القيادة الأميركية الاستراتيجية: الصين ستتفوق علينا وروسيا لن تذهب لأي مكان

الأدميرال تشارلز ريتشارد (تويتر)
الأدميرال تشارلز ريتشارد (تويتر)
TT

القيادة الأميركية الاستراتيجية: الصين ستتفوق علينا وروسيا لن تذهب لأي مكان

الأدميرال تشارلز ريتشارد (تويتر)
الأدميرال تشارلز ريتشارد (تويتر)

في أحدث تحذيرات عن المخاوف التي يبديها قادة البنتاغون، وقلقهم من احتمال ألا تكون القوات الأميركية في حالة جهوزية، في مواجهة التحديات العسكرية المقبلة، قال الأدميرال تشارلز ريتشارد، قائد القوات الأميركية الاستراتيجية (ستراتكوم)، إن الصراع الحالي في أوكرانيا ليس الأسوأ، الذي يجب أن تكون الولايات المتحدة مستعدة له. وأضاف القائد الأميركي، في خطاب ألقاه في الندوة السنوية، لرابطة الغواصات البحرية وتحديث الصناعة، إن الولايات المتحدة «يجب أن تستعد، فأزمة أوكرانيا التي نحن فيها الآن، هي مجرد عملية إحماء... الكبير قادم. ولن يمر وقت طويل قبل أن يتم اختبارنا بطرق لم نختبرها منذ وقت طويل». وقال ريتشارد: «علينا القيام ببعض التغييرات الجوهرية السريعة في الطريقة التي نتعامل بها في الدفاع عن هذه الأمة. سأخبرك بأن الوضع الحالي يوضح كيف يبدو الإكراه النووي وكيف أنت، أو كيف لا تصمد أمام ذلك».
وأضاف ريتشارد: «المنافسون مثل الصين يتفوقون على الولايات المتحدة بطريقة دراماتيكية... ويجب على الولايات المتحدة أن تصعد من لعبة الردع الخاصة بها، وإلا فستنهار».
وقال: «بينما أقوم بتقييم مستوى ردعنا ضد الصين، فإن السفينة تغرق ببطء. إنها تغرق ببطء، لكنها تغرق، لأنهم في الأساس يضعون القدرة في الميدان أسرع مما نحن عليه. ومع استمرار هذه المنحنيات، لن يكون الأمر مهماً إلى أي مدى نحن جيدون أو مدى جودة قادتنا، أو ما مدى جودة خيولنا، لن يكون لدينا ما يكفي منها. وهذه مشكلة على المدى القريب جداً». وهو ما اعتبر إشارة إلى تفوق الصين في عدد سفنها الحربية وتسريعها بناء المزيد من حاملات الطائرات.
ورغم ذلك، حاول ريتشارد أن يطمئن الحاضرين، ولو مؤقتاً، قائلاً، إن أحد المجالات الذي لا تزال الولايات المتحدة تهيمن عليه هو قدراتها البحرية، وخصوصاً أسطول غواصاتها.
وقال: «القدرات تحت سطح البحر لا تزال ربما الميزة الحقيقية الوحيدة غير المتكافئة التي ما زلنا نتمتع بها ضد خصومنا... ولكن ما لم نرفع الوتيرة، فيما يتعلق بإصلاح مشاكل الصيانة، وبدء أعمال البناء الجديدة... إذا لم نتمكن من معرفة ذلك... فلن نضع أنفسنا في وضع جيد للحفاظ على استراتيجية الردع والدفاع الوطني».
وأضاف: «استعادة الميزة في مجالات أخرى قد تعني النظر إلى الوراء، ما يصل إلى 60 عاماً أو أكثر، إلى الوقت الذي كان فيه الجيش الأميركي قادراً على القيام بالأشياء بشكل أسرع مما يفعله اليوم».
وقال: «كنا نعرف كيف نتحرك بسرعة، وفقدنا فن ذلك»، في إشارة إلى البيروقراطية والإجراءات الطويلة للموافقة على طلبات التمويل والخلافات السياسية، في إقرار موازنات وزارة الدفاع، التي باتت تعرقل وتكبل جهود البنتاغون للحصول على الأسلحة الجديدة.
وقدم مثالاً لذلك، مشيراً إلى صاروخ «كروز» من طراز «إيه جي إم - 28»، الذي دخل الخدمة عام 1960، وقال: «انطلقت القوات الجوية من طلب، كتب تقريباً على منديل... عندما اكتشفوا في أواخر الخمسينات من القرن الماضي أن أنظمة الدفاع الجوي السوفياتية المتكاملة كانت قادرة حتى على إسقاط القاذفة الاستراتيجية (بي – 52)، وكنا بحاجة إلى شيء يسمى (صاروخ كروز). وهكذا، تم تصور كيف يمكن أن يكون سلاح المواجهة».
وأضاف: «تمكن الجيش الأميركي من الحصول على الصاروخ في غضون 33 شهراً فقط. كان لدينا سربان من طائرات «بي - 52» مجهزة برأس حربي نووي يبلغ طوله 800 ميل بحري، بسرعة تفوق 2 ماخ، وبدقة كانت جيدة حقاً يومها، في أقل من ثلاث سنوات».
وتابع: «كان هذا السلاح رائعاً لدرجة أنه يمكنك بالفعل تشغيل محركات الصواريخ أيضاً، المثبتة على الأجنحة، لمنح الطائرات قوة دفع إضافية عند الإقلاع».
وفيما أورد الأدميرال ريتشارد أمثلة أخرى، على كيفية تمكن الجيش الأميركي من التطور السريع والقدرة الميدانية لتلبية احتياجاته، حض على عودة الولايات المتحدة إلى ذلك.
وقال: «يجب أن نعود إلى العمل المتمثل في عدم الحديث عن كيفية تخفيف فشلنا المفترض في نهاية المطاف في الحصول على أسلحة جديدة، وعكسها بالطريقة التي اعتدناها لطرح الأسئلة على هذه الأمة. ما الذي سيستغرقه الأمر؟ هل هو المال؟ هل هو الأشخاص؟ هل تحتاج إلى سلطات؟ ما الأخطار؟ هكذا وصلنا إلى القمر بحلول عام 1969. نحتاج إلى إعادة بعض من ذلك، وإلا فإن الصين سوف تتفوق علينا ببساطة، وروسيا لن تذهب إلى أي مكان في أي وقت قريب».


