بنك إنجلترا يجاري «الفيدرالي»... ويعارض رؤيته

أكبر رفع للفائدة منذ 33 عاماً

حاكم بنك إنجلترا المركزي أندرو بيلي في مؤتمر صحافي أمس بالعاصمة البريطانية (أ.ف.ب)
حاكم بنك إنجلترا المركزي أندرو بيلي في مؤتمر صحافي أمس بالعاصمة البريطانية (أ.ف.ب)
TT

بنك إنجلترا يجاري «الفيدرالي»... ويعارض رؤيته

حاكم بنك إنجلترا المركزي أندرو بيلي في مؤتمر صحافي أمس بالعاصمة البريطانية (أ.ف.ب)
حاكم بنك إنجلترا المركزي أندرو بيلي في مؤتمر صحافي أمس بالعاصمة البريطانية (أ.ف.ب)

رفع بنك إنجلترا (المركزي البريطاني) معدلات الفائدة الرئيسية، الخميس، بمقدار 0.75 نقطة إلى 3 في المائة، في أكبر زيادة له منذ عام 1989 لمواجهة التضخم، لكنه أشار إلى أن السوق يبالغ في تقدير رغبته في مواصلة الزيادات التي تثقل كاهل الاقتصاد.
ويستهدف بنك إنجلترا معدل تضخم بنسبة 2 في المائة، وبما أنه يتجاوز حالياً 10 في المائة، فإنه «ستكون هناك حاجة إلى مزيد من الزيادات للوصول إلى هدفنا، ولكن الذروة ستكون أقل مما يتوقعه السوق»، وفقاً لما قاله بنك إنجلترا في ملخص اجتماعه.
ويشير تحليل بيان البنك إلى أنه يسعى لمجاراة رفع أسعار الفائدة وفق مسار الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي)، لكنه يعارض رؤية الأخير من حيث استمرارية الزيادات «الفائقة» لفترات طويلة.
وهبط الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأميركي بنحو 2 في المائة ليصل إلى 1.1181 دولار عقب صدور قرار «المركزي». ومع ارتفاع التضخم في المملكة المتحدة لأعلى مستوياته في 40 عاماً عند 10.1 في المائة في سبتمبر (أيلول) الماضي، ما يعزز ضغوط تكلفة المعيشة، صوّت أغلبية أعضاء لجنة السياسة النقدية ببنك إنجلترا، أمس، لصالح رفع الفائدة 75 نقطة أساس إلى 3 في المائة، في ثامن عملية رفع للفائدة على التوالي.
ويرى البنك أن رفع الفائدة سيجعل الاقتراض أكثر تكلفة وبالتالي يشجع الأفراد على عدم إنفاق الأموال، ما يخفف الضغط على الأسعار. ولاحظت لجنة السياسة النقدية أن توقعاتها المحدثة للنمو والتضخم تشير إلى رؤية صعبة للغاية لاقتصاد المملكة المتحدة، مع تطلع البنك إلى إعادة التضخم نحو مستهدفه البالغ 2 في المائة، بحسب معلومات نقلها موقع «أرقام» عن الاجتماع.
واتخذ بنك إنجلترا نبرة متشائمة؛ حيث كان صناع السياسة يتطلعون إلى تهدئة توقعات السوق لمزيد من التضييق الشديد في السياسة النقدية. ومن المتوقع أن ينخفض الناتج المحلي الإجمالي في المملكة المتحدة بنحو 0.75 في المائة خلال النصف الثاني من عام 2022، ما يعكس الضغط على الناتج الحقيقي الناجم عن ارتفاع أسعار الطاقة والسلع.
ويتوقع البنك استمرار تراجع النمو خلال عام 2023 وفي النصف الأول من عام 2024، مع تأثير أسعار الطاقة المرتفعة وتشديد الأوضاع المالية على الإنفاق.
وبالنسبة للتضخم، توقع بنك إنجلترا أن يتراجع مؤشر أسعار المستهلكين إلى 2.2 في المائة بحلول الربع الرابع من 2024، و0.8 في المائة في الربع الرابع من 2025. وحذرت نقابة عمالية رائدة من أن ارتفاع أسعار الفائدة سيغرق المزيد من العمال في الديون والضائقة ‏المالية، وسط أدلة جديدة على تأثير أزمة تكلفة المعيشة.‏


