذبة لتبرير هجماتها على سوريا، لكنه ليس مهتماً بالانخراط في صراعات جديدة، في الوقت الذي تركز فيه البلاد على إعادة الإعمار.

ويقود الشرع، المعروف باسم «أبو محمد الجولاني»، «هيئة تحرير الشام» التي قادت فصائل مسلحة أطاحت بالأسد من السلطة، يوم الأحد الماضي، منهية حكم العائلة الذي استمر 5 عقود من الزمن.

ومنذ ذلك الحين، توغلت إسرائيل داخل منطقة منزوعة السلاح في سوريا أقيمت بعد حرب عام 1973، بما في ذلك الجانب السوري من جبل الشيخ الاستراتيجي المطل على دمشق، حيث سيطرت قواتها على موقع عسكري سوري مهجور.

كما نفذت إسرائيل مئات الضربات على مخزونات الأسلحة الاستراتيجية في سوريا، غير أنها تقول إنها لا تنوي البقاء هناك، وتصف التوغل في الأراضي السورية بأنه إجراء محدود ومؤقت لضمان أمن الحدود.

وقالت إنها تدمر الأسلحة الاستراتيجية والبنية التحتية العسكرية لمنع استخدامها من قبل جماعات المعارضة المسلحة التي أطاحت بالأسد من السلطة، وبعضها نشأ من رحم جماعات متشددة مرتبطة بتنظيمي «القاعدة» و«داعش».

ونددت دول عربية عدة، بينها السعودية ومصر والإمارات والأردن، بما وصفته باستيلاء إسرائيل على المنطقة العازلة في هضبة الجولان.

وقال الشرع، في مقابلة نشرت على موقع تلفزيون سوريا، وهي قناة مؤيدة للمعارضة، إن الوضع السوري المنهك بعد سنوات من الحرب والصراعات لا يسمح بالدخول في أي صراعات جديدة. وأضاف أن الأولوية في هذه المرحلة هي إعادة البناء والاستقرار، وليس الانجرار إلى صراعات قد تؤدي إلى مزيد من الدمار.

وذكر أن الحلول الدبلوماسية هي السبيل الوحيد لضمان الأمن والاستقرار «بعيداً عن أي مغامرات عسكرية غير محسوبة».