الاقتصاد الأميركي يأمل في الهروب من «دوامة الأسعار والأجور»

أضاف 261 ألف وظيفة فوق التوقعات في أكتوبر

عاملون يتعاملون مع أبواب السيارات في أحد مصانع فورد في ولاية ميشيغان الأميركية (أ.ف.ب)
عاملون يتعاملون مع أبواب السيارات في أحد مصانع فورد في ولاية ميشيغان الأميركية (أ.ف.ب)
TT

الاقتصاد الأميركي يأمل في الهروب من «دوامة الأسعار والأجور»

عاملون يتعاملون مع أبواب السيارات في أحد مصانع فورد في ولاية ميشيغان الأميركية (أ.ف.ب)
عاملون يتعاملون مع أبواب السيارات في أحد مصانع فورد في ولاية ميشيغان الأميركية (أ.ف.ب)

أشار تقرير الوظائف الأميركية الشهري الصادر صباح الجمعة من وزارة العمل، إلى أن الاقتصاد الأميركي أضاف 261 ألف وظيفة خلال شهر أكتوبر (تشرين الأول)، بزيادة طفيفة عن التوقعات بإضافة 205 آلاف وظيفة فقط، لكنه كان معدلا أقل من معدل نمو الوظائف في شهر سبتمبر (أيلول) الماضي الذي بلغ 263 ألف وظيفة، مما يشير إلى أن وتيرة خلق الوظائف كانت متباطئة بشكل طفيف خلال شهر أكتوبر. وجاءت أفضل المكاسب الوظيفية في مجال الرعاية الصحية والتصنيع والخدمات المهنية والتقنية.
وأشار التقرير إلى أن معدل البطالة ارتفع إلى 3.7 بالمائة، وقد رصد مكتب إحصاء وزارة العمل الأميركية أن معدل البطالة ظل في حدود 3.5 بالمائة إلى 3.7 بالمائة منذ مارس (آذار) الماضي.
لكن الأرقام جعلت الديمقراطيين متفائلين بهذه النتائج، التي ترسل إشارات إيجابية حول وضع الاقتصاد الأميركي قبل أيام من إجراء انتخابات التجديد النصفي، وقد صدر التقرير بعد يومين من إعلان رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول عن رفع جديد لأسعار الفائدة بمعدل 0.75 نقطة، مما أدى إلى زيادة المخاوف لدى الأميركيين من دخول الاقتصاد إلى حالة ركود.
وساعدت قوة سوق العمل ملايين الأميركيين على التعافي من خسائرهم المالية خلال ركود جائحة كورونا، وخلق نمو سريع للأجور، وساعد العمال في العثور على وظائف جديدة بأجور وتعويضات أفضل. لكن يعتقد العديد من الاقتصاديين أن سوق العمل القوية تاريخيًا قد دفعت أيضًا التضخم إلى أعلى، مما دفع بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى رفع أسعار الفائدة بهدف إبطائها.
ويأمل بنك الاحتياطي الفيدرالي في خفض التضخم عن طريق إبطاء الاقتصاد وإضعاف سوق العمل بما يكفي لجعل الأسر والشركات تنفق أموالًا أقل، ولكن دون التسبب في ركود.
وأشارت تقارير اقتصادية إلى أن الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة نما بنسبة 2.6 بالمائة خلال الشهور الثلاثة الماضية، وفي المقابل تقلص النشاط الاقتصادي بنسبة 2.2 بالمائة خلال الأشهر الستة الأولى من العام، ولا يزال التضخم المرتفع مصدر قلق كبير لصناع السياسة الفيدراليين.
فعند مواجهة التضخم المرتفع يخشى صانعو السياسة مما يشار إليه على أنه دوامة «الأسعار والأجور»، حيث يدفع ارتفاع الأسعار العمال إلى المطالبة برفع الزيادات في الأجور التي تساعدهم على شراء السلع، الأمر الذي يؤدي بدوره إلى ارتفاع الأسعار، مما يؤدي إلى دورة مستمرة من ارتفاع التضخم.
ويقول المحللون إنه إذا استمر نمط نمو الوظائف لشهر أكتوبر في تحقيق مكاسب قوية للوظائف، فقد ينخفض التضخم دون رفع الاحتياطي الفيدرالي للمعدلات المرتفعة بما يكفي لإحداث ركود. بينما قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول يوم الأربعاء إن النافذة للقيام بذلك ممكنة، يقول خبراء آخرون إن الوقت لم يفت بعد بالنسبة للولايات المتحدة لتفادي الركود الاقتصادي.