مقالات ذات صلة

شرطة لندن تقبض على «مسلّح» أمام قصر باكنغهام

العالم شرطة لندن تقبض على «مسلّح» أمام قصر باكنغهام

شرطة لندن تقبض على «مسلّح» أمام قصر باكنغهام

أعلنت شرطة لندن، الثلاثاء، توقيف رجل «يشتبه بأنه مسلّح» اقترب من سياج قصر باكينغهام وألقى أغراضا يعتقد أنها خراطيش سلاح ناري إلى داخل حديقة القصر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق شاشة لتوفير خصوصية خلال اللحظة الأهم في تتويج الملك تشارلز

شاشة لتوفير خصوصية خلال اللحظة الأهم في تتويج الملك تشارلز

قال قصر بكنغهام وصناع شاشة جديدة من المقرر استخدامها خلال مراسم تتويج الملك تشارلز الأسبوع المقبل إن الشاشة ستوفر «خصوصية مطلقة» للجزء الأكثر أهمية من المراسم، مما يضمن أن عيون العالم لن ترى الملك وهو يجري مسحه بزيت. فالشاشة ثلاثية الجوانب ستكون ساترا لتشارلز أثناء عملية المسح بالزيت المجلوب من القدس على يديه وصدره ورأسه قبل وقت قصير من تتويجه في كنيسة وستمنستر بلندن في السادس من مايو (أيار) المقبل. وقال قصر بكنغهام إن هذه اللحظة تاريخيا كان ينظر إليها على أنها «لحظة بين الملك والله» مع وجود حاجز لحماية قدسيته.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم استقالة رئيس هيئة «بي بي سي» على خلفية ترتيب قرض لجونسون

استقالة رئيس هيئة «بي بي سي» على خلفية ترتيب قرض لجونسون

قدّم رئيس هيئة «بي بي سي» ريتشارد شارب، أمس الجمعة، استقالته بعد تحقيق وجد أنه انتهك القواعد لعدم الإفصاح عن دوره في ترتيب قرض لرئيس الوزراء آنذاك بوريس جونسون. وقال شارب، «أشعر أن هذا الأمر قد يصرف التركيز عن العمل الجيد الذي تقدّمه المؤسسة إذا بقيت في المنصب حتى نهاية فترة ولايتي». تأتي استقالة شارب في وقت يتزايد التدقيق السياسي في أوضاع «بي بي سي».

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد كبير الاقتصاديين في «بنك إنجلترا»: على البريطانيين القبول بصعوباتهم المالية

كبير الاقتصاديين في «بنك إنجلترا»: على البريطانيين القبول بصعوباتهم المالية

أكد كبير الاقتصاديين في «بنك إنجلترا»، اليوم (الثلاثاء)، أنه يتعين على البريطانيين القبول بتراجع قدرتهم الشرائية في مواجهة أزمة تكاليف المعيشة التاريخية من أجل عدم تغذية التضخم. وقال هيو بيل، في «بودكاست»، إنه مع أن التضخم نجم عن الصدمات خارج المملكة المتحدة من وباء «كوفيد19» والحرب في أوكرانيا، فإن «ما يعززه أيضاً جهود يبذلها البريطانيون للحفاظ على مستوى معيشتهم، فيما تزيد الشركات أسعارها ويطالب الموظفون بزيادات في الرواتب». ووفق بيل؛ فإنه «بطريقة ما في المملكة المتحدة، يجب أن يقبل الناس بأن وضعهم ساء، والكف عن محاولة الحفاظ على قدرتهم الشرائية الحقيقية».