مقالات ذات صلة

بايدن يستضيف رئيس الفلبين لمواجهة تصاعد التوترات مع الصين

الولايات المتحدة​ بايدن يستضيف رئيس الفلبين لمواجهة تصاعد التوترات مع الصين

بايدن يستضيف رئيس الفلبين لمواجهة تصاعد التوترات مع الصين

في تحول كبير نحو تعزيز العلاقات الأميركية - الفلبينية، يستضيف الرئيس الأميركي جو بايدن، الرئيس الفلبيني فرديناند ماركوس جونيور، في البيت الأبيض مساء الاثنين، في بداية أسبوع من اللقاءات رفيعة المستوى، تمثل تحولاً في العلاقة بين البلدين التي ظلت في حالة من الجمود لفترة طويلة. زيارة ماركوس لواشنطن التي تمتد 4 أيام، هي الأولى لرئيس فلبيني منذ أكثر من 10 سنوات.

هبة القدسي (واشنطن)
العالم الحرب الباردة بين أميركا والصين... هل تتغيّر حرارتها؟

الحرب الباردة بين أميركا والصين... هل تتغيّر حرارتها؟

من التداعيات المباشرة والأساسية للحرب في أوكرانيا عودة أجواء الحرب الباردة وبروز العقلية «التناحرية» التي تسود حالياً العلاقة بين الولايات المتحدة والصين. ومع كل ما يجري في العالم، نلمح الكثير من الشرارات المحتملة التي قد تؤدي إلى صدام بين القوتين الكبريين اللتين تتسابقان على احتلال المركز الأول وقيادة سفينة الكوكب في العقود المقبلة... كان لافتاً جداً ما قالته قبل أيام وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين وشكّل انعطافة كبيرة في مقاربة علاقات واشنطن مع بكين، من حيّز المصالح الاقتصادية الأميركية إلى حيّز الأمن القومي.

