120 رئيس دولة وحكومة يرسمون مستقبل الأرض في «كوب 27»

غوتيريش: إما التضامن أو الانتحار

القادة المشاركون في قمة المناخ
القادة المشاركون في قمة المناخ
TT

120 رئيس دولة وحكومة يرسمون مستقبل الأرض في «كوب 27»

القادة المشاركون في قمة المناخ
القادة المشاركون في قمة المناخ

انطلق مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة بشأن المناخ «كوب 27»، الاثنين، بكلمات حماسية من قادة دول العالم، في محاولة لرسم مستقبل أفضل لكوكب الأرض، الذي يستمر في إرسال «إشارات تحذيرية» عبر فيضانات وموجات احترار، وحرائق غابات، تحتم على العالم «التضامن»، أو «الانتحار الجماعي»، على حد تعبير أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة.
وجدد الأمين العام للأمم المتحدة، خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر «كوب27»، دعوته لتأسيس «عهد تاريخي بين الاقتصادات المتطورة والناشئة، يكون من شأنه إنهاء الارتهان لمصادر الطاقة الأحفورية ووقف بناء المحطات العاملة بالفحم، والتوصل إلى طاقة مستدامة تكون في متناول الجميع»، رافضاً أن تسبب أزمات أخرى مثل الحرب الروسية - الأوكرانية في «دفع المناخ إلى المرتبة الثانية في سلم الأولويات»، لأن ذلك «يؤدي إلى تدمير ذاتي»، على حد قوله، وتابع أن «الأزمات الطارئة لا ينبغي أن تشكل حجة للتراجع أو اعتماد الغسل الأخضر».
وقال غوتيريش إن «كوكب الأرض يقترب سريعاً من نقاط اللاعودة التي ستجعل من الفوضى المناخية غير قابلة للعكس»، وأضاف أن «العالم يسلك الطريق السريع نحو الجهنم المناخي ويواصل الضغط على دواسة السرعة».
وأشار الأمين العام للأمم المتحدة إلى أن عدد سكان العالم سيبلغ رسمياً ثمانية مليارات نسمة بحلول منتصف الشهر الجاري، ما يستدعي «تحركاً سريعاً وطموحاً»، داعياً إلى «زيادة الجهد لمساعدة الدول الأكثر ضعفاً على مواجهة الخسائر والأضرار التي تكبدتها جراء العواصف والفيضانات وموجات الجفاف والظواهر القصوى الأخرى التي تتكاثر»، لافتاً إلى أن «قضية الخسائر والأضرار تعد أكثر القضايا حساسية في (كوب27)»، وقال إن «التوصل إلى نتائج ملموسة على صعيد الخسائر والأضرار سيشكل اختباراً لتعهدات الحكومات لنجاح مؤتمر المناخ»، مختتماً كلمته بقوله: «لنكافح جميعاً معاً، ولننتصر».
ويشارك في الفعاليات رفيعة المستوى في «كوب 27» نحو 120 رئيس دولة وحكومة، يتناوبون على إلقاء بيانات تحدد مواقف دولهم بشأن قضية التغيرات المناخية، على مدار يومين، بالتزامن مع عقد 6 موائد مستديرة لمناقشة قضايا المياه والطاقة، وغيرها.
وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية، إن «مواجهة تغير المناخ إحدى أكثر القضايا العالمية أهمية وإلحاحاً»، مشيراً إلى أن «أنظار العالم معلقة على مدينة شرم الشيخ، أولى المدن المصرية التي تعرف طريقها نحو التحول الأخضر لمتابعة وقائع مؤتمر (كوب 27)، وما سيسفر عنه من نتائج تساهم في تحول مصائر ملايين البشر نحو الأفضل، وفي خلق بيئة نظيفة ومستدامة».