مقالات ذات صلة

قنابل موقوتة تهدد الاقتصاد العالمي في 2025

خاص ترمب وشي في قمة زعماء مجموعة العشرين بأوساكا باليابان عام 2019 (أرشيفية - رويترز)

قنابل موقوتة تهدد الاقتصاد العالمي في 2025

يقف عام 2025 عند منعطف محوري مع تنامي المواجهة التجارية بين الولايات المتحدة والصين ووسط استمرار التوترات الجيوسياسية.

هلا صغبيني (الرياض)
الاقتصاد متداولون يعملون في بورصة نيويورك (رويترز)

الأسواق الأميركية تشهد تراجعاً بسبب بيانات اقتصادية محبطة

انخفضت مؤشرات الأسهم الأميركية، يوم الخميس، في ظل بيانات محبطة قد تشير إلى تباطؤ بالنمو الاقتصادي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد يشتري الناس الهدايا في منطقة تايمز سكوير في نيويورك (رويترز)

تضخم الجملة يقاوم الانخفاض في الولايات المتحدة

ارتفعت تكاليف الجملة في الولايات المتحدة بشكل حاد خلال الشهر الماضي، ما يشير إلى أن ضغوط الأسعار لا تزال قائمة في الاقتصاد حتى مع تراجع التضخم من أعلى مستوياته.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد لافتة مكتوب عليها «نوظف الآن» في مغسل سيارات بأحد شوارع ميامي بفلوريدا (رويترز)

زيادة غير متوقعة في طلبات إعانات البطالة الأميركية

ارتفع عدد الأميركيين الذين تقدموا بطلبات جديدة للحصول على إعانات البطالة بشكل غير متوقع، الأسبوع الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
الاقتصاد يقوم عامل بإجراء فحص الجودة لمنتج وحدة الطاقة الشمسية في مصنع «لونجي للتكنولوجيا الخضراء» في الصين (رويترز)

واشنطن تُصعِّد تجارياً... رسوم جديدة على واردات الطاقة الصينية

تخطط إدارة بايدن لزيادة الرسوم الجمركية على رقائق الطاقة الشمسية، البولي سيليكون وبعض منتجات التنغستن القادمة من الصين.

«الشرق الأوسط» (بكين)

بعد ساعات على تعيين بايرو... «موديز» تخفّض تصنيف فرنسا بشكل مفاجئ

رئيس الوزراء الفرنسي المعين فرنسيس بايرو وسلفه المنتهية ولايته ميشال بارنييه خلال حفل التسليم (د.ب.أ)
رئيس الوزراء الفرنسي المعين فرنسيس بايرو وسلفه المنتهية ولايته ميشال بارنييه خلال حفل التسليم (د.ب.أ)
TT

بعد ساعات على تعيين بايرو... «موديز» تخفّض تصنيف فرنسا بشكل مفاجئ

رئيس الوزراء الفرنسي المعين فرنسيس بايرو وسلفه المنتهية ولايته ميشال بارنييه خلال حفل التسليم (د.ب.أ)
رئيس الوزراء الفرنسي المعين فرنسيس بايرو وسلفه المنتهية ولايته ميشال بارنييه خلال حفل التسليم (د.ب.أ)

خفّضت وكالة موديز للتصنيف الائتماني تصنيف فرنسا بشكل غير متوقع يوم الجمعة، ما أضاف ضغوطاً على رئيس الوزراء الجديد للبلاد، لحشد المشرّعين المنقسمين لدعم جهوده للسيطرة على المالية العامة المتوترة.

وخفض التصنيف، الذي جاء خارج جدول المراجعة المنتظم لـ«موديز» لفرنسا، يجعل تصنيفها «إيه إيه 3» من «إيه إيه 2» مع نظرة مستقبلية «مستقرة» للتحركات المستقبلية، أي 3 مستويات أقل من الحد الأقصى للتصنيف، ما يضعها على قدم المساواة مع تصنيفات وكالات منافسة «ستاندرد آند بورز» و«فيتش».

ويأتي ذلك بعد ساعات من تعيين الرئيس إيمانويل ماكرون للسياسي الوسطي المخضرم، وحليفه المبكر فرنسوا بايرو كرئيس وزراء رابع له هذا العام.

وكان سلفه ميشال بارنييه فشل في تمرير موازنة 2025، وأطاح به في وقت سابق من هذا الشهر نواب يساريون ويمينيون متطرفون يعارضون مساعيه لتقليص الإنفاق بقيمة 60 مليار يورو، التي كان يأمل في أن تكبح جماح العجز المالي المتصاعد في فرنسا.

وأجبرت الأزمة السياسية الحكومة المنتهية ولايتها على اقتراح تشريع طارئ هذا الأسبوع، لترحيل حدود الإنفاق وعتبات الضرائب لعام 2024 مؤقتاً إلى العام المقبل، حتى يمكن تمرير موازنة أكثر ديمومة لعام 2025.

وقالت «موديز» في بيان: «إن قرار خفض تصنيف فرنسا إلى (إيه إيه 3) يعكس وجهة نظرنا بأن المالية العامة في فرنسا سوف تضعف بشكل كبير بسبب التشرذم السياسي في البلاد، الذي من شأنه في المستقبل المنظور أن يقيد نطاق وحجم التدابير التي من شأنها تضييق العجز الكبير».

وأَضافت: «بالنظر إلى المستقبل، هناك الآن احتمال ضئيل للغاية بأن تعمل الحكومة المقبلة على تقليص حجم العجز المالي بشكل مستدام بعد العام المقبل. ونتيجة لذلك، نتوقع أن تكون المالية العامة في فرنسا أضعف بشكل ملموس على مدى السنوات الثلاث المقبلة مقارنة بسيناريو خط الأساس الخاص بنا في أكتوبر (تشرين الأول) 2024».

وفتحت وكالة التصنيف الائتماني الباب لخفض تصنيف فرنسا في أكتوبر، عندما غيرت توقعاتها للبلاد من «مستقرة» إلى «سلبية».

وكان بارنييه ينوي خفض عجز الموازنة العام المقبل إلى 5 في المائة من الناتج الاقتصادي من 6.1 في المائة هذا العام، مع حزمة بقيمة 60 مليار يورو من تخفيضات الإنفاق وزيادات الضرائب. لكن المشرّعين اليساريين واليمينيين المتطرفين عارضوا كثيراً من حملة التقشف وصوتوا على إجراء حجب الثقة ضد حكومة بارنييه، مما أدى إلى سقوطها.

وقال بايرو، الذي حذر منذ فترة طويلة من ضعف المالية العامة في فرنسا، يوم الجمعة بعد وقت قصير من توليه منصبه، إنه يواجه تحدياً «شاقاً» في كبح العجز.

وقال وزير المالية المنتهية ولايته أنطوان أرماند، إنه أخذ علماً بقرار «موديز»، مضيفاً أن هناك إرادة لخفض العجز كما يشير ترشيح بايرو. وقال في منشور على أحد مواقع التواصل الاجتماعي: «إن ترشيح فرنسوا بايرو رئيساً للوزراء والإرادة المؤكدة لخفض العجز من شأنه أن يوفر استجابة صريحة».

ويضيف انهيار الحكومة وإلغاء موازنة عام 2025، إلى أشهر من الاضطرابات السياسية التي أضرت بالفعل بثقة الشركات، مع تدهور التوقعات الاقتصادية للبلاد بشكل مطرد.

ووضعت الأزمة السياسية الأسهم والديون الفرنسية تحت الضغط، ما دفع علاوة المخاطر على سندات الحكومة الفرنسية في مرحلة ما إلى أعلى مستوياتها على مدى 12 عاماً.