أنطوان الحاج
الاقتصاد الشركات الأميركية في الصين  تخشى مزيداً من تدهور علاقات البلدين

الشركات الأميركية في الصين تخشى مزيداً من تدهور علاقات البلدين

تخشى الشركات الأميركية في الصين بشكل متزايد من مزيد من التدهور في العلاقات بين البلدين، وفقاً لدراسة استقصائية أجرتها غرفة التجارة الأميركية في الصين. وأعرب 87 في المائة من المشاركين في الدراسة عن تشاؤمهم بشأن توقعات العلاقة بين أكبر الاقتصادات في العالم، مقارنة بنسبة 73 في المائة في استطلاع ثقة الأعمال الأخير. ويفكر ما يقرب من ربع هؤلاء الأشخاص، أو بدأوا بالفعل، في نقل سلاسل التوريد الخاصة بهم إلى دول أخرى.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد دعوات أميركية للحد من اعتماد الدول الغنية على السلع الصينية

دعوات أميركية للحد من اعتماد الدول الغنية على السلع الصينية

من المتوقع أن يبحث قادة مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى في قمتهم المقررة باليابان الشهر المقبل، الاتفاق على تحديد رد على التنمر الاقتصادي من جانب الصين.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد الصين تنتقد «الإكراه الاقتصادي» الأميركي

الصين تنتقد «الإكراه الاقتصادي» الأميركي

انتقدت بكين الجمعة، عزم واشنطن فرض قيود جديدة على استثمارات الشركات الأميركية في نظيرتها الصينية، معتبرة أن خطوة كهذه هي أقرب ما يكون إلى «إكراه اقتصادي فاضح وتنمّر تكنولوجي». وتدرس إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، برنامجاً لتقييد استثمارات خارجية أميركية، بما يشمل بعض التقنيات الحسّاسة التي قد تكون لها آثار على الأمن القومي. وتعاني طموحات الصين التكنولوجية أساساً من قيود تفرضها الولايات المتحدة ودول حليفة لها، ما دفع السلطات الصينية إلى إيلاء أهمية للجهود الرامية للاستغناء عن الاستيراد في قطاعات محورية مثل أشباه الموصلات. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ ونبين، إن «الولايات المتحد

«الشرق الأوسط» (بكين)

«عجوز غريب» و«ليبرالية مجنونة»... حرب التصريحات تشتعل بين هاريس وترمب

دونالد ترمب وكامالا هاريس (شبكة «سي إن إن» الأميركية)
دونالد ترمب وكامالا هاريس (شبكة «سي إن إن» الأميركية)
TT

«عجوز غريب» و«ليبرالية مجنونة»... حرب التصريحات تشتعل بين هاريس وترمب

دونالد ترمب وكامالا هاريس (شبكة «سي إن إن» الأميركية)
دونالد ترمب وكامالا هاريس (شبكة «سي إن إن» الأميركية)

وصفت كامالا هاريس نائبة الرئيس الأميركي نفسها بأنها «ليست المرشحة للفوز» في الانتخابات الرئاسية، ووصفت خصمها الجمهوري دونالد ترمب بأنه «غريب تماماً»، في حين وصف ترمب هاريس بأنها «ليبرالية مجنونة» بينما بدأ المتنافسان سلسلة من الفعاليات في إطار حملتهما الانتخابية.

ويأتي هذا التراشق بعد أسبوع عاصف شهد صعود هاريس إلى قمة بطاقة الترشيح عن الحزب الديمقراطي بعد أن تخلى الرئيس جو بايدن (81 عاماً) عن مسعاه للفوز بولاية ثانية تحت ضغط متزايد من رفاقه الديمقراطيين.