في الجلسة الافتتاحية 
وأضاف السيسي أن «الملايين حول العالم يطرحون على القادة المجتمعين في شرم الشيخ أسئلة صعبة ولكنها ضرورية، بشأن القدرة على تحمل المسؤولية في التعامل مع أخطر قضايا القرن وأشدها تأثيراً، وترجمة ما يصدر عن اجتماعاتنا من نتائج إلى واقع ملموس»، مشيراً إلى «تسارع وتيرة الكوارث المناخية، مخلفة وراءها آلاف الضحايا والمصابين والنازحين، ومسببة خسائر مادية بالمليارات، وكأن العالم قد أصبح مسرحاً لعرض مستمر للمعاناة الإنسانية في أقسى صورها». وشدد على «ضرورة التنفيذ السريع والفعال والعادل»، وقال إن «بلاده حرصت على تسمية (كوب 27) قمة التنفيذ، لأنه الهدف الذي يجب أن تتمحور حوله جهود المشاركين فيها».
وأكد الرئيس المصري أن «ما تشهده مصر من تحول نحو الاقتصاد الأخضر منخفض الانبعاثات في كل المجالات هو ترجمة عملية لدعوتها لضرورة التنفيذ على الأرض»، وأضاف أن «قدرة المجتمع الدولي على المضي قدماً بشكل موحد ومتسق نحو تنفيذ التزامات وتعهدات اتفاق باريس، هي رهن بمقدار الثقة بين أطرافه»، مشيراً إلى «أهمية أن تشعر الدول النامية، لا سيما في أفريقيا، أنه يتم التجاوب مع أولوياتها»، وتابع أن «هذا لن يحدث دون قيام الدول المتقدمة بخطوات جادة إضافية للوفاء بالتعهدات التي أخذتها على نفسها في تمويل المناخ ودعم جهود التكيف والتعامل مع قضية الخسائر والأضرار الناجمة عن تغير المناخ في الدول النامية والأقل نمواً».
واستطرد السيسي إن «الوقت يداهمنا لنحسم هذه المعركة على النحو الذي نريده ونرتضيه... حان الآن وقت العمل والتنفيذ، ولا مجال للتراجع أو التذرع بأي تحديات».
بدوره، قال الشيخ محمد بن زايد، رئيس دولة الإمارات، إن «بلاده ستظل مورداً للنفط والغاز ما دام العالم في حاجة إليهما»، مشيراً إلى «بلاده ستواصل العمل على خفض الانبعاثات»، ولفت إلى أن قمة «كوب 28»، المقرر عقدها العام المقبل في مدينة إكسبو دبي ستشمل «إنجاز أول تقييم عالمي للتقدم في اتفاق باريس بشأن المناخ، إلى جانب دعم تنفيذ مؤتمرات المناخ السابقة».
وفي سياق متصل، أطلقت أكثر من 25 دولة ضمن شراكة قادة الغابات والمناخ، الاثنين، على هامش المؤتمر، «مجموعة مساءلة» بشأن التعهد بإنهاء إزالة الغابات بحلول عام 2030، معلنة عن «ضخ مليارات الدولارات لتمويل الجهود في هذا الصدد».
وجاءت كلمة ماكي سال، رئيس السنغال ورئيس الاتحاد الأفريقي، لتشير إلى أن «الدول الأفريقية شاركت بنحو 4 في المائة فقط من الانبعاثات الكربونية»، مشدداً على ضرورة إيجاد «الدول المتقدمة تدابير مواجهة التغير المناخي».


مقالات ذات صلة

خبراء الأرصاد الجوية يتوقعون ضعف ظاهرة «النينا»

العالم «النينا» هي ظاهرة طبيعية تحدث كل بضع سنوات (أرشيفية - رويترز)

خبراء الأرصاد الجوية يتوقعون ضعف ظاهرة «النينا»

قالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إن هناك مؤشرات على أنه ربما تتشكل ظاهرة «النينا» المناخية، ولكن بشكل ضعيف للغاية.

«الشرق الأوسط» (جنيف )
الاقتصاد حذّر البنك الدولي من أن موجات الجفاف قد تطول نحو نصف سكان العالم في عام 2050 (واس) play-circle 00:30

البنك الدولي: موجات الجفاف تؤثر على نحو 70 مليون شخص سنوياً

قال البنك الدولي إن موجات الجفاف أصبحت، في ظل المناخ المتغير، أكثر تواتراً وشدة وانتشاراً، وهي تؤثر كل عام على نحو 70 مليون شخص في المتوسط.

عبير حمدي (الرياض)
بيئة مواطنون في حديقة بمدينة شوني بولاية أوكلاهوما الأميركية في نوفمبر 2024 (أ.ب)

2024 يتجه لتسجيل أعلى درجة حرارة في تاريخ الأرض

سجلت درجة حرارة الأرض خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي ثاني أعلى درجة حرارة في مثل هذا الشهر من أي عام.

«الشرق الأوسط» (برلين )
العالم العربي برامج البنك الدولي تساهم في التوعية بمخاطر التغير المناخي في اليمن (البنك الدولي)

تدهور الأراضي الزراعية في اليمن... ونصف مليون نازح بسبب المناخ

حذّر اليمن من تدهور الأراضي الزراعية بمعدل مقلق، بالتوازي مع إعلان أممي عن نزوح نصف مليون شخص خلال العام الحالي بسبب الصراع والتغيّرات المناخية.

وضاح الجليل (عدن)
خاص تم تحسين هذه النماذج لمحاكاة سيناريوهات المناخ مثل توقع مسارات الأعاصير مما يسهم في تعزيز الاستعداد للكوارث (شاترستوك)

خاص «آي بي إم» و«ناسا» تسخّران نماذج الذكاء الاصطناعي لمواجهة التحديات المناخية

«الشرق الأوسط» تزور مختبرات أبحاث «IBM» في زيوريخ وتطلع على أحدث نماذج الذكاء الاصطناعي لفهم ديناميكيات المناخ والتنبؤ به.

نسيم رمضان (زيوريخ)

احتفاء مصري بالذكرى الـ113 لميلاد «أديب نوبل» نجيب محفوظ

فعاليات متعددة في الاحتفال بذكرى ميلاد محفوظ (متحف محفوظ على فيسبوك)
فعاليات متعددة في الاحتفال بذكرى ميلاد محفوظ (متحف محفوظ على فيسبوك)
TT

احتفاء مصري بالذكرى الـ113 لميلاد «أديب نوبل» نجيب محفوظ

فعاليات متعددة في الاحتفال بذكرى ميلاد محفوظ (متحف محفوظ على فيسبوك)
فعاليات متعددة في الاحتفال بذكرى ميلاد محفوظ (متحف محفوظ على فيسبوك)

احتفت مصر بالذكرى الـ113 لميلاد «أديب نوبل» نجيب محفوظ، عبر فعاليات متنوعة في متحفه وسط القاهرة التاريخية، تضمّنت ندوات وقراءات في أعماله وسيرتيه الأدبية والذاتية، واستعادة لأعماله الروائية وأصدائها في السينما والدراما.

وأعلن «متحف نجيب محفوظ» التابع لصندوق التنمية الثقافية في وزارة الثقافة، أن الاحتفال بـ«أديب نوبل» يتضمّن ندوة عن إبداعاته ومسيرته، يُشارك فيها النّقاد، إبراهيم عبد العزيز، ومحمد الشاذلي، والدكتور محمود الشنواني، والدكتور تامر فايز، ويديرها الدكتور مصطفى القزاز. بالإضافة إلى افتتاح معرض كاريكاتير عن نجيب محفوظ، وشاعر الهند الشهير رابندراناث طاغور، ومعرض لبيع كتب نجيب محفوظ.

وأوضح الكاتب الصحافي والناقد محمد الشاذلي أن «الاحتفالية التي أقامها (متحف نجيب محفوظ) في ذكرى ميلاده الـ113 كانت ممتازة، وحضرها عددٌ كبير من المهتمين بأدبه، وضمّت كثيراً من المحاور المهمة، وكان التركيز فيها على السيرة الذاتية لنجيب محفوظ».

«متحف نجيب محفوظ» احتفل بذكرى ميلاده (صفحة المتحف على فيسبوك)

ولد نجيب محفوظ في حيّ الجمالية بالقاهرة التاريخية في 11 ديسمبر (كانون الأول) عام 1911، وقدم عشرات الأعمال الروائية والقصصية، بالإضافة إلى سيناريوهات للسينما، وحصل على جوائز عدة أهمها جائزة «نوبل في الأدب» عام 1988، ورحل عن عالمنا عام 2006.

حضر الاحتفالية بعض ممن كتبوا عن سيرة نجيب محفوظ، من بينهم إبراهيم عبد العزيز، الذي له أكثر من كتاب عن «أديب نوبل»، بالإضافة إلى الطبيب الدكتور محمود الشنواني الذي رافق الأديب لمدة 30 سنة تقريباً، وفق الشاذلي، الذي قال لـ«الشرق الأوسط»: «تَحدّث كلُّ شخص عن الكتاب الذي أصدره عن نجيب محفوظ. وإبراهيم عبد العزيز كان مرافقاً له في ندواته، وتحدّث عن كتاب (أنا نجيب محفوظ)، الذي تضمّن ما قاله محفوظ عن نفسه، بيد أني أرى أن كتابه الأهم هو (ليالي نجيب محفوظ في شيبرد) لأنه كان عبارة عن كناسة الدكان، فقد رصد السنوات الأخيرة لنجيب محفوظ».

وعن كتاب الشاذلي حول نجيب محفوظ يقول: «تعرّفت عليه بصفتي صحافياً منذ بداية الثمانينات، وقد تحدّثت عن موضوعين تناولتهما في كتابي عنه (أيام مع نجيب محفوظ ذكريات وحوارات)، وهو ما أُشيع عن هجومه على العهد الناصري، خصوصاً في روايته (الكرنك)، وهذا ليس صحيحاً، وفي الحقيقة كان محفوظ يُركّز على حقوق الإنسان والحريات أكثر من أي شيء آخر، وقد أنصف عبد الناصر في كثيرٍ من كتاباته، خصوصاً شهاداته عن هذا العصر، والنقطة الثانية ما أُشيع حول الاتهامات التي وجّهها بعضهم لنجيب محفوظ بحصوله على (نوبل) بدعم إسرائيل، وهذا ليس صحيحاً بالمرّة، وكانت تُهمة جاهزة لمن أراد إهانة الجائزة أو النّيل ممّن حصل عليها».

وأشار الشاذلي إلى أن محفوظ كان له رأيُّ مهم في السينما، وقد ترأس مؤسسة السينما في إحدى الفترات، وكان يرى أنه أصبح كاتباً شعبياً ليس بفضل القراءات ولكن بفضل السينما، فكان يحترم كلّ ما له علاقة بهذه المهنة، ويعدّها مجاورة للأدب.

محفوظ وطاغور في معرض كاريكاتير (منسق المعرض)

وتحوّلت روايات نجيب محفوظ إلى أعمال سينمائية ودرامية، من بينها أفلام «بداية ونهاية»، و«الكرنك»، و«ميرامار»، و«ثرثرة فوق النيل»، وثلاثية «بين القصرين»، و«قصر الشوق»، و«السكرية»، وأيضاً «زقاق المدق»، و«اللص والكلاب»، بالإضافة إلى مسلسلات «الحرافيش - السيرة العاشورية»، و«أفراح القبة»، و«حديث الصباح والمساء».

وضمّ المعرض الذي أقيم بالتعاون بين سفارة الهند في القاهرة، ومتحف الكاريكاتير بالفيوم، ومنصة «إيجيبت كارتون»، 38 لوحة لفنانين من 12 دولة من بينها مصر والهند والسعودية وصربيا والصين ورومانيا وروسيا وفنزويلا.

وأشار الفنان فوزي مرسي، أمين عام «الجمعية المصرية للكاريكاتير» ومنسِّق المعرض إلى أن هذا المعرض اقتُرح ليُعرض في الاحتفال بذكرى طاغور في مايو (أيار) الماضي، إذ عُرض في المركز الثقافي الهندي، وكذلك في يوم الاحتفال بعيد ميلاد «أديب نوبل» المصري نجيب محفوظ.

وقال مرسي لـ«الشرق الأوسط»: «يُعدّ المعرض جزءاً من الاحتفالية التي نظّمتها وزارة الثقافة (لأديب نوبل) الكبير، واهتمّ معظم الفنانين برسم البورتريه بشكلٍ تخيُّلي، في محاولة لعقد الصلة بين طاغور ومحفوظ».

فنانون من 12 دولة رسموا الأديبين طاغور ومحفوظ (منسق المعرض)

وفي السياق، أعلنت «دار المعارف» عن إصدار كتابٍ جديدٍ عن نجيب محفوظ في الذكرى الـ113 لميلاده، وكتب إيهاب الملاح، المُشرف العام على النشر والمحتوى في «دار المعارف» على صفحته بـ«فيسبوك»: «في عيد ميلاد الأستاذ نُقدّم هدية للقراء ولكل محبي نجيب محفوظ وهي عبارة عن كتاب (سردية نجيب محفوظ) للناقد الدكتور محمد بدوي».