«الشرق الأوسط» (لندن)
«التنمر» يطيح نائب رئيس الوزراء البريطاني

«التنمر» يطيح نائب رئيس الوزراء البريطاني

قدّم نائب رئيس الوزراء البريطاني، دومينيك راب، استقالته، أمس، بعدما خلص تحقيق مستقلّ إلى أنّه تنمّر على موظفين حكوميين. وفي نكسة جديدة لرئيس الوزراء ريشي سوناك، خلص تحقيق مستقلّ إلى أنّ راب، الذي يشغل منصب وزير العدل أيضاً، تصرّف بطريقة ترقى إلى المضايقة المعنوية خلال تولّيه مناصب وزارية سابقة. ورغم نفيه المستمر لهذه الاتهامات، كتب راب في رسالة الاستقالة الموجّهة إلى سوناك: «لقد طلبتُ هذا التحقيق، وتعهدتُ الاستقالة إذا ثبتت وقائع التنمّر أياً تكن»، مؤكّداً: «أعتقد أنه من المهم احترام كلمتي». وقبِل سوناك هذه الاستقالة، معرباً في رسالة وجهها إلى وزيره السابق عن «حزنه الشديد»، ومشيداً بسنوات خدمة

«الشرق الأوسط» (لندن)

وزير النقل: توقيع عقود لإنشاء 18 منطقة لوجيستية بـ2.6 مليار دولار في السعودية

الجاسر متحدثاً للحضور في النسخة السادسة من مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية (الشرق الأوسط)
الجاسر متحدثاً للحضور في النسخة السادسة من مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية (الشرق الأوسط)
TT

وزير النقل: توقيع عقود لإنشاء 18 منطقة لوجيستية بـ2.6 مليار دولار في السعودية

الجاسر متحدثاً للحضور في النسخة السادسة من مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية (الشرق الأوسط)
الجاسر متحدثاً للحضور في النسخة السادسة من مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية (الشرق الأوسط)

قال وزير النقل والخدمات اللوجيستية، المهندس صالح الجاسر، إن السعودية نجحت في جذب الاستثمارات من الشركات العالمية الكبرى في القطاع اللوجيستي، كاشفاً عن توقيع عقود لإنشاء 18 منطقة لوجيستية بالمواني باستثمارات تجاوزت 10 مليارات ريال (2.6 مليار دولار).

وأضاف الجاسر، خلال كلمته الافتتاحية في النسخة السادسة من مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية، (الأحد) في الرياض، أن المملكة لعبت دوراً محورياً في تعزيز كفاءة سلاسل الإمداد العالمية، مشيراً إلى أن هذا النجاح كان نتيجة للاستفادة من الإمكانات اللوجيستية المتنامية التي تتمتع بها السعودية، والتي تشمل شبكة متقدمة من المطارات والمواني عالية الكفاءة، بالإضافة إلى السكك الحديدية والطرق البرية التي تسهم في تسهيل وتسريع عمليات الشحن والتصدير.

وبيَّن أن قطاع النقل والخدمات اللوجيستية في السعودية استمرَّ في تحقيق نمو كبير، متجاوزاً التحديات التي يشهدها العالم في مختلف المناطق، موضحاً أن بلاده حافظت على جاهزيتها في سلاسل الإمداد والتوريد العالمية، وذلك من خلال التطور الملحوظ الذي شهده القطاع محلياً.

وفيما يخصُّ التطورات الأخيرة، أشار الجاسر إلى أن المملكة واصلت تقدمها في التصنيف الدولي في مناولة الحاويات خلال عام 2024، وسجَّلت 231 نقطة إضافية في مؤشر اتصال شبكة الملاحة البحرية، وأُضيف 30 خطاً بحرياً جديداً للشحن، مما يعكس دور المملكة الفاعل في تيسير حركة التجارة العالمية ودعم قطاع الخدمات اللوجيستية.

وأكد الجاسر أن إطلاق ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، المخططَ العام للمراكز اللوجيستية والمبادرة الوطنية لسلاسل الإمداد يعكس الاهتمام الكبير الذي يحظى به القطاع من الحكومة.

ووفق وزير النقل، فإن السعودية تستهدف رفع عدد المناطق اللوجيستية إلى 59 منطقة بحلول عام 2030، مقارنة بـ22 منطقة حالياً، ما يعكس التزام المملكة بتطوير بنية تحتية لوجيستية متكاملة تدعم الاقتصاد الوطني، وتعزز من مكانتها مركزاً لوجيستياً عالمياً.