وتشير سلسلة من استطلاعات الرأي إلى أن دخول هاريس السباق محا التقدم الذي كان يتمتع به ترمب على بايدن في غضون أيام، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

عجوز غريب للغاية

وقالت هاريس في كلمة لها في فعالية خاصة لجمع التبرعات شارك فيها المغني وكاتب الأغاني جيمس تايلور في بيتسفيلد بولاية ماساتشوستس، إن الكثير مما يقوله ترمب والسيناتور الأميركي جيه دي فانس المرشح نائباً على بطاقته الانتخابية «غريب تماماً».

ويعد استخدامها لكلمة «غريب» لوصف خصومها جزءا من استراتيجية جديدة من الديمقراطيين. ووصفت حملة هاريس ترمب بأنه «عجوز وغريب للغاية» بعد ظهوره على قناة «فوكس نيوز»، يوم الخميس، وظهر مؤيد واحد على الأقل خلال فعالية، أمس السبت، حاملاً لافتة مكتوب عليها «ترمب غير طبيعي».

ومثلما فعلت خلال سلسلة من فعاليات الحملة الانتخابية خلال الأيام القليلة الماضية، قارنت هاريس مرة أخرى بين سجلها كمدعية عامة وسجل ترمب كمجرم مدان، وقالت إن مسعاها يتعلق بالمستقبل بينما يريد ترمب إعادة البلاد إلى «الماضي المظلم».

«أسوأ» من بايدن

وبعد ساعات، أطلق ترمب وابلاً من الهجمات في تجمع حاشد في سانت كلاود بولاية مينيسوتا، حول قضايا تتراوح من السلامة العامة إلى الهجرة.

وقال ترمب «إذا تمكنت ليبرالية مجنونة مثل كاملا هاريس من الوصول إلى السلطة، فإن الحلم الأميركي سيموت»، مضيفاً أن هاريس «أسوأ» من بايدن.

ووصف قرار بايدن بالتخلي عن مسعاه الرئاسي بأنه «انقلاب» دبره الحزب الديمقراطي.

وجاءت الفعالية التي شارك فيها الرئيس السابق في ساحة لهوكي الجليد تضم ما يقرب من ثمانية آلاف مقعد متوافقة مع توصية جهاز الخدمة السرية الأميركي بتجنب الأحداث الكبيرة في الهواء الطلق بعد محاولة اغتياله في تجمع جماهيري في بنسلفانيا قبل أسبوعين.

وقال ترمب، أمس السبت، على موقعه «تروث سوشيال» إنه سيستمر في عقد التجمعات في الهواء الطلق وإن جهاز الخدمة السرية «وافق على تكثيف عملياته بشكل كبير» لحمايته.

تنشيط الحملة الديمقراطية

ولم تختر ولاية مينيسوتا مرشحاً رئاسياً من الحزب الجمهوري منذ 52 عاماً، لكن حملة ترمب تعتقد على نحو متزايد أن بالإمكان الفوز بأصوات الولاية بعد تراجع التأييد لبايدن في أعقاب أدائه الكارثي في المناظرة التي جرت في 27 يونيو (حزيران).

لكن ظهور هاريس على الساحة بدلاً من بايدن، أعاد تنشيط حملة الحزب الديمقراطي التي تعثرت بشدة وسط شكوك الديمقراطيين بشأن احتمالات فوز بايدن على ترمب البالغ من العمر (78 عاماً) أو قدرته على الاستمرار في الحكم إذا قدر له النجاح.

وجمعت هاريس، أول امرأة سوداء وأول أميركية آسيوية تشغل منصب نائب الرئيس، أكثر من 100 مليون دولار في غضون 36 ساعة بعد أن قرر بايدن عدم خوض السباق. وقالت حملتها إن حملة جمع التبرعات، أمس السبت، جمعت أكثر من 1.4 مليون دولار من حوالي 800 مشارك.

وتجرى انتخابات الرئاسة الأميركية في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني).