الكرد يبدأون تحركاً لتنفيذ ورقة الاتفاق السياسي مع بغداد

TT

الكرد يبدأون تحركاً لتنفيذ ورقة الاتفاق السياسي مع بغداد

أعلن ديوان رئاسة إقليم كردستان أن وفداً كردياً سيبحث في العاصمة العراقية بغداد في غضون اليومين المقبلين ورقة المطالب الكردية التي كانت قد تضمنتها ورقة الاتفاق السياسي لما يسمى «ائتلاف إدارة الدولة». وفيما تبدي الأوساط السياسية الكردية تفاؤلاً حذراً بشأن تنفيذ المطالب الكردية سواء ما يتعلق منها بالموازنة المالية أم النفط أم كركوك فإن بغداد ممثلة بقوى الإطار التنسيقي الشيعي التي ينتمي إليها رئيس الوزراء محمد شياع السوداني تراهن على استمرار الخلافات الكردية ـ الكردية داخل الإقليم بخصوص السلطات والصلاحيات، أو على صعيد الحكومة الاتحادية؛ حيث لا تزال الخلافات قائمة بشأن وزارتي الإعمار والإسكان والبيئة. وكانت القوى السياسية العراقية (الشيعية والسنية والكردية) قد أعلنت عن انبثاق تحالف سياسي جديد أطلق عليه «ائتلاف إدارة الدولة» بعد أن فرضت القوى السياسية الكردية (ممثلة بالحزبين الكرديين الرئيسيين الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني وتحالف السيادة السني) سلسلة مطالب وشروط من أجل الموافقة على تمرير حكومة محمد شياع السوداني. وطبقاً لنصوص ورقة الاتفاق ومع صعوبة تنفيذ بعضها من الناحية العملية فإن الإطار التنسيقي الشيعي وافق عليها بوصفها مطالب واجبة التنفيذ بعد نيل الحكومة الثقة. وبينما نالت الحكومة الثقة بأغلبية كبيرة داخل البرلمان (صوّت عليها 258 نائباً) فإن الإجراءات التي أقدم عليها رئيس الوزراء محمد شياع السوداني حتى الآن تتضمن مواجهة ملفات الفساد المتراكمة لا سيما مع تفجر قضية سرقة القرن وتهريب النفط. وفيما لم يتمكن الحزبان الكرديان من حسم ملف وزارتي الإعمار والبيئة بسبب الخلاف على الحصص فإن كلا الحزبين يطالب السوداني بحسم ملفهما، بينما الأمر يعود إلى ورقة الاتفاق السياسي الموقّعة بين القوى السياسية والتي هي ملزمة لها لا لرئيس الوزراء.
وفي هذا السياق يأتي التحرك الكردي الاستباقي لبحث ورقة المطالب في وقت بدأت الحكومة العراقية دراسة الموازنة المالية للعام القادم 2023 والتي يتوقع أن تكون حصة إقليم كردستان منها إحدى النقاط الخلافية مع الحكومة الاتحادية. لكنه واستناداً لما أعلنته أربيل فإن الوفد الكردي الذي من المؤمل أن يزور بغداد اليوم الثلاثاء سيبحث مع المسؤولين الحكوميين والقوى السياسية الشيعية المطالب الكردية لا سيما ما تعده أربيل حقوقاً للكرد والتي تتضمن قضايا مختلفة سواء العلاقة مع بغداد بدءاً من قضية النفط والغاز والموازنة أو ملف التوازن في المناصب الحكومية أو البرلمانية أو المواقع التي يرى الكرد أنهم خسروها في عدد من المحافظات التي هي محل نزاع بين الطرفين مثل كركوك وصلاح الدين. إلى ذلك عد سياسي كردي مستقل عدم إمكانية تنفيذ ورقتي المطالب الكردية أو السنية التي تضمنها ائتلاف إدارة الدولة. وقال السياسي الكردي لـ«الشرق الأوسط» طالباً عدم الإشارة إلى اسمه أو هويته إن «الإطار التنسيقي الشيعي وافق على تلك المطالب ليس بوصفها قابلة للتنفيذ مثلما يتمنى الكرد والسنة بل هي قابلة للنقاش والبحث كون العديد من تلك المطالب تتعلق بالبرلمان وقسم آخر منها يتعلق بالحكومة، الأمر الذي يعني أن أي طرف سواء كان برلمانياً أم حكومياً يمكنه التنصل عن التنفيذ تحت هذه الحجة أو تلك». وأضاف أن «هناك مسألة هامة وهي أنه في الوقت الذي بات عليه الإطار التنسيقي بوصفه الكتلة الكبرى داخل البرلمان وفي الحكومة خصوصاً في ظل تراجع دور التيار الصدري فإن القوى الكردية والسنية تزداد ضعفاً وتفككاً» موضحاً أن «الخلافات الكردية ـ الكردية باتت واضحة وجلية سواء داخل حكومة الإقليم وبرلمانه بين الحزبين الكرديين حيث توجد خلافات واضحة بين رئيس حكومة الإقليم مسرور بارزاني عن الحزب الديمقراطي الكردستاني ونائب رئيس الحكومة قوباد طالباني عن الاتحاد الوطني، أو على صعيد الوزارتين الاتحاديتين وهو أمر يمكن أن يتيح مساحة لبغداد بالمناورة بشأن المطالب التي يرى الكرد أنها واجبة التنفيذ».


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

المشرق العربي الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

حثت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لدى العراق، جينين هينيس بلاسخارت، أمس (الخميس)، دول العالم، لا سيما تلك المجاورة للعراق، على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث التي يواجهها. وخلال كلمة لها على هامش فعاليات «منتدى العراق» المنعقد في العاصمة العراقية بغداد، قالت بلاسخارت: «ينبغي إيجاد حل جذري لما تعانيه البيئة من تغيرات مناخية». وأضافت أنه «يتعين على الدول مساعدة العراق في إيجاد حل لتأمين حصته المائية ومعالجة النقص الحاصل في إيراداته»، مؤكدة على «ضرورة حفظ الأمن المائي للبلاد».

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

أكد رئيس إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزاني، أمس الخميس، أن الإقليم ملتزم بقرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل، مشيراً إلى أن العلاقات مع الحكومة المركزية في بغداد، في أفضل حالاتها، إلا أنه «يجب على بغداد حل مشكلة رواتب موظفي إقليم كردستان». وأوضح، في تصريحات بمنتدى «العراق من أجل الاستقرار والازدهار»، أمس الخميس، أن الاتفاق النفطي بين أربيل وبغداد «اتفاق جيد، ومطمئنون بأنه لا توجد عوائق سياسية في تنفيذ هذا الاتفاق، وهناك فريق فني موحد من الحكومة العراقية والإقليم لتنفيذ هذا الاتفاق».

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن علاقات بلاده مع الدول العربية الشقيقة «وصلت إلى أفضل حالاتها من خلال الاحترام المتبادل واحترام سيادة الدولة العراقية»، مؤكداً أن «دور العراق اليوم أصبح رياديا في المنطقة». وشدد السوداني على ضرورة أن يكون للعراق «هوية صناعية» بمشاركة القطاع الخاص، وكذلك دعا الشركات النفطية إلى الإسراع في تنفيذ عقودها الموقعة. كلام السوداني جاء خلال نشاطين منفصلين له أمس (الأربعاء) الأول تمثل بلقائه ممثلي عدد من الشركات النفطية العاملة في العراق، والثاني في كلمة ألقاها خلال انطلاق فعالية مؤتمر الاستثمار المعدني والبتروكيماوي والأسمدة والإسمنت في بغداد.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»، داعياً الشركات النفطية الموقّعة على جولة التراخيص الخامسة مع العراق إلى «الإسراع في تنفيذ العقود الخاصة بها». جاء ذلك خلال لقاء السوداني، (الثلاثاء)، عدداً من ممثلي الشركات النفطية العالمية، واستعرض معهم مجمل التقدم الحاصل في قطاع الاستثمارات النفطية، وتطوّر الشراكة بين العراق والشركات العالمية الكبرى في هذا المجال. ووفق بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء، وجه السوداني الجهات المختصة بـ«تسهيل متطلبات عمل ملاكات الشركات، لناحية منح سمات الدخول، وتسريع التخليص الجمركي والتحاسب الضريبي»، مشدّداً على «ضرورة مراعا

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

بحث رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مع وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو العلاقات بين بغداد وروما في الميادين العسكرية والسياسية. وقال بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي بعد استقباله الوزير الإيطالي، أمس، إن السوداني «أشاد بدور إيطاليا في مجال مكافحة الإرهاب، والقضاء على عصابات (داعش)، من خلال التحالف الدولي، ودورها في تدريب القوات الأمنية العراقية ضمن بعثة حلف شمال الأطلسي (الناتو)». وأشار السوداني إلى «العلاقة المتميزة بين العراق وإيطاليا من خلال التعاون الثنائي في مجالات متعددة، مؤكداً رغبة العراق للعمل ضمن هذه المسارات، بما يخدم المصالح المشتركة، وأمن المنطقة والعالم». وبي

حمزة مصطفى (بغداد)

«حزب الله»: فقدنا طريق إمداداتنا في سوريا بعد الإطاحة بالأسد

الأمين العام لجماعة «حزب الله» اللبنانية نعيم قاسم (أ.ف.ب)
الأمين العام لجماعة «حزب الله» اللبنانية نعيم قاسم (أ.ف.ب)
TT

«حزب الله»: فقدنا طريق إمداداتنا في سوريا بعد الإطاحة بالأسد

الأمين العام لجماعة «حزب الله» اللبنانية نعيم قاسم (أ.ف.ب)
الأمين العام لجماعة «حزب الله» اللبنانية نعيم قاسم (أ.ف.ب)

قال الأمين العام لجماعة «حزب الله» اللبنانية نعيم قاسم، اليوم السبت، إن الجماعة فقدت طريق إمداداتها عبر سوريا بعد الإطاحة بالرئيس بشار الأسد قبل نحو أسبوع في هجوم كاسح شنته المعارضة.

ولم يذكر قاسم، الأسد، بالاسم في خطابه الذي بثه التلفزيون، لكنه قال إن الجماعة لا تستطيع الحكم على الحكام الجدد في سوريا قبل أن تستقر الأوضاع في البلاد، وفق ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء.

وأعرب قاسم عن أمله في «ألا تطبّع» السلطات السورية الجديدة العلاقات مع إسرائيل بعد إطاحة الأسد الذي كان حليفاً للتنظيم الشيعي.

وقال في أول خطاب له منذ إطاحة الأسد: «نتمنى أن تعتبر هذه الجهة الحاكمة الجديدة إسرائيل عدواً وألا تطبّع معها».

وكانت الجماعة الموالية لإيران قد دعمت نظام الرئيس المخلوع خلال الحرب الأهلية الدامية.