بري: تجربة الرئيس القوي فشلت

قال إن «الطائف» ساوى بين اللبنانيين

رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري (د.ب.أ)
رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري (د.ب.أ)
TT

بري: تجربة الرئيس القوي فشلت

رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري (د.ب.أ)
رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري (د.ب.أ)

يطمئن رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، زواره عندما يجاملونه بالسؤال عن صحته، بالقول: «الصحة جيدة، لكن صحة البلاد ليست كذلك». ويعدد بري في لقاء مع مجلس نقابة الصحافة، برئاسة نقيب الصحافة عوني الكعكي، المشكلات التي يعاني منها اللبنانيون، والأزمات التي تعصف بالبلاد، مشيراً إلى الإنارة في سقف القاعة بالقول «هذه كهرباء مولد… لا توجد كهرباء عند الدولة، الكهرباء التي صرفنا عليها عشرات المليارات». ويتابع مشيراً إلى الأزمة الاقتصادية، التي جعلت 81 في المائة من اللبنانيين تحت خط الفقر، ليخلص إلى «الأزمة الكبرى»، وهي الفراغ في موقع رئاسة الجمهورية.
يراهن بري على عامل الوقت الضاغط، ليساعد المعنيين في الاقتناع بضرورة التوافق لانتخاب رئيس جديد للبلاد، في ظل عجز الكتل البرلمانية عن تأمين الأصوات اللازمة للنصاب، ناهيك بالأصوات اللازمة للانتخاب. ويقول بري إن «لبنان قد يستطيع أن يتحمل أسابيع، لكنه لا يستطيع أن يتحمل أكثر من ذلك، ولا يمكن أن يتحمل لبنان واللبنانيون المزيد من التدهور». وأكد بري أنه سوف يدعو إلى عقد جلسة كل أسبوع، وهو ملتزم بهذا الأمر، لكنه يغسل يديه من دعوة جديدة للحوار في الوقت الراهن. وكشف رئيس المجلس أن جدول أعمال الحوار الذي كان بصدد الدعوة إليه كان فقط التوافق على الانتخابات الرئاسية ونقطة على السطر، وكل المحطات الخلافية التي مر بها لبنان انتهت بالحوار والتوافق من الطائف إلى الدوحة إلى طاولات الحوار في الداخل، قائلاً «فهل نتعظ؟».
علاقة بري برئيس الجمهورية السابق ميشال عون، وصهره النائب جبران باسيل، معروفة. لا ود ولا تفاهم، وهذا واضح من الحملات المتبادلة والتراشق بالتصريحات بين أنصارهما. نظرية «الرئيس القوي» التي حملها عون شعاراً لرئاسته، يجزم بري بأنها «فشلت فشلاً ذريعاً». ويرى بري أن «الرئيس القوى هو من يستطيع أن يجمع اللبنانيين حوله وحول مؤسسات الدولة، لا من يمارس قوة الإقصاء ويسعّر الخلافات والغرائز». ويأمل أن يتعظ اللبنانيون من التجارب السابقة، قائلاً: «العالم يحبنا أكثر مما نحب أنفسنا أحياناً». مع هذا، يجزم رئيس المجلس أن الوضع الأمني في لبنان «محصن، واللبنانيون يملكون من الوعي ما يحميهم من الانجرار والانزلاق في أتون الاحتراب والفتن».
ولفت بري إلى أن اتفاق الطائف «ليس درساً في إنشاء، الطائف هو دستورنا، والعبرة في تنفيذه. الاتفاق ساوى بين اللبنانيين وجعل المسلمين يتشددون أكثر من المسيحيين في الحفاظ على الصيغة الحالية»، جازماً بأنه لم يجد حماسة عند المرجعيات الدينية من الطرفين لأي صيغة تخالف المعمولة بها الآن. واعترف الرئيس بري أنه لثلاث مرات فشل بتمرير الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية وقانون انتخابات خارج القيد الطائفي وإنشاء مجلس الشيوخ. وحول المزاعم التي تقول إنه يقف وراء حماية حاكم مصرف لبنان، قال بري «اسألوا من مدد له... وأقول إذا كان مرتكباً أنا لا أغطيه».


مقالات ذات صلة

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

المشرق العربي رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

تُوفّي الموسيقار اللبناني إيلي شويري، عن 84 عاماً، الأربعاء، بعد تعرُّضه لأزمة صحية، نُقل على أثرها إلى المستشفى، حيث فارق الحياة. وأكدت ابنته كارول، لـ«الشرق الأوسط»، أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلم به العائلة، وأنها كانت معه لحظة فارق الحياة.

المشرق العربي القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

وجّه المجلس التأديبي للقضاة في لبنان ضربة قوية للمدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون، عبر القرار الذي أصدره وقضى بطردها من القضاء، بناء على «مخالفات ارتكبتها في إطار ممارستها لمهمتها القضائية والتمرّد على قرارات رؤسائها والمرجعيات القضائية، وعدم الامتثال للتنبيهات التي وجّهت إليها». القرار التأديبي صدر بإجماع أعضاء المجلس الذي يرأسه رئيس محكمة التمييز الجزائية القاضي جمال الحجار، وجاء نتيجة جلسات محاكمة خضعت إليها القاضية عون، بناء على توصية صدرت عن التفتيش القضائي، واستناداً إلى دعاوى قدمها متضررون من إجراءات اتخذتها بمعرض تحقيقها في ملفات عالقة أمامها، ومخالفتها لتعليمات صادرة عن مرجع

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن فرص انتخاب مرشح قوى 8 آذار، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، «باتت معدومة»، مشيراً إلى أن الرهان على الوقت «لن ينفع، وسيفاقم الأزمة ويؤخر الإصلاح». ويأتي موقف جعجع في ظل فراغ رئاسي يمتد منذ 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث فشل البرلمان بانتخاب رئيس، وحالت الخلافات السياسية دون الاتفاق على شخصية واحدة يتم تأمين النصاب القانوني في مجلس النواب لانتخابها، أي بحضور 86 نائباً في دورة الانتخاب الثانية، في حال فشل ثلثا أعضاء المجلس (86 نائباً من أصل 128) في انتخابه بالدورة الأولى. وتدعم قوى 8 آذار، وصول فرنجية إلى الرئاسة، فيما تعارض القوى المسيحية الأكثر

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

جدد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، تأكيد موقف المملكة من الاستحقاق الرئاسي اللبناني بوصفه «شأناً سياسياً داخلياً لبنانياً»، حسبما أعلن المتحدث باسم البطريركية المارونية في لبنان بعد لقاء بخاري بالبطريرك الماروني بشارة الراعي، بدأ فيه السفير السعودي اليوم الثاني من جولته على قيادات دينية وسياسية لبنانية. وفي حين غادر السفير بخاري بكركي من دون الإدلاء بأي تصريح، أكد المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض، أن بخاري نقل إلى الراعي تحيات المملكة وأثنى على دوره، مثمناً المبادرات التي قام ويقوم بها في موضوع الاستحقاق الرئاسي في سبيل التوصل إلى توافق ويضع حداً للفراغ الرئا

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

تأتي جولة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا على المرجعيات الروحية والسياسية اللبنانية في سياق سؤالها عن الخطوات المطلوبة لتفادي الشغور في حاكمية مصرف لبنان بانتهاء ولاية رياض سلامة في مطلع يوليو (تموز) المقبل في حال تعذّر على المجلس النيابي انتخاب رئيس للجمهورية قبل هذا التاريخ. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية ووزارية أن تحرك السفيرة الأميركية، وإن كان يبقى تحت سقف حث النواب على انتخاب رئيس للجمهورية لما للشغور الرئاسي من ارتدادات سلبية تدفع باتجاه تدحرج لبنان من سيئ إلى أسوأ، فإن الوجه الآخر لتحركها يكمن في استباق تمدد هذا الشغور نحو حاكمية مصرف لبنان في حال استحال عل

محمد شقير (بيروت)

دعم يوناني لتأكيد تهدئة لبنان مع إسرائيل

رئيس الوزراء اليوناني ورئيس الحكومة اللبنانية في مؤتمر صحافي مشترك في بيروت (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء اليوناني ورئيس الحكومة اللبنانية في مؤتمر صحافي مشترك في بيروت (أ.ف.ب)
TT

دعم يوناني لتأكيد تهدئة لبنان مع إسرائيل

رئيس الوزراء اليوناني ورئيس الحكومة اللبنانية في مؤتمر صحافي مشترك في بيروت (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء اليوناني ورئيس الحكومة اللبنانية في مؤتمر صحافي مشترك في بيروت (أ.ف.ب)

أكد رئيس وزراء اليونان كيرياكوس ميتسوتاكيس أن بلاده والمجتمع الدولي يبذلان أقصى ما يمكن القيام به لتأكيد «احترام وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، والقرار 1701 الذي يضمن سيادة لبنان الكاملة على الأراضي اللبنانية».

وجاءت إفادة رئيس حكومة اليونان خلال زيارته بيروت، الاثنين، حيث التقى رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، والذي أكد بدوره على «أهمية التقيد بالإجراءات المتخذة لوقف إطلاق النار وضمان استمراريتها، خصوصاً التنفيذ الكامل للقرار 1701».

وعقد ميقاتي ونظيره اليوناني، المسؤول الأوروبي الأول الذي يزور بيروت بعد وقف إطلاق النار، اجتماعاً ثنائياً في السرايا الحكومي، أعقبه لقاء موسع شارك فيه مسؤولون من الجانبين.

وقال رئيس الوزراء اليوناني: «نحن اليوم في منعطف حساس ومهم»، مشدداً على أهمية تطبيق اتفاق وقف النار بالكامل من الجانبين «لأنه يحق للشعبين على جانبي الحدود العيش بكرامة من دون صواريخ وقذائف».

وتابع: «بالتأكيد المجتمع الدولي واليونان يبذلان أقصى ما يمكن القيام به لتأكيد احترام وقف إطلاق النار والقرار الأممي رقم 1701 الذي يضمن سيادة لبنان الكاملة على أراضيه، وتوفير الشروط للأمن والسلام المستدام لشعبه».

رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي مستقبلاً نظيره اليوناني عند وصوله إلى بيروت (أ.ف.ب)

وتوجه ميتسوتاكيس إلى المشاركين باللقاء قائلاً: «أنا هنا لأقدم لكم رسالة دعم كبيرة، كوني رئيس الوزراء، والقائد الأوروبي الأول الذي يزور لبنان بعد تطبيق وقف إطلاق النار، ووجودي هنا يعكس اهتمام دولتي الصادق بلبنان ومؤسساته الرسمية بكل الوسائل الممكنة في هذه الأوقات الحساسة والمهمة...».

وبينما لفت رئيس وزراء اليونان إلى أن بلاده أرسلت المساعدات الإنسانية والمالية إلى لبنان في الأشهر الأخيرة، قال: «إلحاقاً بالاجتماع برئيس الوزراء اللبناني وأيضاً برئيس مجلس النواب، أصبحت أشعر بأمل كبير بأن القادة اللبنانيين سينتهزون هذه الفرصة، ويعملون بسرعة معاً لرؤية مشتركة لبلد مزدهر وسالم، ونحن سنكون إلى جانبكم، وسننضم إلى مجلس الأمن عضواً دائماً بداية شهر يناير (كانون الثاني) من العام الجديد، ونريد أن نكون عاملاً يسهم في الاستقرار في كل المنطقة، وندعم كل الجهود لسلام مستدام، وندعم بالكامل تطبيق القرار 1701».

ولفت إلى أنه «من الأساسي والمهم دعم الجيش اللبناني الذي من المفترض به أن يتحمل دوراً كبيراً في تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، وعودة النازحين إلى منازلهم»، لافتاً إلى أنه ناقش مع رئيس الوزراء اللبناني «طريقة القيام بذلك».

وتَطَرَّقَ ميتسوتاكيس إلى إسقاط النظام السوري قائلاً: «بالتأكيد سقوط نظام الأسد يعدّ تطوراً نرحب به، وعلينا أن نعمل معاً وبشكل جماعي لضمان سيادة وسلامة أراضي سوريا واحترام حقوق الإنسان في كل المجتمعات والفئات الإثنية في هذا البلد الذي يتمتع بتاريخ تراثي مهم للغاية».

رئيس الحكومة اللبنانية مرافقاً نظيره اليوناني إلى السراي الحكومي في بيروت (أ.ب)

من جهته، لفت ميقاتي إلى أنه تم البحث «في التعاون المشترك وإمكانية عقد اتفاقات ثنائية اقتصادية وتجارية بين البلدين قد تسهم في تعزيز العلاقات وتقويتها، ومساعدة لبنان على الخروج من أزمته المالية والاقتصادية، استناداً إلى الأزمة المشابهة التي مرت بها اليونان وتجاوزتها إلى حد كبير في السنوات القليلة الماضية».

وأعلن ميقاتي أنه طلب من ميتسوتاكيس «إمكان إفادة لبنان من الخبرات اليونانية في مجال الإصلاحات الاقتصادية، والتعافي المالي، خصوصاً أن البلدين مرا بتجارب مشابهة في هذا المجال».

وقال ميقاتي: «في الشق السياسي، تطرقنا بالبحث إلى الوضع الحالي في لبنان في ضوء الإجراءات المتخذة لوقف إطلاق النار، وشددنا على أهمية التقيد ببنود هذه الإجراءات وضمان استمراريتها، خصوصاً التنفيذ الكامل للقرار 1701».

ولفت إلى أن ميتسوتاكيس عبّر عن استعداد اليونان للعمل على تأمين احتياجات الجيش وفق لوائح مفصلة، وهو الموضوع الذي تم بحثه في اجتماع ثنائي بين قائد الجيش ورئيس أركان الجيش اليوناني، مثنياً على مساهمة اليونان في قوات حفظ السلام في الجنوب.

وعُقدت في السرايا الحكومي لقاءات ثنائية بين وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب ونظيره اليوناني جورج جيرابيتريتيس، كما عُقد اجتماع بين قائد الجيش العماد جوزيف عون ورئيس هيئة الأركان العامة للدفاع الوطني الجنرال ديميتروس خوبيز.

وأعرب ميقاتي عن ثقته بأن «انضمام اليونان للعضوية غير الدائمة لمجلس الأمن الدولي عن عامي 2025 و2026، سيساعد في إيصال صوت لبنان والدفاع عن حقه في السلم والاستقرار ووقف العدوان الإسرائيلي عليه».